مرشحون زئبقيون

موضوع: مرشحون زئبقيون الأحد 11 مارس 2012, 1:11 pm

امتداد وطول المرحلة الانتقالية من 11 فبراير وحتى 30 يونية المقبل ــ وربما بعد ذلك ــ كان ضارا وسيئا فى أمور كثيرة، لكنه لم يخلُ من فوائد أيضا، حتى لو كانت قليلة.

أحد هذه الفوائد انه كشف لنا القناع الذى كان يغطى وجوه العديد من الشخصيات العامة، خصوصا السياسيين وبالأخص بعض الذين يطرحون أنفسهم مرشحين كبارا للرئاسة.

فى الفترة الانتقالية مررنا بلحظات عصيبة كثيرة خصوصا فى أحداث ماسبيرو ومحمد محمود ومجلس الوزراء وكارثة بورسعيد، لكن هذه المحن جعلتنا نكتشف حقيقة مَن كنا نظنهم «موسى» وتبين أنهم اسوأ من «فرعون» وبالمناسبة لا أقصد هنا المرشح عمرو موسى.

كنت أعتقد أننى أعرف خفايا وحقيقة اللاعبين على المسرح السياسى، ثم فوجئت أن بعضهم أدهى من الحواة وأكثر مناورة من لاعبى السيرك.

كنت اعتقد ــ مثل كثيرين ــ أن الكذب آفة كبرى، ويتحول الأمر إلى مصيبة أكبر إذا كان الذى يكذب يقول عن نفسه أنه متدين.

عندما طالت المرحلة الانتقالية، وشهدنا الكوارث المتتالية، أمكننا اكتشاف أن المعادن الحقيقية تظهر وسط اللهيب والنيران، فى حين أن فترات البرودة والصقيع السياسى تمنح المنافقين والأفاقين فرصة عظيمة كى يواصلوا الكمون والاختباء خلف الشعارات العامة.

كان لدينا كثيرون يدعون الثورية والاستقلالية والاسلامية والشعبوية، صدقناهم لاننا لم نر منهم العكس، لكن فى الأحداث المفصلية كانوا مضطرين أن يكشفوا عن حقيقة جوهرهم، وهكذا تبين لنا أن «تحت القبة مهرج وليس شيخا»، بل إن تصريحات بعضهم تكشف لنا عن شخصيات كوميدية تتصور أن حركة العالم بأكمله متوقفة على حضراتهم!.

بعض هذه النوعية من السياسيين تستطيع أن تكذب وتراوغ وتناور وتتحول وتتلون، لكن عندما يسقطون ويكتشف الشعب ذلك يلفظهم ورأينا أن بعضهم تعرّض لمواقف محرجة جدا كادت تصل إلى الضرب خلال وجوده فى ميادين الثورة على يد بعض المواطنين البسطاء.

الآن بدأ الجد يجد، وبدأت بعض الحقائق تتكشف ومن الآن وحتى يأتى يوم الانتخاب فمن المؤكد أن المزيد من الأقنعة سوف يتساقط ووجوه كثيرة تظن أنها متسترة خلف حوائط صلدة سوف تتعرى وتكشف عن أجساد عطنة شائخة، وعندما يأتى اليوم الموعود فالطبيعى أن الشعب سوف يكون قد وصل إلى حقيقة كل المترشحين.

الثبات على المبدأ وعدم التلون والاستعداد لدفع الثمن صفات مهمة لمن يفترض أن يرأس مصر، ولذلك يجد المرء نفسه يحترم بعض المختلفين معه فى الرأى حتى لو كانوا من أنصار حسنى مبارك طالما ان ذلك رأيهم ولم يغيروه لركوب الموجة.

فى المقابل فإن كثيرا ممن يدعون الثورية الآن كانوا أكثر مباركية من جمال وعلاء وعز والعادلى.

علينا أن نضغط على كل المرشحين المحتملين الكبار المؤهلين للفوز بمنصب رئيس الجمهورية ليكشفوا عن حقيقتهم خصوصا أولئك الذين يصرخون كثيرا، ولا تعرف هل هم مع «الإخوان» أو ضدهم ام فى الوسط، وهل يصح أن يعارضوا المجلس العسكرى نهارا ويؤيدوه ليلا، وتراهم قدما فى التحرير وأخرى فى العباسية، وأخطر صفاتهم أن بعضهم يغلف كل هذا النصب والفهلوة ولعب «الثلاث ورقات» بالدين.

بين المرشحين الكبار المحتملين محترمون وأصحاب مبادئ ولديهم رؤية وخبرة، لكننا فى السطور السابقة نتحدث عن «الزئبقيين» الذين يريدون أن يجمعوا مرة واحدة بين الإخوان والوسط والسلفيين والمجلس العسكرى والليبراليين والتحرير.. وربما العباسية.. وقانا الله وإياكم شر هؤلاء.

عماد الدين حسين

نسأل الله ان يولي على مصر خيارها ويصرف عنها شرارها

بارك الله فيك ميكو

تقبلي شكري وتقديري

زائر

شكرا لجهودك ميكو

وبارك الله فيك

تحياتي