منتديات بهجة النفوس الاسلامية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدي اسلامي على مذهب اهل السنة والجماعه
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (سنة التدافع)

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
shaban
الإدارة
الإدارة
shaban


عدد المساهمات : 17315
نقاط : 26579
تاريخ التسجيل : 20/11/2011
العمر : 45

درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (سنة التدافع) Empty
مُساهمةموضوع: درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (سنة التدافع)   درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (سنة التدافع) I_icon_minitimeالأربعاء 18 أبريل 2012, 1:43 pm

لنتعرف على بعض السنن الثابتة من تاريخ الأنبياء

سادسا سنة التدافع


إن من سنن الله في خلقه دفع الناس بعضهم بعضا، وهو المعبَّر عنه في العصر الحديث بـ"نظرية تنازع البقاء"، ومن ثَم قالوا: إن الحرب طبيعية في البشر؛ إذ بها يبقى الأصلح والأمثل، وإلى هذا يشير سبحانه بقوله: (فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفاءً وَأَمَّا ما يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ) [الرعد:17] أي إن سنة الله أن يقذف زَبَدَ الباطل الضار بالمجتمع ويمحوه من الوجود، ويُبقي جوهر الحق النافع الذي ينمو فيه عمران العالم، ويحفظ به الخلق من أعاصير الظلم والفساد، حتى يتغلب الخير على الشر، والحق على الباطل، ولا يزال هذا سنة الوجود ما بقي الإنسان على ظهر البسيطة.

وهذه السنة من أهم السنن الربانية التي يجب الوقوف عندها، وعدم الغفلة عنها. والمتأمل في دعوة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام مع أقوامهم يلمس هذه السنة بوضوح وجلاء؛ قال الله تعالى بعد أن انتصر المسلمون بقيادة طالوت وقتل داود جالوت: (فَهَزَمُوهُمْ بِإِذْنِ اللَّهِ وَقَتَلَ دَاوُدُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ) [البقرة:251]. أي: ولو لا دفع الله أهل البغي والجور والشرور والآثام بأهل الإصلاح والخير، لغلب أهل الفساد وبغوا على الصالحين، وأوقعوا بهم وصار لهم السلطان في الأرض.

فكان من رحمة الله بعباده وفضله عليهم، أن أذن للمصلحين بقتـال البُغاة المفسدين، وقد جعل سبحانه أهل الحق حربا لأهل الباطل، وهو ناصرهم ما نصروه وأصلحوا في الأرض.

وقد نسب عز اسمه الدفع إلى نفسه؛ لأنه سُنة من سننه في المجتمع البشري، وعليه بُني نظام هذا العالم حتى يرث الله الأرض ومَن عليها.

وقال تعالى بعد إذنه سبحانه للمؤمنين بالقتال: (أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ . الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيراً وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ) [الحج:39-40].

بيَّن سبحانه أنه أجرى العادة بالقتال في الأمم الماضية، لينتظم أمر الجماعات، وتقوم الشرائع، وتُصان بيوت العبادة من الهدم فقال: (وَلَوْ لا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَواتٌ وَمَساجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيراً) أي فليقاتل المؤمنون الكافرين، فلولا القتال وتسليط المؤمنين على المشركين في كل عصر وزمان لَهُدِّمَت في شريعة كل نبي معابد أمته، فهدمت صوامع الرهبان وبِيَع النصارى وصلوات اليهود ومساجد المسلمين التي يذكرون فيها اسم الله كثيرا.

وفي هذا ترقٍّ وانتقال من الأقل إلى الأكثر حتى انتهى إلى المساجد؛ وهي أكثر عُمَّارا وأكثر عُبَّادا؛ وهم ذوو القصد الصحيح.

و الخلاصة: إنه لو لا ما شرعه الله للأنبياء والمؤمنين من قتال الأعداء، وإقامة حدود الأديان؛ لاستولى أهل الشرك على مواضع العبادة وهدموها، وقد يكون المراد: لولا هذا الدفع لهَََُدِّمَت في زمن موسى الكنائس، وفي زمن عيسى الصوامع والبِيَع، وفي زمن محمد صلى الله عليه وسلم المساجد.

(وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ) أي: وليُعيننَّ الله مَن يقاتل في سبيله؛ لتكون كلمته العليا، وتكون كلمة عدو دينه السفلى، ولقد أنجز الله وعده. وسلط المهاجرين والأنصار على صناديد قريش وأكاسرة العجم وقياصرة الروم وأورثهم أرضهم وديارهم.

(إِنَّ اللهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ) أي: إن الله لقوي على نصر مَن جاهد في سبيله مِن أهل طاعته، منيع في سلطانه، لا يقهره قاهر، ولا يغلبه غالب.

والصراع والمدافعة بين الحق والباطل وُجِدا منذ أن أُهبط آدم ؛ على هذه الأرض ومعه إبليس الملعون أعاذنا الله منه. واقتضت حكمة الله عز وجل أن يستمر هذا الصراع إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها بين حزب الله عز وجل، وحزب الشيطان. وليس بالضرورة أن تكون المدافعة أو أن يكون الصراع بالقتال والسلاح. بل إنه يكون بغير ذلك، وما القتال إلا مرحلة من مراحل هذا الصراع؛ فإقامة الحجة على الباطل وأهله مدافعة، وإزالة الشبه عن الحق وأهله مدافعة، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مدافعة، والصبر على ابتلاء الأعداء من الكفرة والظلمة والثبات على الدين مدافعة وصراع. ويأتي الجهاد والقتال في سبيل الله عز وجل على رأس وذروة هذه المدافعة والصراع فيقذف الله بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق.

وما دام هناك حق وباطل فالصراع موجود والمدافعة حتمية. وهذا الصراع لصالح البشرية وخيرها، ولو كان فيه من العناء والشدة والمكاره؛ فإن هذه المشقات كلها تهون وتصغر عند المفاسد العظيمة التي تنشأ فيما لو لم يكن هناك دفع للفساد وصراع مع الباطل.

وهذا يفرض على أهل الحق السير على هذه السنة، وبذل الجهد الجهيد في مدافعة الباطل وأهله، وإحقاق الحق وتمكين أهله، ورد البشرية الشاردة إلى عبودية الله عز وجل وتوحيده، وإنقاذها من الشرك ومفاسده.

إن الذين يطمعون في الإصلاح ودرء الفساد عن الأمة بدون هذه السنة - أعني سنة المدافعة مع الباطل وأهل الفساد - إنهم يتنكبون منهج الأنبياء في الدعوة إلى الله عز وجل الذي ارتضاه واختاره لهم. وإن الذين يؤثرون السلامة والخوف من عناء المدافعة مع الفساد وأهله؛ إنهم بهذا التصرف لا يسلمون من العناء والمشقة يقعون في مشقة أعظم، وعناء أكبر يقاسونه في دينهم وأنفسهم وأعراضهم وأموالهم.

وهذه هي ضريبة السكوت وفساد التصور وإيثار الحياة الدنيا. (1)

تحكي حركة التاريخ دائما أن التحولات في المجتمع البشري تأتي نتيجة عمليات غزو وغزو مضاد، وكل غزو يحمل فكرة أو عقيدة أو مذهبا يريد العلو على غيره وفرض إرادته عليه. ولما كانت الأفكار والإرادات والعقائد والثقافات تتقلب بين كفر وإيمان، وبين فساد وصلاح، كانت الغلبة لفريق غازٍ، هي غلبة لفكرته وإرادته وعقيدته وثقافته، فعندما يغزو المؤمنون أو يصدون الغزو، تنتصر وتعلو عقيدتهم وثقافتهم وإرادتهم، والعكس يحدث عندما يغزوهم الكفار، أو يمنعونهم من الغزو لنشر الإيمان والاستقامة والتوحيد.

وهذه هي سنة التدافع التي أشار إليها القرآن الكريم في قوله تعالى: (وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ) [البقرة:251]، وقوله: (وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيراً وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ . الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآَتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ) [الحج:40-41].

إن الآية الأولى -آية البقرة- جاءت تعقيبا على قصة انتصار التوحيد بقيادة طالوت وداود على الشرك والوثنية بقيادة جالوت؛ لتبين أنه لولا مثل هذا الدفع لفسدت الأرض بشرك أمثال جالوت، عندما تعلو كلمتهم على منهج الإيمان والتوحيد الذي جاء به أنبياء كداود ؛. والآية الثانية -آية الحج- وهي أول آية نزلت في القتال؛ جاءت بالإذن للمسلمين في قتال أهل الشرك من قريش؛ لما بالغوا في إيذاء المسلمين لفتنتهم عن دينهم وإعادتهم إلى الشرك، وبينت الآية أنه لولا هذا الإذن بمثل ذلك الدفع في كل زمان لفسدت الأديان كلها، وظهر الشرك وأهله على الإيمان وأهله، ولهدمت الصوامع في ديانة موسى، والبِيَع والصلوات في ديانة عيسى، والمساجد في ديانة محمد صلوات الله وسلامه عليه وعلى الرسل أجمعين.

