الرئيس الميس

موضوع: الرئيس الميس السبت 23 يونيو 2012, 2:54 pm

الرئيس الميس

اسمح لى قارئى الكريم أن أبدأ مقالتى اليوم بفقرة من أحدث كتاب فى الإستراتيجية العالمية، تأليف الميجور جنرال إيه. بي. باس- يو- ني:
لا توجد دولة فى العالم الأول المتقدم يحكمها عسكري/ لا توجد دولة فى العالم الثالث لا يحكمها عسكري/ لا توجد دولة مطمئنٌ أهلُها يحكمها عسكري/ كل دول العالم الثالث – التى تنعم بأدنى درجات الفقر والتخلف والقهر – يحكمها عسكري/ لم يحصل أبدًا أن تخلى عن السلطة عسكري/ العسكرى يحتمى بترسانة هائلة من القوانين الجائرة/ العسكرى يحتمى بترسانة من المطبلين والمزورين ومحترفى الرقص البلدي/ العسكرى إذا أحس بالخطر دمر البلد على رأس من فيها، واستخدم دبابات الدولة وراجمات الصواريخ والطائرات ضد شعبه/ العسكرى أقرب لعدوه من أهل بلده/ يعقد العسكرى دائمًا اتفاقيات سرية تآمرية مع العدو/ العسكرى يجند الإعلام والفن والأدب لدعم بلطجته (عسكرى سابق حكم مصر غنى له المطربون 1200 أغنية فقط)/ العسكرى يلعب دائمًا على ورقة الطائفية والتزوير والتلفيق/ العسكرى أكثر من يتغنى بالاشتراكية والديمقراطية والرفاهية وناسه يسفون التراب/ العسكرى يفوز فى الانتخابات دائمًا بأربع تسعات/ العسكرى يتلقى الأوامر دائمًا من الخارج/ العسكرى لو حكم بلدًا فبشروا أهله بالخراب الدائم لخمسين سنة مقبلة أخرى! أ.ه.قبل أن يلقى ياسر عرفات ربه كان (مزنوقًا) فى بيت الرئاسة المسمى بـ(المقاطعة) فى رام الله، وكانت إسرائيل كلما أرادت أن تصرف الأنظار عن مصيبة كبيرة ضد الفلسطينيين فى جنين، أو الضفة أو غزة، تهدد بضرب (الختيار) وتصرف أنظار الناس بذلك عن الداهية التى تنتويها؛ حتى إننى من حرقتى آنذاك كتبت قصيدة فى ذلك جاء فيها: (إذا جاعت صبايانا/ إذا انماعت قضايانا/ إذا التاعت ضمائرُنا/ أو انفجرت مرائرُنا/ إذا ما أُرضع الأطفالْ/ حليبَ القهر واليتمِ/ ونامت فى بطونهمُ/ أفاعى الجوعِ والعُدمِ/ إذا ما سُيِّجت مدنٌ/ بأحزمة مكهربةٍ/ من الإسمنت والقهرِ/ إذا ما برئت صحفٌ/ من الإفساد والعهرِ/ إذا ما أحرقت أرضى بصيّبِ قاذفات النارْ/ فلن أهتم أو أحتار/ أهم قضية عندى أبو عمار! /
.. وهو التكتيك الذى يستخدمه المجلس الموقر خلال الشهور السبعة عشر الماضية.. فكلما أرادوا مصيبة، قالوا: الحقوا مبارك/ قلبه/ جلطة/ هايموت/ السرطان... والداهية تبدأ عملها!.
ولقد قابل المصرى أبو دم خفيف الموت المتكرر لحسنى مبارك بالنكات، فقال بعضهم: المجلس العسكرى كل ما يتزنق يموِّت مبارك/ حد يقول لمبارك: الموت الكتير دا خطر على صحته/ لو مات مبارك هانعمل مليونية كلها لطم، وصْويت، وشق هدوم، علشان الحاجات دى بيتعذب بها الميت/ حملة الفريق شفيق تعلن فوزه إكلينيكيًّا/ أنباء عن تدهور الحالة الصحية لمبارك بعد أن رأى خبر وفاته فى التليفزيون/ مصدر طبي: احتمال وفاة مبارك 52%..واحتمال حياته 48%!
على كل حال: وأمام حكاية الموت المتكرر لرئيسنا حريف الجولف والاسكواش: هل نـتعلم أن نتجاوز المفاهيم (الخادعة) التى تملَى على عقلنا أحيانًا فتضله عن سواء السبيل؟ هل ننـتبه للخواذيق التضليلية والشراك الخادعة - بلغة الحرب - التى تصرف الاهتمام عن القضايا الكلية، وتجعلنا ننظر فى غير موضع الحدث، وتصرف الانتباه عن المقاصد الأصلية؟ وهل نحتاج دومًا إلى قراءة الإعلام والمصطلحات قراءةً معكوسة، أو - على الأقل - قراءة حذرة تعيننا على استشراف ما وراء الحدث، وما يختبئ خلف كواليس المشهد من مطبات، وحفر، وفخاخ، وربما ألغام قاتلة؟
