منتديات بهجة النفوس الاسلامية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدي اسلامي على مذهب اهل السنة والجماعه
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 خطبة الجمعة((مقاصد الشريعة من مناسك الحج 1))

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
????
زائر




خطبة الجمعة((مقاصد الشريعة من مناسك الحج 1)) Empty
مُساهمةموضوع: خطبة الجمعة((مقاصد الشريعة من مناسك الحج 1))   خطبة الجمعة((مقاصد الشريعة من مناسك الحج 1)) I_icon_minitimeالخميس 26 يوليو 2012, 4:48 am

ما ينبغي على الحاج من استعداد قبل الحج

لفضيلة الأستاذ الدكتور محمد راتب النابلسي



الحمد لله نحمده ، ونستعين به ، ونسترشده ، ونعوذ به من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلن تجد له ولياً مرشداً ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، إقراراً بربوبيته ، وإرغاماً لمن جحد به وكفر ، وأشهد أن سيدنا محمداً صلى الله عليه وسلم رسول الله سيد الخلق والبشر ، ما اتصلت عين بنظر أو سمعت أذن بخبر ، اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد ، وعلى آله وأصحابه ، وآل بيته الطيبين الطاهرين ، أمناء دعوته ، وقادة ألويته ، وارضَ عنا وعنهم يا رب العالمين .





أيها الأخوة الكرام ، المؤمن في أمس الحاجة إلى شحنة روحية يقوى بها إيمانه ، وتزداد بها علاقته بالله عز وجل ، الله عز وجل فرض علينا الصلوات الخمس كشحنات يومية ، وفرض علينا صلاة الجمعة كشحنة أسبوعية ، وفرض علينا رمضان كشحنة سنوية ، وفرض علينا الحج كشحنة العمر .

لذلك :

(( أن الأقرع بن حابس سأل النبيَّ صلى اللّه عليه وسلم فقال: يا رسول اللّه: الحج في كل سنة أو مرَّة واحدة؟ قال: "بل مرةً واحدةً ، فمن زاد فهو تطوع )).

[ رواه أبو داود عن ابن عباس]

أيها الأخوة ، الحج رحلة إلى الله ، فقد شاءت إرادة الله عز وجل لحكمة مطلقة مراعاة للنزعة المادية في كيان الإنسان أنْ يضع للناس في الأرض بيتاً له :



﴿ إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكاً وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ ﴾ .

( سورة آل عمران )

أنْ يضع للناس في الأرض بيتاً له يُمكِّن المؤمنين مِن أنْ يعبِّروا من خلال إتيانه مِن كل فَجٍّ عميقٍ أن يُعبِّروا عن حبهم لله ، وشوقهم إليه ، وشاءت حكمة الله أن يكون بيته الحرام في المنطقة الحارة من الأرض ، وفي واد غير ذي زرع ، ليكون واضحاً لدى الحُجَّاج أنّ الاتصال الحقيقي بالله يحقِّق للمرء سعادةً ، يستغني بها عن كل الشروط المادية ، التي يتوهَّم أنها سبب سعادته ، وأنّ سعادةَ الإنسان تنبع من داخله ، لا مما يحيط به نفسَه من ألوان النعيم ، ولو كان بيتُ الله الحرام في المنطقة المعتدلة من الأرض ، حيث الجبالُ الخضراءُ ، والمياهُ العذبةُ ، والبحيراتُ الصافيةُ ، والبساتينُ الغناءُ ، والجوُّ اللطيفُ ، والنسيمُ العليلُ ، وكان الحجُّ على مدار العام دفعاً للازدحام ، لأقبل كلُّ الخلق إلى أداء الفريضة الممتعة ، طلباً للاستجمام ، لا حُبَّاً بخالق الأكوان 0





هناك حكمة بالغة من كون بيت الله الحرام في المنطقة الحارة في واد غير ذي زرع ، وفضلاً عن موقع البيت الحرام ، وعن طبيعة الجو فيه ، فإن الحاجَّ المحرمَ يُحظَر عليه لُبسُ المخيط من الثياب ، ويُحظر عليه التطيُّبُ بكل أنواع الطيب ، ويُحظر عليه الحلقُ والتقصيرُ ، ويُحظر عليه مقاربةُ المُتَعِ التي أُبيحت له خارجَ الحج ، كلُّ ذلك ليُحْكِمَ اتصالَه بالله ، وليسعد بقربه وحده ، بعيداً عن كل مداخلة من مُتع الأرض ، ليتحقَّق الحاجُّ أنه إذا وصل إلى الله وصل إلى كلِّ شيء ، وأنّ الدنيا كلَّها لا يمكن أن تُمِدَّ الإنسانَ بسعادة مستمرة ، بل متناقصة ، ولينطلق لسانُه بشكل عفوي قائلاً : يا رب ، ماذا فَقَدَ مَن وجدك ؟ وماذا وَجَدَ مَن فَقَدَكَ ؟