فتاريخ البشرية يحكي هذا التدافع الذي ينتج عنه فرض صاحب القوة لفكرته مهما كانت كاسدة وفاسدة مفسدة، على المغلوب مهما كانت عقيدة راجحة صالحة ومصلحة.

ولم يحدث للمسلمين أن غُزُوا غزوا عاما بهذا المفهوم إلا في أعقاب إسقاط الخلافة العثمانية، وما تلاها من محاولات إحلال العلمانية الكفرية محل المناهج الإيمانية في الشريعة والعقيدة، لقد بدأ هذا الإسقاط بغزوات وحروب، قادتها في البداية روسيا النصرانية القيصرية الأرثوذكسية، ثم تتابع الكاثوليك والبروتستانت على محاربة هذا الكيان الإسلامي لغزوه، حتى كانت النهاية على يد البروتستانت الإنجليز في الحرب العالمية الأولى التي احتل الإنجليز فيها إستانبول في نهاية مطاف طويل من التحالف بينهم وبين فريق متكامل بين المنافقين في داخل الدولة العثمانية، وبالتعاون مع حركة الصهيونية العالمية حديثة النشأة في ذلك الوقت، ومن يومها والأمة تتقلب بعد هذا الغزو من حال سيئة إلى حالة أسوأ.(1)

فيا عباد الله ..

إن ما سبق يقودنا إلى الحديث عن [حقيقة أساسية كبيرة في طبيعة هذا الدين الذي هو المنهج الإلهي للحياة البشرية وفي طريقته في العمل في حياة البشر. وهي حقيقة أولية بسيطة ولكنها كثيرا ما تُنسى، أو لا تُدرك ابتداء؛ فينشأ عن نسيانها أو عدم إدراكها خطأ جسيم في النظر إلى هذا الدين؛ في حقيقته وفي واقعه التاريخي في حياة الإنسانية، وفي دوره أمس واليوم وغدا.

إن بعضنا ينتظر من هذا الدين -ما دام هو المنهج الإلهي للحياة البشرية- أن يعمل في حياة البشر بطريقة سحرية خارقة! دون اعتبار لطبيعة البشر ولطاقتهم الفطرية ولواقعهم المادي في أية مرحلة من مراحل نموهم وفي أية بيئة من بيئاتهم!

وحين يرون أنه لا يعمل بهذه الطريقة، وإنما هو يعمل في حدود الطاقة البشرية وحدود الواقع المادي للبشر، وأن هذه الطاقة وهذا الواقع يتفاعلان معه فيتأثران به في فترات تأثرا واضحا، أو يؤثران في مدى استجابة الناس له، وقد يكون تأثيرهما مضادا في فترات أخرى فتقعد بالناس ثقلة الطين وجاذبية المطامع والشهوات دون تلبية هتاف الدين أو الاتجاه معه في طريقه اتجاها كاملاً..

حين يرون هذه الظواهر فإنهم يصابون بخيبة أمل لم يكونوا يتوقعونها! - ما دام هذا الدين من عند الله - أو يصابون بخلخلة في ثقتهم بجدية المنهج الديني للحياة وواقعيته! أو يصابون بالشك في الدين إطلاقا!

وهذه السلسلة من الأخطاء تنشأ كلها من خطأ واحد هو عدم إدراك طبيعة هذا الدين وطريقته أو نسيان هذه الحقيقة الأولية البسيطة.

إن هذا الدين منهج للحياة البشرية، يتم تحقيقه في حياة البشر بجهد بشري في حدود الطاقة البشرية، ويبدأ في العمل من النقطة التي يكون البشر عندها بالفعل من واقعهم المادي، ويسير بهم إلى نهاية الطريق في حدود جهدهم البشري وطاقتهم البشرية، ويبلغ بهم أقصى ما تمكنهم طاقتهم وجهدهم من بلوغه.

