منتديات بهجة النفوس الاسلامية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدي اسلامي على مذهب اهل السنة والجماعه
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - ( أركان الإيمان(6))

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
shaban
الإدارة
الإدارة
shaban


عدد المساهمات : 17315
نقاط : 26579
تاريخ التسجيل : 20/11/2011
العمر : 45

درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - ( أركان الإيمان(6))  Empty
مُساهمةموضوع: درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - ( أركان الإيمان(6))    درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - ( أركان الإيمان(6))  I_icon_minitimeالجمعة 04 مايو 2012, 9:08 pm

سادسا الإيمان بالقدر خيره وشره



نؤمن بالقدر؛ خيره وشرِّه، وهو تقدير الله تعالى للكائنات حسبما سبق به علمه واقتضته حكمته. قال تعالى: âإِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍá [القمر: 49] ، â وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًاá [الفرقان:2]. وما أجمل جواب الإمام أحمد عندما سُئل عن القدر فقال: القدر قدرة الله.

وعقيدة القدر مبنية في حقيقتها على الإيمان بصفات الله العُلَى وأسمائه الحسنى؛ ومنها العلم، والقدرة، والإرادة..

قال الطحاوي: [خلق الخلق بعلمه، وقدَّر لهم أقدارًا، وضرب لهم آجالاً، لم يَخفَ عليه شيء قبل أن يخلقهم، وعلم ما هم عاملون قبل أن يخلقهم، وأمرهم بطاعته ونهاهم عن معصيته.

وكل شيء يجري بتقديره ومشيئته، ومشيئته تنفذ؛ لا مشيئة للعباد إلا ما شاء لهم؛ فما شاء لهم كان، وما لم يشأ لم يكن.

يهدي مَن يشاء، ويعصم ويعافي فضلاً، ويُضل مَن يشاء، ويخذل ويبتلي عدلاً، وكلهم يتقلبون في مشيئته بين فضله وعدله.

وهو متعالٍ عن الأضداد والأنداد، لا راد لقضائه، ولا مُعقب لحكمه، ولا غالب لأمره.] أ.هـ

وقال النووي في شرحه لأحاديث القدر من صحيح مسلم: "وفي هذه الأحاديث كلها دلالات ظاهرة لمذهب أهل السنة في إثبات القدر، وأن جميع الواقعات بقضاء الله وقدره؛ خيرها وشرها، ونفعها وضرها."

وقال ابن حجر في "فتح الباري": "مذهب السلف قاطبة أن الأمور كلها بتقدير الله تعالى، كما قال تعالى: âوَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا عِنْدَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَعْلُومٍá [الحجر: 21]."

والإيمان بالقدر أحد أصول الإيمان، وبين الرسول صلى الله عليه وسلم أن العمل والأخذ بالأسباب هو من القدر، ولا ينافيه ولا يناقضه، وحذر أمته من الذين يكذبون بالقدر، أو يعارضون به الشرع.

والقدر في الاصطلاح: ما سبق به العلم، وجرى به القلم مما هو كائن إلى الأبد، وأنه عز وجل قدَّر مقادير الخلائق، وما يكون من الأشياء قبل أن تكون في الأزل، وعلم سبحانه أنها ستقع في أوقات معلومة عنده تعالى، وعلى صفات مخصوصة؛ فهي تقع على حسب ما قدَّرها.

ويعرِّف فضيلة الشيخ/ علي الطنطاوي القَدَر بأنه [السُّنن التي سنَّها الله لهذا الكون، والنظام الذي سلكه به، والقوانين الطبيعية التي سيَّره عليها. وكل ما فيه قد خُلق بمقادير معينة، ونسب محددة؛ فما مِن موجود إلا وقُدِّر قبل إيجاده مقداره وعدد ذراته، وكمية العناصر التي يتألف منها ونوعها، وما يعرض له مـن امتزاج بغيره، وانفصال عنه، وما يناله من حركة وسكون.. كل ذلك محدد منذ الأزل.

وأنا أوضح الفرق بين (القدر) و(القضاء) بمثال –ولله المثل الأعلى-: العمارات التي تقام تُعلَّق عليها لوحة فيها: "التصميم للمهندس الفلاني، والتنفيذ للمقاول الفلاني". فالمهندس يرسم الخريطة، ويعين علو البناء وسمك الجدران، وما يوضع فيها من الحديد والأسمنت والحجر، ونسبة كل منها، وما يكون فيها من أبواب ونوافذ، يُقَدِّر ذلك ويحدده؛ هذا مثال (القَدَر). والمقاول ينفذ ما قدَّره المهندس؛ وهذا مثال (القضاء).

