منتديات بهجة النفوس الاسلامية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدي اسلامي على مذهب اهل السنة والجماعه
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (شرط العبودية الأول التحاكم إلى شريعة الله)

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
shaban
الإدارة
الإدارة
shaban


عدد المساهمات : 17315
نقاط : 26579
تاريخ التسجيل : 20/11/2011
العمر : 45

درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (شرط العبودية الأول التحاكم إلى شريعة الله)  Empty
مُساهمةموضوع: درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (شرط العبودية الأول التحاكم إلى شريعة الله)    درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (شرط العبودية الأول التحاكم إلى شريعة الله)  I_icon_minitimeالسبت 05 مايو 2012, 2:05 pm

شرط العبودية الأول التحاكم إلى شريعة الله



إن الإيمان ليس زعما باللسان، وإنما محك الصدق في هذا الزعم هو التحاكم إلى شريعة الله، قال تعالى: âأَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آَمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا . وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُودًا . فَكَيْفَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ثُمَّ جَاءُوكَ يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنْ أَرَدْنَا إِلَّا إِحْسَانًا وَتَوْفِيقًا . أُولَئِكَ الَّذِينَ يَعْلَمُ اللَّهُ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَعِظْهُمْ وَقُلْ لَهُمْ فِي أَنْفُسِهِمْ قَوْلًا بَلِيغًا . وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللَّهِ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا . فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا á [النساء:60-65]

بدأت الآيات بذكر قوم يزعمون أنهم آمنوا بالله وآمنوا بالقرآن، ثم هم يريدون أن يتحاكموا لغير شريعة الله، ثم انتهت بتقرير رباني حاسم أنهم لا يؤمنون حتى يتحاكموا إلى شريعة الله، ويُسلِّموا في داخل أنفسهم أنها هي الشريعة التي يجب التحاكم إليها، وإلا فهم على وضعهم الحاضر غير مؤمنين.

والقرآن واضح جدا في تقرير هذه الحقيقة.. قال تعالى: âوَيَقُولُونَ آَمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالرَّسُولِ وَأَطَعْنَا ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَمَا أُولَئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ . وَإِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ مُعْرِضُونَ . وَإِنْ يَكُنْ لَهُمُ الْحَقُّ يَأْتُوا إِلَيْهِ مُذْعِنِينَ . أَفِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَمِ ارْتَابُوا أَمْ يَخَافُونَ أَنْ يَحِيفَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَرَسُولُهُ بَلْ أُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ . إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ . وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَá [النور:47-52]

فهؤلاء قوم يقولون آمنا بالله وبالرسول. أي يقولون: نشهد أن لا إله إلا الله ونشهد أن محمدا رسول الله! ويزيدون على ذلك فيقولون: أطعنا! فيزعمون الطاعة كذلك! (ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَمَا أُولَئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ..)

فما هو التولي الذي حدث من هذا الفريق فنفى عنه صفة الإيمان، وقال الله عنه: (وَمَا أُولَئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ).

هذا هو الذي تبينه الآية التالية: (وَإِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ مُعْرِضُونَ).

فهذا الفريق الذي ينفي الله عنه الإيمان هو الذي يُدعى لتحكيم شريعة الله فيعرض عنها. وسواء أكان إعراضا قلبيا، أم إعراضا ظاهرا، فكلاهما ينفي الإيمان ويلغي حقيقة الشهادة التي ينطقون بها بأفواههم؛ لأن الله يقرر في آية سورة النساء التي سبقت الإشارة إليها أن التسليم القلبي شرط للإيمان: (فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا).

هذه الآية الكريمة تمثل القاعدة الكبرى في هذا الدين، هذه القاعدة التي لا يكون بدونها إيمان، ولا إسلام، وهي قضية المسلم الكبرى يوم أن تنزل هذا القرآن، وهي قضيته الأساسية والكبرى كذلك في كل زمان، وهي قضية العصر الراهنة التي يجب أن تشغل اهتمام كل مسلم.

إن التحاكم إلى الكتاب والسنة هو الإسلام فحسب، ولذا فلقد جاءت هذه الآية بهذا القَسَم المزلزل الذي ترتعش حياله الأوصال وترتجف عند سماعه الجبال، وهذه الحقيقة بديهية من المفروض ألا تغيب عن بال بشر، وذلك لأننا عبيد لله، نعيش في ملك الله.

