الحمد الله عم برحمته جميع العباد ,وخص أهل طاعته بالهداية والرشاد, ووفقهم بلطفه
ومعونته لصالح الاعمال ,ففازوا ببلوغ المراد ورضى رب العباد, والصلاة والسلام على سيدنا وقدوتنا
محمد من صلى وصام,وحرص على رضى الرحمن ,وعلى آله وصحبه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين..وبعد:
يهل علينا في كل عام شهر عظيم مبارك شهر تنتنزل فيه البركات,وتضاعف فيه الحسنات,تفتح فيه ابواب الجنان وتوصد فيه ابواب النيران,
شهر جعله الله تعالى موسم للطاعات والعبادات ,يستكثر الناس فيه من الاعمال الصالحات ,ويتنافسون فيه فيما يقربهم الى رب المخلوقات,
شهر يوقظ النفوس من غفلتها ويزيل الران من على القلوب ,ويغير من عادات الناس ومألوفاتهم .
انه شهر الصيام والتهجد ,من قامه ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ,انه شهر القرآن والغفران ,ينتظره المؤمنون بلهف وتحرق ,
ويسرون بمقدمه كما يسر الاهل بعودة العائد من سفرطويل ولماذا لا يفرح المؤمن وهو يسمع نداء ربه :كل عمل ابن آدم له الا الصوم فانه لى وانا أجزي به"
ولماذا لا يسعد المؤمنون بمقدمه وقد ضمن لهم ربهم غفرانا لذنوبهم قالصلى الله عليه وسلم "من صام رمضان ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه".
لماذا لا ينعمون بهذا الزائر الكريم وقد أعد لهم في الجنان بابا خاصا بهم لا يدخله أحد سواهم قال صلى الله عليه وسلم"في الجنة ثمانية أبواب ,منها بابا يسمى الريان لا يدخله الا الصائمون"
لماذا لا ينتظره المؤمنون بشوق ومحبة وقد أكرمهم الله تعالى بشفاعته والقرآن قال صلى الله عليه وسلم "الصيام والقرآن يشفعا للعبد,يقول الصيام أي رب انى منعته الطعام والشهوات بالنهار فشفعنى به,ويقول القرآن أي رب
منعته النوم بالليل فشفعنى فيه فيشفعان"
انه نداء يتردد في ارجاء الكون يسمعه المؤمنون بآذان قلوبهم ,فيقبلوا على الله
تعالى بشتى ألوان العبادات والطاعات والقربات.
انها صفقة رابحة انها تجارة رائجة ياتجار الآخرة انها فرصة سانحة أيها العاملون لمرضات ربكم فلا تدعوها تفوتكم .فان السعيد\ة من فقهمه \ها الله تعالى لا غتنامها
فهيا ايها الاخوة والاخوات شمروا عن سواعد الجد والاجتهاد واخصوا هذا الايام بمزيد من العناية والاهتمام واحرصوا على مجاهدة النفس بالاكثار من العبادات والقربات
"من قبل أن يأتى أحدكم الموت فيقول رب لولا أخرتنى الى أجل قريب فأصدق وأكن من الصالحين"
نسأل الله تعالى أن يرزقنا جميعا حسن استقبال هذا الشهر الكريم .ويعيننا على استثمار اوقاتنا واغتنامها على الوجه الذى يرضى الله تعالى .