الرئيس الميس:
كان أخونا أبو النجوم يستشرف المستقبل، حين كتب عن رئيس مصر المنتخب شعبيًّا، فى أول انتخابات حقيقية فى تاريخ مصر: ممنوع من السفر/ ممنوع من الغنا/ ممنوع من الكلام/ ممنوع من الاشتياق/ ممنوع من الاستياء/ ممنوع من الابتسام/ وكل يوم يا مرسى تزيد الممنوعات/ وكل يوم (هاتُمنَع) أكتر من اللى فات!
أتسأل لماذا؟ ألم تر إلى المجلس العسكرى الموقر وقد أحكم شبكة الخيوط الحريرية الناعمة (فى حالة نجاح مرسى رسميًّا) حول يديه، بحيث يكون (الرئيس الميس) الذى لا كلمة له، ولا قرار له، ولا وزن له، ولا أثر له، ثم يكون فى النهاية ممسحة العسكر: من خلاله يضربون، وباسمه يظلمون، وبتوقيعه يتعاقدون، وعلى اسمه يعيشون، وكل وجوه القصور والخلل به يلصقون، وبعد أن تتمكن المصائب المزمنة أكثر، ولا يجدى لها وجود رئيس ميس، ويصير اسمه أشد سوادًا من أيام مبارك وحاشيته، يخرج من القصر الجمهورى مذؤومًا مدحورًا، يتلقى – نيابة عن المجلس – لعنات التاريخ والمصريين، والعلمانيين والليبراليين، والعشوائيين والمهمشين، والموظفين والفلاحين، والمقهورين والمطحونين، ويشبع جعيرًا من رويبضات الإعلام الأجير.. وسيتضح بالدليل القاطع والبرهان الساطع أن الإسلام غير صالح للحكم، وأن الإخوان المسلمين هم إخوان الشياطين، وأن الإسلاميين أعدى أعداء الأمة الخائنين المجرمين، ثم ليعود السيد الرئيس الحلو جدًّا؛ ليلعب الجولف والاسكواش فى منتجعات شرم الشيخ، ويبيع ما بقى من البلد، شاكرًا للرئيس الميس..
يأيها المصريون.. دافعوا عن منصب الرئيس، ومجلس الشعب، والحريات، والقوانين، ولا تعرضوا أقفيتكم للصفع، ومستقبل مصر للضباع والثعابين!
المجلس ولعبة اللحظة الأخيرة:
مشكلة مقالتى أنها دائمًا بايتة، لأنها تكتب قبل النشر بيومين! ومضطر أنا لتوقع ما يمكن أن يقع، وأسأل الله أن يكون خيرًا لمصر وأهلها.. فاللهم خيب ظنى فى أن المجلس العسكرى سيرمى الورقة الأخيرة (اللى تقش) فى اللحظة الأخيرة، كما أدخل عمر سليمان فى اللحظة الأخيرة/ وكما أدخل "شفيقًا" فى اللحظة الأخيرة/ وكما أبطل قانون عزل الفلول فى اللحظة الأخيرة/ وكما حل المجلس المنتخب فى اللحظة الأخيرة/ وكما أصدر التكميلى فى اللحظة الأخيرة/ وكما أعطى نفسه سلطات جرد بها رئيس الجمهورية من السلطات فى اللحظة الأخيرة!؟
أرجو أن يكون وعى ميدان التحرير أوعى وأبصر، وقوة ميدان التحرير أقوى وأمهر، لتعود مصر إلى مصر، وليغرد فيها الكروان، وتخضر الأرض، وتورف الأخلاق النبيلة، وتعود الملامح الجميلة إلى وجهها المتعب المدود.. واسلمى يا مصر!

بقلم : عبد السلام البسيوني

زائر

~\\~ شكرا لك شعبااان ~\\~

موضوع: رد: الرئيس الميس الأحد 24 يونيو 2012, 4:42 pm

شكرا لمرورك نهاد

وبارك الله فيك

زائر

بارك الله فيك شعباااان

وجزاك الله خيرا

بوركت جهودك

» رسالة إلى الرئيس
» من يتمنون فشل الرئيس
» التحريض ضد الرئيس
» الرئيس وحقيبة "الداخلية"
» العلاقات المصرية ـ الإسرائيلية فى ظل الرئيس الجديد؟