نحن خلق من خلقه، ولذا يجب أن ينفذ فينا شرعه، ويطبق علينا حكمه، وإلا فهو تمرد على خالق الأرض والإنسان، وهو تصرف بغير إذن المالك، بل مناوأة للسيد في ملكه وحكمه وعبيده، ومن ثم تصبح القضية خروجا وفسوقا وكفرا بمالك الملك الذي يتصرف في ملكه كما يشاء: âلَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَá [الأنبياء:23].

ولقد عاش ابن كثير / أول محنة لمحاولة تنحية كتاب الله عن توجيه الأمة المسلمة لاستبداله بقانون جنكيز خان الذي أسماه "الياس" أو "الياسق" أي: "السياسات الملكية"، فأطلق كلمته صريحة في كتاب "البداية والنهاية" قائلا: فمن ترك الشرع المحكم المنزل على محمد بن عبد الله خاتم الأنبياء وتحاكم إلى غيره من الشرائع المنسوخة فقد كفر، فكيف بمن تحاكم إلى الياسا، وقدمها عليه؟! لا شك أن هذا يكفر بإجماع المسلمين. ا.هـ

ثم يمضي السياق يبين حال المنافقين: (وَإِنْ يَكُنْ لَهُمُ الْحَقُّ يَأْتُوا إِلَيْهِ مُذْعِنِينَ): إنهم إذا أعجبهم حكم الله في أمر من الأمور، أو رأوه يحقق مصلحة لهم يأتون إليه مذعنين، ويندد القرآن بهم على هذا السلوك المعوج، الذي يتحاكمون فيه إلى شريعة الله مرة ويعرضون عنها مرة حسب الأهواء والمصالح بعد أن ثبت عليهم وصف عدم الإيمان.

أما المؤمنون فحالهم مختلف، وآية إيمانهم أنهم يتحاكمون إلى شريعة الله: (إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ).

وتقرر الآية الأخيرة أن هؤلاء الذين يتحاكمون إلى شريعة الله، ويطيعون الله ويخشونه هم الفائزون حقا.

وذلك يتبين لنا بوضوح أن المحك الحقيقي للإيمان هو التحاكم إلى شريعة الله. وأن الناس إن قالوا بألسنتهم: لا إله إلا الله، محمد رسول الله، وإن أدوا جزءا من العبادة المفروضة ثم رفضوا الالتزام ببقيتها فما هم بمؤمنين.

ويتبين لنا كذلك أن العبودية لله وحده -وهي مفهوم الإقرار بالشهادة– لا تتحقق في عالم الواقع حتى يُعبد الله عبادة شاملة، تشمل أصول الاعتقاد، وشعائر التعبد، والتحاكم إلى شريعة الله، وتطبيق منهج الله فى كل مجال من مجالات الحياة. وأن التحليل والتحريم بغير ما أنزل الله لون من الشرك لا يختلف عن شرك العبادة بحال من الأحوال. يقول الله حكاية عن المشركين أنهم يقولون: âلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا عَبَدْنَا مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ نَحْنُ وَلَا آَبَاؤُنَا وَلَا حَرَّمْنَا مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍá [النحل:35]

والسياق يندد بهم لأنهم يدَّعون أن هذا الشرك الذي يمارسونه هو بأمر الله ومشيئته، مع أن الله أرسل إليهم الرسل ينهونهم عن الشرك. ولكن المهم فى الآية أن المشركين يحددون شركهم فى أمرين: (مَا عَبَدْنَا مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ)، (وَلَا حَرَّمْنَا مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ). فالتحليل والتحريم بغير إذن من الله كعبادة الأصنام والأوثان سواء بسواء.

والإسلام ليس مجرد عقيدة وجدانية منعزلة عن واقع الحياة، وليس هناك دين منزل من عند الله هو عقيدة فقط بغير شريعة تحكم الحياة. إنما البشر هم الذين يصنعون ذلك من عند أنفسهم فيشركون! ولنرجع إلى القرآن لنرى حقيقة هذا الأمر: âإِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ وَكَانُوا عَلَيْهِ شُهَدَاءَ فَلَا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ وَلَا تَشْتَرُوا بِآَيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ . وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالْأَنْفَ بِالْأَنْفِ وَالْأُذُنَ بِالْأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ فَمَنْ تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَهُ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ . وَقَفَّيْنَا عَلَى آَثَارِهِمْ بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَآَتَيْنَاهُ الْإِنْجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ وَمُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ . وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الْإِنْجِيلِ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فِيهِ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَá [المائدة:44-47]

