shaban الإدارة
عدد المساهمات : 17315 نقاط : 26579 تاريخ التسجيل : 20/11/2011 العمر : 45
| موضوع: الوسيط في علوم ومصطلح الحديث - (علم مختلف الحديث ومشكله(5)) السبت 12 مايو 2012, 2:54 pm | |
| "أشهر الكتب المؤلفة في مختلف الحديث ومشكله":
وقد ألف العلماء المحدثون وغيرهم في علم مختلف الحديث كتبا قيمة، كما يوجد الكثير من مسائل هذا العلم وقضاياه في كتب شروح الحديث وذلك كشرح الإمام النووي لصحيح مسلم، وشرح الكرماني على صحيح البخاري, وشرح الإمام الحافظ الكبير أحمد بن علي بن حجر لصحيح البخاري في الكتاب الجليل "فتح الباري بشرح صحيح البخاري", وشرح الإمام العلامة الشيخ العيني لصحيح البخاري في كتابه القيم: "عمدة القاري", فقد ضمنوا شروحهم الكثير من المباحث التي تتعلق
بالأحاديث التي خالف ظاهرها بعضها بعضا، وما ذكروا في شروحهم يربي على ما ذكره العلماء المحدثون في كتب "علوم الحديث" و"أصوله" و"مصطلحه", ومن أشهر هذه الكتب: 1- أول كتاب ألف في هذا الفن هو الكتاب الذي ألفه الإمام الكبير الشافعي رحمه الله تعالى الجامع بين علم التفسير والفقه والأصول وغيرهما من العلوم والمتوفى سنة أربع ومائتين, وهو الموسوم بـ"اختلاف الحديث". ولم يقصد الإمام الشافعي استيفاء مسائل هذا العلم وقضاياه، وهذا هو الشأن في كل مبتدئ علما لم يسبق إليه، وإنما قصد أن يذكر جملة من مسائله ينبه بها على طريقه، وليكون نبراسا يسير على ضوئه من يجيء بعده من العلماء. ولست مع السيوطي في زعمه أن الشافعي لم يقصد إفراده بالتأليف, وإنما تكلم عليه في ضمن كتابه الأم1, وسأدع العالم بالحديث الشيخ أحمد شاكر يرد عليه في تعليقاته الجيدة على كتاب "اختصار علوم الحديث" للحافظ ابن كثير المتوفى سنة أربع وسبعين وسبعمائة. قال رحمه الله وأثابه على خدمة الحديث: "ولكن هذا غير جيد فإن الشافعي كتب في الأمر كثيرا من أبحاث اختلاف الحديث، وألف فيه كتابا خاصا بهذا الاسم، وهو مطبوع بهامش الجزء السابع من الأم وذكره محمد بن إسحاق بن النديم في كتاب "الفهرست" ضمن مؤلفات الشافعي ص295، وابن النديم من أقدم المؤرخين الذين ذكروا العلوم والمؤلفين, فإنه ألف كتاب "الفهرست" حول سنة 377، وقد ذكره الحافظ ابن حجر في ترجمة الشافعي التي سماها "توالي التأسيس بمعالي ابن إدريس" ضمن مؤلفاته التي سردها نقلا عن البيهقي ص78, والبيهقي -رحمه الله- __________ 1 التدريب ص387 بتعليق الشيخ عبد الوهاب عبد اللطيف رحمه الله وأثابه ط الأولى.