وكلاهما لله وحده. وكما يمكن للمهندس أن يبدل -إذا أراد- في بعض تفصيلات التصميم، فالله من رحمته جعل الدعاء والصدقة سببًا في رفع بعض ما كان مُقَدَّرًا؛ قدَّرها وحده، ورفعها بالدعاء وحده.

ولو كان كل ما يفعل العبد مُجبَرًا عليه منذ الأزل؛ لا يُبدَّل ولا يُعدَّل، وليس له اختيار فيه؛ لم يبقَ من فائدة لبعثة الأنبياء، وجهاد الكفار، ولا للدعاء. وقد دعا الأنبياء والخلفاء الراشدون وصلحاء كل أمة؛ طالبين دفع الشر، وجلب الخير.] (1)

وللقدر أربع مراتب:

المرتبة الأولى: العلم: فنؤمن بأن الله تعالى بكل شيء عليم، علم ما كان وما يكون وكيف يكون بعلمه الأزلي الأبدي، فلا يتجدد له علم بعد جهل، ولا يلحقه نسيان بعد علم. فهو سبحانه يعلم أحوالَ عباده وأرزاقَهم وآجالهم وأعمالهم لا يخفى عليه شيء: âلِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًاá [الطلاق: 12].

المرتبة الثانية: الكتابة: فنؤمن بأن الله تعالى كتب في اللوح المحفوظ مقادير الخَلق، فأول ما خلق الله القلم، قال له: اكتب. قال: ما أكتب؟ قال: اكتب ما هو كائن إلى يوم القيامة؛ فما أصاب الإنسان لم يكن ليخطئه، وما أخطأه لم يكن ليصيبه. قال تعالى: â أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّ ذَلِكَ فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ á [الحج:70]، â مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌá [الحديد: 22]

المرتبة الثالثة: المشيئة: فنؤمن بأن الله تعالى قد شاء كل ما في السماوات والأرض، لا يكون شيء إلا بمشيئته، ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن.

المرتبة الرابعة: الخلق: فنؤمن بأن الله تعالى â خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ . لَهُ مَقَالِيدُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ á [الزمر: 62-63].

وهذه المراتب الأربع شاملة لما يكون من الله تعالى نفسه ولما يكون من العباد، فكل ما يقوم به العباد من أقوال أو أفعال أو تروك فهي معلومة لله تعالى مكتوبة عنده، والله تعالى قد شاءها وخلقها â لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ . وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ á [التكوير: 28-29]، â وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلُوا وَلَكِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ á [البقرة: 253]، â وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَá [الأنعام: 137] â وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ á [الصافات: 96].

ولكننا مع ذلك نؤمن بأن الله تعالى جعل للعبد اختيارًا وقدرة؛ بهما يكون الفعل. والدليل على أن فعل العبد باختياره وقدرته أمور:

الأول: قوله تعالى: âفَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْá [البقرة: 223] وقوله: â وَلَوْ أَرَادُوا الْخُرُوجَ لَأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً á [التوبة: 46] فأثبت للعبد إتيانًا بمشيئته، وإعدادًا بإرادته.

الثاني: توجيه الأمر والنهي إلى العبد، ولو لم يكن له اختيار وقدرة لكان توجيه ذلك إليه من التكليف بما لا يطاق، وهو أمر تأباه حكمة الله تعالى ورحمته وخبره الصادق في قوله: âلَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا á [البقرة: 286].

الثالث: مدح المحسن على إحسانه وذم المسيء على إساءته، وإثابة كل منهما بما يستحق، ولولا أن الفعل يقع بإرادة العبد واختياره لكان مدح المحسن عبثًا، وعقوبة المسيء ظلمًا، والله تعالى منزّه عن العبث والظلم.

الرابع: أن الله تعالى أرسل الرسل âمُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ á [النساء:165]، ولولا أن فعل العبد يقع بإرادته واختياره، ما بطلت حُجته بإرسال الرسل.

الخامس: أن كل فاعل يحسُّ أنّه يفعل الشيء أو يتركه بدون أي شعور بإكراه، فهو يقوم ويقعد، ويدخل ويخرج، ويسافر ويقيم بمحض إرادته، ولا يشعر بأن أحدًا يُكرِهه على ذلك، بل يفرّق تفريقًا واقعيًّا بين أن يفعل الشيء باختياره وبين أن يُكرِهه عليه مُكرِه. وكذلك فرّق الشرع بينهما تفريقًا حُكميًّا، فلم يؤاخذ

الفاعل بما فعله مُكرَهًا عليه فيما يتعلق بحق الله تعالى.