فالتوراة التي أُنزلت إلى اليهود فيها عقيدة وشريعة. والإنجيل الذي أُنزل على النصارى فيه عقيدة وشريعة. وكذلك القرآن: âوَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آَتَاكُمْ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ . وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ . أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَá [المائدة:48-50]

حقيقتان تقررهما هذه الآيات:

الأولى: أن كل دين منزل من عند الله هو عقيدة وشريعة في ذات الوقت. عقيدة تحكم الوجدان، وشريعة تحكم واقع الحياة.

والثانية: أن كل حكم غير حكم الله فهو جاهلية، وأنه لا يوجد إلا نوعان اثنان من الحكم: حكم الله وحكم الجاهلية. فالمؤمنون هم الذين يتبعون حكم الله، أما الذين يتحاكمون لغير ما أنزل الله، أي يتبعون حكم الجاهلية فما أولئك بالمؤمنين.

وإذا كانت تلك هي حقيقة الدين الرباني، فإن البشر من عند أنفسهم هم الذين فصلوا العقيدة عن الشريعة، وجعلوا الدين عقيدة فقط، وقالوا إن الدين صلة بين العبد والرب مكانها القلب، ولا علاقة لها بواقع الحياة! إنما واقع الحياة تحكمه شرائع يضعها البشر لأنفسهم. وبذلك خرجوا من دين الله وأصبحوا في الجاهلية! وهذا ما وقع للنصارى في أوربا بصفة خاصة، إذ فصلوا العقيدة عن الشريعة وفصلوا الدين عن الدولة، ووقعوا في هذا الفصام النكد الذي يقسم الحياة قسمين: قسما من اختصاص الله سبحانه وتعالى يمارس فى داخل الكنيسة، وقسما لا علاقة له بالله يمارس فى واقع الحياة!

وامتد بهم الفصام النكد ففصلوا بين الدين والعلم وبين الدين والسياسة، وبين الدين والاقتصاد، وبين الدين وعلاقات المجتمع.. بل فصلوا بين الدين والأخلاق!

وماذا كانت النتيجة؟ كانت النتيجة هى الحيرة والقلق والاضطراب الذي يحكم حياتهم، وحالات الجنون والانتحار والأمراض النفسية والعصبية المتزايدة؛ لأن النفس البشرية الواحدة يحكمها إلهان مختلفان أو آلهة متعددة: إله فى داخل الكنيسة، وإله أو لهة متعددة في السياسة والاقتصاد والعلم والفكر والأخلاق. والله يمثل لهذه الحالة في القرآن فيقول: âضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا رَجُلًا فِيهِ شُرَكَاءُ مُتَشَاكِسُونَ وَرَجُلًا سَلَمًا لِرَجُلٍ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلًا الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَá [الزمر:29]

والمثل مضروب لتقريب حقيقة الألوهية للعرب المخاطبين بهذا القرآن أول مرة، وقد كان عندهم نظام الرق؛ فيقول لهم: هذا عبد يملكه شركاء متشاكسون كل منهم يأمره بأمر يختلف عن صاحبه ويجذبه إلى ناحيته، فهل تكون حاله في هدوء وسكينة وسلام مثل العبد الذي يملكه رجل واحد فيوجه إليه أوامر واحدة فى اتجاه واحد؟ طبعا لا يستوون!

وهذا نفسه هو حال الجاهلية المعاصرة حين تعبد إلهاً في المعبد، وآلهة أخرى متشاكسة خارج المعبد، فلا تعرف السلام ولا الهدوء ولا الطمأنينة، إنما يحكم حياتها القلق والاضطراب..

ولقد كان المسلمون بمنجاة من هذا كله وهم يعبدون إلها واحدا لا شريك له، يعبدونه في المسجد وخارج المسجد. يتوجهون إليه باعتقاد صحيح في وحدانيته، ويتوجهون إليه بشعائر التعبد، ويتوجهون إليه في شئون حياتهم المختلفة، فيتحاكمون إلى شريعته وينفذونها في واقع الحياة. وكانوا بذلك كما وصفهم الله في كتابه: âخَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِá [آل عمران:110]

ولكن المسلمين ظلوا يبعدون عن حقيقة دينهم فهما وسلوكا حتى أصابهم الضعف فتمكن منهم أعداؤهم.

