منتديات بهجة النفوس الاسلامية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدي اسلامي على مذهب اهل السنة والجماعه
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الخطاب التربوي الاسلامي - ( كيفية التعامل مع الآخر التربوي)

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
shaban
الإدارة
الإدارة
shaban


عدد المساهمات : 17315
نقاط : 26579
تاريخ التسجيل : 20/11/2011
العمر : 45

الخطاب التربوي الاسلامي - ( كيفية التعامل مع الآخر التربوي) Empty
مُساهمةموضوع: الخطاب التربوي الاسلامي - ( كيفية التعامل مع الآخر التربوي)   الخطاب التربوي الاسلامي - ( كيفية التعامل مع الآخر التربوي) I_icon_minitimeالسبت 25 فبراير 2012, 3:40 pm

كيفية التعامل مع الآخر التربوي

وقد تنادت أصوات عدة قبل التسعينيات من القرن الماضي إلى أن عصر الأيديولوجيات الكبرى قد انتهى، وكانت تلك الأصوات تُواجه بهجوم مضاد وخاصة من المعسكر الاشتراكي يؤكد أصحابه أن الصراع الأيديولوجي ما زال وسوف يظل قائماً، حتى إذا شهدنا انهيار منظومة الدول الاشتراكية، وعلى رأسها الاتحاد السوفيتي، إذا بصوت المعارضة يخفت، بل لقد شهدنا – وخاصة في الدول النامية – تحولاً ملحوظاً لمثقفين، كثيراً ما حملوا لواء الاشتراكية وما كان يفرضه هذا من تحالفات «مع» و«ضد»، وأفكاراً وعُملة لفظية ولغة فكرية يتعاملون بها، إلى مواقف فكرية مغايرة إلى حد كبير، معللة ذلك بأن الدنيا تتغير والظروف تتبدل، ولابد للفكر أن ينفعل بهذا وذاك، وأن الجمود على ما يزعم أنه ثوابت إنما هو «تخلف» وعجز عن مواكبة العصر، وبالتالي فقد سادت المقولة التي تشير إلى انتهاء الصراع الأيديولوجي ما دام الخصم الكبير والقطب الثاني الذي كان حاملاً راية الأيديولوجيا قد رفع الراية البيضاء معلنا الهزيمة والاستسلام.

وفي رأينا أن هزيمة أيديولوجية بعينها مهما كان انتشارها وأيًّا كانت سطوتها، لا يعني بالضرورة انتهاء عصر الأيديولوجيات، ذلك أن هزيمة القطب الثاني قد واكبها إعلان القطب الأول أن ذلك انتصار لفلسفته هو ورؤيته العامة وهي «الرأسمالية» التي هي من غيـر شـك «أيديولوجيا»، لها منطلقاتها الفلسفية ومسلماتها وآلياتها وتفسيراتها لعديد من القضايا والمشكلات. هذا من جانب، ومن جانب آخر، فلقد تجمعت مؤشرات متعددة لتعلن أن المواجهة التي قامت بين «الاشتراكية» و«الرأسمالية» قد تحولت الآن إلى شكل آخر من أشكال الصراع، بحيث يكون صراعاً بين «النموذج الحضاري الغربي» و«النموذج الإسلامي».

ولأن الغرب الحضاري لا يواجه منظومة سياسية تجمع عدة دول، فإنه اتخذ سبلاً جديدة للمواجهة مختلفة تماماً عن تلك التي واجه بها منظومة الدول الاشتراكية، فلم يعد من الحصافة وحسن السياسة وإدارة المعركة الاعتماد فقط على «حلف عسكري»، أو بوارج وغواصات وطائرات وصواريخ، لأن المستهدف في الوضع الجديد «عقول» و«فكر» و«اتجاهات» و«ميول» و«معارف» وهو ما يسميه بعضهم: «البعد الرابع»، على أساس أن الأبعاد الثلاث السابقة، وهي: العسكري، والسياسي، والاقتصادي، يجب أن تفسح مجالاً لبعد أصبح هو الأهم ألا وهو البعد الثقافي، مما يجعلنا نؤكد – بغير تعصب مهني وتحيز معرفي – أن المواجهة سلاحها الأساس هو «التربية»، بمعناها الواسع الذي يجعل منها تلك العملية المتكاملة الشاملة التي نسعى من خلالها إلى تنمية شخصية الإنسان.

وهنا نجد أن إحدى وسائل المواجهة أن يكون «الخطاب التربوي الإسلامي» على وعي بما يجب أن يكون عليه الأمر في التعامل مع (الآخر). والحق أننا لا نستطيع أن نزعم انفراداً «للخطاب التربوي» بكيفية بعينها في التعامل مع (الآخر) الحضاري، فهي قضية عامة، ما يصدق فيها على «الخطاب التربوي» يصدق على غيره، لكن ربما تكمن الخصوصية هنا في أننا إزاء بنية بشرية والعناصر التي تُكونها والأسلوب الذي تتكون به، والمقاصد التي تسعى عملية البناء البشري إلى الوصول إليها.

