إدارة الوقت((إدارة الوقت ))

زائر

أولا : ماذا تعني كلمة إدارة ؟

إنجاز أهداف تنظيمية من خلال الأفراد وموارد أخرى.

وتعرف بأنَّهـــا :

إنجاز الأهداف من خلال القيام بالوظائف الإدارية الخمسة الأساسية التَّخطيط ، التَّنظيم ، التَّوظيف ،التَّوجيه، الرَّقابة

ثانيا : مفهوم الوقت :-

الحياة	العمر	الزَّمن	العصر	البداية
النِّهاية	الثَّانية	الَّلحظة	الدَّقيقة	السَّاعة
الشَّهر	السَّنة	الَّليل	النَّهار	الصَّيف
الخريف	الشِّتاء	الرَّبيـع	الذِّهاب	العودة
الِّلقــــاء	الفراق	الأجل	الوداع	الموت

وإن المتتبع لأخبار النَّاس والمتأمل لأحوالهم ، يعرف كيف أنهم يقضون أوقاتهم ، وكيف يمضون أعمارهم ؛ فسيرى أن أكثر الخلق مضيِّعون لأوقاتهم ، محرومون من نعمة استغلال العمر واغتنام الوقت ، ولذا نراهم ينفقون أوقاتهم ويهدرون أعمارهم فيما لا يعود عليهم بالنفع .

وإن المرء ليعجب من فرح هؤلاء بمرور الأيام ، وسرورهم بانقضائها، ناسين أن كلَّ دقيقة بل كلِّ لحظة تمضي من عمرهم تقربهم من القبر والآخرة، وتباعدهم عن الدنيا.

يقول الله تعالى مشيراً إلى تعاقب الَّليل والنَّهار وتقلُّب الأوقات والأزمان :

" فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ{17} وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَعَشِيّاً وَحِينَ تُظْهِرُونَ " [1]

ويقسم الله سبحانه بالعصر الذي هو الزَّمن وذلك لأهميته وعظم شأنه ، وفي جواب القسم ما يدلُّ على أهمية الوقت ، وأن الخسارة والهلاك تلم بنا إذا لم نغتنم أوقاتنا ونجعلها في الإيمان بالله وعمل الصَّالحات ، وحث من حولنا على ذلك والصبر على الأذى ممن ندعوهم فيقول سبحانه :

" وَالْعَصْرِ{1} إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ{2} إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ{3} " [2]

ومن آتاه الله صحة وعافية وأغناه من فضله ورزقه من الطيبات فاطمأن وانشغل عن ربه وطاعته والدَّعوة إلى دينه والقيام بحق العبودية لله رب العالمين فهو مغبون ومستدرَج فليحذر قبل فوات الأوان ، وعندها يندم ولا ينفع النَّدم .

الفراغ نعمة فمن يدركها ؟

عَنِ عبدالله بنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - قَالَ قَالَ النَّبِىُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - « نِعْمَتَانِ مَغْبُونٌ فِيهِمَا كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ ، الصِّحَّةُ وَالْفَرَاغُ » [3]

قالَ ابنُ الجَوْزِيْ:

" قَدْ يَكُونُ الإنسَانُ صحيحاً ولا يكونُ متفرغاً لشغلهِ بالمعاشِ، وقدْ يكونُ مستغنياً ولا يكونُ صحيحاً، فإذا اجتمعا فغلبَ عليهِ الكسلُ عن الطَّاعةِ فهو المغبونُ " ا هـ.

فكلُّ من رأى نفسه متفرغاً غير مشغول ، وعنده وقت لا يدري ماذا يفعل فيه ، ولم يستغل هذا الوقت في عبادة الله أو طلب العلم أو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أو بر الوالدين أو صلة الرَّحم أو فعل الخيرات أو عمل الصالحات فهو مغبون .