مُجْمَلُ القول أنّ الحجَّ عبادةٌ كبرى ، قِوامُها الاتصالٌ بالله ، بل إن هذا الاتصال اتصال متميِّزٌ ، أساسُها معرفةٌ وقُرْبٌ ، وبَذْلٌ وحُبٌّ ، وسببُها نزعُ أقنعةِ الدنيا المزيفةِ ، وتجاوزُ الخلق إلى الخالق ، وخرقُ النعم إلى المنعم .





لكي تؤدَّى هذه العبادة العظيمة على نحوٍ يقبلها الله ، ويرضى عنها ، ولئلا يُنفِق الإنسانُ المالَ الكثيرَ ، والوقتَ الثمينَ ، ويتجشَّم المشاقَّ ، ثم لا تُقبل حجَّتُه ، ويُقال له : لا لبيك ولا سعديك ، وحجُّك مردود عليك ، لئلا تضيعَ حجّتُه سُدى ، عليه أنْ يتوب قبْلَ الذهاب إلى الحج مِن كل الذنوب والآثام ، كبيرِها وصغيرِها ، جليلِها وحقيرِها ، فيجتنب كلَّ كسْبٍ حرام ، وكلَّ علاقةٍ متلبِّسة بالآثام ، وعليه أن يؤدِّيَ الحقوقَ التي عليه بالتمَّام والكمال ، وبخاصة تلك الحقوق المتعلقة بالخلق ، لأن حقوق العباد مبنيةٌ على المُشَاحَحَةِ ، بينما حقوق الله مبنيةٌ على المسامحة ، فعليه أن يؤدِّيَ الحقوق ، ويُقلعَ عن الذنوب ، والأهمُّ مِن هذا أن يَعقِد العزمَ على ألاّ يعودَ إليها بعد الحجّ ، وإلاّ أصبح الحجُّ مِن الطقوس لا من العبادات ، فَمِنَ الخطأ الكبير ، والوهم الخطير أنْ يظنّ الحاجُّ أنّ الحجَّ يهدمُ ما قبله من الذنوب كلِّها ، وفيه تُغفر كل خطيئة ، وقد أجمع العلماءُ على أنّ الأحاديثَ الشريفة التي تبيِّن أنّ الحاجّ يعود مِن الحجّ كيوم ولدته أمه ، وقد غُفرت ذنوبُه كلُّها ، هذه الذنوبُ التي أشار إليها النبيُّ صلى الله عليه وسلم هي الذنوبُ التي بين العبد وربِّه حصراً ، أمّا الذنوبُ التي بينه وبين الخلق ، والحقوقُ التي في ذمته ، والواجباتُ التي قصَّر في أدائها هذه لا تَسقطُ ولا تُغفر إلا بالأداء أو المسامحة .

فالذنوب ثلاثة ؛ ذنب لا يُغفر ، وهو الشرك ، وذنب لا يُترك ، وهو ما كان بين العبد والخلق ، وذنب يُغفر ، وهو ما كان بين العبد وربه ، أي أن جميع الأحاديث التي أشارت أن الحاج يعود من ذنوبه كيوم ولدته أمه ، الذنوب حصراً فيما بينه وبين الله تعالى أما التي فيما بينه وبين الخلق هذه لا تغفر إلا بالأداء أو المسامحة .





الاستطاعة التي وردت في الآية التي تعد أصلاً في فرضية الحج وهي قوله تعالى:



﴿ فِيهِ آَيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آَمِنًا وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ (97) ﴾ .