وحين تمكنوا منهم فقد أرادوا أن يقضوا على عنصر القوة في كيانهم لكي لا يعودوا إلى النهوض مرة أخرى. وكان أول ما اتجهوا إليه في البلاد الإسلامية التي حكموها هو تنحية شريعة الله عن الحكم واستبدالها بالقوانين الوضعية.

ثم ظلوا يعملون، ومعهم أدواتهم من العملاء الذين تأثروا بهم، على حصر الإسلام رويدا رويدا في دائرة الاعتقاد الوجداني والشعائر التعبدية، لا صلة له بالسياسة ولا الاقتصاد ولا علاقات الأفراد في المجتمع ولا القيم الخلقية ولا السلوك الواقعي.

ونرى أثر ذلك واضحا في البلاد التي لا تحكم بشريعة الله، وتروح تستورد المبادئ والنظم من الشرق والغرب، فتكون النتيجة هي التبعية للشرق والغرب، وزوال العزة التى كانت لهم يوم أن كانوا مؤمنين: âوَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَá [المنافقون:8]

وتكون النتيجة هي شيوع أمراض الجاهلية في المجتمع الإسلامي؛ من تحلل خلقي وفكري، وقلق وحيرة واضطراب، وقبل ذلك كله غضب الله وسخطه على الذين خالفوا عن أمره، وخرجوا عن طاعته.. فلننظر خطورة هذه القضية في حياة البشرية:

إن الحالة التي تردت إليها البشرية، والدرك الذي انتكست فيه الفطرة الإنسانية، والفساد الذي ظهر في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس، والشقاء والنكد الذي مزق النفوس في كل مكان على وجه هذه الأرض راجع كله إلى سبب واحد: هو الخروج عن هذه القاعدة الأساسية في سعادة البشرية وهي قاعدة التحاكم إلى كتاب الله. ورد مقاليد الأمور إلى صاحبها الحقيقي سبحانه: âلَهُ مَقَالِيدُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِá [الشورى:12]

وإذا كان يكفي لإثبات (الإسلام) أن يتحاكم الناس إلى شريعة الله وحكم رسوله، فإنه لا يكفي في (الإيمان) هذا ما لم يصحبه الرضا النفسي والقبول القلبي وإسلام القلب والجنان في اطمئنان.




دُرّة اليقين في أسْباب النصْر والتمْكين

جمع وإعداد جميلة المصري
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shmmmm.forumarabia.com
زائر
زائر




درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (شرط العبودية الأول التحاكم إلى شريعة الله)  Empty
مُساهمةموضوع: رد: درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (شرط العبودية الأول التحاكم إلى شريعة الله)    درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (شرط العبودية الأول التحاكم إلى شريعة الله)  I_icon_minitimeالأحد 06 مايو 2012, 12:36 am

~\~ جزاك الله خيرشعبان

وجعله في موازين حسناتك ~\~
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
shaban
الإدارة
الإدارة
shaban


عدد المساهمات : 17315
نقاط : 26579
تاريخ التسجيل : 20/11/2011
العمر : 45

درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (شرط العبودية الأول التحاكم إلى شريعة الله)  Empty
مُساهمةموضوع: رد: درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (شرط العبودية الأول التحاكم إلى شريعة الله)    درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (شرط العبودية الأول التحاكم إلى شريعة الله)  I_icon_minitimeالأحد 06 مايو 2012, 3:34 pm

شكرا لمرورك نهاد

اسعدني مرورك الكريم

وبارك الله فيك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shmmmm.forumarabia.com
????
زائر




درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (شرط العبودية الأول التحاكم إلى شريعة الله)  Empty
مُساهمةموضوع: رد: درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (شرط العبودية الأول التحاكم إلى شريعة الله)    درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (شرط العبودية الأول التحاكم إلى شريعة الله)  I_icon_minitimeالأحد 13 مايو 2012, 5:38 pm

باااارك الله فيك وجزاك الله خيرااا

بوركت جهودك العظيمة

ننتظر المزيد مما هو مفيد

تحيااااتي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (شرط العبودية الأول التحاكم إلى شريعة الله)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (عمر الفاروق رضي الله عنه)
» درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (ذو النورين رضي الله عنه)
» درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (علي بن أبي طالب رضي الله عنه)
» درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (إن الله لا يحب الخائنين)
» درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (حتى لا يسلط الله عليكم ذلا)

