كتاب الطهاره(باب قضاء الحاجة)

3- بابُ قضاءِ الحاجةِ
وفيه ثلاثةُ ضوابط :
الضابطُ الأولُ : ما يَحرُمُ : سِتَّةٌ:
1- استقبالُ القِبلةِ واستدبارُها بلا حائل.
لقول النبى صلى الله عليه وسلم الثابت في الصحيحين: " لا تستقبلوا القبلة ولا تستدبروها ببول أو غائط".
لكن الحديث الآخر: حديث ابن عمر أيضا فى الصحيحين: " رقيت على بيت حفصة فرأيت النبى صلى الله عليه وسلم يقضى حاجته مستقبل الشام مستدبر الكعبة ".
إذَا عندنا حديث في النهى عن استقبال القبلة واستدبارها، وحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم استقبل واستدبر،جمع العلماء بين هذين الحديثين فقالوا: "يحرم فى الصحراء ويجوز فى البنيان جمعًا بين الحديثين".
2- في قارعةِ الطريقِ والظِّلِّ ومواردِ النَّاسِ .
قارعة الطريق: أي وسط الطريق.
والظل: الظل النافع للأشجار.
وموارد الناس: المكان الذى يردون منه الماء في النهر ونحو ذلك الناس ينزلون فيه ليملأوا آنيتهم ويسقوا بهائمهم.
هذا المكان يحرم أن يقضى فيه الإنسان حاجته لكثرة نزول الناس وخروجهم، والحديث واضح، النبى صلى الله عليه وسلم نهى عن الملاعن الثلاث: عن البراز فى الظل وقارعة الطريق وموارد الناس.
3- وسْط القبورِ .
بتسكين السين، أما وسَط بالفتح أي أعلى، " وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا " "البقرة/ 143"، أي أعلى الأمم وأفضلها.
وسط القبور: الوسط بين الطرفين.
وسط القبور : أي لا يجوز للإنسان أن يقضى حاجته وسط القبور لحديث عقبة بن عامر أن النبى صلى الله عليه وسلم قال: " وما أبالى أوسط القبور قضيت حاجتى أو وسط السوق ".
وهذا الحديث يستدل به علماء الأصول على " القياس"، النبى صلى الله عليه وسلم قاس، قال: " وما أبالى أوسط القبور قضيت حاجتى أو وسط السوق "، أي كما أنه يحرم عليك أن تكشف عورتك أمام الناس فى السوق و الزحام كذلك يحرم عليك أن تكشف عورتك في وسط القبور، فهذا يستدل به الأصولون على القياس
4- في الماء الرَّاكدِ .
للحديث في صحيح مسلم: "نهى أن يبول الرجل فى الماء الراكد ".
5- في المسجدِ .
لحديث الأعرابى المشهور الذي بال في المسجد، وهو في الصحيحين.
6- الاستنجاءُ بِرَوْثٍ أو عظمٍ أو طعامٍ .
الروث : هو رجيع الحيوانات أكرمك الله نسمى الروث رجيع الحيوانات.
العظم: معروف والطعام كذلك لا يجوز للإنسان أن يستنجى بهذه الثلاث، أما الروث فهو طعام دواب الجن، والعظم طعام الجن.
والحديث فى صحيح مسلم أن النبى صلى الله عليه وسلم نهى أن نستنجى برجيع أو عظم،
وعن ابن مسعود أن النبى صلى الله عليه وسلم سأله الجن عن الزاد فقال: "لكم كل عظم ذكر اسم الله عليه يقع فى أيديكم أوفر ما يكون لحمًا وكل بعرة علف لدوابكم"، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "فلا تستنجوا بهما فإنهما طعام إخوانكم من الجن"، سبحان الله، يأتي الجني المسلم إلى العظام التى ذكر اسم الله عليها ويقول: " بسم الله " فتمتليء لحمًا كما كانت، فيأكلها الجني المسلم، أما العظم الذى لم يذكر اسم الله عليها يُحرم منه الجني المسلم ويأكله الجني الكافر.
الضابط الثَّاني : ما يُكرَهُ : أربعة:
1- الكلامُ أثناءَ قضائِهَا .