ونرى أنه لا حجة للعاصي على معصيته بقدر الله تعالى، لأن العاصي يُقدِم على المعصية باختياره، مِن غير أن يعلم أن الله تعالى قدّرها عليه، إذ لا يعلم أحد قدر الله تعالى إلا بعد وقوع مقدوره âوَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا á [لقمان: 34] فكيف يصح الاحتجاج بحجة لا يعلمها المحتج بها حين إقدامه على ما اعتذر بها عنه، وقد أبطل الله تعالى هذه الحجة بقوله: â سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلَا آَبَاؤُنَا وَلَا حَرَّمْنَا مِنْ شَيْءٍ كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ حَتَّى ذَاقُوا بَأْسَنَا قُلْ هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَخْرُصُونَ á [الأنعام: 148].

ونقول للعاصي المحتج بالقدر: لماذا لم تُقدم على الطاعة مُقدِّرًا أنّ الله تعالى قد كتبها لك، فإنه لا فرق بينها وبين المعصية في الجهل بالمقدور قبل صدور الفعل منك؟ ولهذا لما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم الصحابة بأن كل واحد قد كُتِبَ مقعده من الجنة ومقعده من النار قالوا: أفلا نتكل وندع العمل؟ قال: "لا؛ اعملوا فكلٌّ مُيسَّرٌ لما خُلِقَ له".

ونقول للعاصي المحتج بالقدر: لو كنتَ تريد السفر لمكة وكان لها طريقان، أخبرك الصادق أن أحدهما مخوف صعب والثاني آمن سهل، فإنك ستسلك الثاني ولا يمكن أن تسلك الأول وتقول: إنه مقدر عليَّ؛ ولو فعلت لعدَّك الناس في قسم المجانين.

ونقول له أيضًا: لو عُرض عليك وظيفتان إحداهما ذات مرتب أكثر، فإنك سوف تعمل فيها دون الناقصة، فكيف تختار لنفسك في عمل الآخرة ما هو الأدنى ثم تحتج بالقدر؟

ونقول له أيضًا: نراك إذا أُصبتَ بمرض جسمي طرقتَ باب كل طبيب لعلاجك، وصبرتَ على ما ينالك من ألم عملية الجراحة وعلى مرارة الدواء. فلماذا لا تفعل مثل ذلك في مرض قلبك بالمعاصي؟

ونؤمن بأنّ الشر لا يُنسَب إلى الله تعالى لكمال رحمته وحكمته، قال النبي خ: "والشرُّ ليس إليكَ" [رواه مسلم]. فنفس قضاء الله تعالى ليس فيه شر أبدًا؛ لأنّه صادر عن رحمة وحكمة، وإنّما يكون الشرُّ في مقضياته، لقول النبي صلى الله عليه وسلم في دعاء القنوت الذي علّمه الحسن: "وقني شرَّ ما قضيتَ". فأضاف الشر إلى ما قضاه، ومع هذا فإنّ الشر في المقضيات ليس شرًّا خالصًا محضًا، بل هو شر في محله من وجه، خير من وجه، أو شر في محله، خير في محل آخر.

فالفساد في الأرض من: الجدب والمرض والفقر والخوف شر، لكنه خير في محل آخر. قال الله تعالى: â ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ á [الروم: 41].

وقطع يد السارق ورجم الزاني شر بالنسبة للسارق والزاني في قطع اليد وإزهاق النفس، لكنه خير لهما من وجه آخر، حيث يكون كفارة لهما فلا يجمع لهما بين عقوبتي الدنيا والآخرة، وهو أيضًا خير في محل آخر، حيث إن فيه حماية الأموال والأعراض والأنساب.

وكل ما كان شرًّا إنما هو أمر نسبي إضافي؛ فهو خير مِن جهة تعلق فعل الرب وتكوينه به، وشر بالنسبة إلى مَن هو شر في حقه. فله وجهان: هو مِن أحدهما خير؛ وهو الوجه الذي نُسِب منه إلى الخالق سبحانه وتعالى؛ خَلقًا وتكوينًا ومشيئة، لما فيه من الحكمة البالغة التي استأثر بعلمها، وأطلع مَن شاء مِن خَلقه على ما شاء منها.

وكل ما يحتاج إليه المؤمن في مسألة "القضاء والقدر" أن يؤمن بأن الله عليم بكل شيء، وخالق كل شيء، وما لم يشأ لم يكن، وأنه عادل لا يظلم أحدًا، وأنه حكيم منزه عن العبث.

وما علم الله حاجتنا إليه بيَّنه لنا، وما طواه عنا لا يجوز أنْ نتكلف البحث عنه؛ فنختلف ونهلك فإن عقولنا محدودة، خلقها الله للإسهام في عمارة الأرض، وليست وظيفتها اكتشاف الغيب الذي استأثر بعلمه الخالق، وليس أمامنا إلا التسليم والإيمان بما يعرفنا الله عليه من أمور الغيب وقضاياه.

