منتديات بهجة النفوس الاسلامية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدي اسلامي على مذهب اهل السنة والجماعه
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (الغلام المؤمن وأصحاب الأخدود)

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
shaban
الإدارة
الإدارة
shaban


عدد المساهمات : 17315
نقاط : 26579
تاريخ التسجيل : 20/11/2011
العمر : 45

درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (الغلام المؤمن وأصحاب الأخدود) Empty
مُساهمةموضوع: درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (الغلام المؤمن وأصحاب الأخدود)   درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (الغلام المؤمن وأصحاب الأخدود) I_icon_minitimeالجمعة 20 أبريل 2012, 9:14 pm

الغلام المؤمن وأصحاب الأخدود

وهـذه صـورة آخرى من صـور النصـر: الغلام المؤمن وأصحاب الأخدود

عن صهيب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "كان ملك فيمن كان قبلكم وكان له ساحر، فلما كبر قال للملك: إني قد كبرت فابعث إليَّ غلاما أعلمه السحر، فبعث إليه غلاما يعلمه، فكان في طريقه إذا سلك راهب فقعد إليه وسمع كلامه فأعجبه فكان إذا أتى الساحر مر بالراهب وقعد إليه فإذا أتى الساحر ضربه، فشكا ذلك إلى الراهب، فقال: إذا خشيت الساحر فقل: حبسني أهلي.. وإذا خشيت أهلك فقل: حبسني الساحر.. فبينما هو كذلك إذ أتى على دابة عظيمة قد حبست الناس فقال: اليوم أعلم آلساحر أفضل أم الراهب أفضل؟ فأخذ حجرا فقال: اللهم إن كان أمر الراهب أحب إليك من أمر الساحر فاقتل هذه الدابة حتى يمضي الناس.. فرماها فقتلها ومضى الناس، فأتى الراهب فأخبره، فقال له الراهب: أي بني! أنت اليوم أفضل مني، قد بلغ من أمرك ما أرى، وإنك ستُبتلى، فإن ابتُليت فلا تدل عليَّ وكان الغلام يُبرئ الأكمه والأبرص ويداوي الناس من سائر الأدواء، فسمع جليس للملك كان قد عمي فأتاه بهدايا كثيرة، فقال: ما هاهنا لك أجمع إن أنت شفيتني! فقال: إني لا أشفي أحدا، إنما يشفي الله، فإن أنت آمنتَ بالله دعوتُ الله فشفاك.. فآمن بالله فشفاه الله.. فأتى الملك، فجلس إليه كما كان يجلس، فقال له الملك: مَن رد عليك بصرك؟ قال: ربي.. قال: ولك رب غيري؟! قال: ربي وربك الله.. فأخذه فلم يزل يعذبه حتى دل على الغلام، فجيء بالغلام، فقال له الملك: أي بني! قد بلغ من سحرك ما تبرئ الأكمه والأبرص، وتفعل وتفعل.. فقال: إني لا أشفي أحدا، إنما يشفي الله.. فأخذه فلم يزل يعذبه حتى دل على الراهب، فجيء بالراهب، فقيل له: ارجع عن دينك، فأبى.. فدعا بالمئشار، فوُضع المئشار في مَفرق رأسه، فشقه حتى وقع شقاه.. ثم جيء بجليس الملك، فقيل له: ارجع عن دينك، فأبى.. فوُضع المئشار في مفرق رأسه، فشقه به حتى وقع شقاه.. ثم جيء بالغلام فقيل له: ارجع عن دينك، فأبى.. فدفعه إلى نفر من أصحابه، فقال: اذهبوا به إلى جبل كذا وكذا، فاصعدوا به الجبل، فإذا بلغتم ذروته فإن رجع عن دينه، وإلا فاطرحوه.. فذهبوا به فصعدوا به الجبل، فقال: اللهم اكفنيهم بما شئت؛ فرجف بهم الجبل فسقطوا.. وجاء يمشي إلى الملك! فقال له الملك: ما فعل أصحابك؟ قال: كفانيهم الله.. فدفعه إلى نفر من أصحابه فقال: اذهبوا به فاحملوه في قرقور فتوسطوا به البحر، فإن رجع عن دينه وإلا فاقذفوه.. فذهبوا به، فقال: اللهم اكفنيهم بما شئت؛ فانكفأت بهم السفينة فغرقوا.. وجاء يمشي إلى الملك، فقال له الملك: ما فعل أصحابك؟ قال: كفانيهم الله.. فقال للملك: إنك لست بقاتلي حتى تفعل ما آمرك به! قال: وما هو؟ قال: تجمع الناس في صعيد واحد، وتصلبني على جذع، ثم خذ سهما من كنانتي، ثم ضع السهم في كبد القوس، ثم قل: باسم الله رب الغلام، ثم ارمني؛ فإنك إذا فعلت ذلك قتلتني.. فجمع الناس في صعيد واحد وصلبه على جذع، ثم أخذ سهما من كنانته، ثم وضع السهم في كبد القوس، ثم قال: باسم الله رب الغلام، ثم رماه؛ فوقع السهم في صدغه، فوضع يده في صدغه في موضع السهم فمات.. فقال الناس: آمنا برب الغلام.. آمنا برب الغلام.. آمنا برب الغلام.. فأتي الملك، فقيل له: أرأيت ما كنت تحذر قد والله نزل بك حذرك! قد آمن الناس.. فأمر بالأخدود في أفواه السكك، فخُدت وأضرم النيران، وقال: من لم يرجع عن دينه فأحموه فيها، أو قيل له: اقتحم، ففعلوا.. حتى جاءت امرأة ومعها صبي لها، فتقاعست أن تقع فيها، فقال لها الغلام: يا أُمه! اصبري فإنك على الحق".(1) [رواه مسلم]