1- لعل أول قاعدة ينبغي إبرازها هنا هي ضرورة الانطلاق من مسلمة «حق الاختلاف»، واستقراء بعض آيات القرآن الكريم، يؤكد لنا هذا ويعززه، فمن ذلك: ((وَلَوْ شَاء ٱللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وٰحِدَةً)) (المائدة:48)، ((وَمَا كَانَ ٱلنَّاسُ إِلاَّ أُمَّةً وَاحِدَةً فَٱخْتَلَفُواْ)) (يونس:19)، ((وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لَجَعَلَ ٱلنَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً)) (هود:118)، فكون الناس لم يعودوا أمة واحدة، فهذا يعني التباين والاختلاف والتعدد، الذي يؤدي إلى التعدد في تبادل المنافع وإلى الإثراء، ومن هنا يجيئ الاختلاف والتباين والتعدد في مظاهر الكون المختلفة، الحي منها وغير الحي، آية كبرى لعظمة الخالق، يقول عز من قال: (( وَمِنْ ءايَـٰتِهِ خَلْقُ ٱلسَّمَـٰوٰتِ وَٱلاْرْضِ وَٱخْتِلَـٰفُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوٰنِكُمْ)) (الروم:22)، ويقول: (( إِنَّ فِى ٱخْتِلَـٰفِ ٱلَّيْلِ وَٱلنَّهَارِ وَمَا خَلَقَ ٱللَّهُ فِى ٱلسَّمَـٰوٰتِ وَٱلاْرْضِ لآيَـٰتٍ لِّقَوْمٍ يَتَّقُونَ )) (يونس:6). ومما يشـير إلى مغزى التباين والاخـتلاف قـوله سبحانه وتعالى: ((وَجَعَلْنَـٰكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَـٰرَفُواْ)) (الحجرات:13)، فالاختلاف في صورة شعوب متعددة وقبائل متنوعة لا ينبغي أن يؤدي بالضرورة إلى صراع وتقـاتل، وإنمـا إلى تبادل المنافع والخيـرات، والرأي والفكر في قلب هذه الخيرات.

لقد اقتضت حكمة المولى عز وجل أن تكون لكل إنسان بصمة في أصابعه هي فيصل بين حق وباطل، ولقد أكدت الدراسات العلمية الأخيرة أن البصمة الخاصة بالإنسان ليست فقط في أصابعه وإنما هي أيضاً في صوته، وفي دمه، بل وفي خطوه، أفليس أقرب إلى الصواب أن نعترف أيضاً بأن لكل إنسان بصمة عقـلية تجعل من التعـدد والتباين بين نتاجها الفـكري ما يُقعّد لمشروعيتها وجوداً وفعلا ً؟ ومن هنا يجئ صوت الحق تبارك وتعالى: (( أَفَأَنتَ تُكْرِهُ ٱلنَّاسَ حَتَّىٰ يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ )) (يونس:99)، ويحدد مهمة النبي الأمين e: (( إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرٌ )) (الرعد:7)، وأنه ((مَّا عَلَى ٱلرَّسُولِ إِلاَّ ٱلْبَلَـٰغُ )) (المائدة:99)، و(( فَإِنْ أَعْرَضُواْ فَمَا أَرْسَلْنَـٰكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً إِنْ عَلَيْكَ إِلاَّ ٱلْبَلَـٰغُ )) (الشورى:48).

2- ويرتبط بهذا أيضاً ضرورة الوعي بالتباين المعروف في الأبعاد الزمانية والمكانية، وما يؤدي إليه هذا من اختلاف وتباين في المشارب والأهواء والميول والنـزعات، والأفكار. إننا نعلم من غير شك أن هناك بيئة بعينها تصلح، بحكم ما فيها من عناصر ومكونات لزراعة القطن، على سبيل المثال، ولو أبدى إنسان يزور منطقة في دولة من دول الشمال سخرية من عدم زراعة سكانها للقطن، لاستحق منا سخرية أكثر، بل وإحساساً بأنه غير مستقيم التفكير، لأن مثل هذه المناطق لا تحمل من الظروف ما يمكنها من زرع القطن، فما بالنا بالنسبة للمنتج البشري من قيم ومشاعر وأفكار واتجاهات وخطاب ؟