قال الطحاوي: أصل القدر سر الله تعالى في خلقه، لم يَطلِّع على ذلك مَلَك مُقرَّب، ولا نبي مُرسَل، والتعمق والنظر في ذلك ذريعة الخذلان، وسلم الحرمان، ودرجة الطغيان. فالحذر كل الحذر من ذلك نظرًا وفكرًا ووسوسة؛ فإن الله تعالى طوى علم القدر عن أنامه، ونهاهم عن مَرامه، كما قال الله تعالى في كتابه: âلَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَá [الأنبياء: 23] فمَن سأل: لم فعل؟ فقد رد حُكم الكتاب، ومَن رد حُكم الكتاب كان من الكافرين.

فهذا جملة ما يحتاج إليه مَن هو مُنَوَّرٌ قلبُه مِن أولياء الله تعالى، وهي درجة الراسخين في العلم؛ لأن العلم علمان: علم في الخَلق موجود، وعلم في الخَلق مفقود. فإنكار العلم الموجود كفر، وادعاء العلم المفقود كفر، ولا يَثبت الإيمان إلا بقبول العلم الموجود، وترك طلب العلم المفقود.(1)

وقد تجلت عظمة الله في القضاء والقدر، وعجزت العقول المسلمة عن تعليله؛ فبقيت مبهوتة، عالمة قصورها عن درك جميع الأمور، فأذعنت مقرة بالعجز، مؤمنة بأن الكل من عند الله، وأن الله قد أحاط بكل شيء علمًا âآَمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا á [آل عمران:7]. سلموا لله في أفعاله، وعلموا أنه حكيم ومالك، وأنه لا يُقدِّر عبثًا، فإن خفيت عليهم حكمة فعله، نسبوا الجهل إلى نفوسهم وسلموا للحكيم المالك. وإن أقوامًا نظروا إلى قضاء الله وقدره بمجرد عقولهم، فرأوها كما لو صدرت من مخلوق، نسبت إلى ضد الحكمة؛ فنسبوا الخالق إلى ذلك، تعالى الله عما يقولون علوًّا كبيرًا. وهذا هو الكفر المحض، والجنون البارد.

وأول من فعل ذلك، إبليس، فإنه قد رأى ربه فضل جنس الطين على جنس النار، فأبى واستكبر وقال: âأَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍá [الأعراف:12]. واعترض أبو جهل على الخالق وحكمته، حينما قال في نبوة محمد خ: تنازعنا نحن وبنو عبد مناف الشرف، أطعموا فأطعمنا، وحملوا فحملنا، وأعطوا فأعطينا حتى إذا تجاثينا على الرُّكَب، وكنا كفرسي رهان، قالوا: منا نبي، يأتيه الوحي من السماء فمتى ندرك مثل هذه؟ والله لا نؤمن به أبـدًا ولا نصدقـه â وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآَنُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ . أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَةَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَـاةِ الدُّنْيَا á [الزخرف:31-32].

واعترض ابن الراوندي، الذكي المشهور، في القرن الثالث الهجري، اعترض على قضاء الله وقدره، وعطل حكمته، واستنكف عن قسمته ورزقه، فقد جاع يومًا واشتد جوعه، فجلس على الجسر، وقد أمضَّه الجوع، فمرت خيل مزينة بالحرير والديباج، فقال: لمن هذه؟ فقالوا لـ"علي بن بلتق" غلام الخليفة، فمر به رجل، فرآه وعليه أثر الضر فرمى إليه رغيفين، فأخذهما ورمى بهما وقال: هذه الأشياء لعلي بن بلتق وهذان لي؟ فنسي هذا الجاهل الأحمق، أنه بما يقول ويعترض ويفعل، أهل لهذه المجاعة. قال الذهبي: فلعن الله الذكاء بلا إيمان، ورضي الله عن البلادة مع التقوى.

إن تطبيق مقاييس البشر ومفاهيمهم على قضاء الله وقدره، هو مكمن الخطر، واعتراض ضعاف النفوس على قسمة الله ورزقه؛ حيث جعل هذا مؤمنًا وذاك كافرًا، وذاك غنيًّا وهذا فقيرًا، وأخذه للشاب في شبابه، وما بلغ بنيانه بعض المقصود، وأخذه الطفل من أكف أبويه يتململان، والله الغني عن أخذه، وأبواه أشد الخلق فقرًا إلى بقائه، وإبقائه لهرم، لا يدري معنى البقاء، كل ذلك يجد الشيطان به طريقًا للوسواس، ويبتدي بالقدح في حكمة الله وقدره. ولو ملئت قلوب أولاء بالإيمان واليقين، والرضا بالله ربًّا، لما كان للشيطان مسلك ولا مستقر في أفئدتهم، ولأيقنوا أن الله لم يُقدِّر شيئًا إلا لحكمة، وأن الحكمة قد يعلمها الإنسان وقد تختفي عنه وفق إرادة العزيز الحكيم.

