على هامش القانون المزعوم للجامعات - (د. سعيد سلامة)

على هامش القانون المزعوم للجامعات

د. سعيد سلامة | 22-02-2012

على هامش القانون المزعوم للجامعات - (د. سعيد سلامة) %D8%B3%D8%B9%D9%8A%D8%AF-%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85%D8%A9

صحيفة الأهرام مازالت على حالها، فاترة، حكومية النكهة والمذاق، ومع ذلك ضغطت على نفسى لشراء نسخة يوم الاثنين المنصرم لأعرف ماذا كتبت عن التعليم، وأن أعلم مدى تهكم محرر هذه الصفحة السابق وكراهيته للجامعة وأساتذتها.. بالفعل وجدت حوارًا مع وزير التعليم العالى الجديد "كشف" عن مشروع القانون الجديد للجامعات.. قرأت الحوار على مضض، ذلك أن تجربتنا مع وزراء التعليم العالى على مدى أكثر من ثلاثين عامًا علمتنا أنهم يجيدون الكلام.. ويستحسنون الظهور فى الإعلام المرئى، ولا يعنيهم بعد هذين الأمرين شىء.

الوزير فى حواره قال كلامًا كثيرًا، منمقًا، محفوظًا، لم أجن منه شيئًا ذا بال.. تحدث الوزير عن الارتباط بين مؤسسات التعليم العالى والمجتمع المدنى، وهذا أمر قائم، وإن كانت بعض المؤسسات المجتمعية لا تبدى تعاونًا.. وتحدث عن معايير الجودة والاعتماد، ولن نخوض فى هذا الأمر لأنه ذو شجون.. فلا جودة يمكن اعتمادها، اللهم إلا على الورق.. وتحدث الوزير أيضًا عن المزيد من استقلال الجامعات وكأن الجامعة مستقلة بالفعل وسيزيدها استقلالا.

وتناول الحديث أمورًا أخرى فى إطار خمسة عشر مبدأ سيجرى عرضها على الجامعات لإبداء الرأى قبل العرض على مجلس الشعب، بما يوحى أن الوزير حريص على رأى أعضاء الهيئة التدريسية، ولن يقطع أمرًا دونهم.. ومن جانبنا، فنحن على يقين بأن العرض المزعوم سيكون- كما كان سابقًا- صوريًا، ولن يؤخذ بأية ملاحظات تبديها الجامعات، تمامًا مثلما حدث عند عرض آليات اختيار القيادات الجامعية.

توقفت أثناء تجوالى فى أروقة الحوار عند جدول المرتبات. وجدته بهيجا، مبهجا، سيجعل الحياة وردية بلا مشكلات ولا منغصات، وسينقل الهيئة التدريسية إلى الطبقة الوسطى، وإن عند حدودها الدنيا، وسينتقل شبابها من العشوائيات إلى النظاميات.. ولكن الواقع يدحض ما جاء فى الجدول البهيج، فالجامعات تعانى أزمة مالية، وحافز الجودة الذى يتشدق به الوزير لم يصل بعد إلى مستحقيه، وإن يصل فسيكون مبتسرًا.. ما يقوله الوزير يناقض ما يجرى على ألسنة رؤساء الجامعات وكأن المراد إيقاع فتنة بين قيادة الجامعة وأعضاء هيئة التدريس.. ومن سوء الطالع نداء وصل إلى الجامعات يدعوها إلى التبرع للبلد لأنه على حافة الإفلاس، والناس يتساءلون.. كيف نتبرع وضرائب بمليارات الجنيهات لم تحصل من قطاع كبير من أصحاب الأعمال، وكيف نتبرع وهناك مستشارون للوزارات يتقاضون المليارات بلا عمل يؤدونه.. وهناك مرتبات بالملايين.. وهناك.. وهناك.

مازلت متأملا موضوع المرتبات.. هناك ملاحظتان.. الأولى أن تعديل المرتبات سيتم على مراحل خلال ثلاث سنوات، أى اللعب على وتر الزمن وتلهية الناس، كما هى عادة الحكومة. والملاحظة الثانية، أنه عند سن التقاعد يضمن المتقاعد مرتبًا لا يقل عن ثمانين بالمائة من الراتب الخاص بالتقاعد.. هذا ولم يكلف المحاور نفسه مشقة السؤال عن مغزى الثمانين فى المائة.. ونحن بدورنا نتساءل أهل عندما يصل الأستاذ إلى سن التقاعد يخفض مرتبه، بما يمثل هذا الخفض من استهزاء بقدره وجرحًا لكرامته. هل هذا الخفض بديل عن مكافأة نهاية الخدمة، وبديل عن التكريم، ألا يعلم الوزير أن كبار الأساتذة هم الأحرص على الوفاء بالأعباء التدريسية والبحثية، وهم الموجهون والمرشدون للنشء الصغير.. لقد استنكرنا هذا الخفض الذى ابتدعه الوزير الأسبق الدكتور مفيد شهاب، وذهب الرجل، ولكن بقيت بدعته، وكأنما قد لاقت هوى لدى الوزراء المتعاقبين.

ثم توقفت عيناى عند عنوان "مجانية التعليم ومسئولية الدولة تجاه المجتمع".. قرأت ما تحت العنوان غير مرة، ولم أفهم المراد.. ولا بأس من نصح الوزير بترشيد المجانية.

الخلاصة... لن يرى أساتذة الجامعات والباحثون خيرًا فى هذا البلد فى الوقت الراهن، لأسباب، منها ما يتعلق بالأساتذة أنفسهم، ومنها ما يتعلق بسياسة الدولة.. الأولى تتمثل فى عدم ترابط الأعضاء، وفى قصور تفكير كثير من القيادات الجامعية، وتتمثل الثانية فى عدم اقتناع الدولة بأهمية العلم وفى كراهيتها لأربابه.

الآن يلح نداء أريد توجيهه إلى مجلس الشعب الجديد وإلى الدولة، وإن ليس له علاقة مباشرة بهذا المقال.. يا مجلس الشعب، ويا دولة... أساتذة الجامعة لا يصلحون للعمل الوزارى وكفانا ما عانت البلاد من جراء تصرفاتهم غير الرشيدة، التى أودت بالبعض منهم إلى السجون وبالبلاد إلى الإفلاس.

زائر

مشكووور على الموضوع

بااارك الله فيك شعبااان

شكرا لمرورك نهاد

وبارك الله فيك

زائر

بارك الله فيك

تقبل مروري

شكرا لمرورك بسمة

وبارك الله فيك

» إياك أن تبتل بالماء - ( سلامة احمد سلامة)
» مشهد ضبابى - (سلامة احمد سلامة)
» دكتاتورية الأقلية الحانقة - ( د. سيد سلامة إبراهيم )
» نقود رومانية أسفل المسجد الأقصى تفند وجود الهيكل المزعوم
» قبول نتائج الصندوق - ( سلامة احمد سلامه )