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات بهجة النفوس الاسلامية :: أقسام العلوم الشرعية :: الاسلامي العام-
انتقل الى:  
المواضيع الأخيرة
» رسائل للروح
درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (شرط العبودية الأول التحاكم إلى شريعة الله)  I_icon_minitimeالأربعاء 12 أغسطس 2020, 8:49 pm من طرف shaban

» استمع للشيخ حسن صالح صاحب الصوت الجميل
درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (شرط العبودية الأول التحاكم إلى شريعة الله)  I_icon_minitimeالخميس 30 نوفمبر 2017, 3:25 pm من طرف احمد المصرى

» الرجوع الى القران الكريم
درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (شرط العبودية الأول التحاكم إلى شريعة الله)  I_icon_minitimeالخميس 30 نوفمبر 2017, 3:07 pm من طرف احمد المصرى

» هذا الطفل يقوم الليل
درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (شرط العبودية الأول التحاكم إلى شريعة الله)  I_icon_minitimeالخميس 24 أغسطس 2017, 2:59 am من طرف shaban

» روائع الاعجاز النفسي - من أسرار السعادة
درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (شرط العبودية الأول التحاكم إلى شريعة الله)  I_icon_minitimeالثلاثاء 08 أغسطس 2017, 2:09 am من طرف shaban

» الوسائل النبوية فى كسب قلوب البرية(7)
درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (شرط العبودية الأول التحاكم إلى شريعة الله)  I_icon_minitimeالإثنين 07 أغسطس 2017, 10:41 pm من طرف shaban

» تفسير القران الكريم للشيخ ابو بكر الجزائرى
درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (شرط العبودية الأول التحاكم إلى شريعة الله)  I_icon_minitimeالأربعاء 01 فبراير 2017, 5:37 pm من طرف احمد المصرى

» عشرة نساء لا ينساهن الرجل
درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (شرط العبودية الأول التحاكم إلى شريعة الله)  I_icon_minitimeالأحد 29 يناير 2017, 8:19 am من طرف shaban

» الالتزام بمنهج اهل السنه
درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (شرط العبودية الأول التحاكم إلى شريعة الله)  I_icon_minitimeالخميس 15 ديسمبر 2016, 5:51 pm من طرف احمد المصرى

» التلاوة التى هزت أركااااان الهند (2016) شيئ يفووووق الخياااال لملك المقامات وقارئ شباب العالم الاول
درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (شرط العبودية الأول التحاكم إلى شريعة الله)  I_icon_minitimeالخميس 15 ديسمبر 2016, 5:47 pm من طرف احمد المصرى

» فديو للشيخ ابو اسحاق الحوينى
درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (شرط العبودية الأول التحاكم إلى شريعة الله)  I_icon_minitimeالخميس 15 ديسمبر 2016, 5:43 pm من طرف احمد المصرى

» لكل قاتل قتله
درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (شرط العبودية الأول التحاكم إلى شريعة الله)  I_icon_minitimeالخميس 08 ديسمبر 2016, 11:58 pm من طرف احمد المصرى

» الصلاة على النبى صل الله عليه وسلم
درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (شرط العبودية الأول التحاكم إلى شريعة الله)  I_icon_minitimeالجمعة 14 أكتوبر 2016, 2:50 pm من طرف احمد المصرى

» الاعجاز فى القران الكريم
درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (شرط العبودية الأول التحاكم إلى شريعة الله)  I_icon_minitimeالجمعة 14 أكتوبر 2016, 2:09 pm من طرف احمد المصرى

» لا ادرى
درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (شرط العبودية الأول التحاكم إلى شريعة الله)  I_icon_minitimeالأربعاء 06 يناير 2016, 5:34 pm من طرف احمد المصرى

» الحديث الثانى من الاربعين النوويه
درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (شرط العبودية الأول التحاكم إلى شريعة الله)  I_icon_minitimeالأربعاء 06 يناير 2016, 4:31 pm من طرف احمد المصرى

» معا لنصرة المسجد الاقصى وتحريره
درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (شرط العبودية الأول التحاكم إلى شريعة الله)  I_icon_minitimeالأربعاء 30 ديسمبر 2015, 2:46 am من طرف احمد المصرى