إن الإنسان من خلال تلك العملية المستمرة في نمو الشخصية، منذ الميلاد، بل وأثناء تكونه في رحم الأم، وأكثر من هذا، بل وعند اختيار الزوجين، أحدهما للآخر، إلى ما شاء الله، إنما هو حصيلة عمليات تراكم وتفاعل في كل ما يمر به من متغيرات، مما تكون نتيجته الاختلاف والتباين مع (الآخر)، حتى بالنسبة – كما نرى في تجربتنا اليومية – لأخوين، من أب واحد وأم واحدة، تحت سقف واحد، فكيف أتصور أن يفكر «جون ديوي» – مثلاً – بالطريقة نفسها التي فكر بـها الشيخ مصطفى عبد الرازق أستاذ الفلسفة الإسلامية وشيخ الأزهـر الأسبق؟ وكيف ألوم «جان جاك روسو» على ما فكر فيه، بينما لم يفكر المؤرخ الكبير «المقريزي» بالطريقة نفسها ؟

إن هذا لا يعني أننا نبرر ونسوغ، وإنما كي «يفهم» القائمون «بالخطاب التربوي الإسلامي» (الآخر) حق الفهم، ومن ثم يستطيعون التحاور معه حق التحاور.

3- ويؤدي بنا هذا إلى التأكيد على ضرورة دراسة (الآخر) التربوي قبل التعامل معه. إن أسوأ ما نراه شائعاً مع الأسف الشديد بين من ينتجون «الخطاب التربوي» وغيره، هو أن كلاً منهم حريص على أن يقرأ لمن يتفق معه في الرأي، ويتغذى بصفة مستمرة على عيون ومصادر الفكر الإسلامي، وهذا ضروري لا جدال فيه، لكن مما لا ينبغي المجادلة فيه أيضاً ضرورة أن يستقرئ المربون ما أنتجه العقل الغربي من أفكار وآراء وفلسفات تربوية.

وإذا كان هذا الأمر متوافراً في كليات التربية إلى الدرجة التي تجعلنا نشكو من أن الدارسين لا يكادون يدرسون إلا هذا النتاج الفكري التربوي الغربي، بحيث يتحولون في النهاية إلى نسخ متكررة منه، إلا أننا نشير هنا إلى هؤلاء النفر المعنيين بالتربية الإسلامية، في بعض البلدان الإسلامية.


كانت باحثة تدرس معي لرسالتها للدكتوراه، ووضح من معرفتي الشخصية بها، بل ومما صرحت به في الرسالة أن مرجعيتها الفكرية هي المرجعية الإسلامية، ولم يكن موضوع الرسالة في التربية الإسلامية، وبطبيعة الحال فليس ضرورياً أن ينص في العنوان على أن الموضوع من موضوعات التربية الإسلامية، لكنها يمكن أن تعد كذلك مادامت المرجعية الفكرية هي العقيدة الإسلامية.

وتطلب أحد جوانب الدراسة أن تتناول بالنقد وجهة نظر ماركسية، فلما وجدت أن المرجع الذي استندت إليه هو لعالم من علماء المسلمين المعاصرين، أكن له احتراماً كبيراً، قلت لها: إن المفروض أن تقرأ أيضاً لأحد الماركسيين الذين تناولوا الموضوع، فأجابت بأن العالم المسلم موثوق في شهادته العلمية، فقلت: إنني لا أشكك أبداً في ذلك، ولكن منهجية البحث العلمي تقتضي، عندما نتناول موضوعاً، أن نقرأ لأصحابه، فمثلنا مثل القاضي لابد أن يسمع لشهود الإثبات، كما يسمع لشهود النفي، وله بعد ذلك أن يحكم بما يمليه عليه عقله وقلبه وإيمانه.

4- وإذا كانت دراسة (الآخر) وفهمه خطوة أساسية، فقبل ذلك لابد أن نكون دارسين لأنفسنا حق الدراسة، وذلك من خلال ما قدمناه عن كيفية التعامل مع الموروث الثقافى، إذ لا يستقيم مع المنطق بأي حال من الأحوال أن يقف الإنسان في حالة حوار وجدل مع (الآخر)، وهو على غير بينة بما يريد أن يدافع عنه ويوضحه وينشره، ويقنع به (الآخر)، وفقاً للقاعدة الشهيرة: فاقد الشيء لا يعطيه !

ومع الأسف الشديد فإن برامج إعداد الباحثين التربويين في كثير من الدول الإسلامية تكاد تهمل هذا البعد إهمالاً مخجلاً، ونشير هنا بصفة خاصة، ومن باب الصدق مع الذات، إلى برامج كليات التربية في مصر لطول خبرتنا بها، وإن كان هذا لا يعني انفرادها بذلك! ودراسـة الذات، لا تتم فقط بدراسة الموروث التربوي، فقبل ذلك لابد من الدراسة الجيدة لثوابت الإسلام المتمثلة في كل من القرآن الكريم والسنة النبوية.

