انصرف رسول الله -صلى الله عليه وسلم - من خيبر إلى وادي القرى وكان به جماعة من اليهود ، وانضاف إليهم جماعة من العرب .
فلما نزلوا استقبلتهم يهود بالرمي وهم على غير تعبئة . فقتل مدعم - عبد
لرسول الله -صلى الله عليه وسلم - . كان رفاعة بن زيد الجذامي وهبه
لرسول الله -صلى الله عليه وسلم - فقال الناس هنيئا له الجنة . فقال رسول
الله -صلى الله عليه وسلم - كلا ، والذي نفسي بيده . إن الشملة التي أخذها
يوم خيبر من المغانم لم تصبها القسمة
-
ص
189
- لتشتعل عليه نارا فلما سمع ذلك الناس جاء رجل بشراك أو شراكين . فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم -
شراك من نار أو شراكان من نار .
فعبأ رسول الله -صلى الله عليه وسلم - أصحابه للقتال وصفهم ثم دعاهم إلى
الإسلام فأبوا . وبرز رجل منهم . فبرز إليه الزبير بن العوام فقتله .
ثم برز آخر فبرز إليه علي فقتله . حتى قتل منهم أحد عشر رجلا . فقاتلهم
حتى أمسوا . ثم غدا عليهم . فلم ترتفع الشمس قدر رمح حتى افتتحها عنوة .
وأصابوا أثاثا ومتاعا كثيرا . فقسمه في أصحابه .
وترك الأرض والنخل بأيدي اليهود وعاملهم عليها .
ولما رجع إلى المدينة رد المهاجرون إلى الأنصار منائحهم من النخيل .
قالت عائشة -رضي الله عنها- لما فتحت خيبر قلنا الآن نشبع من التمر