لقد انتصر الغلام بعقيدته على الملك الكافر، وتمكن منهجه الرباني في نفوس رعايا الملك المشرك الغادر, وثبتوا على عقيدتهم وضحوا بأنفسهم من أجل إيمانهم وعلموا البشرية معنى من معاني الانتصار.

قال سيد قطب /: "في حساب الأرض يبدو أن الطغيان قد انتصر على الإيمان, وأن هذا الإيمان الذي بلغ تلك الذروة العالية في نفوس الفئة الخيرية الكريمة الثابتة المستعلية، لم يكن له وزن ولا حساب في المعركة التي دارت بين الإيمان والطغيان. في حساب الأرض تبدو هذه الخاتمة أسيفة أليمة.. ولكن القرآن يعلم المؤمنين شيئًا آخر، ويكشف لهم عن حقيقة أخرى.

إن الحياة وسائر ما يلابسها من لذائذ وآلام, ومن متاع وحرمان، ليست هي القيمة الكبرى في الميزان، وليست هي السلعة التي تقرر حساب الربح والخسارة، والنصر ليس مقصورًا على الغلبة الظاهرة، فهذه صورة واحدة من صور النصر الكثيرة.

إن الناس جميعًا يموتون، وتختلف الأسباب، ولكن الناس لا ينتصرون جميعًا هذا الانتصار، ولا يرتفعون هذا الارتفاع، ولا يتحررون هذا التحرر، ولا ينطلقون هذا الانطلاق إلى هذه الآفاق، إنما هو اختيار الله وتكريمه لفئة كريمة من عباده، تشارك الناس في الموت، وتنفرد دون كثير من الناس في المجد، المجد في الملأ الأعلى، وفي دنيا الناس أيضًا إذا نحن وضعنا في الحساب نظرة الأجيال بعد الأجيال.. لقد كان في استطاعة المؤمنين أن ينجوا بحياتهم في مقابل الهزيمة لإيمانهم، ولكن كم يخسرون أنفسهم، وكم كانت البشرية كلها تخسر، كم كانوا يخسرون وهم يقتلون هذا المعنى الكبير، معنى زهادة الحياة بلا عقيدة، وبشاعتها بلا حرية، وانحطاطها حين يسيطر الطغاة على الأرواح، بعد سيطرتهم على الأجساد.

(وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلاَّ أَن يُؤْمِنُوا بِاللهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ) [البروج: 8]. حقيقة ينبغي أن يتأملها المؤمنون الداعون إلى الله، في كل أرض، وفي كل جيل.

إن المعركة بين المؤمنين وخصومهم هي في صميمها معركة عقيدة، وليست شيئًا آخر على الإطلاق, وإن خصومهم لا ينقمون منهم إلا الإيمان، ولا يسخطون منهم إلا العقيدة". [معالم في الطريق]

إن المتأمل في قصة الغلام يجد أن الغلام انتصر بعقيدته ومنهجه, وكذلك الراهب الذي ثبت من أجل أن تبقي عقيدته في مقابل أن تزهق روحه، أما الأعمى فقد انتصر مرتين: انتصر عندما تخلى عن مكانته عند الملك مع ما في ذلك من جاه ومكانة، وانتصر عندما تخلى عن حياته في مقابل عقيدته.

إن الراهب والأعمى قـد خلّدا لنا معاني عظيمة من معاني الانتصار الحقيقي، بعيدًا عن التأويل والتبرير الذي يغطي فيه كثير من الناس ضعفهم وخورهم بستار يوهمون فيه الآخرين أنهم فعلوا ذلك من أجل الدين.

لقد كان الغلام ذكيًّا ألمعيًّا, وحين سنحت له فرصة عظيمة في تبليغ رسالة ربه، اغتنمها وحقق معاني عظيمة في مفهوم النصر والتمكين.

لقد انتصر الغلام بقوة فهمه وإدراكه لأقصر وأسلم الطرق لنصرة دينه وعقيدته، وإخراج أمته من الضلال إلى الهدى، ومن الكفر إلى الإيمان, وانتصر عندما وفق لاتخاذ القرار الحاسم في الوقت المناسب، متخطيًا جميع العقبات، ومستعليًا على الشهوات وحظوظ النفس ومتاع الحياة الدنيا، وانتصر على هذا الملك المتجبر المتغطرس، الذي أعمى الله قلبه، فأخرب ملكه بيده، فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور.

إن الغلام كان عبقريًا عندما خطط لإهلاك الملك الكافر وعندما رسم طريقه لنيل الشهادة في سبيل الله.

لقد كان الانتصار العظيم في المعركة بين الكفر والإيمان لصالح موكب التوحيد، لقد استشهد فرد وحيت بسببه أمة فآمنت برب الغلام.

إن دقة التخطيط وبراعة التنفيذ، وسلامة التقدير، نجاح باهر، وفوز ظاهر.

لقد انتصر الغلام عندما جعله الله قدوة لمن بعده، وأبقى له ذكرًا حسنًا على لسان المؤمنين، حيث جعل الله له لسان صدق في الآخرين، لقد كانت انتصارات متلاحقة ووصلت إلى ذروتها عندما آمن الناس برب الغلام, آمنوا بالله وحده وكفروا بالطاغوت، وهنالك جن جنون الملك، وفقد صوابه، فاستخدم كل ما يملك من وسائل الإرهاب والتخويف، في محاولة يائسة، للإبقاء على هيبته وسلطانه وتعبيد الناس له.

ثم يحفر أخاديده، ويوقد نيرانه، ويأمر زبانيته وجنوده بإلقاء المؤمنين في النار، وتأتي المفاجأة المذهلة، بدل أن يضعف من يضعف، ويهرب من يهرب, إذا نجد الإقدام والشجاعة، وذلك بالتدافع إلى النار ولا غريب، لأن الإيمان بث في نفوسهم الشجاعة، والثبات, وها هم يجدّون في اللحاق بالغلام، وكأنهم يتلذذون في تقديم أرواحهم فداءً لعقيدتهم ودينهم.