لقد حدث مرة أن قدمت مقترحاً بإنشاء برنامج للدراسات العليا يُعنى بدراسة التربية الإسلامية، فإذا بوجهة نظر تقليدية تقف عقبة أمام تنفيذ هذا، بأننا لو نفذنا هذا لتقدم آخرون باقتراح أن يكون هناك برنامج آخر للتربية القبطية ! وعلى الرغم من أننا بصفة شخصية لا نرى مانعاً ولا خطورة من ذلك، لكننا نلفت الانتباه إلى كلية الحقوق - مثلاً - فهي توجب على من يتخرج منها دراسة الشريعة الإسلامية؛ لأن الكثير من القوانين في مصر مستنبطة منها، وكذلك يدرس طلاب الفلسفة في كليات الآداب الفلسفة الإسلامية، وطلاب التاريخ – مسلمين ومسيحيين - في كليات الآداب وفي كليات التربية يدرسون التاريخ الإسلامي، فلم لا يدرس طلاب التربية تلك التربية المستنبطة من القرآن الكريم والسنة النبوية، ونحن نعد المعلم ليعلم أبناءنا الذين يعيشون ثقافةً، الكثير من عناصرها يستند إلى الحضارة الإسلامية، بثوابتها ومتغيراتها ؟

5- إن ما نود التأكيد عليه هنا هو أن التربية الإسلامية إزاء هذا الموج الزاخر المتلاطم من اتجاهات الفكر، والذي يتزايد كلما صعدنا في مدارج التقدم والرقي، يستحيل أن تربي أبناءها على مخاصمة (الآخر) باعتبارها وحدها هي التي تمثل الحق، ومن ثم فلابد أن يكون هذا (الآخر) مجانباً للحق، ذلك أن هذا (الآخر) يعتقد الشيء نفسه، أنه على حق، ومن ثم نكون نحن الذين قد انحرفنا عن هذا الحق، ومع ذلك فإن هذا لا يوجب إقامة الأسوار بين عقول أبنائنا وعقول الآخرين.

إن أهمية الحوار مع (الآخر) هنا ضرورة من وجهين: الأول، أن الحوار معه يتيح لنا أن نعرِّفه بما نملك من فكر واتجاهات، ومن ثـم، فمن يدري؟ ألا يُحْتمَل أن يقتنع بما نقول فنكسب واحداً، ويخسر (الآخر) هذا الواحد؟

والوجه الثاني: أن الحوار مع (الآخر) ينبهنا في كثير من الأحيان إلى جوانب ربما لم نتنبه إليها، وتاريخ الفكر الإسلامي زاخر بالأمثلة على هذا، وكيف أدى الحوار مع (الآخر) إلى أن يستعين فلاسفة المسلمين بالزاد الفلسفي الذي وجدوه في تراث اليونان ليطرقوا مجالات لم تكن مطروقة، ويصطنعوا أساليب لم تكن معروفة.

إن بعضنا يتخوف ويقول: إننا إذا أتحنا هذا لأبنائنا فلربما أغواهم هذا (الآخر) فتتزعزع معتقداتهم، وقد يصل الأمر بهم إلى أن يخرجوا عن الملة ويرتموا كلية في أحضان (الآخر).

والرد على ذلك أننا نكون عادة في موقف يماثل المواقف الحربية، لابد من خسائر، لكن الانتصار عادة ما يعوض المنتصر بالكثير. هذا جانب، ومن جانب آخر فإن هذا التخوف من شأنه أن يدفعنا إلى المزيد من حسن وعمق التعلم الإسلامي، فهذا هو سبيل أساس لرفع القدرات الفكرية على المنازلة العقلية لنخرج منها كاسبين لا خاسرين.

والحوار مع (الآخر) يقتضي الاستناد إلى الأدلة العقلية والبراهين المنطقية، وما نص عليه القرآن الكريم من «الجدال بالتي هي أحسن»، فالجدال الحسن هو ذلك الجدال الذي لا ينتج انفعالاً وعصبية، وهو الذي يعف في استخدام ألفاظ التخاطب، وهو الذي يعي أن استخدام الأدلة النقلية من آيات قرآنية وأحاديث نبوية، إن كان ضرورياً في مخاطبة من يقفون معنا على الأرضية العقيدية نفسها، إلا أنها قد لا تكون مناسبة ونحن نخاطب من لا يتفقون معنا على هذه الأرضية، إلا إذا كان هذا من أجل بيان ما تتضمنه من اتساق وعقلانية ومنطقية.

ومما يدخل في الجدال بالتي هي أحسن أيضاً الوعي بالحدود الواجبة بين (الذات) و(الموضوع)، فهناك عدد غير قليل يترك الجوانب الأساسية في القضية موضوع «الخطاب» أو الحوار والنقاش، لينحرف إلى التجريح الشخصي، بذكر بعض الأحداث الشخصية (للآخر) أو العيوب.