» تحكيم شرع الله
درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (شرط العبودية الأول التحاكم إلى شريعة الله)  I_icon_minitimeالأربعاء 30 ديسمبر 2015, 12:41 am من طرف احمد المصرى

»  تحكيم شرع الله عزوجل
درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (شرط العبودية الأول التحاكم إلى شريعة الله)  I_icon_minitimeالثلاثاء 29 ديسمبر 2015, 11:56 pm من طرف احمد المصرى

» القدس رمز الأمة
درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (شرط العبودية الأول التحاكم إلى شريعة الله)  I_icon_minitimeالثلاثاء 24 نوفمبر 2015, 5:49 pm من طرف احمد المصرى

أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
shaban - 17315
درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (شرط العبودية الأول التحاكم إلى شريعة الله)  Vote_rcap1درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (شرط العبودية الأول التحاكم إلى شريعة الله)  Voting_bar1درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (شرط العبودية الأول التحاكم إلى شريعة الله)  Vote_lcap 
اريج الجنة - 5330
درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (شرط العبودية الأول التحاكم إلى شريعة الله)  Vote_rcap1درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (شرط العبودية الأول التحاكم إلى شريعة الله)  Voting_bar1درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (شرط العبودية الأول التحاكم إلى شريعة الله)  Vote_lcap 
محمد - 2800
درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (شرط العبودية الأول التحاكم إلى شريعة الله)  Vote_rcap1درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (شرط العبودية الأول التحاكم إلى شريعة الله)  Voting_bar1درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (شرط العبودية الأول التحاكم إلى شريعة الله)  Vote_lcap 
الشافعي - 1989
درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (شرط العبودية الأول التحاكم إلى شريعة الله)  Vote_rcap1درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (شرط العبودية الأول التحاكم إلى شريعة الله)  Voting_bar1درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (شرط العبودية الأول التحاكم إلى شريعة الله)  Vote_lcap 
زهرة الفردوس - 281
درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (شرط العبودية الأول التحاكم إلى شريعة الله)  Vote_rcap1درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (شرط العبودية الأول التحاكم إلى شريعة الله)  Voting_bar1درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (شرط العبودية الأول التحاكم إلى شريعة الله)  Vote_lcap 
الرحال - 163
درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (شرط العبودية الأول التحاكم إلى شريعة الله)  Vote_rcap1درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (شرط العبودية الأول التحاكم إلى شريعة الله)  Voting_bar1درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (شرط العبودية الأول التحاكم إلى شريعة الله)  Vote_lcap 
محمد احمد غيث - 130
درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (شرط العبودية الأول التحاكم إلى شريعة الله)  Vote_rcap1درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (شرط العبودية الأول التحاكم إلى شريعة الله)  Voting_bar1درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (شرط العبودية الأول التحاكم إلى شريعة الله)  Vote_lcap 
هايدي - 116
درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (شرط العبودية الأول التحاكم إلى شريعة الله)  Vote_rcap1درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (شرط العبودية الأول التحاكم إلى شريعة الله)  Voting_bar1درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (شرط العبودية الأول التحاكم إلى شريعة الله)  Vote_lcap 
احمد المصرى - 61
درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (شرط العبودية الأول التحاكم إلى شريعة الله)  Vote_rcap1درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (شرط العبودية الأول التحاكم إلى شريعة الله)  Voting_bar1درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (شرط العبودية الأول التحاكم إلى شريعة الله)  Vote_lcap 
معتز - 50
درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (شرط العبودية الأول التحاكم إلى شريعة الله)  Vote_rcap1درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (شرط العبودية الأول التحاكم إلى شريعة الله)  Voting_bar1درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (شرط العبودية الأول التحاكم إلى شريعة الله)  Vote_lcap 
أفضل 10 أعضاء في هذا الشهر
لا يوجد مستخدم

.: عدد زوار المنتدى :.

ضع اميلك ليصلك كل ما هو جديد:

لا تنسى الضغط على رابط التفعيل فى بريدك لاتمام الاشتراك

منتديات بهجة النفوس الاسلامية

[جميع ما يطرح في منتديات بهجة النفوس الإسلامية لا يعبر عن رأي الإدارة بالضروري ،وإنما يعبر عن رأي الكاتب ]

للتسجيل اضغط هـنـا

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More