يقول أحد الصالحين :

"فراغ الوقت من الأشغال نعمة عظيمة ، فإذا كفر العبد هذه النعمة بأن فتح على نفسه باب الهوى، وانجرَّ في قِياد الشهوات، شوَّش الله عليه نعمة قلبه ، وسلبه ما كان يجده من صفاء قلبه"

فلابد للعاقل أن يشغل وقت فراغه بالخير وإلاَّ انقلبت نعمة الفراغ نقمة على صاحبها، ولهذا قيل : "الفراغ للرِّجال غفلة، وللنِّساء غُلْمة" أي محرِّك للشَّهوة .

لم نُخْلَق عبثاً :

يوم القيامة سيسألنا ربنا ويحاسبنا فلنُجَهِّزْ للسؤالِ جواباً :

" أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ " [4]

وعَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ - رضي الله عنه - عَنِ النَّبِيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - قَالَ : « لاَ تَزُولُ قَدَمَا ابْنِ آدَمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ عِنْدِ رَبِّهِ حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ خَمْسٍ عَنْ عُمْرِهِ فِيمَا أَفْنَاهُ وَعَنْ شَبَابِهِ فِيمَا أَبْلاَهُ وَمَالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ وَفِيمَ أَنْفَقَهُ وَمَاذَا عَمِلَ فِيمَا عَلِمَ »

ابن مسعود – رضي الله عنه – يندم على يوم مر عليه في الدنيا ولم يتزود فيه فهل نقتدي به ؟

روي عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال : ما ندمتُ على شيءٍ ندمي على يومٍ غربتْ شمسُهُ، نقصَ فـــيه أجلي ولمْ يزددْ عملي

الحسن البصري – رحمه الله – يُحذِّر من إهدار الوقت وضياعه سدى ويحذرنا من مغبة اللهو وطول الأمل فهل نعي ذلك ؟

وروي عن الحسن البصري - رحمه الله – أنَّه قال : ما من يوم ينشق فجره إلاَّ نادى مناد من قبل الحق : يا ابن آدم ، أنا خلق جديد وعلى عملك شهيد ، فتزود مني بعمل صالح فإني لا أعود إلى يوم القيامة

ويقول أيضاً : أدركت أقواماً كان أحدهم أشحَّ على عمره ووقته منه على درهمه وديناره.

النَّاس وتحسرهم على الوقت :

ويذكر الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم موقف النَّاس وتحسُّرهم على ضياع الوقت وكيف يبلغ الندم عندهم أشدُّه حيث لا ينفع الندم :

الموقف الأول : ساعة الاحتضار : وفيه يقول الكافر كما أخبر القرآن الكريم

" حَتَّى إِذَا جَاء أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ{99} لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ{100} " [5]

والموقف الثاني : في الآخرة ، يقول تعالى :

" وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ كَأَن لَّمْ يَلْبَثُواْ إِلاَّ سَاعَةً مِّنَ النَّهَارِ يَتَعَارَفُونَ بَيْنَهُمْ قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِلِقَاء اللّهِ وَمَا كَانُواْ مُهْتَدِينَ "[6]

ويقول سبحانه جلَّ شأنه :" لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَياةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ لاَ تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ "[7]

وقوله تعالى " قَالَ كَمْ لَبِثْتُمْ فِي الْأَرْضِ عَدَدَ سِنِينَ{112} قَالُوا لَبِثْنَا يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ فَاسْأَلْ الْعَادِّينَ{113} قَالَ إِن لَّبِثْتُمْ إِلَّا قَلِيلاً لَّوْ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ{114} "[8] .

ويقول الإمام ابن القيم الجوزية - رحمه الله - :

" فالعارف لزم وقته ، فإن أضاعه ضاعت عليه مصالحه كلُّها ، فجميع المصالح إنَّما تنشأ من الوقت ، وإن ضيَّعه لم يستدركه أبداً .. فوقت الإنسان عمره في الحقيقة ، وهو مادة حياته الأبدية في النَّعيم المقيم ، ومادة معيشته الضَّنك في العذاب الأليم ، وهو يمر أسرع من مرِّ السِّحاب . فما كان من وقته لله وبالله فهو حياته وعمره ، وغير ذلك ليس محسوباً من حياته ، وإِن عاش فيه عاش عيش البهائم . فإذا قطع وقته في الغفلة والسَّهو والأماني الباطلة ، وكان خير ما قطعه به النَّوم والبطالة ، فموت هذا خير له من حياته "[9].