6- كذلك، فإننا إذا كنا قد ألححنا على ضرورة النظر النقدي في التعامل مع الموروث التربوي، فنحن هنا نلح على هذا النظر النقدي أكثر، ذلك أننا من غير شك نقر بأن المنجزات الحضارية للعقل الغربي مذهلة، وبعضها تجاوز الأحلام والتوقعات، وهذا في حد ذاته من شأنه أن يملأ الكثيرين بمشاعر انبهار وإعجاب يفقدها الثقة بالنفس، وضعف الإيمان بإمكان أن يتمكن العقل المسلم من المشاركة في الإنتاج الحضاري المعاصر، وربما يقع عدد غير قليل في حالة من الانهزام النفسي، والذي يؤدي بالضرورة إلى حالة اتباع وانسياق وراء كل ما هو غربي من غير إخضاعه لمحك الفحص والاختبار.

والنظر النقدي هنا لا يلزم فقط هؤلاء المنبهرين بما ينتجه العقل الغربي، بل هو يلزم كذلك هؤلاء الرافضين له، وهم كُثر بين ظهرانينا، ويخلطون بين حالة الاستياء والكراهية التي تبذرها بعض سياسات القوى المهيمنة، في حربها وإضرارها بالمصالح الإسلامية بحجج وذرائع متهافتة.. إن الرفض لا ينبغي أن يتأتى إلا بعد عمليات دراسة، وبحث، وتأمل، وفحص واختبار ونقد.

7- ومخاطبة (الآخر) تقتضي أن يكون المرء على قدر من المرونة بحيث يصبح مستعداً للاعتراف بأن رأياً له كان قد اعتقد في صحته، خطأ بناء على الأدلة والبراهين التي سمعها في حواره مع (الآخر) فيتنازل عنه، أو يعدل فيه، أو يضيف إليه. وأمر مثل هذا له محاذيره بطبيعة الحال، فالمرونة لا تعني بأي حال من الأحوال عدم التحدد وسرعة الميل والاتجاه عند أول معارضة، وإنما تعني دقة الحساب، وشدة اليقظة، وقدراً غير قليل من سعة الصدر والتفتح العقلي، والقدرة النافذة إلى ما وراء «الخطاب».

والوجه الآخر لما قد يكون من « ميوعة» وعدم تحدد، وسرعة الانقياد والاعتراف بالهزيمة، هو ما يكون عليه بعضهم من «تصلب» يختلط عند أصحابه بما يسمى الثبات على المبدأ، والثقة بالذات.


ويحضرنا بهذه المناسبة ما نقل عن أبي حنيفة، رحمه الله، من قوله: علمنا هذا رأي، وهو أحسن ما قدرنا عليه، فمن جاءنا بأحسن منه فهو أولى بالصواب. ويرد عندما يسأله أحد تلاميذه: أهذا الذي تعني به هو الحق الذي لا شك فيه؟ بقوله: الله أدرى، فقد يكون الباطل الذي لا شك فيه!

ويرتفع صوت علم آخر من علماء الأمة الفقهاء ليقول: رأينا صواب يحتمل الخطأ، ورأي غيرنا خطأ يحتمل الصواب.

8 - ويترتب على هذا ألا نغلق أعيننا ونصم آذاننا عن كل ما ينتجه (الآخر) التربوي، من منطلق اعتقاد بأنه ما دام غير مسلم، فما رآه ووصل إليه لابد وأن يكون مغايراً ومناقضاً لما جاء به الإسلام ومفكرو التربية المسلمون، ومن يفعل هذا ينسى كيف أن رسول الله e، في خطوات الدعوة الإسلامية الأولى، وفي غزوة بدر قد أتاح الفرصة لأن يتعلم بعض المسلمين القراءة والكتابة على أيدي أسرى من كفار قريش! والحكمة الإسلامية التي عبر عنها رسول الله e أصبحت مشهورة وتجري مجرى المثل العام، حيث تقضي بأن « الْكَلِمَةُ الْحِكْمَةُ ضَالَّةُ الْمُؤْمِنِ، حَيْثُمَا وَجَدَهَا فَهُوَ أَحَقُّ بِهَا » (أخرجه ابن ماجه)!

ومن هنا فلا جناح على أحد أن يقرأ ويفيد مما كتبه فلاسفة تربية غربيون، أثروا الفكر التربوي بالفعل بالكثير من الثمرات المتميزة، على مر التطور الحضاري عبر العصور.