وميزته الأساسية أنه لا يغفل لحظة في أية خطة وفي أية خطوة عن طبيعة فطرة الإنسان وحدود طاقته وواقعه المادي أيضا. وأنه في الوقت ذاته يبلغ به - كما تحقق ذلك فعلاً في بعض الفترات وكما يمكن أن يتحقق دائما كلما بذلت محاولة جادة - ما لم يبلغه وما لا يبلغه أي منهج آخر من صنع البشر على الإطلاق.

ولكن الخطأ كله - كما تقدم - ينشأ من عدم الإدراك لطبيعة هذا الدين أو نسيانها، ومن انتظار الخوارق التي لا ترتكن على الواقع البشري; والتي تبذل فطرة الإنسان وتنشئه نشأة أخرى لا علاقة لها بفطرته وميوله واستعداده وطاقاته وواقعه المادي كله!

أليس هو من عند الله ؟ أليس دينا من عند القوة القادرة التي لا يعجزها شيء؟ فلماذا إذن يعمل فقط في حدود الطاقة البشرية؟ ولماذا يحتاج إلى الجهد البشري ليعمل؟ ثم لماذا لا ينتصر دائما؟ ولا ينتصر أصحابه دائما؟ لماذا تغلب عليه ثقلة الطبع والشهوات والواقع المادي أحيانا؟ ولماذا يغلب أهل الباطل على أصحابه وهم أهل الحق أحيانا؟

وكلها -كما نرى- أسئلة وشبهات تنبع من عدم إدراك الحقيقة الأولية البسيطة لطبيعة هذا الدين وطريقته أو نسيانها!

إن الله قادر على تبديل فطرة الإنسان -عن طريق هذا الدين أو من غير طريقه- وكان قادرا على أن يخلقه منذ البدء بفطرة أخرى.. ولكنه شاء أن يخلق الإنسان بهذه الفطرة. وشاء أن يجعل لهذا الإنسان إرادة واستجابة. وشاء أن يجعل الهدى ثمرة للجهد والتلقي والاستجابة. وشاء أن تعمل فطرة الإنسان دائما ولا تمحى ولا تبدل ولا تعطل. وشاء أن يتم تحقيق منهجه للحياة في حياة البشر عن طريق الجهد البشري وفي حدود الطاقة البشرية. وشاء أن يبلغ الإنسان من هذا كله بقدر ما يبذل من الجهد في حدود ملابسات حياته الواقعة.

وليس لأحد من خلقه أن يسأله: لماذا شاء هذا؛ ما دام أن أحدا من خلقه ليس إلها! وليس لديه العلم ولا إمكان العلم بالنظام الكلي للكون وبمقتضيات هذا النظام في طبيعة كل كائن في هذا الوجود وبالحكمة المغيبة وراء خلق كل كائن بهذا التصميم الخاص!

و(لماذا؟) -في هذا المقام- سؤال لا يسأله مؤمن جاد، ولا يسأله كذلك ملحد جاد.. المؤمن لا يسأله لأنه أكثر أدبًا مع الله -الذي يعرفه قلبه بحقيقته وصفاته- وأكثر معرفة بأن الإدراك البشري لم يهيأ للعمل في هذا المجال.. والكافر لا يسأله لأنه لا يعترف بالله ابتداء.

ليس لأحد من خلق الله إذن أن يسأله سبحانه: لماذا شاء أن يخلق الكائن الإنساني بهذه الفطرة؟ ولماذا شاء أن تبقى فطرته هذه عاملة لا تمحى ولا تعدل ولا تعطل! ولماذا شاء أن يجعل المنهج الإلهي يتحقق في حياته عن طريق الجهد البشري وفي حدود الطاقة البشرية؟

ولكن لكل أحد من خلقه أن يدرك هذه الحقيقة; ويراها وهي تعمل في واقع البشرية ويفسر التاريخ البشري على ضوئها; فيفقه خط سير التاريخ من ناحية، ويعرف كيف يوجه هذا الخط من ناحية أخرى.

هذا المنهج الإلهي الذي يمثله الإسلام كما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم ؛ لا يتحقق في الأرض في دنيا الناس بمجرد تنزله من عند الله . ولا يتحقق بمجرد إبلاغه للناس وبيانه. ولا يتحقق بالقهر الإلهي على نحو ما يُمضي الله ناموسه في دورة الفلك وسير الكواكب وترتب النتائج على أسبابها الطبيعية..

