تونس : «شعبيّة العريّض» في الميزان : هل اهتزّت فعلا صورة «رجل الدولة»؟

«شعبيّة العريّض» في الميزان : هل اهتزّت فعلا صورة «رجل الدولة»؟

لم يكن الأسبوع هادئا بالنسبة الى وزير الداخلية علي العريض فالرجل باشر أسبوعه بتطورات عديدة جعلته يرتدي ثياب المتهم والضحيّة في الآن نفسه...«الشروق» رصدت آراء بعض السياسيين وبعص المواطنين بعد «واقعة شارع الحبيب بورقيبة» وما رافقها من جدل واسع.
قبل هذا الأسبوع كان العريّض يحظى بشعبيّة متنامية أثبتتها استطلاعات الرأي لتجعل منه أفضل وزراء حكومة حمّادي الجبالي.والأجمل من هذا كلّه أنّ الرجل حُظي بثقة متزايدة لدى النخب السياسية فوصفه الكثير منهم بـ«رجل الدولة» وقال عنه كثيرون أيضا إنّه «الوزير الوحيد الذي نجح في خلع جبّته الحزبيّة ليرتدي جبّة الدولة بمجرّد توليه لوزارة الداخلية»، وبعده بات يُطرح سؤال جدّي حول ما إن كان العريّض قد أصِيب بلعنة انتقاد قد تؤثّر في شعبيته لدى الشارع ولدى الساسة.«الشروق» طرحت السؤال على بعض من اعضاء التأسيسي فاختلفت آراؤهم باختلاف مواقفهم ممّا جدّ من أحداث.
قرار التراجع صائب
وجّهت سعاد عبد الرحيم نائبة المجلس عن حركة النهضة انتقادا لقرار الداخلية منع التظاهر في شارع بورقيبة إذ تقول «ما وقع خطأ وقد رفضه الناس وقرار التراجع عنه صائب لأنه عبّر عن ارادة شعبيّة ففي الحكومات الديمقراطية إرادة الشعب هي الأساس ثمّ إنّ الحكومة بصدد التدرّب على الديمقراطية».
وحول ما جدّ من أحداث يوم الاثنين الماضي حين باشر اعوان الامن تفريق متظاهرين بالقوّة قالت السيدة عبد الرحيم «كانت هناك شحنة من الجهتين ولّدت انفجارا وما كان يجب أن يحصل ذلك في تونس ما بعد الثورة فالتظاهر حق دستوري». وحول الاعتداء على الاعلاميين قالت عبد الرحيم «الصحافة سلطة رابعة بالنسبة لي وأنا مع إعلام يكون عموميا مسؤولا على تبليغ الفكرة والرأي والأحداث وليس حكوميا وكان على الاعلام ابراز المشاحنات من الجهتين وليس التركيز على طرف واحد إذ كانت هناك مؤشرات على الاستعداد للمواجهة من قبل المتظاهرين.وترى النائبة أن شعبيّة العريّض لن تتأثر مادام قد تمّ التراجع عن قرار منع التظاهر وبالتالي الاستجابة لمطالب الرافضين.
اهتزاز الثقة
قال فاضل موسى نائب التأسيسي في الكتلة الديمقراطية إنّ الانطباع حول العريّض كان جيّدا من خلال خطابه الديمقراطي والمتوازن والجيّد لكن ما جدّ من أحداث عنف ضدّ المتظاهرين يتناقض مع ذلك الخطاب.
كما قال إنّ التدخّل غير المبرّر لأشخاص غريبين قمعوا المتظاهرين وساندوا المجهودات الامنية يوم 9 افريل جعل هذا الانطباع الجيّد يتراجع مضيفا «ربّما لم يتمكّن العريّض جيدا من أجهزة وزارته ونراهن أن يكون تفطّن لذلك».
ويرى فاضل موسى أن تراجع الوزير عن قرار المنع وتقييده بشروط «يثبت في نهاية الامر أنّه ينصت ويتأثر في اتجاه الرأي المخالف».من جهة أخرى قال إياد الدهماني عضو الكتلة الديمقراطية في التأسيسي «أنا من الذين قالوا إنّ العريّض أحسن وزير لكن أتمنى أن لا أكون مخطئا فخطاب الوزير في جلسة المساءلة كان متشنجا وحماسيا كما لو أنه كان في اجتماع عام لحركة النهضة ورغم ترحيبنا بقرار التراجع أطلق الوزير النار على المعارضة وعلى الاعلام وعلى المجتمع المدني وبالتالي اهتزّت الثقة فيه».