9- وهناك مقولة مشهورة تجري على ألسنة كثير من الناس، لابد أن تكون جوهر قاعدة مهمة في التعامل مع (الآخر) ألا وهي: «الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية»، والامتثال لهذه المقولة لا يتأتى إلا بالقدر الذي يملك فيه الإيمان بكثير من النقاط السابقة قلب المحاور أو صاحب «الخطاب»، وعقله ووجدانه، فإذا سلمنا بأن الاختلاف في الرأي سنة إلهية في طبيعة الإنسان، أيًّا كان الزمان وأيًّا كان المكان، وأن اختلاف أبعاد الزمان والمكان من شأنها أن تنعكس في اختلافٍ في المواقف والاتجاهات، وما دام المرء على وعي كاف بذاته، وبما عليه (الآخر) من مقومات وعناصر وتكوين، تكون النتيجة الطبيعية عند انتهاء المواقف الحوارية والخطابية باستمرار مساحة غير قليلة من الاختلاف، ألا يؤدي هذا إلى المخاصمة والمقاطعة، والتي قد تدفع إلى اسـتخدام العنف، الذي هـو إشـهار إفلاس فكري في مثل هذه المواقف، وصدق سبحانه وتعالى في قوله مخاطباً رسول الله e: ((فَبِمَا رَحْمَةٍ مّنَ ٱللَّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ ٱلْقَلْبِ لاَنْفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَٱعْفُ عَنْهُمْ وَٱسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِى ٱلاْمْرِ)) (آل عمران:159).

ولابد من الاعتراف بأن كثيراً من هذه القـواعد والأصـول والمبادئ لا نحتاج إليها في التعامل مع ( الآخر) فقط، بل إن الخطوة المهمة حقاً أن يتعامل بعضنا مع بعض، أبناء الإسلام بها، ذلك أن تأملها جيداً يشير علينا إلى أننا نفتقدها في هذا المجال، ولو أننا نمارسها حق الممارسة لانعكس هذا غالباً على التعامل مع (الآخر).


أ.د. سعيد إسماعيل علي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shmmmm.forumarabia.com
زائر
زائر




الخطاب التربوي الاسلامي - ( كيفية التعامل مع الآخر التربوي) Empty
مُساهمةموضوع: رد: الخطاب التربوي الاسلامي - ( كيفية التعامل مع الآخر التربوي)   الخطاب التربوي الاسلامي - ( كيفية التعامل مع الآخر التربوي) I_icon_minitimeالسبت 25 فبراير 2012, 4:48 pm

كل مواضيعك قيمة وهادفة

بارك الله فيك

موفق باذن الله
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
shaban
الإدارة
الإدارة
shaban


عدد المساهمات : 17315
نقاط : 26579
تاريخ التسجيل : 20/11/2011
العمر : 45

الخطاب التربوي الاسلامي - ( كيفية التعامل مع الآخر التربوي) Empty
مُساهمةموضوع: رد: الخطاب التربوي الاسلامي - ( كيفية التعامل مع الآخر التربوي)   الخطاب التربوي الاسلامي - ( كيفية التعامل مع الآخر التربوي) I_icon_minitimeالسبت 25 فبراير 2012, 10:06 pm

شكرا لمرورك نهاااااااااد

وبارك الله فيك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shmmmm.forumarabia.com
????
زائر




الخطاب التربوي الاسلامي - ( كيفية التعامل مع الآخر التربوي) Empty
مُساهمةموضوع: رد: الخطاب التربوي الاسلامي - ( كيفية التعامل مع الآخر التربوي)   الخطاب التربوي الاسلامي - ( كيفية التعامل مع الآخر التربوي) I_icon_minitimeالأربعاء 29 فبراير 2012, 8:15 pm

الخطاب التربوي الاسلامي - ( كيفية التعامل مع الآخر التربوي) 1270912783
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
shaban
الإدارة
الإدارة
shaban


عدد المساهمات : 17315
نقاط : 26579
تاريخ التسجيل : 20/11/2011
العمر : 45

الخطاب التربوي الاسلامي - ( كيفية التعامل مع الآخر التربوي) Empty
مُساهمةموضوع: رد: الخطاب التربوي الاسلامي - ( كيفية التعامل مع الآخر التربوي)   الخطاب التربوي الاسلامي - ( كيفية التعامل مع الآخر التربوي) I_icon_minitimeالسبت 03 مارس 2012, 10:11 pm

شكرا لمرورك بسمة

وبارك الله فيك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shmmmm.forumarabia.com
 
الخطاب التربوي الاسلامي - ( كيفية التعامل مع الآخر التربوي)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الخطاب التربوي الاسلامي - (لماذا إسلامية «الخطاب التربوي»؟)
» الخطاب التربوي الاسلامي - ( نقد الخطاب الإسلامي التربوي المعاصر)
» الخطاب التربوي الاسلامي - ( نحو تجديد الخطاب التربوي(1))
» الخطاب التربوي الاسلامي - ( نحو تجديد الخطاب التربوي(2))
»  الخطاب التربوي الاسلامي - ( نحو تجديد الخطاب التربوي(3))