إنما يتحقق بأن تحمله مجموعة من البشر تؤمن به إيمانا كاملاً، وتستقيم عليه بقدر طاقتها، وتجعله وظيفة حياتها وغاية آمالها، وتجهد لتحقيقه في قلوب الآخرين وفي حياتهم العملية كذلك; وتجاهد لهذه الغاية بحيث لا تستبقي جهدا ولا طاقة..

تجاهد الضعف البشري والهوى البشري والجهل البشري في أنفسها وأنفس الآخرين. وتجاهد الذين يدفعهم الضعف والهوى والجهل للوقوف في وجه هذا المنهج.. وتبلغ - بعد ذلك كله - من تحقيق هذا المنهج الإلهي إلى الحد والمستوى الذي تطيقه فطرة البشر. على أن تبدأ بالبشر من النقطة التي هم فيها فعلاً; ولا تغفل واقعهم ومقتضيات هذا الواقع في سير مراحل هذا المنهج وتتابعها..

ثم تنتصر هذه المجموعة على نفسها وعلى نفوس الناس معها تارة، وتنهزم في المعركة مع نفسها أو مع نفوس الناس تارة؛ بقدر ما تبذل من الجهد، وبقدر ما تتخذ من الأساليب العملية، وبقدر ما توفق في اختيار هذه الأساليب..

وقبل كل شيء وقبل كل جهد وقبل كل وسيلة.. هنالك عنصر آخر؛ هو مدى تجرد هذه المجموعة لهذا الغرض، ومدى تمثيلها لحقيقة هذا المنهج في ذات نفسها، ومدى ارتباطها بالله صاحب هذا المنهج وثقتها به وتوكلها عليه.

هذه هي حقيقة هذا الدين وطريقته وهذه هي خطته الحركية ووسيلته..](1)

وثمة حقيقة أساسية كبيرة عن طبيعة النفس البشرية، وطبيعة الفطرة الإنسانية، وطبيعة الجهد البشري؛ ومدى ما يمكن أن يبلغه في تحقيق المنهج الإلهي:

إن النفس البشرية ليست كاملة في واقعها، ولكنها في الوقت ذاته قابلة للنمو والارتقاء حتى تبلغ أقصى الكمال المقدر لها في هذه الأرض.

وها نحن أولاء نرى قطاعا من قطاعات البشرية - كما هو وعلى الطبيعة - ممثلاً في الجماعة التي تمثل قمة الأمة التي يقول الله عنها: (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ) [آل عمران:110] وهم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ؛ المثل الكامل للنفس البشرية على الإطلاق.. فماذا نرى؟ نرى مجموعة من البشر فيهم الضعف وفيهم النقص، وفيهم من يبلغ أن يقول الله عنهم: (إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنْكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُوا) [آل عمران:155] ، ومَن يبلغ أن يقول الله عنهم:

(حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ وَعَصَيْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا أَرَاكُمْ مَا تُحِبُّونَ مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الْآَخِرَةَ ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ) [آل عمران:152]

وفيهم من يقول الله عنهم: (إِذْ هَمَّتْ طَائِفَتَانِ مِنْكُمْ أَنْ تَفْشَلَا وَاللَّهُ وَلِيُّهُمَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ) [آل عمران:122]، وفيهم من ينهزم وينكشف وتبلغ منهم الهزيمة ما وصفه الله سبحانه بقوله: (إِذْ تُصْعِدُونَ وَلَا تَلْوُونَ عَلَى أَحَدٍ وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ فِي أُخْرَاكُمْ فَأَثَابَكُمْ غَمًّا بِغَمٍّ لِكَيْلَا تَحْزَنُوا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا مَا أَصَابَكُمْ) [آل عمران:153]

وكل هؤلاء مؤمنون مسلمون; ولكنهم كانوا في أوائل الطريق. كانوا في دور التربية والتكوين. ولكنهم كانوا جادين في أخذ هذا الأمر مسلِّمين أمرهم لله مرتضين قيادته ومستسلمين لمنهجه؛ ومِن ثَمَّ لم يطردهم الله من كنفه بل رحمهم وعفا عنهم..

