* الادارة بالحب *

زائر

لاشك أن ما نحن فيه من أزمات من أبرز أسبابها سوء الإدارة فنحن ننجح على المستوى الفردي لكن الأعمال الجماعية متأخرين جدا و لا نملك روح الفريق في العمل في العصر الحديث تعددت مناهج الإدارة و فلسفاتها الكل يسعى لفك تلاسم الإدارة و كأن الإدارة صندوق أسود ينبغي البحث عنه لمعرفة أسرار العملية هناك من راهن على الإدرة بالأهداف إنطلاقا من أن الإدارة تعنى بمعناها المباشر تحقيق الأهداف بواسطة الآخرين و من ثم فإن تحديد الهدف الذي ينبغي أن يحققه كل موظف و كل مدير و كل قسم داخل المؤسسة من شأنه أن يتيح الفرصة للإدارة العليا كي تحدد كفاءة الآداء و فاعليته و تضع يدها على أوجه القصور التي حالت دون تحقيق أهداف مطلوب تحقيقها لتبدأ مرحلة تصويب الإنحرافات و هناك من تحدث عن مناهج إدارية أخرى مثل الإدارة القيادية أو الإدارة الموقفية و لكن حتى الآن ما زال منهج الإدارة بالحب يتم التعامل معه بإعتباره منطقة شائكة الدخول فيها و العمل من خلالها أمر محفوف بالمخاطر ، هناك من يرى أنه منهج يفتقد إلى الواقعية و هناك من يرى أن الإدارة بالحب قد تفقد الإدارة هيبتها و قدرتها على السيطرة و من ثم فالكثيرون يؤيدون منهج الإدارة بالحزم الصواب و العقاب و يعتقدون أنه المنهج الملائم في بيئتنا العربية على وجه الخصوص و لكن إذا كنا نجرب العديد من المناهج و نتبنى الكثير من الفلسفات فلماذا لا نجرب منهج الإدارة بالحب حتى ندرك ذلك المعنى الحقيقي للإدارة بالحب .. دعونا نتأمل قليلا في معنى الحـب .. الحب يعني وجود ما يوافق ميول الإنسان و عاطفته كأن يشعر الإنسان براحة نفسية تجاه شخص أو مكان أو شئ معين ،،
أن يحرص الإنسان على إستمرارية و تطور العلاقة مع الشخص أو المكان أو الشئ الذي يحبه ،،
أن يحرص الإنسان على تنفيذ ما يُشعر الطرف الآخر بالسعادة ،،
الإدارة بالحب تعني في أعظم معانيها أن ( يخلق ) المدير علاقة حب متبادلة بينه و بين موظفيه و من خلال تثبيت هذه العلاقة يستطيع هذا المدير أن يدفع موظفيه و بروح المشاركة نحو تحقيق الأهداف التي يرغب في تحقيقها ، هذا الأمر الذي يتعلق بتوفير المناخ الملائم الذي يُشعر الموظف بأنه يرتبط بعاطفة حـب قوية مع عمله الذي يمارسه و مع مديره و مع مؤسسته ، سوف تنشأ عاطفة الحب بين الموظف و مديره عندما يشعر أن في شخصية المدير ما يدفعه لذلك و ليس مطلوبا من المدير أن يقابل موظفيه دائما بوجه بشوش إذا أصابوا أو أخطؤوا و ليس مطلوبا منه أن يبدي تعاطفه تجاه موظفيه في كل المواقف و لكن المطلوب أن يملك المدير ما يستطيع أن يؤثر به في موظفيه ، مطلوب منه أن يكون قدوة يحتذى به مطلوب منه أن يُشعر الموظف بأنه لا يتعامل معه من منطلق الرئيس و المرؤوس و لكن يتعامل معه من منطلق تكامل الجهود الإدارية و التنفيذية التي تحقق أهداف المؤسسة و أهداف العاملين بها فالقائد العظيم لا يضع نفسه فوق أتباعه إلا في تحمل المسؤليات ، عليه أيضا تجنب إصدار الأوامر غير القابلة للنقاش بل يسير في طريق إقناع الآخرين بالوسيلة أو الهدف المطلوب تحقيقه ، تحضرني هنا مقولة لأحد الخبراء في العلاقات الإنسانية ( إذا لم يكن الرجل الذي يعمل في المكتب قادرا على أن تسويق نفسه و أفكاره ، إذا لم يكن عنده القدرة على إقناع الآخرين بسلامة معتقداته فلن يصل إلى مراده فقد يكون عنده أعظم أفكار في العالم و قد يكون عنده من الخطط ما يُحدث ثورة في الصناعة و لكن إذا لم يقنع الآخرين بأن أفكاره عظيمة فلن يحصل على الفرصة للتأثير عليهم ) ..
الإدراة بالحب تعني أيضا حرص الإدارة على وضع الموظف المناسب في المكان المناسب ، من المهم جدا ان يؤدي الموظف العمل الذي يحبه ، فحب الموظف لعمله يجعله تلقائيا يشعر بالتوافق مع نفسه و من ثم توافقه مع الآخرين ..
الإدارة بالحب أن يظهر المدير لمرؤوسه أنه يساعده و يحفزه على تنمية ذاته و مهاراته في العمل ليس لأن العمل يتطلب ذلك و لكن لوجود رغبة في مساعدة الآخرين على تحقيق النجاح ..
الإدارة بالحب تعني مساعدة الموظف على إكتساب ثقته بنفسه و تهيئته نفسيا و ماديا على تقديم أفضل ما عنده ..
