أهلاً بكم لتتعرفوا على شعب عريق تمتد حضارته لآلاف السنين..
لا تلتفتوا إلى المتطرفين من العلمانيين الذين يريدون التخويف من الإسلاميين للانقلاب على إرادة الشعب المصري التي انعكست في انتخابات حرة نزيهة وتحت إشراف قضائي كامل.
مع الصعود الكبير للإسلاميين والذي كشفت عنه نتائج المرحلة الأولى من الانتخابات بدأت بعض الأصوات والأقلام تحذر من الخطر القادم على السياحة، وثارت العديد من الأسئلة من قبيل: هل سيسمح الإسلاميون بالسياحة؟ وهل سيتركون المتاحف؟ هل سيبقون على أبي الهول؟ وهل سيفتحون منطقة الأهرامات أمام الزائرين؟ وهل سيسمحون للسياح بنزول البحر؟
وأسئلة كثيرة الغرض منها- في رأيي- هو محاولة التأثير في نتائج المرحلتين القادمتين من جهة، واستعداء الداخل والخارج على الإسلاميين من جهة أخرى!.
وفي هذا المقال أوجه رسائل ثلاثة: - الأولى إلى السيّاح الأجانب وأقول لهم: أهلاً بكم في مصر, وعلى الرحب والسعة, ادخلوها إن شاء الله آمنين مطمئنين..
لا تلتفتوا إلى العلمانيين المتطرفين الذين يحاولون التخويف من نجاح الإسلاميين في الانتخابات البرلمانية, فهؤلاء المتطرفون يريدون الانقلاب على الديمقراطية, والالتفاف على إرادة الشعب المصري التي انعكست في انتخابات حرة نزيهة وتحت إشراف قضائي كامل.
لا تلتفتوا للشائعات التي يرددها المتطرفون الليبراليون والعلمانيون من أن الإسلاميين ضد السياحة على إطلاقها.. هذا غير صحيح؛ قد تصدر تصريحات من بعض الإسلاميين معارضة لبعض أشكال السياحة، لكن الأغلبية العظمى من الإسلاميين ليست ضد السياحة بعمومها.
أهلاً بكم في بلادنا التي يشهد العالم لشعبها بالكرم وطيب النفس، هذا الشعب الذي صنع أعظم ثورة في التاريخ ضد الظلم والاستبداد.
ثقوا أننا سنشجع السياحة وننهض بها لأنها مصدر مهم من مصادر الدخل القومي لمصر.
سنرتقي بصناعة السياحة التي يعمل بها مليون ونصف المليون مصري, وتقوم عليها أكثر من 150 صناعة, ويستفيد منها ما يقرب من 20 مليون مصري.
سنشجع المصريين على تقديم كل ما يمكن من حسن استقبال وكرم ضيافة؛ لأننا شعب مضياف وديننا الإسلامي يأمرنا بإكرام الضيف "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه"، وثقتنا فيكم أنكم ستقومون بمراعاة عاداتنا وتقاليدنا، تمامًا مثلما نفعل نحن عندما نزور بلادكم.
أنتم ضيوفنا فأهلاً بكم في مصر التي تضم ثلث آثار العالم، فرعونية ورومانية ومسيحية وإسلامية.
أهلاً بكم في مصر التي يجري فيها نهر النيل الذي يعتبر أطول أنهار العالم.. أهلاً بكم في مصر التي تتمتع بأجمل موقع في العالم وأجمل طقس.
مصر التي تطلُّ على البحرين الأحمر والأبيض المتوسط.. مصر التي تتنوع تضاريسها بين سهول ووديان ومرتفعات وجبال وواحات وصحراوات!.
أهلاً بكم لتتعرفوا على شعب عريق تمتد حضارته لآلاف السنين لتتعرفوا على سماحته وطيبته، على تعايش أهله، مسلمين ومسيحيين، لتشاهدوا المساجد إلى جوار الكنائس.. تعالوا إلى السياحة التاريخية والثقافية والشاطئية والعلاجية وسياحة المؤتمرات.
- ورسالتي الثانية إلى السياح العرب.. أهلاً بكم في بلدكم مصر.. تعالوا في ضيافة أهلكم الذين يشتركون معكم في الدين واللغة والعادات والتقاليد.
أهلاً بكم بين إخوانكم وأهليكم الذين سيعملون على راحتكم، ويضعونكم في العيون، ويشعرونكم بدفء الاستقبال.
نتمنَّى أن تكون مصر وجهتكم لقضاء أجمل الإجازات، ونحن على ثقة من أن زيارتكم لنا ستترك أطيب الأثر في نفوسكم، وستعودون منها بأجمل الذكريات.
- ورسالتي الثالثة لهؤلاء المتطرفين من العلمانيين والليبراليين الذين يحاولون تشويه الإسلاميين، مستغلين تصريحات البعض منهم عن السياحة وغيرها من القضايا، وأقول لهم: كفوا عن التشهير؛ فالشعب يعرف حقيقتكم، وإن كنتم مخلصين حقًّا لهذا الوطن فضعوا أيديكم في يد الإسلاميين الممتدة إليكم لإعادة بناء مصر من جديد، فمصر وطن الجميع لا وطن فئة أو تيار، أرجوكم ناقشوا مشكلات مصر الكبرى من اقتصاد وتعليم وإسكان وصحة؛ لأن مصر باختصار ليست فندقًا أو قرية سياحية حتى تختزل في المايوه والكاس!.
* برقيات سريعة: البرلمان القادم سيشهد أكبر تمثيل للأطياف السياسية والفكرية في المجتمع المصري- بغض النظر عن عدد المقاعد التي سيحصل عليها كل حزب- والدليل على ذلك نجاح 12 حزبًا حتى الآن في دخول البرلمان.
رغم الفشل الذريع لوزيري التضامن والبترول في توفير أسطوانات الغاز فقد تمَّ الإبقاء عليهما في الحكومة الجديدة! أقترح مبادرتهما بالاستقالة إذا فشلا في حل هذه المشكلة.
تحيةً لروح المستشار محمود سمير قنديل؛ الذي وافته المنية أثناء تأدية عمله في الإشراف على الانتخابات البرلمانية، نسأل الله له الرحمة والمغفرة ولآله الصبر الجميل.
بقلم: صلاح عبد المقصود