وأمر نبيه صلى الله عليه وسلم أن يعفو عنهم ويستغفر لهم، وأمره أن يشاورهم في الأمر بعد كل ما وقع منهم؛ وبعد كل ما وقع من جراء المشورة!

نعم إنه سبحانه تركهم يذوقون عاقبة تصرفاتهم تلك، وابتلاهم ذلك الابتلاء الشاق المرير.. ولكنه لم يطردهم خارج الصف، ولم يقل لهم: إنكم لا تصلحون لشيء من هذا الأمر بعد ما بدا منكم في التجربة من النقص والضعف.. لقد قبل ضعفهم هذا ونقصهم، ورباهم بالابتلاء، ثم رباهم بالتعقيب على الابتلاء والتوجيه إلى ما فيه من عبر وعظات؛ في رحمة وفي عفو وفي سماحة..

وكشف لهم ضعفهم ومخبآت نفوسهم؛ لا ليفضحهم بها ويرذلهم ويحقرهم، ولا ليرهقهم ويحملهم ما لا يطيقون له حملاً. ولكن ليأخذ بأيديهم ويوحي إليهم أن يثقوا بأنفسهم ولا يحتقروها، ولا ييأسوا من الوصول ما داموا موصولين بحبل الله المتين

ثم وصلوا.. وصلوا في النهاية وغلبت فيهم النماذج التي كانت في أول المعركة معدودة. وإذا هم في اليوم التالي للهزيمة والقرح يخرجون مع رسول الله صلى الله عليه وسلم غير هيَّابين ولا مترددين ولا وجلين من تخويف الناس لهم؛ حتى استحقوا تنويه الله بهم: (الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ) [آل عمران:173]

ولما كبروا بعد ذلك شيئا فشيئا.. تغيرت معاملتهم وحوسبوا كما يحاسَب الرجال الكبار. بعد ما كانوا يربتون هنا كما يربت الأطفال! والذي يراجع غزوة تبوك في سورة براءة; ومؤاخذة الله ورسوله للنفر القلائل المتخلفين تلك المؤاخذة العسيرة يجد الفرق واضحا في المعاملة; ويجد الفرق واضحا في مراحل التربية الإلهية العجيبة. كما يجد الفارق بين القوم يوم أحد والقوم يوم تبوك.. وهم هم..

ولكن بلغت بهم التربية الإلهية هذا المستوى السامق.. ولكنهم مع هذا ظلوا بشرا. وظل فيهم الضعف والنقص والخطأ. ولكن ظل فيهم كذلك الاستغفار والتوبة والرجوع إلى الله .

إنها الطبيعة البشرية التي يحافظ عليها هذا المنهج; ولا يبدلها أو يعطلها ولا يحملها ما لا تطيق؛ وإن بلغ بها أقصى الكمال المقدَّر لها في هذه الأرض.

وهذه الحقيقة ذات قيمة كبيرة في إعطاء الأمل الدائم للبشرية، لتحاول وتبلغ في ظل هذا المنهج الفريد. فهذه القمة السامقة التي بلغتها تلك الجماعة إنما بدأت تنهد إليها من السفح الذي التقطها منه. وهذه الخطى المتعثرة في الطريق الشاق زاولتها جماعة بشرية متخلفة في الجاهلية. متخلفة في كل شيء.

وكل ذلك يعطي البشرية أملاً كبيرا في إمكان الوصول إلى ذلك المرتقى السامي مهما تكن قابعة في السفح. ولا يعزل هذه الجماعة الصاعدة فيجعلها وليدة معجزة خارقة لا تتكرر. فهي ليست وليدة خارقة عابرة. إنما هي

وليدة المنهج الإلهي الذي يتحقق بالجهد البشري في حدود الطاقة البشرية؛ والطاقة البشرية كما نرى قابلة للكثير!

هذا المنهج يبدأ بكل جماعة من النقطة التي هي فيها، ومن الواقع المادي الذي هي فيه. ثم يمضي بها صعدا كما بدأ بتلك الجماعة من الجاهلية العربية الساذجة.. من السفح.. ثم انتهى بها في فترة وجيزة لم تبلغ ربع قرن من الزمان إلى ذلك الأوج السامق..