إن الإيمان الحقيقي يصنع بالأمم الغرائب, ويبدد الظلام الطويل الذي عاشوه، والسنوات المديدة التي استعبدهم فيها الطغاة، ومع قصر المدة التي قد يأتي فيها الإيمان إلى النفوس إلا أنه كفيل بتعريف الناس بحقيقة المنهج

الرباني كما نرى في هذه الأمة السعيدة التي آمنت برب الغلام، وكأنهم عرفوا المنهج وعاشوا فيه كما عاش الراهب طوال عمره، أو تربوا عليه كما تربي الغلام في صباه.

إن حقيقة الإيمان عندما تخالط بشاشة القلوب، وتلامس الأرواح تفعل العجب.

لقد كان انتصار الناس الذين آمنوا برب الغلام انتصارًا جماعيًا مباركًا يدل على صفاء العقيدة، ووضوح المنهج، وسلامة الطريق، وفهم لحقيقة الانتصار.

إننا لا نجد في القرآن ولا في السُّنَّة أي ذكر لهؤلاء الظلمة، وماذا كان مصيرهم في الدنيا, ولله في ذلك حكمة قد تخفى علينا [حقيقة الانتصار]

نعم وردت آية في آخر قصتهم فيها دعوة لهم وتحذير:

(إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ) [البروج:10].

قال الحسن البصري: انظروا إلى هذا الكرم والجود، قتلوا أولياءه، وهو يدعوهم إلى التوبة والمغفرة.

إن هذه النهاية تحقق معنى من معاني الانتصار، مَن المنتصر؟ الذي نصر عقيدته ودين ربه وحُرِّق بضع دقائق، ثم انتقل إلى جنات النعيم، أو ذلك الذي تمتع بأيام في الحياة الدنيا ثم مآله - إن لم يتب - إلى عذاب جهنم وعذاب الحريق؟

هل هناك مقارنة بين الحريق الأول، والحريق الثاني.. حريق الدنيا وحريق الآخرة؟ إنها نقلة بعيدة، وبون شاسع، أما المؤمنون الذين حُرِّقوا في الدنيا، فـ (لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأنْهَارُ) [البروج: 11]، وتعلن النتيجة التي لا مراء فيها ولا جدالSadذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ

) أليس هذا هو الانتصار؟ هذا في الآخرة, وفي الدنيا تمكن المنهج من قلوب الناس وتم ظهوره.] [فقه التمكين للصلابي]

إن "ظهور الدين" المتمثل في ثبات المؤمنين على مبادئه مهما اشتد بهم الأذى، وجهادهم في الله حق جهاده لنصرة هذا الدين لمن أعظم صور النصر المبين

قال تعالى: âيُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَá [التوبة:32]

إن أهل الكتاب هؤلاء لا يقفون عند حد الانحراف عن دين الحق، وعبادة أرباب من دون الله. وعدم الإيمان بالله واليوم الآخر - وفق المفهوم الصحيح للإيمان بالله واليوم الآخر - إنما هم كذلك يعلنون الحرب على دين الحق؛ ويريدون إطفاء نور الله في الأرض المتمثل في هذا الدين، وفي الدعوة التي تنطلق به في الأرض، وفي المنهج الذي يصوغ على وفقه حياة البشر..

(يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ).. فهم محاربون لنور الله. سواء بما يطلقونه من أكاذيب ودسائس وفتن؛ أو بما يحرضون به أتباعهم وأشياعهم على حرب هذا الدين وأهله، والوقوف سدا في وجهه؛ كما كان هو الواقع الذي تواجهه هذه النصوص وكما هو الواقع على مدار التاريخ .

وهذا التقرير؛ وإن كان يراد به استجاشة قلوب المسلمين إذا ذاك؛ هو كذلك يصور طبيعة الموقف الدائم لأهل الكتاب من نور الله المتمثل في دينه الحق الذي يهدي الناس بنور الله.

(وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ).. وهو الوعد الحق من الله، الدال على سنته التي لا تتبدل، في إتمام نوره بإظهار دينه ولو كره الكافرون..

وهو وعد تطمئن له قلوب الذين آمنوا؛ فيدفعهم هذا إلى المضي في الطريق على المشقة واللأواء في الطريق؛ وعلى الكيد والحرب من الكافرين (والمراد بهم هنا هم أهل الكتاب السابق ذكرهم).. كما أنه يتضمن في ثناياه الوعيد لهؤلاء الكافرين وأمثالهم على مدار الزمان!

ويزيد السياق هذا الوعيد وذلك الوعد توكيدا: (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ) [التوبة:33]

وفي هذا النص يتبين أن المراد بدين الحق الذي سبق في قوله تعالى: (قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ) [التوبة:29] .. هو هذا الدين الذي أرسل الله به رسوله الأخير. وأن الذين لا يدينون بهذا الدين هم الذين يشملهم الأمر بالقتال..

وهذا صحيح على أي وجه أوّلنا الآية. فالمقصود إجمالاً بدين الحق هو الدينونة لله وحده في الاعتقاد والشعائر والشرائع؛ وهذه هي قاعدة دين الله كله، وهو الدين الممثل أخيرا فيما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم . فأيما شخص أو قوم لم يدينوا لله وحده في الاعتقاد والشعائر والشرائع مجتمعة؛ انطبق عليهم أنهم لا يدينون دين الحق، ودخلوا في مدلول آية القتال.. مع مراعاة طبيعة المنهج الحركي للإسلام، ومراحله المتعددة، ووسائله المتجددة كما قلنا مرارا.

(هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ).. وهذا توكيد لوعد الله الأول: (وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ).. ولكن في صورة أكثر تحديدا. فنور الله الذي قرر سبحانه أن يتمه، هو دين الحق الذي أرسل به رسوله ليظهره على الدين كله.

ودين الحق هو الدينونة لله وحده في الاعتقاد والعبادة والتشريع مجتمعة. وهو متمثل في كل دين سماوي جاء به رسول من قبل. ولا يدخل فيه طبعا تلك الديانات المحرفة المشوهة المشوبة بالوثنيات في الاعتقاد التي عليها اليهود والنصارى اليوم. كما لا تدخل فيه الأنظمة والأوضاع التي ترفع لافتة الدين، وهي تقيم في الأرض أربابا يعبدها الناس من دون الله، في صورة الاتباع للشرائع التي لم ينزلها الله. والله سبحانه يقول: إنه أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله.. ويجب أن نفهم (الدين) بمدلوله الواسع الذي بيناه، لندرك أبعاد هذا الوعد الإلهي ومداه..

إن (الدين) هو الدينونة.. فيدخل فيه كل منهج وكل مذهب وكل نظام يدين الناس له بالطاعة والاتباع والولاء..

والله سبحانه يعلن قضاءه بظهور دين الحق الذي أرسل به رسوله على (الدين) كله بهذا المدلول الشامل العالم! إن الدينونة ستكون لله وحده. والظهور سيكون للمنهج الذي تتمثل فيه الدينونة لله وحده.

ولقد تحقق هذا مرة على يد رسول الله صلى الله عليه وسلم وخلفائه ومَن جاء بعدهم فترة طويلة من الزمان. وكان دين الحق أظهر وأغلب.. وكانت الأديان التي لا تخلص فيها الدينونة لله تخاف وترجف! ثم تخلى أصحاب دين الحق عنه؛ خطوة فخطوة بفعل عوامل داخلة في تركيب المجتمعات الإسلامية من ناحية، وبفعل الحرب الطويلة المدى، المنوعة الأساليب، التي أعلنها عليه أعداؤه من الوثنيين وأهل الكتاب سواء.