من أعلم الناس بالشافعي وكتبه، وذكره ابن حجر في شرح النخبة"1. أقول: ولا أدري كيف خفي هذا على الإمام السيوطي, وهو الطلعة الباقعة، ولعله وقع على نسخة مخطوطة من كتاب "اختلاف الحديث" عقب كتاب "الأم", فظن أنه منه أو كان هذا منه على سبيل السهو أو سبق القلم، والله أعلم والعصمة لله تبارك وتعالى ولرسله عليهم الصلاة والسلام. 2- كتاب الإمام العالم الأديب أبي محمد بن عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري المتوفى سنة ست وسبعين ومائتين "276" وأسمى كتابه "تأويل مختلف الحديث" فأتى فيه بأشياء حسنة وأشياء غير حسنة قصر باعه فيه, وعذره أنه لم يكن من أهل الحديث المتمرسين فيه، ولم يكن قصده الاستيعاب, ولكن بحسبه فضلا أنه يعتبر أول من رد على النظام وأمثاله من الطاعنين في الحديث وأهله في وقت لم يقم فيه بهذا الفرض الكفائي غيره من المحدثين. ولم يأت هذا الكتاب قاصرا على "مختلف الحديث" بمعناه الفني الدقيق, ولكن جاء مشتملا عليه وعلى غيره من المشكل، فقد عرض للرد عليهم في حديث الذباب2, وفي حديث: "أن موسى لطم عين ملك الموت فأعوره"3, وفي حديث: "أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سحر وجعل سحره في بئر ذي أروان4، وأن عليا كرم الله وجهه استخرجه، وكلما حل منه عقدة وجد النبي -صلى الله عليه وسلم- خفة، فقام النبي -صلى الله عليه وسلم- كأنما أنشط من عقال"5 وغير ذلك، وهذه الأحاديث أحق أن تكون من "مشكل الحديث" وقد طبع __________ 1 اختصار علوم الحديث لابن كثير بتعليق الشيخ شاكر ص174 ط ثالثة. 2 تأويل مختلف الحديث ص228. 3 المرجع السابق ص270. 4 ويقال: بئر ذروان -بفتح الذال وسكون الراء- وهي بئر لبني زريق بالمدينة. "النهاية". 5 ص177.
هذا الكتاب مرارًا. 3- ومن الكتب النافعة المفيدة في هذا الكتاب، "مشكل الآثار" للإمام الحافظ الفقيه أبي جعفر أحمد بن محمد بن سلامة، الطحاوي المصري والذي انتهت إليه رئاسة الحنفية في مصر في عصره المتوفى سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة، وهو يعتبر من أحفل الكتب وأجمعها وأنفعها في هذا الباب, ولم يقتصر فيه على مختلف الحديث بمعناه الفني الدقيق, بل جمع فيه إلى ذلك الأحاديث المشكلة التي هي أعم من المتعارضة, وقد طبع هذا الكتاب بالهند سنة 1333هـ, فوقع في أربع مجلدات. 4- ومن الكتب المفيدة في هذا كتاب "مشكل الحديث وبيانه" للإمام الأصولي المتكلم أبي بكر محمد بن الحسن بن فورك1 الأنصاري الأصبهاني المتوفى سنة ست وأربعمائة "406هـ", ويفصح عن مراده بمشكل الحديث ما ذكره في مقدمة كتابه. قال -رحمه الله وأثابه: "أما بعد فقد وفقت -أسعدكم الله- إلى إملاء كتاب نذكر فيه ما اشتهر من الأحاديث المروية عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مما يوهم ظاهره التشبيه مما يتسلق به الملحدون على الطعن في الدين، وخصوا بتقبيح ذلك الطائفة التي هي الظاهرة بالحق لسانًا وبيانًا وقهرًا وعلوًّا وإمكانًا, الظاهرة عقائدها من شوائب الأباطيل وشوائب البدع والأهواء الفاسدة، وهي المعروفة بأنها: أصحاب الحديث"2. ومن ثمة نرى أنه يريد بالمشكل الأحاديث التي جاء إشكالها من طرق أخرى غير طريق التعارض بين حديثين أو أكثر الذي يعرف بـ"مختلف الحديث". __________ 1 هو لم يكن محدثًا بالمعنى الدقيق, ولكن له علم بالحديث, وهو إمام متكلم أصولي أديب نحوي واعظ بلغت مصنفاته في علم أصول الفقه وأصول الدين ومعاني القرآن قريبًا من مائة, وكان شديد الرد على الكرامية، وله مناظرات معهم كثيرة. "وفيات الأعيان ج4 ص272". 2 مشكل الحديث وبيانه ص2، 3.