( سورة آل عمران )

هي استطاعة بدنية ومالية وأمنية وإدارية ، فالمسلم الذي لا يقوى جسمه على تحمُّل أداء مناسك الحج بَغَلبة يقينية ، أو بإخبار طبيب متخصص مسلم حاذق ورع ، يُجزئه أن يُكلِّف من يحج عنه في حياته ، أو يوصي بحجة بدل بعد مماته ، وفق أحكام هذا النوع من الحج ، والمسلم الذي لا يملك المال الكافي الذي يغطي نفقات الركوب بأنواعها ، ونفقات السكن ، السكن : أي ألا ينام في الطريق ، نفقات السكن في مكة والمدينة ، وثمن الطعام والشراب ، فضلاً عن نفقات أهله وولده في غيبته لا يعد عند الله مستطيعاً ، فلا ينبغي للمسلم غير المستطيع أن يبذل ماء وجهه من أجل جمع نفقة الحج ، ولا أن يسلك المسالك الملتوية ، من أجل أن يحصل على نفقة الحج ، فإنه في الأصل ليس مستطيعاً ، ولا حجَّ عليه ، وينبغي أن تعبد الله وفق ما شرع الله ، وحينما يقرر ـ الآن شيء دقيق ـ أولو الأمر في ديار المسلمين أن يعتمدوا نظاماً يُتيح لمَن لم يحجَّ أن يحجّ ، ويَمنع من حجّ حجة الفريضة من أن يحج قبل خمس سنوات ، حينها يكون الباعث على هذا التنظيم إفساحَ المجال للمسلمين الذين لم يحجّوا حجّة الفريضة أن يؤدُّوها بيسر وطمأنينة ، فلا ينبغي للمرء أنْ يرتكب معصيةً ليحجّ حجّة نافلة ، أي لا ينبغي للمسلم أن يشتري موافقة الذهاب إلى الحج ، لا ينبغي أن تبدأ هذه العبادة الكبرى برشوة ، لذلك الذي لم يُسمح له أن يحج لا يُعَدُّ مستطيعاً ، هذه الاستطاعة الإدارية ، هناك استطاعة بدنية ، ومالية ، وإدارية ، وأمنية ، أن يكون الطريق آمناً .

وما دام الحج مِنَ العبادات المالية التي تستوجب إنفاقَ المال ، فلا بد في المال الذي سينفقه الحاجُّ في هذه الفريضة أنْ يكون مالاً طيباً وحلالاً ، فقد قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :

(( أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ اللَّهَ طَيِّبٌ لَا يَقْبَلُ إِلَّا طَيِّبًا )) .

[مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ]

(( إِذَا خَرَجَ الْحَاجُّ حَاجًّا بِنَفَقَةٍ طَيِّبَةٍ ، وَوَضَعَ رِجْلَهُ فَي الْغَرْزِ - ركاب الدابة - فَنَادَى : لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ ، نَادَاهُ مُنَادٍ فِي السَّمَاءِ : لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ ، زَادُكَ حَلاَلٌ ، وَرَاحِلَتُكَ حَلاَلٌ ، وَحَجُّكَ مَبْرُورٌ غَيْرُ مَأْزُورٍ ، وَإِذَا خَرَجَ بِالنَّفَقَةِ الْخَبِيثَةِ ، فَوَضَعَ رِجْلَهُ فَي الْغَرْزِ فنادى : فَنَادَى : لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ ، نَادَاهُ مُنَادٍ فِي السَّمَاءِ : لاَ لَبَّيْكَ وَلاَ سَعْدَيْكَ ، زَادُكَ حَرَامٌ ، ونَفَقَتُكَ حَرَامٌ ، وَحَجُّكَ مَأْزُورٌ غَيْرُ مبرورٍ)) .

[أخرج الطبراني في الأوسط عن أبي هريرة ]





أيها الأخوة الأكارم ، بما أنّ الحجّ فريضةٌ فرضها الله على المستطيع ، والفقير ليس مستطيعاً ، فلا ينبغي للفقير أن يقترض ليحجّ :

(( سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم عَنِ الرَّجُلِ لَمْ يَحُجَّ : أَوَ يَسْتَقْرِضَ ؟ قَالَ : "لاَ" )) .