ألا ترون أن الاعتداء على السفينة بخرقها يُعَد ظلمًا واعتداء؟ ومع ذلك فقد يظهر لكم أن ذلك الخرق، كان طريقًا للنجاة من هلكة. وهذا ما وقع للخضر مع موسى ؛: âأَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ فَأَرَدْتُ أَنْ أَعِيبَهَا وَكَانَ وَرَاءَهُمْ مَلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا á [الكهف:79].

وانظروا إلى يوسف ؛ لما اتُّهِمَ بالفاحشة، وسُجن بها؛ ليكون ذلك السجن سبيلا إلى جعله على خزائن الأرض حفيظًا عليمًا.

ويعيش محمد صلى الله عليه وسلم يتيم الأبوين، معذبًا في أهله وماله ونفسه، تُصَد الأبواب دونه، ويُرمَى بالحجارة، ويُلقَى عليه سلا الجزور، ثم هو بعد ذلك، سيد ولد آدم، ومَن لم يحبه كفر بالله وبما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم .

ولن تقر النفوس إلا إذا خالطها الإيمان بالله، والتسليم له، والرضا بقضائه وقدره. قال رسول الله خ: "لا يؤمنُ عبدٌ حتى يؤمنَ بالقَدَرِ خيرِه وشرِّه، وحتى يعلمَ أنَّ ما أصابَهُ لم يكنْ ليُخطئه، وأنَّ ما أخطأه لم يكنْ ليُصيبَه".[رواه الترمذي].(1)

سبحان مَن يُجري الأمورَ بحكمةٍ

نَـفَــذَتْ مَشـيـئـتُـه بسـابـــقِ علـمِــــهِ

والكـلُّ فـي أمِّ الكـتــابِ مُـسَــطَّــــــــــرٌ

فـي الخَـلْـقِ بالأرزاقِ والحـرمـــانِ

فـي خَـلْـقِـــهِ عَــــدلاً بــلا عُــــــدوانِ

مِن غيــــــرِ إغـفــالٍ ولا نُـقـصـــــانِ

أثر الإيمان بالقدر:

الإيمان بالقدر في حياة المؤمن أقوى حافز للعمل الصالح والإقدام على عظائم الأمور بثبات وعزم وثقة..

ولقد كانت الصورة الصحيحة للإيمان بالقـدر في حياة الأجيال الأولى من المسلمين هي التي صنعت تلك العجائب التى سجلها تاريخهم، والتي ثبَّتت الدعوة في الأرض ونشرتها على نطاق واسع في فترة وجيزة من الزمن لا مثيل لها في التاريخ. وهي التي أقامت هذا البناء الشاهق في كل ميدان من ميادين الحياة..

نعم.. لقد كان من أول ثماره الباهرة ذلك الاستبسال في الجهاد في سبيل الله وفي سبيل نشر الدعوة.

لقد وعى المسلمون قوله تعالى: â قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ á [التوبة:51]

فإذا كان لا يصيب الإنسان إلا ما كتبه الله له؛ سواء كان قاعدا في بيته أو في ميدان القتال، ففيمَ الجبن؟! وفيم الفرار من القتال خوفا من الموت؟! هل القتال هو الذي يَقتل؟ أم قدر الله لإنسان ما أن يموت في لحظة معينة؛ في حالة معينة هو الذى يُميته؟ وإذا كان كتب عليه الموت فهل يعفيه منه ألا يذهب إلى القتال؟ وإن كان لم يكتب عليه فهل يقتله الذهاب إلى الميدان؟

فأيقنوا أنه لا يموت إلا مَن كُتب عليه الموت ولو كان في مضجعه في بيته. وأنه إن لم يكن كُتب عليه الموت في تلك اللحظة فكل هول الحرب وكل سهام الأعداء وسيوفهم لن تصيبه بالموت!

هكذا كان الأمر في حسهم فأقبلوا على الجهاد في ثقة وثبات وعزم، وكان منهم ما سجله التاريخ من مواقف رائعة من الشجاعة والصبر على الشدة مع الاطمئنان إلى قدر الله سبحانه.