شرط واحد لا بد أن يتحقق.. أن تسلم الجماعات البشرية قيادها لهذا المنهج. أن تؤمن به. وأن تستسلم له. وأن تتخذه قاعدة حياتها وشعار حركتها وحادي خطاها في الطريق الشاق الطويل..(1)



دُرّة اليقين في أسْباب النصْر والتمْكين

جمع وإعداد جميلة المصري




--------------------------------------------------------------------------------

(1) تفسير المراغي – أفلا تتفكرون

(1) نظرات في منازلة النوازل

(1) في ظلال القرآن

(1) في ظلال القرآن
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shmmmm.forumarabia.com
????
زائر




درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (سنة التدافع) Empty
مُساهمةموضوع: رد: درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (سنة التدافع)   درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (سنة التدافع) I_icon_minitimeالأربعاء 18 أبريل 2012, 2:24 pm

بوركت جهووودك شعبااان

وجزاااااك الله خيرااا

تحياااتي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
shaban
الإدارة
الإدارة
shaban


عدد المساهمات : 17315
نقاط : 26579
تاريخ التسجيل : 20/11/2011
العمر : 45

درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (سنة التدافع) Empty
مُساهمةموضوع: رد: درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (سنة التدافع)   درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (سنة التدافع) I_icon_minitimeالأربعاء 18 أبريل 2012, 9:20 pm

شكرا لمرورك بسمة

اسعدني تواجدك الطيب

بارك الله فيك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shmmmm.forumarabia.com
زائر
زائر




درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (سنة التدافع) Empty
مُساهمةموضوع: رد: درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (سنة التدافع)   درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (سنة التدافع) I_icon_minitimeالثلاثاء 24 أبريل 2012, 3:47 pm

~\~ بارك الله فيك شعباااان

وجعله فى ميزان اعمالك ~\~
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
shaban
الإدارة
الإدارة
shaban


عدد المساهمات : 17315
نقاط : 26579
تاريخ التسجيل : 20/11/2011
العمر : 45

درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (سنة التدافع) Empty
مُساهمةموضوع: رد: درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (سنة التدافع)   درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (سنة التدافع) I_icon_minitimeالأربعاء 25 أبريل 2012, 2:58 pm

شكرا لمرورك نهاد

اسعدني تواجدك الطيب

بارك الله فيك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shmmmm.forumarabia.com
 
درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (سنة التدافع)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (أسباب النصر والتمكين أولا الإيمان الخالص)
» درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (درجة إيمان العباد حين يستحقون النصر)
» درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (للخطيئة أثرها في النصر والهزيمة)
» درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (صور النصر شتى)
» درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (عمر بن عبد العزيز)

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات بهجة النفوس الاسلامية :: أقسام العلوم الشرعية :: الاسلامي العام-
انتقل الى:  
المواضيع الأخيرة
» رسائل للروح
درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (سنة التدافع) I_icon_minitimeالأربعاء 12 أغسطس 2020, 8:49 pm من طرف shaban

» استمع للشيخ حسن صالح صاحب الصوت الجميل
درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (سنة التدافع) I_icon_minitimeالخميس 30 نوفمبر 2017, 3:25 pm من طرف احمد المصرى

» الرجوع الى القران الكريم
درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (سنة التدافع) I_icon_minitimeالخميس 30 نوفمبر 2017, 3:07 pm من طرف احمد المصرى

» هذا الطفل يقوم الليل
درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (سنة التدافع) I_icon_minitimeالخميس 24 أغسطس 2017, 2:59 am من طرف shaban

» روائع الاعجاز النفسي - من أسرار السعادة
درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (سنة التدافع) I_icon_minitimeالثلاثاء 08 أغسطس 2017, 2:09 am من طرف shaban

» الوسائل النبوية فى كسب قلوب البرية(7)
درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (سنة التدافع) I_icon_minitimeالإثنين 07 أغسطس 2017, 10:41 pm من طرف shaban

» تفسير القران الكريم للشيخ ابو بكر الجزائرى
درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (سنة التدافع) I_icon_minitimeالأربعاء 01 فبراير 2017, 5:37 pm من طرف احمد المصرى

» عشرة نساء لا ينساهن الرجل
درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (سنة التدافع) I_icon_minitimeالأحد 29 يناير 2017, 8:19 am من طرف shaban

» الالتزام بمنهج اهل السنه
درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (سنة التدافع) I_icon_minitimeالخميس 15 ديسمبر 2016, 5:51 pm من طرف احمد المصرى

