اللواء العادلى بين مسبحتين |- ( عبود الزمر)

اللواء العادلى بين مسبحتين

عبود الزمر | 24-02-2012

اللواء العادلى بين مسبحتين |- ( عبود الزمر) %D8%B9%D8%A8%D9%88%D8%AF%20%D8%A7%D9%84%D8%B2%D9%85%D8%B1333

شاهدت اللواء العادلى لأول مرة، وهو يحمل مسبحته متوجهاً إلى الوزارة بعد حلف اليمين، وقد بدت عليه أمارات الصلاح والتقوى!! وكنا نعرف أنه كان يعمل مساعداً للوزير لقطاع أمن الدولة.. ولكننا لم نكن نعرف كيف جاء إلى الوزارة إلى أن جاءنا الخبر اليقين من أروقة ودهاليز وزارة الداخلية، حيث كان السبب فى اختياره مجرد تقرير تقليدى يصدر فى كل مناسبة مهمة يحذر فيها من احتمالات وقوع أحداث أثناء احتفالات أوبرا عايدة ويوصى بتشديد الرقابة واليقظة والحذر لمديرية الأمن وأقسامها التابعة لها، وهو إجراء روتينى، كما قلت لم يكن يُبنى على معلومات أو حقائق لديه, ورغم هذا لمّا وقعت حادثة الأقصر، وتم عزل اللواء الألفى تقدم العادلى بتقريره الذى أرسله مسبقاً لتبرئة نفسه من المسئولية فحملها الوزير ومدير أمن الأقصر وصعد هو على جثثهم, ولم يفطن رئيس الجمهورية كالعادة إلى حقيقة هذا التقرير فأصدر مرسوم التعيين لرجل كان يستحق الإقصاء مثل من تم عزلهم.

إن المتابع لشخصية اللواء العادلى يكتشف أنه شخص ماكر له أطماع شخصية, وميول تآمرية لا يسعى إلى استقرار وطنه, وستثبت الأيام أكثر مما كشفته التحقيقات حول شلة اللواء العادلى التى أطلق يدها فى العبث بشئون البلاد وبأرواح المواطنين.

ومن فرط مكره أنه استهل فترة وزارته بتنفيذ حكم الإعدام على المتهمين فى قتل اللواء رءوف خيرت، وكيل أمن الدولة الأسبق، متجاوزاً لقضايا سابقة عليها من حيث الزمن والتصديقات ليقول للكافة إن ضباط أمن الدولة خط أحمر، وبالتالى كسب تعاطفهم وولاءهم له وصاروا يعملون لحسابه وكأنه لايزال رئيساً لجهاز أمن الدولة!!

وهكذا ألقى العادلى بالمسبحة الأولى وارتدى القفاز الحريرى فوق قبضته الحديدية, وبدأ يُحكم سيطرته على الوزارة بالميزانية المفتوحة مع ترك أبواب الرزق الحرام أمام كل من يأكل ويؤيد ويصمت!!

ولقد تعرض اللواء العادلى لأول محنة حقيقية كانت متمثلة فى محاولة قتل الرئيس المخلوع مبارك عام 1999، حيث نظر إليه مبارك نظرة قاسية عند دخوله قاعة الاحتفالات وتوقع الجميع أنه سيُعزل ولكن الأجهزة المعاونة له أوضحت أن العادلى له خطة استراتيجية فى تطويق التيار الإسلامى, وهو أمر يروق للرئيس وأولاده الذين كانوا على صلة وثيقة باللواء العادلى كحامى حمى النظام, ولكن اللواء العادلى لم يكتف بهذه التزكية والدعم بل لعب على المحور القلبى للرئيس, فأهان نفسه حين صرح أنه يتعلم من الرئيس مبارك وهو قدوة له!! فلم يشأ الرئيس بعد كل هذا أن يعزله واكتفى بما قام به العادلى من عزل ونقل لبعض القيادات الأمنية فى الوزارة.. ولقد كان هذا الموقف هو العلامة الفارقة فى بدء ارتباط الوزير بالأسرة الحاكمة والتخديم على رغباتها ومعاقبة من يتناولها بالنقد بالأساليب الأمنية الدنيئة سواء بالتهديد أو التشهير أو اعتداء مجهولين بالضرب أو الاعتقالات أو تلفيق القضايا والسجن.

ولقد سار العادلى على هذا النهج يُفسد ولا يُصلح ويصعد فوق الجثث, ويبقى هو ما بقى المعتقلون فى السجون وما بقيت الجماعات الإسلامية على وجه الأرض, فهو أشر من يناصبهم العداء ويعمل على حصارهم وتصفيتهم سواء كانوا من الجهاديين أو من الإخوان المسلمين أو الجماعة الإسلامية أو التيار السلفى، فالجميع عنده خصوم النظام وحين قامت ثورة 25 يناير توعدها العادلى بالبطش وطلب مهلة للقضاء عليها، ولكنه فشل, ولما خرجت دائرة الصراع عن قدراته رأت الرئاسة إقحام الجيش لاستعادة الأمن فغضب العادلى من ذلك وانسحب تماماً من المشهد تاركاً الأمر للقوات المسلحة, ولقد فوجئنا بانعكاسات هذا القرار على السجون حيث وجدت ضباط سجن دمنهور يركبون سياراتهم ويغادرون السجن فلما سألت بعضهم أكدوا أن التعليمات الصادرة لديهم هى إخلاء السجون فوراً والعودة إلى منازلهم وكان هدف العادلى هو إحداث فوضى فى البلاد بإخراج مسجلى الخطر وأصحاب السوابق وإحداث حالة من فقد الأمان لدى المواطنين كى يترحموا على أيام العادلى فى ضبط الشارع!!

وهكذا اختفى اللواء العادلى من المشهد حتى عاد وهو يدخل إلى الجلسة وقد ارتدى ملابس السجن ويحمل مسبحته الثانية وبدأ يُسبّح عليها، وهو يتابع رجاله فى قطاعات الوزارة وينتظر منهم أن ينصروه من خلال إثارة الفتن والقلاقل والصراعات التى تضع البلاد فى حالة من الاضطرابات والفوضى كى يتهيأ من خلالها المناخ لإطلاق سراحه أو فراره من السجون المصرية إلى الخارج حيث ينعم بثروته فى مكان يُسمح له بالإقامة فيه.

وفى النهاية لا أحد يعرف ماذا كان يتمتم به اللواء العادلى وهو ممسك بالمسبحة عند توليه الوزارة أو عند حضوره الجلسات وهو يرتدى الملابس الزرقاء وأياً كان ما يقوله فإن للظالم يوماً يأخذه الله فيه ولو كان يحمل المسابح فى ذهابه وإيابه.

زائر

مشكور شعبان على الطرح

تحياتي لك

شكرا لمرورك نهاااااااااد

وبارك الله فيك

زائر

بااارك الله فيك

وجزاك الله خيرا

ننتظر المزيد

شكرا لمرورك بسمة

وبارك الله فيك

» عبود الزمر : ما نسبته لي "صوت الأمة" افتراء لا يليق
» لماذا أحال المشير طنطاوي اللواء عتمان إلى التقاعد؟
» "كفاية" تتهم اللواء الرويني بتدبير أحداث العباسية
» أعلن اللواء محسن الفنجري : فتح باب الترشح للانتخابات الرئاسية في مصر سيكون في يوم 15 أبريل المقبل.
» الزمر: نرحب برجوع "الظواهري" إلى مصر مرفوعَ الرأس