وأيقنوا كذلك أنه حين يكون الإنسان في القتال ويموت -بقدر من الله- فأمامه المثوبة والأجر، وهو الفائز بهذا القدَر الذى قدره له الله.. لذلك كان القتال في سبيل الله أمرا محببا إلى نفوسهم، فنصروا الله فنصرهم وثبت أقدامهم كما وعد سبحانه: âإِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْá [محمد:7]

كذلك كان الإيمان بالقدر على هذه الصورة هو حافزهم للانسياح في الأرض، سواء لنشر الدعوة، أو طلب الرزق، أو اكتشاف المجهول من الأرض. فكان لهم في كل ميدان من هذه الميادين نشاط ملحوظ وآثار مشهودة.

ففي نشر الدعوة نجد أن الإسلام قد امتد من المحيط غربا إلى الهند شرقا في فترة من الزمن لا تتجاوز نصف قرن!! وهي سرعة لا مثيل لها في التاريخ! وانتشر مع الإسلام سلطان الدولة الإسلامية بما أرهب أعداء الله، وانتشر معه كذلك اللسان العربى بسرعة تفوق الوصف في انتشار اللغات فى الأرض.

وفي ميدان طلب الرزق تدفقت الثروات على العالم الإسلامي حتى صار المسلمون أغنى أمة في الأرض؛ لأنهم يجوبون البحار والقفار تُجَّارا وصُنَّاعا؛ فيأتي إليهم المال من كل سبيل، وتتاح معه فرصة العمران والحضارة.

وفي ميدان الكشف الجغرافي كان المسلمون هم الذين ارتادوا البقاع المجهولة -أول من ارتادها- ورسموا لها الخرائط الجغرافية الدقيقة التي مكنت "فاسكوداجاما" و"ماجلان" فيما بعد من القيام برحلاتهما حول إفريقيا وآسيا، كما كشفوا منابع النيل ورسموا خرائطه التي جاء المكتشفون الأوربيون على هداها من بعد ليزعموا أنهم هم المكتشفون!

وهكذا امتدت الحياة بجميع صورها شرقا وغربا بهذا الدافع الإيماني العميق..

وإذا كانت هذه العقيدة توصد أبواب القلوب أمام اليأس والقنوط؛ فإنها تطهرها أيضا من البطر والغرور؛ لأنها أيقنت أن ما يصيبها من خير فمن خالقها، فلا تركن إلى قوتها الذاتية، ولكنها تجمع معها التوكل على الله عز وجل، وتسخرها في طاعته سبحانه. والحقيقة أن الغرور هو المدخل الأول لليأس؛ لأن من يعتز بقوته الذاتية ينهار عند أول فشل؛ حيث تنهار ثقته بما يعتبره نصيره الأوحد!

أما المؤمنون فإنهم يوظفون قوتهم الذاتية في طاعة الرب جل وعلا، ويرون أنهم ينتصرون بمعونته، فإن فشلوا مرة، أو أصيبوا؛ فذاك عندهم مقدمة لمكافأة كبيرة هي النصر في الدنيا والثواب في الآخرة؛ فأرواحهم عالية في السراء والضراء على السواء..

وهذا ما أخبر به من لا ينطق عن الهوى صلى الله عليه وسلم حيث قال: "عجبًا لأمرِ المؤمنِ إنَّ أمرَهُ كلَّه خيرٌ وليس ذاك لأحدٍ إلا للمؤمنِ إنْ أصابته سرَّاءُ شكرَ فكان خيرًا له وإنْ أصابته ضرَّاءُ صبرَ فكان خيرًا له." [رواه مسلم]

والإيمان بالقدر عصمة من الوهن والجزع عند حلول المصائب: فالإنسان عرضة دائما لأن تصيبه النوائب والأحداث؛ لأن هذه سنة الله في الأرض. وما من بشر في الأرض كلها لا يُصاب. على الأقل يصاب بموت عزيز عنده، إن لم يصب هو شخصيا بما يصيب الناس عادة من أمراض أو آلام..

ومن شأن المصائب أن تهز النفوس. وما من إنسان لا يتأثر بما يصيبه ولو كان صلد المشاعر عديم الاكتراث. ولكن التأثر بالأحداث شيء والوهن والجزع عند حلولها شيء آخر..

لقد تأثر رسول الله صلى الله عليه وسلم لفقد ولده إبراهيم، ولكنه قال: "إن العين تدمع، وإن القلب يحزن، ولا نقول إلا ما يَرضَى ربُّنا، وإنا بفراقك يا إبراهيم لمحزونون".