الكلام أثناء قضاء الحاجة ، دليله الحديث في صحيح مسلم أن النبى صلى الله عليه وسلم مر عليه رجل وهو يبول فسلم عليه فلم يرد عليه.
قد يقول قائل: قد ينطبق ذلك على الكلام بذكر الله أثناء قضاء الحاجة، فما الدليل على أن الكلام المطلق مكروه أثناء قضاء الحاجة من هذا الحديث ؟
الجواب: أن النبى لم يرد عليه بأى كلام، فلو كان الكلام بغير ذكر الله جائزًا لقال مثلاً : لا تكلمنى الآن، لكن ىالنبي صلى الله عليه وسلم لم يرد لا بذكر ولا بغيره، والقاعدة الأصولية المعروفة: "تأخير البيان عن وقت الحاجة لا يجوز".
فبما أن النبى صلى الله عليه وسلم أخر البيان فبين أنه لا يجوز أن يتكلم ولو بغير ذكر الله.
2- البولُ في مَهَبِّ الرِّيحِ .
مخافة أن يرتد الرشاش عليه فيلوث ثيابه.
3- استصحابُ ما فيه ذكرُ اللهِ .
تعظيمًا لذكر الله عز وجل، والدليل: قوله تعالى: " ذَٰلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّـهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ " "الحج/ 32".
4- الاستنجاءُ باليمينِ .
للحديث الذى رواه مسلم فى صحيحه: "أن النبى صلى الله عليه وسلم نهى أن يستنجى الرجل باليمين".
الضابطُ الثَّالِثُ : ما يُستَحَبُّ : ثلاثةٌ
1- البسملةُ والاستعاذةُ قبلَ الدُّخُولِ .
البسملة عليها دليل، والاستعاذه عليها دليل:
دليل البسملة: حديث رواه الترمذى وابن ماجه وهو حسن بشواهده، بعض العلماء ضعفه لكن الشيخ الألباني حسنه، وهذا الحديث أتمنى أن نحفظه، ونُحفِظه أبناءنا وبناتنا وزوجاتنا، لأن الله سبحانه وتعالى يقول عن الجن: " إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ " "الأعراف/ 27"، فمعنى ذلك أن الجن يراك وأنت تغير ثيابك، فالنبى صلى الله عليه وسلم أعطانا كلمة لو قلتها يعمى كل جنى معك في الغرفة ولا يراك، هذه الكلمة " بسم الله "، والدليل هو هذا الحديث الحسن لشواهده، يقول النبي صلى الله عليه وسلم فيه:
" ستر ما بين أعين الجن وعورات بني آدم إذا وضع أحدهم ثوبه أن يقول بسم الله ".
علم أولادك يقولون هذا عند وضع الثياب.
إذَا قبل دخولك للحمام وقبل كشف عورتك تقول: " بسم الله".
دليل الاستعاذة: مارواه البخارى أن النبى صلى الله عليه وسلم كان إذا أراد أن يدخل الخلاء قال: " اللهم إنى أعوذ بك من الخبث والخبائث ".
الخُبُث "جمع خبيث": وهو الشيطان الذكر.
الخبائث "جمع خبيثة" : وهي الشيطانة الأنثى.
2- تقديمُ الرِّجلِ اليُسرى في الدخولِ واليُمنى في الخروجِ .
دليله: ما ثبت فى الصحيحين من حديث عائشة: "أن النبى صلى الله عليه وسلم كان يعجبه التيامن فى تنعله وترجله وطهوره وفى شأنه كله ".
فإذا دخلت الحمام تدخل برجلك اليسرى، وإذا دخلت المسجد تدخل برجلك اليمنى.
3- قول " غفرانك " بعد الخروجِ .
لحديث عائشة: "أن النبى صلى الله عليه وسلم كان إذا خرج من الخلاء يقول: غفرانك ".

شرح كتاب بداية المتفقه

الشيخ وحيد عبد السلام بالي

__________

» فتاوى الصيام((أصابها مرض نفساني تركت على إثره الصيام لمدة أربع سنوات كتاب الصيام » باب قضاء رمضان))
» *** الحاجة إليه ***
» فتاوى الصلاة((صلاة الحاجة وصلاة حفظ القرآن))
» كتاب الطهارة(باب المياه)
» امور هامه يجب مراعاتها عند قضاء الحاجه