انسوا السرية.. أنتم فى السلطة

انسوا السرية.. أنتم فى السلطة

بعض القراء الأعزاء لا يريد من الكاتب إلا أن يكتب ما يصادف هواه ويوافق أفكاره، وإذا لم يفعل الكاتب ذلك فإن القارئ لا يرى فيه إلا «القطط الفطسانة». معظم هذه النوعية من القراء ينتمون إلى التيارات الإسلامية.

وللموضوعية فإنه ليس كل المنتمين للتيارات الدينية متعصبين ومنغلقين على أنفسهم، لكن هناك قلة منهم تؤمن بمبدأ جورج بوش الابن وهو: «إذا لم تكن معى فأنت ضدى».

إلى هذه القلة وإلى كل من يؤمن بأنه يحتكر الحقيقة أوجه السطور التالية: كان مفهوما قبل ثورة 25 يناير أن تتعامل التيارات الدينية بمبدأ السرية لأنها كانت مطاردة من أجهزة الأمن والحكومة، وكان مفهوما أيضا أن تكون هذه التيارات حساسة للغاية تجاه من ينتقدها حتى لو كان هذا النقد موضوعيا، بل كان بعضها ينظر إلى أى نقد باعتباره هجوما على الإسلام ذاته.

الآن صار الإخوان فى الحكم، هم القوة الأكبر والمتحكمة فى البرلمان والسلفيون هم القوة الثانية، ومن الآن وحتى الانتخابات المقبلة فإن أى قانون سيصدر أو قرار سيتخذ لن يمر إلا إذا وافق عليه الإسلاميون.

إذن وبما أننا بشر والكمال لله ويصعب أن يتفق الجميع على رأى واحد فإن الإخوان والسلفيين سيكونون فى مرمى نيران الصحافة والإعلام وسيتفق معهم البعض ويختلف البعض الآخر.

بعد هذه المقدمة الطويلة ما الذى نريده من التيار الدينى وأنصاره؟!.

نريد منهم أن يتوقفوا عن الربط بين أنفسهم وبين الإسلام، هم سياسيون تم انتخابهم وسيتخذون قرارات سياسية قد نتفق معها وقد نختلف.

عندما نختلف مع بعض هذه القرارات فالمطلوب ألا تخرج «الكتائب الإلكترونية» وتشن حملة على أى صحفى أو كاتب باعتباره علمانيا أو ليبراليا أو كافرا.

من الآن وصاعدا ستكون جلسات مجلس الشعب هى المادة الدسمة فى معظم وسائل الإعلام، وستكون الأحزاب الممثلة داخل البرلمان عرضة طوال الوقت للجدل فى وسائل الإعلام.

إذا انتقدنا قانونا ما سيصدره البرلمان بأغلبيته الإسلامية فلن يكون ذلك هجوما على الإسلام أو حتى على جماعة الإخوان أو التيارات السلفية بل سيكون انتقادا لحزب بشأن قانون أو رأى محدد.

وعندما يوافق المجلس على إنشاء كوبرى أو مصنع ويجد بعض الصحفيين أن هناك ثغرات فى هذا المشروع أو ذاك، فعلينا أن نناقش المشروع وجدواه، ولا نناقش دين الصحفى او أيديولوجيته.

نريد من الاخوان والسلفيين أن يتذكروا دائما أنهم صاروا فى مركز صناعة القرار، لم يعودوا تلك الجماعة المحظورة أو القوى التى تعيش تحت الأرض.

وجودهم فى النور وفى السلطة يعنى أنهم سيكونون دائما فى مرمى نيران الإعلام وهو شىء منطقى، عليهم أن يتذكروا أن هذا الإعلام خصوصا المستقل ــ إيمانا بمهنيته ــ دافع عنهم كثيرا أثناء حكم مبارك ولعب دور النيران التمهيدية ثم المدفعية الثقيلة التى أسقطت نظامه، وبالتالى فإن أى تحجيم لدوره سيكون كارثة، الإعلام الحر هو الوسيلة الرئيسية التى تمنع تكوين الفطريات والميكروبات مما قد يقود إلى سرطان فى الجسد السياسى.

وإلى كل أنصار التيارات الإسلامية نقول: اخرجوا من الغرف المظلمة، وتعودوا على النور، احتكوا بالآخرين، فالجميع مصريون حتى لو اختلفوا، نقول لهم أيضا تذكروا أن الصحافة المصرية التى ينتقدها بعضكم الآن هى التى كشفت لكم حقيقة برلمان سرور وعز والشريف وعزمى المزور، تذكروا أيضا أنه حتى فى عز سطوة نظام مبارك وآلة قمعه الرهيبة لم يخرج أحد من هذا النظام ليتهم معارضيه بالكفر، نريد منكم أن تختلفوا ما تشاءون مع معارضيكم فى السياسة لكن رجاء ابعدوا الدين عن المعارك اليومية

عماد الدين حسين

ما نراه من بعض الاسلاميون فيما ذهب اليه الكاتب هو دفاع عن النفس

لان الاعلام العلماني والعلمانيون لا يكلون ولا يملون من الهجوم على التيارات

الاسلاميه في جميع القنوات العلمانية بدون مصدقيه ولا حرفيه ودائما ينتقضون اعمالهم وبشدة

وبمبالغة كبيرة فيخرج الاخر يدافع عن نفسه بشدة ايضا ويدفع التهم عن نفسه واسأل الله تبارك

وتعالى ان يهدي العلمانيين وان يوفقهم لاستيعاب التيار الاسلامي

بارك الله فيك ميكو

زائر

» عودة الكتائب السرية
» "المشافي السرية".. ملاذ الثوار السوريين لعلاج جرحاهم
» المطالبة بإطلاق التحقيقات مجددًا بشأن السجون السرية للسي آي ايه
» السلطة الفلسطينية....
» السلطة الموازية - ( عصام علي)