ولكن هذه ليست نهاية المطاف.. إن وعد الله قائم، ينتظر العصبة المسلمة، التي تحمل الراية وتمضي مبتدئة من نقطة البدء، التي بدأت منها خطوات رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يحمل دين الحق ويتحرك بنور الله.. [الظلال]

--------------------------------------------------------------------------------
(1) قال الإمام النووي: هذا الحديث فيه إثبات كرامات الأولياء.وفيه جواز الكذب في الحرب ونحوها، وفي إنقاذ النفس من الهلاك، سواء نفسه أو نفس غيره ممن له حرمة. والأكمه الذي خُلق أعمى. والمئشار بالهمزة، وروي المنشار بالنون، وهما لغتان صحيحتان. والقرقور بضم القافين السفينة الصغيرة، وقيل: الكبيرة. نزل بك حذرك: أي ما كنت تحذر وتخاف. والأخدود: هو الشق العظيم في الأرض، وجمعه أخاديد. والسكك: الطرق، وأفواهها: أبوابها. قوله: (من لم يرجع عن دينه فأحموه فيها): ارموه فيها، من قولهم حميت الحديدة وغيرها إذا أدخلتها النار لتحمى. قوله: (فتقاعست): أي توقفت ولزمت موضعها، وكرهت الدخول في النار.

دُرّة اليقين في أسْباب النصْر والتمْكين

جمع وإعداد جميلة المصري
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shmmmm.forumarabia.com
اريج الجنة
شخصيات هامة
اريج الجنة


عدد المساهمات : 5330
نقاط : 7782
تاريخ التسجيل : 30/11/2011
درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (الغلام المؤمن وأصحاب الأخدود) 9f14e6fcb1

درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (الغلام المؤمن وأصحاب الأخدود) Empty
مُساهمةموضوع: رد: درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (الغلام المؤمن وأصحاب الأخدود)   درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (الغلام المؤمن وأصحاب الأخدود) I_icon_minitimeالأحد 22 أبريل 2012, 1:49 am

درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (الغلام المؤمن وأصحاب الأخدود) 21342_01328477798
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
shaban
الإدارة
الإدارة
shaban


عدد المساهمات : 17315
نقاط : 26579
تاريخ التسجيل : 20/11/2011
العمر : 45

درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (الغلام المؤمن وأصحاب الأخدود) Empty
مُساهمةموضوع: رد: درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (الغلام المؤمن وأصحاب الأخدود)   درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (الغلام المؤمن وأصحاب الأخدود) I_icon_minitimeالأحد 22 أبريل 2012, 4:06 am

شكرا لمرورك اريج

اسعدني تواجدك الطيب

وبارك الله فيك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shmmmm.forumarabia.com
????
زائر




درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (الغلام المؤمن وأصحاب الأخدود) Empty
مُساهمةموضوع: رد: درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (الغلام المؤمن وأصحاب الأخدود)   درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (الغلام المؤمن وأصحاب الأخدود) I_icon_minitimeالإثنين 23 أبريل 2012, 1:00 am

بااارك الله فيك شعبااان

وجزااااك الله خيرااا

بوركت جهودك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
shaban
الإدارة
الإدارة
shaban


عدد المساهمات : 17315
نقاط : 26579
تاريخ التسجيل : 20/11/2011
العمر : 45

درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (الغلام المؤمن وأصحاب الأخدود) Empty
مُساهمةموضوع: رد: درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (الغلام المؤمن وأصحاب الأخدود)   درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (الغلام المؤمن وأصحاب الأخدود) I_icon_minitimeالإثنين 23 أبريل 2012, 2:45 am

شكرا لمرورك بسمة

اسعدني تواجدك الطيب

وبارك الله فيك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shmmmm.forumarabia.com
 
درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (الغلام المؤمن وأصحاب الأخدود)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (أسباب النصر والتمكين أولا الإيمان الخالص)
» درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (درجة إيمان العباد حين يستحقون النصر)
» درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (للخطيئة أثرها في النصر والهزيمة)
» درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (صور النصر شتى)
» درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (سنة الإملاء)