ومن هذا العرض يتبين للناظر أن الإمام الجليل الشافعي قد استعمل "اختلاف الحديث" في معناه الدقيق الذي ذكره علماء علوم الحديث وأصوله في كتبهم فيما بعد. وأن الإمام أبا محمد بن قتيبة قد ذكر اختلاف الحديث, وأراد ما هو أعم منه وهو المشكل؛ لكونه أعم منه, فهو من إرادة الخاص وإرادة العام, وأن الإمام أحمد بن محمد الطحاوي قد استعمل المشكل, وأراد به ما يشمل مختلف الحديث, وهو ما كان بسبب التعارض بين حديثين أو أكثر، وما كان لسبب غير ذلك, ويتبين ذلك من قوله في مقدمة كتابه "مشكل الآثار": "فإني نظرت في الآثار المروية عنه -صلى الله عليه وسلم- بالأسانيد المقبولة التي نقلها ذوو التثبيت فيها، والأمانة عليها، وحسن الأداء لها، فوجدت فيها أشياء مما سقطت معرفتها والعلم بما فيها عن أكثر الناس، فمال قلبي إلى تأملها، وتبيان ما قدرت عليه من مشكلها، ومن استخراج الأحكام التي فيها، ومن نفي الإحالات عنها"1. وإن الإمام محمد بن الحسن بن فورك إنما أراد بالمشكل من الحديث نوعا آخر خلاف "مختلف الحديث", وأنه يلتقي مع الإمام أبي محمد بن قتيبة في بعض ما ذكره في كتابه تأويل "مختلف الحديث", وهي الأحاديث التي يوهم ظاهرها التشبيه والتجسيم وغيرها مما وضعته الزنادقة بقصد الطعن في "أهل الحديث", وأنهم يروون الأحاديث التي تخالف العقل والنقل. وهذا الذي وصلت إليه في بيان، "مختلف الحديث" و"مشكل الحديث" والفرق بينهما, قد أكثرت فيه القراءة والبحث والنظر، حتى وصلت فيه إلى هذه النتائج البالغة الغاية في التحرير والموازنة والتحقيق فلله الحمد والمنة، فعلى طلاب الحديث أن يعوه بقلوبهم، ويشدوا عليه بأيديهم ويعضوا عليه بنواجذهم. __________ 1 مشكل الآثار ج1 ص2.
الوَسيط في عُلوم ومُصْطلح الحَديث
محمد بن محمد بن سويلم أبو شُهبة (المتوفى: 1403هـ) | |
|
محمد مشرف عام
عدد المساهمات : 2800 نقاط : 2930 تاريخ التسجيل : 21/11/2011
| موضوع: رد: الوسيط في علوم ومصطلح الحديث - (علم مختلف الحديث ومشكله(5)) السبت 12 مايو 2012, 9:35 pm | |
| | |
|
shaban الإدارة
عدد المساهمات : 17315 نقاط : 26579 تاريخ التسجيل : 20/11/2011 العمر : 45
| موضوع: رد: الوسيط في علوم ومصطلح الحديث - (علم مختلف الحديث ومشكله(5)) السبت 12 مايو 2012, 10:43 pm | |
| شكرا لمرورك الطيب محمد
وجزاك الله خير الجزاء | |
|
???? زائر
| موضوع: رد: الوسيط في علوم ومصطلح الحديث - (علم مختلف الحديث ومشكله(5)) الأحد 13 مايو 2012, 6:56 pm | |
| باااارك الله فيك وجزاك الله خيرااا
بوركت جهودك العظيمة
ننتظر المزيد مما هو مفيد
تحيااااتي |
|
shaban الإدارة
عدد المساهمات : 17315 نقاط : 26579 تاريخ التسجيل : 20/11/2011 العمر : 45
| موضوع: رد: الوسيط في علوم ومصطلح الحديث - (علم مختلف الحديث ومشكله(5)) الإثنين 14 مايو 2012, 9:44 pm | |
| شكرا لمرورك الطيب بسمة
وجزاك الله خير الجزاء | |
|