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات بهجة النفوس الاسلامية :: الأقسام العامة :: المواضيع العامة-
انتقل الى:  
المواضيع الأخيرة
» رسائل للروح
الخطاب التربوي الاسلامي - ( كيفية التعامل مع الآخر التربوي) I_icon_minitimeالأربعاء 12 أغسطس 2020, 8:49 pm من طرف shaban

» استمع للشيخ حسن صالح صاحب الصوت الجميل
الخطاب التربوي الاسلامي - ( كيفية التعامل مع الآخر التربوي) I_icon_minitimeالخميس 30 نوفمبر 2017, 3:25 pm من طرف احمد المصرى

» الرجوع الى القران الكريم
الخطاب التربوي الاسلامي - ( كيفية التعامل مع الآخر التربوي) I_icon_minitimeالخميس 30 نوفمبر 2017, 3:07 pm من طرف احمد المصرى

» هذا الطفل يقوم الليل
الخطاب التربوي الاسلامي - ( كيفية التعامل مع الآخر التربوي) I_icon_minitimeالخميس 24 أغسطس 2017, 2:59 am من طرف shaban

» روائع الاعجاز النفسي - من أسرار السعادة
الخطاب التربوي الاسلامي - ( كيفية التعامل مع الآخر التربوي) I_icon_minitimeالثلاثاء 08 أغسطس 2017, 2:09 am من طرف shaban

» الوسائل النبوية فى كسب قلوب البرية(7)
الخطاب التربوي الاسلامي - ( كيفية التعامل مع الآخر التربوي) I_icon_minitimeالإثنين 07 أغسطس 2017, 10:41 pm من طرف shaban

» تفسير القران الكريم للشيخ ابو بكر الجزائرى
الخطاب التربوي الاسلامي - ( كيفية التعامل مع الآخر التربوي) I_icon_minitimeالأربعاء 01 فبراير 2017, 5:37 pm من طرف احمد المصرى

» عشرة نساء لا ينساهن الرجل
الخطاب التربوي الاسلامي - ( كيفية التعامل مع الآخر التربوي) I_icon_minitimeالأحد 29 يناير 2017, 8:19 am من طرف shaban

» الالتزام بمنهج اهل السنه
الخطاب التربوي الاسلامي - ( كيفية التعامل مع الآخر التربوي) I_icon_minitimeالخميس 15 ديسمبر 2016, 5:51 pm من طرف احمد المصرى

» التلاوة التى هزت أركااااان الهند (2016) شيئ يفووووق الخياااال لملك المقامات وقارئ شباب العالم الاول
الخطاب التربوي الاسلامي - ( كيفية التعامل مع الآخر التربوي) I_icon_minitimeالخميس 15 ديسمبر 2016, 5:47 pm من طرف احمد المصرى

» فديو للشيخ ابو اسحاق الحوينى
الخطاب التربوي الاسلامي - ( كيفية التعامل مع الآخر التربوي) I_icon_minitimeالخميس 15 ديسمبر 2016, 5:43 pm من طرف احمد المصرى

» لكل قاتل قتله
الخطاب التربوي الاسلامي - ( كيفية التعامل مع الآخر التربوي) I_icon_minitimeالخميس 08 ديسمبر 2016, 11:58 pm من طرف احمد المصرى

» الصلاة على النبى صل الله عليه وسلم
الخطاب التربوي الاسلامي - ( كيفية التعامل مع الآخر التربوي) I_icon_minitimeالجمعة 14 أكتوبر 2016, 2:50 pm من طرف احمد المصرى

» الاعجاز فى القران الكريم
الخطاب التربوي الاسلامي - ( كيفية التعامل مع الآخر التربوي) I_icon_minitimeالجمعة 14 أكتوبر 2016, 2:09 pm من طرف احمد المصرى

» لا ادرى
الخطاب التربوي الاسلامي - ( كيفية التعامل مع الآخر التربوي) I_icon_minitimeالأربعاء 06 يناير 2016, 5:34 pm من طرف احمد المصرى

» الحديث الثانى من الاربعين النوويه
الخطاب التربوي الاسلامي - ( كيفية التعامل مع الآخر التربوي) I_icon_minitimeالأربعاء 06 يناير 2016, 4:31 pm من طرف احمد المصرى

» معا لنصرة المسجد الاقصى وتحريره
الخطاب التربوي الاسلامي - ( كيفية التعامل مع الآخر التربوي) I_icon_minitimeالأربعاء 30 ديسمبر 2015, 2:46 am من طرف احمد المصرى

» تحكيم شرع الله
الخطاب التربوي الاسلامي - ( كيفية التعامل مع الآخر التربوي) I_icon_minitimeالأربعاء 30 ديسمبر 2015, 12:41 am من طرف احمد المصرى