[البيهقي في السنن الكبرى فعن عبد الله بن أبي أوفى]

والمدين لا تُقبل حجته إلا بموافقة دائنه ، إنّ من بدأ حجه بتصريح كاذب ، أو انتحل صفة لا يتصف بها ، أو يتصف بها ولا يريد أن يقوم بها ، أو دفع مالاً غير مشروع لجهة غير شرعية ، تحول أداؤه لهذه الفريضة إلى عمل محرم ، استناداً إلى القاعدة الفقهية الأصولية وهي أنَّ كل ما استلزم محرماً يصبح هو الآخر محرماً ، فالطريق إلى المحرم محرم ، فالمؤمنون عاداتهم عبادات ، والمنافقون عباداتهم سيئات 0

وبما أنّ عبادةَ الحجّ فرَضَها الله على المستطيع في العمر كله مرة واحدة ، فإنْ أخلَّ الحاجُّ بمناسكها ، فلم يؤدِ ركناً ، أو نسي واجباً ، أو ترَكَ سنَّةً ، أو حرص على سنة أدَّت إلى انتهاك حرمة ، أو اقترفَ معصية ، أو فَعَلَ محظوراً ، فَقَدْ أَبْطَلَ حجَّه ، أو لَزِمه الدمُ، أو أساء ، أو قصَّر ، أو تركَ الأَوْلَى ، إنْ فَعَلَ هذا فقد ضيّع فرصة فريدة لا تتكرّر ، فرصة لمغفرة ذنبه ، واستحقاقه جنّةَ ربه ، كلُّ هذا بسببِ الجهل الذي هو أعدى أعداءِ الإنسان ، فالجاهلُ يفعل في نفسه ما لا يستطيع أن يفعله عدوُّه به ، لذلك نقول : أيها الحجّاجُ تفقَّهوا قبل أن تحجّوا ، فعالمٌ واحد أشدُّ على الشيطان مِن أَلْفِ عابدٍ ، وقليلٌ مِنَ الفقهِ خيرٌ مِنَ كثيرٍ مِنَ العبادة :



﴿ فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ ﴾

( سورة النحل )

وكما أن انتظار الصلاة يُعَدّ من الصلاة ، كذلك الإعدادُ الفقهيّ للحجّ فهو مِنَ الحجّ، فكم مِن حاجٍّ أهْملَ التفقُّهَ قَبْلَ الحج ، وعاد مِنَ الحجّ ، ولم يطف طواف الركن ، فبطل حجُّه ، وكم مِن حاجٍّ اجتاز الميقاتَ المكانيَّ غيرَ محرِم فلزمه الدم ، وكم مِن حاجٍّ وقع في محظورات الإحرام ، وهو يحسبُ أنه يُحسن صنعاً .





مِن فقهِ الرجلِ أنْ يتحرّك في حياته وَفق سُلَّم للأوليات ، فإذا أدّى حجّةَ الإسلام ، وهي حجةُ الفريضة ، وتاقت نفسُه إلى أن يحجّ مرةً ثانيةً وثالثةً ، وكان مستطيعاً بماله وبدنه وموافقة أولي الأمر له ، ولم يسهم مِن خلال تصريحٍ غيرِ مطابق للواقع من حرمان مسلم مِن حجّة الفريضة ، وكان قد أدّى كلَّ ما عليه من واجبات تجاه والديه ، وأولاده ، وأخوته ، وأخواته ، وأصدقائه ، وجيرانه ، فلا عليه أنّ يحجّ ثانية وثالثة ورابعة ، فالحج جهاد لا شوكة فيه ، وهو جهادُ الكبيرِ ، والمرأةِ ، والضعيف، وقد ورد في الحديث القدسي :

(( إِذَا أَصْحَحْتُ لِعَبْدِي جِسْمَهُ ، وَوَسَّعْتُ عَلَيْهِ فِي الْمَعِيشَةِ ، فَأَتَتْ عَلَيْهِ خَمْسَةُ أَعْوَامٍ لَمْ يَفِدْ إِلَيَّ لَمَحْرُومٌ )) .

[البيهقي في السنن الكبرى والترغيب والترهيب للمنذري]

لكن حينما يحجّ المسلمُ حجةَ الفريضةَ ، وله ولد في سنّ الزواج ، ويخشى عليه الانحرافَ ، فالأَوْلى أن يزوِّجه بدلَ أنْ يحجّ حجة النفل ، لأنّ دَرْءَ المفاسدِ مقدَّمٌ على جَلْبِ المنافع ، وأنّ الله لا يقبل نافلةً أدَّتْ إلى تركِ واجبٍ :



﴿ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً ﴾ .

