الشعب يرفض المعونة - ( خالد الشريف)

الشعب يرفض المعونة

خالد الشريف | 23-02-2012

الشعب يرفض المعونة - ( خالد الشريف) %D8%AE%D8%A7%D9%84%D8%AF%20%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D9%8A%D9%81

الدعوة الكريمة التى أطلقها فضيلة الشيخ محمد حسان، بشأن صندوق العزة وجمع تبرعات للاستغناء عن المعونة الأمريكيَّة، لقيت تجاوبًا غير عادى بين صفوف المجتمع المصرى، لأن المصريين اليوم يبحثون عن عزتهم وكرامتهم أكثر من أى شىء آخر .. الشعب المصرى تحرر من الخوف والإرهاب الذى كان يمارسه نظام مبارك .. الكل يريد أن يشارك فى بناء مصر والكل يريد أن يضحى .. نعم إن القسط الأعظم من المصريين يحتاجون لثورة أخلاقية .. لكن الأهم أن الجميع يدرك أهمية الحرية والكرامة والعزة .. لذلك كان التجاوب سريعًا مع مبادرة الشيخ حسان، والتى استطاعت أن تجمع أكثر من 60 مليون جنيه فى ساعات معدودة، وهو ما يعنى أن المصريين حريصون على سيادة واستقلال بلادهم بعد ما تردَّد فى الكونجرس ودوائر صنع القرار الأمريكى من تهديد مصر بقطع المعونة الأمريكيّة بعد إحالة 19 أمريكيًا لمحكمة الجنايات، فيما يعرف بقضية تمويل منظمات المجتمع المدنى، وكانت عدة تهديدات سبقت ذلك الأمر بقطعها فى حالة وصول الإسلاميين للحكم بعد فوزهم فى الانتخابات البرلمانيّة .. بالطبع تلك جريمة فى حق مصر بعد الثورة يجب عدم السكوت على تلك المعونة التى يمثِّل استمرارها ذلاًّ ومهانة لمصر.. فما كنَّا نَقْبَلُه فى ظل الرئيس المخلوع لا يُمْكِن قبوله الآن، حيث كانت مصر فى عهد الرئيس المخلوع حسنى مبارك رهينةً تَرْزَحُ تحت وطأة الفساد، وعاشت فى أَسْرِ التبعية الأمريكية، فلم يَكن لها قرارٌ حاسم مستقل، وكان النظام السابق يَسْتجْدى المعونات من أمريكا، ليستقوى بها على الشعب المطحون.

بأى مبرّر يتدخل الأمريكان فيما يجرى فى مصر من قضايا داخلية ؟ ولماذا تَظَلُّ مصر، أكبر دولة عربية، مرهونةً بالتبعية لأمريكا بسبب المعونة؟! ولماذا تبقَى المعونة قيدًا، وسلسلة تُطوِّق رقبة مصر، لتظل حليفةً لأمريكا، راعيةً لمصالحها المختلفة فى المنطقة، خاصة وأن المعونة مشروطة بالحفاظ على أمن إسرائيل والإبقاء على السلام بين مصر وإسرائيل كشرطٍ للاستمرار فى تقديم المعونة الاقتصادية والعسكريّة.

إنّ هذه المعونة فى حقيقتها مَعُونَةٌ مُوَجَّهَةٌ إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وليست لمصر، وتَصُبُّ فى صالح أمريكا، وتسعى من خلالها لتقييد مصر بعد ثورتها المباركة.

فإذا كانت المعونة الأمريكيَّة معونةً مشروطةً، بما تَجُرُّه علينا آثار سيئة، فيجب التخلص منها، لأنها تضرّ بسيادة وقيم الشعب المصرى الأبِيى، الذى لا يرضى الضيم بعد الثورة التى قام بها، خاصةً وأن أمريكا هى المساند الأول لإسرائيل فى عدوانها الوحشى على الشعب الفلسطينى.. فلماذا نرضى بالذِّلَّة والانكسار، ونَمُدُّ أيدينا لأمريكا نستجدى المعونة، ونحن بلد عريق يملك الثروات والخيرات.

جزى الله الشيخ حسان خيرًا على هذه المبادرة لكن يكفى أن نقول: إنَّ ترشيد الإنفاق الحكومى، وحصره فى مجال الضروريات، مع تجنُّب البذخ والإسراف والنهب والترف، يُوَفِّرُ ما لا يقل عن 10 مليارات جنيه، ويجعلنا فى غنًى عن المعونة وذلتها، خاصة إذا علمنا أنها لا تتجاوز 1,5 مليار دولار أمريكى، فَضْلاً أنه من المتوقع بعد الثورة وإطلاق الحريات، وتوفير مناخٍ مناسبٍ للعمل والإبداع والابتكار أن يزيد الإنتاج والدخل القومى، فالحرية والعدل هما أساس التقدُّم والرقى بين الأمم.

زائر

مشكور على الطرح

ودي واحترامي

شكرا لمرورك نهاد

وبارك الله فيك

زائر

بااارك الله فيك شعبااان

تقبل مروري

شكرا لمرورك بسمة

وبارك الله فيك

» الشعب يحذَّر الفضائيات - ( خالد محمود)
» صفوت حجازي: الشعب يرفض تدخل "العسكر" في وضع الدستور
» استطلاع : 8 من كل 10 مصريين يرفضون المعونة الأمريكية
» "المعونة الأمريكية"....والمناورة الرابعة - (محمد كمال)
» "إسرائيل" تساوم مصر.. المعونة الأمريكية أو الغواصات الألمانية