» التلاوة التى هزت أركااااان الهند (2016) شيئ يفووووق الخياااال لملك المقامات وقارئ شباب العالم الاول
درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (سنة التدافع) I_icon_minitimeالخميس 15 ديسمبر 2016, 5:47 pm من طرف احمد المصرى

» فديو للشيخ ابو اسحاق الحوينى
درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (سنة التدافع) I_icon_minitimeالخميس 15 ديسمبر 2016, 5:43 pm من طرف احمد المصرى

» لكل قاتل قتله
درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (سنة التدافع) I_icon_minitimeالخميس 08 ديسمبر 2016, 11:58 pm من طرف احمد المصرى

» الصلاة على النبى صل الله عليه وسلم
درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (سنة التدافع) I_icon_minitimeالجمعة 14 أكتوبر 2016, 2:50 pm من طرف احمد المصرى

» الاعجاز فى القران الكريم
درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (سنة التدافع) I_icon_minitimeالجمعة 14 أكتوبر 2016, 2:09 pm من طرف احمد المصرى

» لا ادرى
درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (سنة التدافع) I_icon_minitimeالأربعاء 06 يناير 2016, 5:34 pm من طرف احمد المصرى

» الحديث الثانى من الاربعين النوويه
درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (سنة التدافع) I_icon_minitimeالأربعاء 06 يناير 2016, 4:31 pm من طرف احمد المصرى

» معا لنصرة المسجد الاقصى وتحريره
درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (سنة التدافع) I_icon_minitimeالأربعاء 30 ديسمبر 2015, 2:46 am من طرف احمد المصرى

» تحكيم شرع الله
درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (سنة التدافع) I_icon_minitimeالأربعاء 30 ديسمبر 2015, 12:41 am من طرف احمد المصرى

»  تحكيم شرع الله عزوجل
درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (سنة التدافع) I_icon_minitimeالثلاثاء 29 ديسمبر 2015, 11:56 pm من طرف احمد المصرى

» القدس رمز الأمة
درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (سنة التدافع) I_icon_minitimeالثلاثاء 24 نوفمبر 2015, 5:49 pm من طرف احمد المصرى

أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
shaban - 17315
درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (سنة التدافع) Vote_rcap1درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (سنة التدافع) Voting_bar1درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (سنة التدافع) Vote_lcap 
اريج الجنة - 5330
درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (سنة التدافع) Vote_rcap1درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (سنة التدافع) Voting_bar1درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (سنة التدافع) Vote_lcap 
محمد - 2800
درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (سنة التدافع) Vote_rcap1درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (سنة التدافع) Voting_bar1درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (سنة التدافع) Vote_lcap 
الشافعي - 1989
درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (سنة التدافع) Vote_rcap1درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (سنة التدافع) Voting_bar1درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (سنة التدافع) Vote_lcap 
زهرة الفردوس - 281
درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (سنة التدافع) Vote_rcap1درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (سنة التدافع) Voting_bar1درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (سنة التدافع) Vote_lcap 
الرحال - 163
درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (سنة التدافع) Vote_rcap1درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (سنة التدافع) Voting_bar1درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (سنة التدافع) Vote_lcap 
محمد احمد غيث - 130
درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (سنة التدافع) Vote_rcap1درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (سنة التدافع) Voting_bar1درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (سنة التدافع) Vote_lcap 
هايدي - 116
درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (سنة التدافع) Vote_rcap1درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (سنة التدافع) Voting_bar1درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (سنة التدافع) Vote_lcap 
احمد المصرى - 61
درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (سنة التدافع) Vote_rcap1درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (سنة التدافع) Voting_bar1درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (سنة التدافع) Vote_lcap 
معتز - 50
درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (سنة التدافع) Vote_rcap1درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (سنة التدافع) Voting_bar1درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (سنة التدافع) Vote_lcap 
أفضل 10 أعضاء في هذا الشهر
لا يوجد مستخدم

.: عدد زوار المنتدى :.

ضع اميلك ليصلك كل ما هو جديد:

لا تنسى الضغط على رابط التفعيل فى بريدك لاتمام الاشتراك

منتديات بهجة النفوس الاسلامية

[جميع ما يطرح في منتديات بهجة النفوس الإسلامية لا يعبر عن رأي الإدارة بالضروري ،وإنما يعبر عن رأي الكاتب ]

للتسجيل اضغط هـنـا

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More