( سورة البقرة )





من أدعية النبي صلى الله عليه وسلم :

(( اللَّهُمَّ حَجَّةٌ لَا رِيَاءَ فِيهَا وَلَا سُمْعَةَ )) .

[ابن ماجه عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ]

ومعنى هذا أن من انحراف الحاج عن قصده ، وعدم إخلاصه في عبادته أن يبتغي من حجه السمعة والرياء ، ويجب أنْ يعلمَ المسلمُ أنّ الحجَّ لا يكفِّر الذنوبَ التي لم يَتُبْ منها صاحبُها ، أي إذا كان مصراً على ذنب ويعلم أنه ذنب ، الحج لا ينتفع به إطلاقاً ، فالمقيم على ذنبٍ ما لم يَتُبْ منه ، وهو مستمرٌّ فيـه ، فإنّ الحجَّ لا يكفِّر ذنبَه ، وإنما الحجُّ كفارةٌ وأجرٌ للعبدِ التائبِ إلى الله ، الراجع إليه ، الراجِي رحمتَه وعفوَه ، والذي أقْلعَ عن ذنوبه إقلاعاً لا رجعة بعده ، والدليل على ذلك :

(( قَالَ أُنَاسٌ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَنُؤَاخَذُ بِمَا عَمِلْنَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ ؟ قَالَ : أَمَّا مَنْ أَحْسَنَ مِنْكُمْ فِي الْإِسْلَامِ فَلَا يُؤَاخَذُ بِهَا ، وَمَنْ أَسَاءَ أُخِذَ بِعَمَلِهِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَالْإِسْلَامِ )) .

[مسلم عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ]

(( أنا دعوة أبي إبراهيم ، وبشارة أخي عيسي ، ورأت أمي حين حملتني أنه خرج منها نور أضاءت له قصور بصرى )) .

[أخرجه الطيالسي وفي مسند الشاميين من حديث أبي أمامة ]





أيها الأخوة ، مناسك الحج من شعائر الله ، قال تعالى :



﴿ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ ﴾ .

( سورة الحج ) .

قال بعض العلماء : أداء الشعيرة شيء ، وتعظيمها شيء آخر ، من تعظيمها أن يؤديَها الحاج كما فعلها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ومن تعظيمها أن تؤديها على شوق وطيب نفس ، لا على تأفف وتململ ، ومن تعظيم شعائر الله أن يؤديها الحاج ، ويتمنى أن يؤديها مرات ومرات ، إن المشاعر التي يشعر بها الحاج ، وهو في المشاعر المقدسة ، هي بوتقة ينصهر فيها قلب المؤمن حتى يتخلص من أدرانه نقي القلب ، صافي النفس ، تلك هي الغاية الكبرى من الحج ، أن تعود أيها الحاج كيوم ولدتك أمك .


يتبـــــــــــــــــــــــــــع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
زائر
زائر




خطبة الجمعة((مقاصد الشريعة من مناسك الحج 1)) Empty
مُساهمةموضوع: رد: خطبة الجمعة((مقاصد الشريعة من مناسك الحج 1))   خطبة الجمعة((مقاصد الشريعة من مناسك الحج 1)) I_icon_minitimeالسبت 28 يوليو 2012, 5:41 am

بارك الله فيك و أثابك و نفع بك

شكرا لك بسمةةةةةةةةة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
????
زائر




خطبة الجمعة((مقاصد الشريعة من مناسك الحج 1)) Empty
مُساهمةموضوع: رد: خطبة الجمعة((مقاصد الشريعة من مناسك الحج 1))   خطبة الجمعة((مقاصد الشريعة من مناسك الحج 1)) I_icon_minitimeالإثنين 30 يوليو 2012, 5:40 am

شكرا لمرورك نهاااد

بااارك الله فيك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
خطبة الجمعة((مقاصد الشريعة من مناسك الحج 1))
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» خطبة الجمعة((مقاصد الشريعة من مناسك الحج 2))
» خطبة الجمعة((بعض حكم مناسك الحج 1 ))
» خطبة الجمعة((بعض حكم مناسك الحج 2 ))
» خطبة الجمعة((مناسك الحج 1))
» خطبة الجمعة((مناسك الحج 2))