فأما الوهن الذى يفتت العزيمة، ويَقعد بالإنسان عن معاودة النشاط والانطلاق في الحياة فهو الأمر غير المرغوب. وهو الذي يتعرض له الإنسان حين لا يؤمن بالقدر ولا يسلم له. لذلك يقول الله سبحانه وهو يربي المسلمين: â مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌá [التغابن:11]، âمَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ . لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آَتَاكُمْ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍá [الحديد:22-23]

وبذلك يسترد الإنسان عزيمته، ويمضي في طريقه مطمئنا لقدر الله، يستمد منه مزيدا من العزم، ويرجو من الله التخفيف.(1)


--------------------------------------------------------------------------------

(1) تعريف عام بدين الإسلام لفضيلة الشيخ/ علي الطنطاوي

(1) العقيدة الطحاوية – عقيدة أهل السنة للعثيمين – الإيمان لمحمد نعيم ياسين – القضاء والقدر للأشقر.

(1) القدر سر الله في خلقه لفضيلة الشيخ/ سعود الشريم

(1) ركائز الإيمان – أثر الإسلام في تكوين الشخصية الجهادية



دُرّة اليقين في أسْباب النصْر والتمْكين

جمع وإعداد جميلة المصري
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shmmmm.forumarabia.com
زائر
زائر




درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - ( أركان الإيمان(6))  Empty
مُساهمةموضوع: رد: درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - ( أركان الإيمان(6))    درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - ( أركان الإيمان(6))  I_icon_minitimeالجمعة 04 مايو 2012, 9:38 pm

~\~ بارك الله فيك شعبان

نسأل الله لنا ولك التوفيق ~\~
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
shaban
الإدارة
الإدارة
shaban


عدد المساهمات : 17315
نقاط : 26579
تاريخ التسجيل : 20/11/2011
العمر : 45

درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - ( أركان الإيمان(6))  Empty
مُساهمةموضوع: رد: درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - ( أركان الإيمان(6))    درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - ( أركان الإيمان(6))  I_icon_minitimeالجمعة 04 مايو 2012, 10:45 pm

شكرا لمرورك نهاد

اسعدني تواجدك الطيب

بارك الله فيك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shmmmm.forumarabia.com
????
زائر




درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - ( أركان الإيمان(6))  Empty
مُساهمةموضوع: رد: درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - ( أركان الإيمان(6))    درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - ( أركان الإيمان(6))  I_icon_minitimeالأحد 13 مايو 2012, 5:12 pm

باااارك الله فيك وجزاك الله خيرااا

بوركت جهودك العظيمة

ننتظر المزيد مما هو مفيد

تحيااااتي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - ( أركان الإيمان(6))
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - ( أركان الإيمان(1))
» درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - ( أركان الإيمان(2))
» درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - ( أركان الإيمان(3))
» درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - ( أركان الإيمان(4))
» درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - ( أركان الإيمان(5))

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات بهجة النفوس الاسلامية :: أقسام العلوم الشرعية :: الاسلامي العام-
انتقل الى:  
المواضيع الأخيرة
» رسائل للروح
درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - ( أركان الإيمان(6))  I_icon_minitimeالأربعاء 12 أغسطس 2020, 8:49 pm من طرف shaban

» استمع للشيخ حسن صالح صاحب الصوت الجميل
درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - ( أركان الإيمان(6))  I_icon_minitimeالخميس 30 نوفمبر 2017, 3:25 pm من طرف احمد المصرى

» الرجوع الى القران الكريم
درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - ( أركان الإيمان(6))  I_icon_minitimeالخميس 30 نوفمبر 2017, 3:07 pm من طرف احمد المصرى

» هذا الطفل يقوم الليل
درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - ( أركان الإيمان(6))  I_icon_minitimeالخميس 24 أغسطس 2017, 2:59 am من طرف shaban

» روائع الاعجاز النفسي - من أسرار السعادة
درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - ( أركان الإيمان(6))  I_icon_minitimeالثلاثاء 08 أغسطس 2017, 2:09 am من طرف shaban

» الوسائل النبوية فى كسب قلوب البرية(7)
درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - ( أركان الإيمان(6))  I_icon_minitimeالإثنين 07 أغسطس 2017, 10:41 pm من طرف shaban

» تفسير القران الكريم للشيخ ابو بكر الجزائرى
درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - ( أركان الإيمان(6))  I_icon_minitimeالأربعاء 01 فبراير 2017, 5:37 pm من طرف احمد المصرى

» عشرة نساء لا ينساهن الرجل
درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - ( أركان الإيمان(6))  I_icon_minitimeالأحد 29 يناير 2017, 8:19 am من طرف shaban

» الالتزام بمنهج اهل السنه
درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - ( أركان الإيمان(6))  I_icon_minitimeالخميس 15 ديسمبر 2016, 5:51 pm من طرف احمد المصرى

» التلاوة التى هزت أركااااان الهند (2016) شيئ يفووووق الخياااال لملك المقامات وقارئ شباب العالم الاول
درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - ( أركان الإيمان(6))  I_icon_minitimeالخميس 15 ديسمبر 2016, 5:47 pm من طرف احمد المصرى