بم يقاس تقدم الأمم ؟

تتفاوت الأمم في تقدُّمها تبعا لتفاوتها في تقدير قيمة الوقت والاستفادة منه وعليه فمقياس التَّقدم بين الأمم خاضع لمقاييس واعتبارات الزَّمن :

إن مقياس تقدم الأمم وازدهار حضارتها ونهضتها هو حسن استغلالها لوقت أفرادها وإدارتهم لها [10]

الكثرة أم الجودة ؟

ولا يعني بالضرورة أن يكون الاهتمام بالوقت يعني العمل ليل نهار دون توقف فهذا غير مقصود أبداً فقد يعمل المرءُ ساعات أقل مع التَّعليم والتَّدريب والخبرة ويكون الإنتاج أجود وأنفع .

ليس من الضَّروري العمل زيادة عن الحدِّ ، بل يكفي على العموم أن يكون العمل أجود [11]

الوقت عند المسلم :

الوقت عند المسلم أغلى من المال ، ذلك أن المسلمَ يدرك أن المالَ يمكن تعويضُه، بينما الوقت لا يمكن تعويضه يقول الإمام ابن الجوزي – رحمه الله -:

"ينبغي للإنسان أن يعرف شرف زمانه وقدر وقته، فلا يضيع منه لحظة في غير قربة، ويقدم فيه الأفضل فالأفضل من القول والعمل، ولتكن نيته في الخير قائمة من غير فتور بما لا يعجز عنه البدن من العمل "[12]

وأكبر دليل على ذلك أن المريض قد يدفع كلَّ ما يملك ويستدين من أجل عملية جراحية أو شراء علاج يظن أن فيه الشفاء وهو يعتقد أن المال يمكن تعويضه أم العمر فلا ......... .

الوقت مورد حيوي :

يعد الوقت المورد الحيويُّ الأوَّل من بين الموارد الأساسية وهي : المالية والبشرية والإعلامية والمادية والعلمية والتكنولوجية والزَّمانية وذلك للأسباب التالية :

فالوقت ينساب بشكل دائم وبدون رجعة ولا يتجدد .

وعلى الرغم من امتلاكنا له امتلاكاً تاماً فهو لا يقبل التخزين ولا الوضع جانباً .

ثم إنه المورد المحدود الذي لا يمكن أن ينقص ولا أن يزيد .

وأخيراً فهو لا يقبل التمديد فيكون في آنٍ واحد مورداً ومصدر إكراه . لأنَّه لا بد من توزيعه على أنشطتنا العديدة خلال اليوم الواحد ثلث للنَّوم وثلث للعمل وثلث للأغراض الشخصية.[13]

من ثمرات تنظيم الوقت :

الشُّعور بالتحسُّن بشكل عام في حياتك.

قضاء وقت أكبر مع العائلة أو في الترفيه والرَّاحة.

قضاء وقت أكبر في التطوير الذَّاتي.

إنجاز أهدافك وأحلامك الشَّخصية.

تحسين إنتاجيتك بشكل عام.

التخفيف من الضُّغوط سواء في العمل أو ضغوط الحياة المختلفة.

ربي يجزيك كل خير بسمة شكرا الموضوع القيم

سلسلة قيمة ومجهود يستحق الشكر والتقدير

بارك الله فيك وفي جهودك الطيبة

زائر

شكرا لمرورك اريج

باااارك الله فيك

زائر

شكرا لمرورك شعباان

باااارك الله فيك

» إدارة الوقت((كن نموذجاً وقدوة في إدارة الوقت ))
» إدارة الوقت((مفهوم إدارة الوقت 1))
» إدارة الوقت((مفهوم إدارة الوقت 2))
» إدارة الوقت((سابعا الأسباب المعينة على حفظ الوقت ))
» إدارة الوقت((حاجتنا لإدارة الوقت 1 ))