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات بهجة النفوس الاسلامية :: أقسام العلوم الشرعية :: الاسلامي العام-
انتقل الى:  
المواضيع الأخيرة
» رسائل للروح
درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (الغلام المؤمن وأصحاب الأخدود) I_icon_minitimeالأربعاء 12 أغسطس 2020, 8:49 pm من طرف shaban

» استمع للشيخ حسن صالح صاحب الصوت الجميل
درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (الغلام المؤمن وأصحاب الأخدود) I_icon_minitimeالخميس 30 نوفمبر 2017, 3:25 pm من طرف احمد المصرى

» الرجوع الى القران الكريم
درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (الغلام المؤمن وأصحاب الأخدود) I_icon_minitimeالخميس 30 نوفمبر 2017, 3:07 pm من طرف احمد المصرى

» هذا الطفل يقوم الليل
درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (الغلام المؤمن وأصحاب الأخدود) I_icon_minitimeالخميس 24 أغسطس 2017, 2:59 am من طرف shaban

» روائع الاعجاز النفسي - من أسرار السعادة
درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (الغلام المؤمن وأصحاب الأخدود) I_icon_minitimeالثلاثاء 08 أغسطس 2017, 2:09 am من طرف shaban

» الوسائل النبوية فى كسب قلوب البرية(7)
درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (الغلام المؤمن وأصحاب الأخدود) I_icon_minitimeالإثنين 07 أغسطس 2017, 10:41 pm من طرف shaban

» تفسير القران الكريم للشيخ ابو بكر الجزائرى
درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (الغلام المؤمن وأصحاب الأخدود) I_icon_minitimeالأربعاء 01 فبراير 2017, 5:37 pm من طرف احمد المصرى

» عشرة نساء لا ينساهن الرجل
درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (الغلام المؤمن وأصحاب الأخدود) I_icon_minitimeالأحد 29 يناير 2017, 8:19 am من طرف shaban

» الالتزام بمنهج اهل السنه
درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (الغلام المؤمن وأصحاب الأخدود) I_icon_minitimeالخميس 15 ديسمبر 2016, 5:51 pm من طرف احمد المصرى

» التلاوة التى هزت أركااااان الهند (2016) شيئ يفووووق الخياااال لملك المقامات وقارئ شباب العالم الاول
درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (الغلام المؤمن وأصحاب الأخدود) I_icon_minitimeالخميس 15 ديسمبر 2016, 5:47 pm من طرف احمد المصرى

» فديو للشيخ ابو اسحاق الحوينى
درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (الغلام المؤمن وأصحاب الأخدود) I_icon_minitimeالخميس 15 ديسمبر 2016, 5:43 pm من طرف احمد المصرى

» لكل قاتل قتله
درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (الغلام المؤمن وأصحاب الأخدود) I_icon_minitimeالخميس 08 ديسمبر 2016, 11:58 pm من طرف احمد المصرى

» الصلاة على النبى صل الله عليه وسلم
درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (الغلام المؤمن وأصحاب الأخدود) I_icon_minitimeالجمعة 14 أكتوبر 2016, 2:50 pm من طرف احمد المصرى

» الاعجاز فى القران الكريم
درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (الغلام المؤمن وأصحاب الأخدود) I_icon_minitimeالجمعة 14 أكتوبر 2016, 2:09 pm من طرف احمد المصرى

» لا ادرى
درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (الغلام المؤمن وأصحاب الأخدود) I_icon_minitimeالأربعاء 06 يناير 2016, 5:34 pm من طرف احمد المصرى

» الحديث الثانى من الاربعين النوويه
درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (الغلام المؤمن وأصحاب الأخدود) I_icon_minitimeالأربعاء 06 يناير 2016, 4:31 pm من طرف احمد المصرى

» معا لنصرة المسجد الاقصى وتحريره
درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (الغلام المؤمن وأصحاب الأخدود) I_icon_minitimeالأربعاء 30 ديسمبر 2015, 2:46 am من طرف احمد المصرى