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات بهجة النفوس الاسلامية :: أقسام العلوم الشرعية :: الاسلامي العام-
انتقل الى:  
المواضيع الأخيرة
» رسائل للروح
خطبة الجمعة((مقاصد الشريعة من مناسك الحج 1)) I_icon_minitimeالأربعاء 12 أغسطس 2020, 8:49 pm من طرف shaban

» استمع للشيخ حسن صالح صاحب الصوت الجميل
خطبة الجمعة((مقاصد الشريعة من مناسك الحج 1)) I_icon_minitimeالخميس 30 نوفمبر 2017, 3:25 pm من طرف احمد المصرى

» الرجوع الى القران الكريم
خطبة الجمعة((مقاصد الشريعة من مناسك الحج 1)) I_icon_minitimeالخميس 30 نوفمبر 2017, 3:07 pm من طرف احمد المصرى

» هذا الطفل يقوم الليل
خطبة الجمعة((مقاصد الشريعة من مناسك الحج 1)) I_icon_minitimeالخميس 24 أغسطس 2017, 2:59 am من طرف shaban

» روائع الاعجاز النفسي - من أسرار السعادة
خطبة الجمعة((مقاصد الشريعة من مناسك الحج 1)) I_icon_minitimeالثلاثاء 08 أغسطس 2017, 2:09 am من طرف shaban

» الوسائل النبوية فى كسب قلوب البرية(7)
خطبة الجمعة((مقاصد الشريعة من مناسك الحج 1)) I_icon_minitimeالإثنين 07 أغسطس 2017, 10:41 pm من طرف shaban

» تفسير القران الكريم للشيخ ابو بكر الجزائرى
خطبة الجمعة((مقاصد الشريعة من مناسك الحج 1)) I_icon_minitimeالأربعاء 01 فبراير 2017, 5:37 pm من طرف احمد المصرى

» عشرة نساء لا ينساهن الرجل
خطبة الجمعة((مقاصد الشريعة من مناسك الحج 1)) I_icon_minitimeالأحد 29 يناير 2017, 8:19 am من طرف shaban

» الالتزام بمنهج اهل السنه
خطبة الجمعة((مقاصد الشريعة من مناسك الحج 1)) I_icon_minitimeالخميس 15 ديسمبر 2016, 5:51 pm من طرف احمد المصرى

» التلاوة التى هزت أركااااان الهند (2016) شيئ يفووووق الخياااال لملك المقامات وقارئ شباب العالم الاول
خطبة الجمعة((مقاصد الشريعة من مناسك الحج 1)) I_icon_minitimeالخميس 15 ديسمبر 2016, 5:47 pm من طرف احمد المصرى

» فديو للشيخ ابو اسحاق الحوينى
خطبة الجمعة((مقاصد الشريعة من مناسك الحج 1)) I_icon_minitimeالخميس 15 ديسمبر 2016, 5:43 pm من طرف احمد المصرى

» لكل قاتل قتله
خطبة الجمعة((مقاصد الشريعة من مناسك الحج 1)) I_icon_minitimeالخميس 08 ديسمبر 2016, 11:58 pm من طرف احمد المصرى

» الصلاة على النبى صل الله عليه وسلم
خطبة الجمعة((مقاصد الشريعة من مناسك الحج 1)) I_icon_minitimeالجمعة 14 أكتوبر 2016, 2:50 pm من طرف احمد المصرى

» الاعجاز فى القران الكريم
خطبة الجمعة((مقاصد الشريعة من مناسك الحج 1)) I_icon_minitimeالجمعة 14 أكتوبر 2016, 2:09 pm من طرف احمد المصرى

» لا ادرى
خطبة الجمعة((مقاصد الشريعة من مناسك الحج 1)) I_icon_minitimeالأربعاء 06 يناير 2016, 5:34 pm من طرف احمد المصرى

» الحديث الثانى من الاربعين النوويه
خطبة الجمعة((مقاصد الشريعة من مناسك الحج 1)) I_icon_minitimeالأربعاء 06 يناير 2016, 4:31 pm من طرف احمد المصرى

» معا لنصرة المسجد الاقصى وتحريره
خطبة الجمعة((مقاصد الشريعة من مناسك الحج 1)) I_icon_minitimeالأربعاء 30 ديسمبر 2015, 2:46 am من طرف احمد المصرى

» تحكيم شرع الله
خطبة الجمعة((مقاصد الشريعة من مناسك الحج 1)) I_icon_minitimeالأربعاء 30 ديسمبر 2015, 12:41 am من طرف احمد المصرى