»  تحكيم شرع الله عزوجل
الخطاب التربوي الاسلامي - ( كيفية التعامل مع الآخر التربوي) I_icon_minitimeالثلاثاء 29 ديسمبر 2015, 11:56 pm من طرف احمد المصرى

» القدس رمز الأمة
الخطاب التربوي الاسلامي - ( كيفية التعامل مع الآخر التربوي) I_icon_minitimeالثلاثاء 24 نوفمبر 2015, 5:49 pm من طرف احمد المصرى

أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
shaban - 17315
الخطاب التربوي الاسلامي - ( كيفية التعامل مع الآخر التربوي) Vote_rcap1الخطاب التربوي الاسلامي - ( كيفية التعامل مع الآخر التربوي) Voting_bar1الخطاب التربوي الاسلامي - ( كيفية التعامل مع الآخر التربوي) Vote_lcap 
اريج الجنة - 5330
الخطاب التربوي الاسلامي - ( كيفية التعامل مع الآخر التربوي) Vote_rcap1الخطاب التربوي الاسلامي - ( كيفية التعامل مع الآخر التربوي) Voting_bar1الخطاب التربوي الاسلامي - ( كيفية التعامل مع الآخر التربوي) Vote_lcap 
محمد - 2800
الخطاب التربوي الاسلامي - ( كيفية التعامل مع الآخر التربوي) Vote_rcap1الخطاب التربوي الاسلامي - ( كيفية التعامل مع الآخر التربوي) Voting_bar1الخطاب التربوي الاسلامي - ( كيفية التعامل مع الآخر التربوي) Vote_lcap 
الشافعي - 1989
الخطاب التربوي الاسلامي - ( كيفية التعامل مع الآخر التربوي) Vote_rcap1الخطاب التربوي الاسلامي - ( كيفية التعامل مع الآخر التربوي) Voting_bar1الخطاب التربوي الاسلامي - ( كيفية التعامل مع الآخر التربوي) Vote_lcap 
زهرة الفردوس - 281
الخطاب التربوي الاسلامي - ( كيفية التعامل مع الآخر التربوي) Vote_rcap1الخطاب التربوي الاسلامي - ( كيفية التعامل مع الآخر التربوي) Voting_bar1الخطاب التربوي الاسلامي - ( كيفية التعامل مع الآخر التربوي) Vote_lcap 
الرحال - 163
الخطاب التربوي الاسلامي - ( كيفية التعامل مع الآخر التربوي) Vote_rcap1الخطاب التربوي الاسلامي - ( كيفية التعامل مع الآخر التربوي) Voting_bar1الخطاب التربوي الاسلامي - ( كيفية التعامل مع الآخر التربوي) Vote_lcap 
محمد احمد غيث - 130
الخطاب التربوي الاسلامي - ( كيفية التعامل مع الآخر التربوي) Vote_rcap1الخطاب التربوي الاسلامي - ( كيفية التعامل مع الآخر التربوي) Voting_bar1الخطاب التربوي الاسلامي - ( كيفية التعامل مع الآخر التربوي) Vote_lcap 
هايدي - 116
الخطاب التربوي الاسلامي - ( كيفية التعامل مع الآخر التربوي) Vote_rcap1الخطاب التربوي الاسلامي - ( كيفية التعامل مع الآخر التربوي) Voting_bar1الخطاب التربوي الاسلامي - ( كيفية التعامل مع الآخر التربوي) Vote_lcap 
احمد المصرى - 61
الخطاب التربوي الاسلامي - ( كيفية التعامل مع الآخر التربوي) Vote_rcap1الخطاب التربوي الاسلامي - ( كيفية التعامل مع الآخر التربوي) Voting_bar1الخطاب التربوي الاسلامي - ( كيفية التعامل مع الآخر التربوي) Vote_lcap 
معتز - 50
الخطاب التربوي الاسلامي - ( كيفية التعامل مع الآخر التربوي) Vote_rcap1الخطاب التربوي الاسلامي - ( كيفية التعامل مع الآخر التربوي) Voting_bar1الخطاب التربوي الاسلامي - ( كيفية التعامل مع الآخر التربوي) Vote_lcap 
أفضل 10 أعضاء في هذا الشهر
لا يوجد مستخدم

.: عدد زوار المنتدى :.

ضع اميلك ليصلك كل ما هو جديد:

لا تنسى الضغط على رابط التفعيل فى بريدك لاتمام الاشتراك

منتديات بهجة النفوس الاسلامية

[جميع ما يطرح في منتديات بهجة النفوس الإسلامية لا يعبر عن رأي الإدارة بالضروري ،وإنما يعبر عن رأي الكاتب ]

للتسجيل اضغط هـنـا

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More