تورّط
قال اياد الدهماني أيضا إنّ شعبية العريّض لدى السياسيين تراجعت بسبب الاعتداءات وبسبب الخطاب فالانطباع الجيّد الذي تشكّل حوله كرجل دولة قادر على ادارة وزارة الداخلية بدأ يتأثّر.
بدوره قال محمد براهمي عضو التأسيسي عن حركة الشعب أنّه يكاد يجزم أن قرار منع التظاهر تورّط فيه علي العريّض لأنه «كما أعرفه عانى من الاستبداد وكان يتسلل خلسة الى شارع بورقيبة في سنوات الجمر وأتساءل كيف لرجل عانى من الاستبداد أن يأمر بالاستبداد وأفضل ما فعله هو التراجع عن هذا القرار».كما قال النائب إنّ خطاب العريّض داخل المجلس كان متشنجا وفيه إيحاءات في غير محلها «وهو في حاجة ليعيد لنفسه توازنه المعهود ليقنع الشارع والنخب السياسيّة أنه رجل دولة وأنه وزير في جمهورية وليس وزيرا في حركة سياسية».
من جهتها قالت ريم محجوب نائبة، عضو الكتلة الديمقراطية عن الحزب الجمهوري (آفاق تونس)، «دُهشنا للعنف لأنه ليس مبررا خاصة وأن أحداث العنف جدّت في شوارع غير شارع بورقيبة».
واضافت «كنّا نراه رجل دولة لأنّه نجح في التفريق بين رجل الدولة ورجل الحزب وفعلا كان محاورا إذ استمع إلينا طيلة 3 ساعات في مكتبه حين توجهنا اليه بعد المسيرة الرمزية التي نظمناها عشيّة الثلاثاء رغم أنه قدّم لنا وجهة نظر واحدة تُورِّط المتظاهرين».
وذكرت محجوب أنّ خطاب الوزير أدهش المعارضة لأنّه كان مشبعا بالتهجمات على الاعلام وعلى المعارضة وعلى الكل مشيرة الى أن قرار التراجع ايجابي لكن ذلك لن يحول دون تأثّر شعبيته على الاقل لدى النخبة السياسيّة.
صدام خطير أراد العريّض خلقه
يرى عبد الوهاب الهاني ، الأمين العام لحزب المجد، إنّ كل شعبية تبنى على قرارات واجراءات ونتائج و«بالضرورة ستتأثر شعبيّته بعد تلك الاعتداءات فهو من القلائل الذين نجحوا في خلع جبّة الحزب ولبس جبّة الدولة لكن خطابه في الجلسة العامة الاستثنائية كان اقرب الى الدفاع عن الحكومة وعن الحزب أكثر من موقفه كرجل دولة».
واتهم الهاني العريّض بمحاولة ايجاد انقسام بين المواطنين حول الحقوق الاقتصادية والاجتماعية من جهة والحقوق السياسية والمدنية من جهة أخرى وهو صدام خطير لن يؤدي إلاّ الى إعادة انتاج التصادم الذي بناه الفكر الستاليني بين الحقوق الفعلية (الاقتصادية والاجتماعية) والحقوق البرجوازية (السياسية والمدنية) وهو أمر خطير جدّا في حين أن الثورة قامت على مبدإ الحرية والكرامة في جانبيهما.

زائر

شكراااا لنقل الخبر شعباااااان

تحيااااااتي لك

شكرا لمرورك بسمة

اسعدني تواجدك الطيب

بارك الله فيك وجزاك الله خيرا

» وزير داخلية تونس.. إسلامي قضى 15 عامًا سجينًا بأمن الدولة
» هل فعلا ترى الشيطان بعينك المجردة؟؟؟؟؟
» أعمال تثقل الميزان
» *** صورة من الربيع العربي ***
» الامرب بالمعروف والني عن المنكر- الشريعة هي الميزان