»  تحكيم شرع الله عزوجل
خطبة الجمعة((مقاصد الشريعة من مناسك الحج 1)) I_icon_minitimeالثلاثاء 29 ديسمبر 2015, 11:56 pm من طرف احمد المصرى

» القدس رمز الأمة
خطبة الجمعة((مقاصد الشريعة من مناسك الحج 1)) I_icon_minitimeالثلاثاء 24 نوفمبر 2015, 5:49 pm من طرف احمد المصرى

أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
shaban - 17315
خطبة الجمعة((مقاصد الشريعة من مناسك الحج 1)) Vote_rcap1خطبة الجمعة((مقاصد الشريعة من مناسك الحج 1)) Voting_bar1خطبة الجمعة((مقاصد الشريعة من مناسك الحج 1)) Vote_lcap 
اريج الجنة - 5330
خطبة الجمعة((مقاصد الشريعة من مناسك الحج 1)) Vote_rcap1خطبة الجمعة((مقاصد الشريعة من مناسك الحج 1)) Voting_bar1خطبة الجمعة((مقاصد الشريعة من مناسك الحج 1)) Vote_lcap 
محمد - 2800
خطبة الجمعة((مقاصد الشريعة من مناسك الحج 1)) Vote_rcap1خطبة الجمعة((مقاصد الشريعة من مناسك الحج 1)) Voting_bar1خطبة الجمعة((مقاصد الشريعة من مناسك الحج 1)) Vote_lcap 
الشافعي - 1989
خطبة الجمعة((مقاصد الشريعة من مناسك الحج 1)) Vote_rcap1خطبة الجمعة((مقاصد الشريعة من مناسك الحج 1)) Voting_bar1خطبة الجمعة((مقاصد الشريعة من مناسك الحج 1)) Vote_lcap 
زهرة الفردوس - 281
خطبة الجمعة((مقاصد الشريعة من مناسك الحج 1)) Vote_rcap1خطبة الجمعة((مقاصد الشريعة من مناسك الحج 1)) Voting_bar1خطبة الجمعة((مقاصد الشريعة من مناسك الحج 1)) Vote_lcap 
الرحال - 163
خطبة الجمعة((مقاصد الشريعة من مناسك الحج 1)) Vote_rcap1خطبة الجمعة((مقاصد الشريعة من مناسك الحج 1)) Voting_bar1خطبة الجمعة((مقاصد الشريعة من مناسك الحج 1)) Vote_lcap 
محمد احمد غيث - 130
خطبة الجمعة((مقاصد الشريعة من مناسك الحج 1)) Vote_rcap1خطبة الجمعة((مقاصد الشريعة من مناسك الحج 1)) Voting_bar1خطبة الجمعة((مقاصد الشريعة من مناسك الحج 1)) Vote_lcap 
هايدي - 116
خطبة الجمعة((مقاصد الشريعة من مناسك الحج 1)) Vote_rcap1خطبة الجمعة((مقاصد الشريعة من مناسك الحج 1)) Voting_bar1خطبة الجمعة((مقاصد الشريعة من مناسك الحج 1)) Vote_lcap 
احمد المصرى - 61
خطبة الجمعة((مقاصد الشريعة من مناسك الحج 1)) Vote_rcap1خطبة الجمعة((مقاصد الشريعة من مناسك الحج 1)) Voting_bar1خطبة الجمعة((مقاصد الشريعة من مناسك الحج 1)) Vote_lcap 
معتز - 50
خطبة الجمعة((مقاصد الشريعة من مناسك الحج 1)) Vote_rcap1خطبة الجمعة((مقاصد الشريعة من مناسك الحج 1)) Voting_bar1خطبة الجمعة((مقاصد الشريعة من مناسك الحج 1)) Vote_lcap 
أفضل 10 أعضاء في هذا الشهر
لا يوجد مستخدم

.: عدد زوار المنتدى :.

ضع اميلك ليصلك كل ما هو جديد:

لا تنسى الضغط على رابط التفعيل فى بريدك لاتمام الاشتراك

منتديات بهجة النفوس الاسلامية

[جميع ما يطرح في منتديات بهجة النفوس الإسلامية لا يعبر عن رأي الإدارة بالضروري ،وإنما يعبر عن رأي الكاتب ]

للتسجيل اضغط هـنـا

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More