الإدارة بالحب تعني أن يشعر الموظف بالأمان الوظيفي و الشعور بالآمان الوظيفي لا يعني أن يعمل الموظف بقناعة أنه باق في المؤسسة بصرف النظر عن عطائه و مدى تقدمه في عمله و لكنه يعني أن يشعر الموظف بأنه أحد الاعمده الاساسية في المؤسسة و أن عليه أن يعطي ما يسهم في تقدم المؤسسة و تطورها و عندما يعطي سوف يحصل على ما يتناسب مع عطائه ..
الإدرة بالحب تعني أن يشعر جميع من في المؤسسة بأنهم فريق واحد تجمعهم غاية واحدة و يسيروا في نفس الطريق ..
الإدارة بالحب تعني تجنب التركيز على تصيد أخطاء الاخرين و التركيز على تصحيح الإنحرافات بما يقود إلى السير في الإتجاه المرسوم ..
الإدارة بالحب تعني أن يشعر الموظف أنه يتقدم مع تقدم المؤسسة و أن المجال متاح أمامه دائما لتحقيق ذاته طالما انه يعمل لتحقيق ذلك ..
و قد حث الإسلام على نشر الحب بين المسلمين لما له من تأثير عجيب على النفس البشرية ، فالحب كلمة جميلة ، لها تأثير عجيب ، كلمة تتكون من حرفين ، و لها تأثير على النفس البشرية أشد من تأثير الصواريخ ، تستقر في قلب المرء ، فلا يستطيع منها فكاكاً ، هذه الكلمة التي تألف ما بين الأعداء و تقرب البعيد ليصبحوا جسد واحد ، هذه الكلمة عند سماعها يهيم القلب و ينعقد اللسان ، فلا يستطيع نطقاً ، " أنا أحبك " ، تخيلها ، و تخيل شخص يقابلك بها ، فماذا يكون الرد ؟! يا الله ، فكّر بشعورك قبل أن تفكر بردك ! شعور لا يكاد يوصف . .
ولذا حث الإسلام على نشر الحب بين المسلمين ، فعن أنس بن مالك أن رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم أني أحب فلانا في الله قال فأخبرته قال : لا قال : فأخبره ، فقال له : إني أحبك في الله ، فقال له : أحبك الذي أحببتني له ..
فهذا صحابي أحب صحابي آخر ، فحثه الرسول صلى الله عليه وسلم ، أن يخبره ، لما في ذلك الخبر من التأثير في نفس الصحابي و لكم أن تتخيلوا لو كل شخص أخبر صاحبه بحبه له فما الذي سيسود ؟ !
كما وعد الله المتحابين بجلاله – و ذلك أيضاً لنشر الحب في الله – بفضل منه و رحمة فعن أبي هريرة : كما في صحيح مسلم قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن الله يقول يوم القيامة : أين المتحابون بجلالي اليوم أظلهم في ظلي يوم لا ظل إلا ظلي ".و جاء في صحيح البخاري : عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله : الإمام العادل، و شاب نشأ في عبادة الله و رجل قلبه معلق في المساجد ، و رجلان تحابا في الله إجتمعا عليه و تفرقا عليه ، و رجل دعته إمرأة ذات منصب و جمال، فقال إني أخاف الله ، و رجل تصدق بصدقة فأخفى حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه ، و رجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه ) .فيا لها من جائزة عظيمة (وأيضاً عن معاذ رَضِيَ اللَّهُ عَنْه كما في المسند للإمام أحمد قال : سمعتُ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم يقول : " قال اللَّه عَزَّ و َجَلَّ : المتحابون في جلالي لهم منابر من نور يغبطهم النبيون و الشهداء " .. كما في الحديث رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ اللهم اجعلنا منهم
و في الصحيحين عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
( ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان : أن يكون الله و رسوله أحب إليه مما سواهما و أن يحب المرء لا يحبه إلا لله و أن يكره أن يعود في الكفر بعد إذ أنقذه الله منه كما يكره أن يقذف في النار ) و لو تفكرنا لِمَ سعى الإسلام لنشر الحب بين المسلمين لعجزنا عن الجواب رغم معرفتنا لما للحب من تأثيرات نفسية و إجتماعية و سلوكية على النفس البشرية .. و بيئة العمل لا تختلف عن الحياة لأنها جزء أصيل من حياتنا و مرتبطة بها إرتباطاً لا ينفك .. لذلك عندما سعى الإسلام لنشر الحب في هذه الحياة فهو سعيٌ لنشره أيضاً في بيئة العمل و ليكون فعلا منهج حياة و الإسلام كلٌ لا يتجزء ... أسأل الله الكريم أن يصلح أحوالنا و يغمر قلوبنا بالحب و أن يجعلنا من أهل رضوانه و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين ....

== أشرف هميسة ==

زائر

بوركت جهودك

وجزاك الله خير

ولا حرمنا الله من جديدك

زائر

بسمةةةةةةةة

*** الادارة بالحب *** 7642.imgcache

زائر

اريج

زائر

شعبااااااااان

*** الادارة بالحب *** 7642.imgcache