» فديو للشيخ ابو اسحاق الحوينى
درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - ( أركان الإيمان(6))  I_icon_minitimeالخميس 15 ديسمبر 2016, 5:43 pm من طرف احمد المصرى

» لكل قاتل قتله
درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - ( أركان الإيمان(6))  I_icon_minitimeالخميس 08 ديسمبر 2016, 11:58 pm من طرف احمد المصرى

» الصلاة على النبى صل الله عليه وسلم
درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - ( أركان الإيمان(6))  I_icon_minitimeالجمعة 14 أكتوبر 2016, 2:50 pm من طرف احمد المصرى

» الاعجاز فى القران الكريم
درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - ( أركان الإيمان(6))  I_icon_minitimeالجمعة 14 أكتوبر 2016, 2:09 pm من طرف احمد المصرى

» لا ادرى
درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - ( أركان الإيمان(6))  I_icon_minitimeالأربعاء 06 يناير 2016, 5:34 pm من طرف احمد المصرى

» الحديث الثانى من الاربعين النوويه
درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - ( أركان الإيمان(6))  I_icon_minitimeالأربعاء 06 يناير 2016, 4:31 pm من طرف احمد المصرى

» معا لنصرة المسجد الاقصى وتحريره
درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - ( أركان الإيمان(6))  I_icon_minitimeالأربعاء 30 ديسمبر 2015, 2:46 am من طرف احمد المصرى

» تحكيم شرع الله
درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - ( أركان الإيمان(6))  I_icon_minitimeالأربعاء 30 ديسمبر 2015, 12:41 am من طرف احمد المصرى

»  تحكيم شرع الله عزوجل
درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - ( أركان الإيمان(6))  I_icon_minitimeالثلاثاء 29 ديسمبر 2015, 11:56 pm من طرف احمد المصرى

» القدس رمز الأمة
درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - ( أركان الإيمان(6))  I_icon_minitimeالثلاثاء 24 نوفمبر 2015, 5:49 pm من طرف احمد المصرى

أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
shaban - 17315
درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - ( أركان الإيمان(6))  Vote_rcap1درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - ( أركان الإيمان(6))  Voting_bar1درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - ( أركان الإيمان(6))  Vote_lcap 
اريج الجنة - 5330
درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - ( أركان الإيمان(6))  Vote_rcap1درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - ( أركان الإيمان(6))  Voting_bar1درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - ( أركان الإيمان(6))  Vote_lcap 
محمد - 2800
درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - ( أركان الإيمان(6))  Vote_rcap1درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - ( أركان الإيمان(6))  Voting_bar1درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - ( أركان الإيمان(6))  Vote_lcap 
الشافعي - 1989
درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - ( أركان الإيمان(6))  Vote_rcap1درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - ( أركان الإيمان(6))  Voting_bar1درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - ( أركان الإيمان(6))  Vote_lcap 
زهرة الفردوس - 281
درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - ( أركان الإيمان(6))  Vote_rcap1درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - ( أركان الإيمان(6))  Voting_bar1درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - ( أركان الإيمان(6))  Vote_lcap 
الرحال - 163
درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - ( أركان الإيمان(6))  Vote_rcap1درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - ( أركان الإيمان(6))  Voting_bar1درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - ( أركان الإيمان(6))  Vote_lcap 
محمد احمد غيث - 130
درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - ( أركان الإيمان(6))  Vote_rcap1درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - ( أركان الإيمان(6))  Voting_bar1درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - ( أركان الإيمان(6))  Vote_lcap 
هايدي - 116
درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - ( أركان الإيمان(6))  Vote_rcap1درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - ( أركان الإيمان(6))  Voting_bar1درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - ( أركان الإيمان(6))  Vote_lcap 
احمد المصرى - 61
درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - ( أركان الإيمان(6))  Vote_rcap1درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - ( أركان الإيمان(6))  Voting_bar1درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - ( أركان الإيمان(6))  Vote_lcap 
معتز - 50
درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - ( أركان الإيمان(6))  Vote_rcap1درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - ( أركان الإيمان(6))  Voting_bar1درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - ( أركان الإيمان(6))  Vote_lcap 
أفضل 10 أعضاء في هذا الشهر
لا يوجد مستخدم

.: عدد زوار المنتدى :.

ضع اميلك ليصلك كل ما هو جديد:

لا تنسى الضغط على رابط التفعيل فى بريدك لاتمام الاشتراك

منتديات بهجة النفوس الاسلامية

[جميع ما يطرح في منتديات بهجة النفوس الإسلامية لا يعبر عن رأي الإدارة بالضروري ،وإنما يعبر عن رأي الكاتب ]

للتسجيل اضغط هـنـا

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More