» تحكيم شرع الله
درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (الغلام المؤمن وأصحاب الأخدود) I_icon_minitimeالأربعاء 30 ديسمبر 2015, 12:41 am من طرف احمد المصرى

»  تحكيم شرع الله عزوجل
درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (الغلام المؤمن وأصحاب الأخدود) I_icon_minitimeالثلاثاء 29 ديسمبر 2015, 11:56 pm من طرف احمد المصرى

» القدس رمز الأمة
درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (الغلام المؤمن وأصحاب الأخدود) I_icon_minitimeالثلاثاء 24 نوفمبر 2015, 5:49 pm من طرف احمد المصرى

أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
shaban - 17315
درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (الغلام المؤمن وأصحاب الأخدود) Vote_rcap1درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (الغلام المؤمن وأصحاب الأخدود) Voting_bar1درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (الغلام المؤمن وأصحاب الأخدود) Vote_lcap 
اريج الجنة - 5330
درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (الغلام المؤمن وأصحاب الأخدود) Vote_rcap1درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (الغلام المؤمن وأصحاب الأخدود) Voting_bar1درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (الغلام المؤمن وأصحاب الأخدود) Vote_lcap 
محمد - 2800
درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (الغلام المؤمن وأصحاب الأخدود) Vote_rcap1درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (الغلام المؤمن وأصحاب الأخدود) Voting_bar1درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (الغلام المؤمن وأصحاب الأخدود) Vote_lcap 
الشافعي - 1989
درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (الغلام المؤمن وأصحاب الأخدود) Vote_rcap1درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (الغلام المؤمن وأصحاب الأخدود) Voting_bar1درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (الغلام المؤمن وأصحاب الأخدود) Vote_lcap 
زهرة الفردوس - 281
درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (الغلام المؤمن وأصحاب الأخدود) Vote_rcap1درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (الغلام المؤمن وأصحاب الأخدود) Voting_bar1درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (الغلام المؤمن وأصحاب الأخدود) Vote_lcap 
الرحال - 163
درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (الغلام المؤمن وأصحاب الأخدود) Vote_rcap1درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (الغلام المؤمن وأصحاب الأخدود) Voting_bar1درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (الغلام المؤمن وأصحاب الأخدود) Vote_lcap 
محمد احمد غيث - 130
درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (الغلام المؤمن وأصحاب الأخدود) Vote_rcap1درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (الغلام المؤمن وأصحاب الأخدود) Voting_bar1درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (الغلام المؤمن وأصحاب الأخدود) Vote_lcap 
هايدي - 116
درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (الغلام المؤمن وأصحاب الأخدود) Vote_rcap1درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (الغلام المؤمن وأصحاب الأخدود) Voting_bar1درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (الغلام المؤمن وأصحاب الأخدود) Vote_lcap 
احمد المصرى - 61
درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (الغلام المؤمن وأصحاب الأخدود) Vote_rcap1درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (الغلام المؤمن وأصحاب الأخدود) Voting_bar1درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (الغلام المؤمن وأصحاب الأخدود) Vote_lcap 
معتز - 50
درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (الغلام المؤمن وأصحاب الأخدود) Vote_rcap1درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (الغلام المؤمن وأصحاب الأخدود) Voting_bar1درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (الغلام المؤمن وأصحاب الأخدود) Vote_lcap 
أفضل 10 أعضاء في هذا الشهر
لا يوجد مستخدم

.: عدد زوار المنتدى :.

ضع اميلك ليصلك كل ما هو جديد:

لا تنسى الضغط على رابط التفعيل فى بريدك لاتمام الاشتراك

منتديات بهجة النفوس الاسلامية

[جميع ما يطرح في منتديات بهجة النفوس الإسلامية لا يعبر عن رأي الإدارة بالضروري ،وإنما يعبر عن رأي الكاتب ]

للتسجيل اضغط هـنـا

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More