إدارة الوقت((إنَّنا نملك الكثير فماذا فعلنا فيما نملك ؟ ))

زائر

إنَّنا نملك الكثير من الوقت لو أحسنا استخدامه وإنَّ يوماً واحداً من حياة العظماء الَّذين يسهمون في هندسة الحياة وصناعة التأثير ويُعَلِّمُونَ النَّاس الخير لهو خير من آلاف السِّنين من حياة الفوضويين الذين لا يحركون ساكناً ولا يؤثرون في غيرهم ولا يتركون أثراً طيباً أو عملاً صالحاً لغيرهم .

إنَّنا نعاني من ضيق الوقت دائماً وأنَّنا نريد أربعةً وعشرين ساعة أخرى لننجز فيها مهامنا وننظم فيها معاشنا

ولكن لماذا يكفي هذا الوقت بعض النَّاس لإدارة المؤسَّسات الضَّخمة ولا يكفينا لإدارة أعمالنا الشَّخصية البسيطة ؟

المشكلة تكمن في فعالية استغلال الوقت لذا يلزمنا أن نعيد النَّظر في أنفسنا ؛ لأنَّنا تعاني من مشكلة لا يعاني منها غيرنا ولأنَّ اليوم الذي نحن نعيشه يعيشه غيرنا ولا يشكو من قلته فلنراجع أنفسنا ونحدِّد أين الخلل الحقيقي ؟

والآن : هل صدَّقت أنَّك في حاجة فعلاً لإدارة وقتك وتنظيم أمورك وتفعيل مهارات التنظيم ؟

أم أنَّك ما زلت تعاند نفسك وتكابر بأنَّك تسير في حياتك بشكل صحيح ولست في حاجة لإدارة الوقت ؟

ونظراً لأهمية الوقت وضرورة التنظيم وخطورة إهداره وكونه مرضاً خبيثاً لا يعرف المصاب به أنَّه مصاب ، وإن ظهرت أعراضه فإنَّه قد لا يصدق نفسه ويستمر في زعمه أنه سليم معافى ؛ فطبيعة هذا النَّوع من المرض لا يعرف المصاب به أنَّه مصاب إلاَّ بعد أن يستفحل المرض ويصل إلى الذُّروة كمرض السَّرطان – حفظكم الله وعافاكم من كلِّ مكروه – فهو مرض خطير واعظم ما تكون خطورته أنه لا يشعر المريض به أو يتألم منه طوال فترة الحضانة فإذا بدأ الألم وشعر المريض به وراجع طبيبه يكون قد وصل المرض إلى الذُّروة – نسأل الله الصِّحة والعافية لجميع المرضى – وكذلك مرض إهدار الوقت وضياع العمر فنصاب به ولا نعرف أننا مرضى إلاَّ بعد فوات الآوان ويكون المصير المؤلم إلى النَّار نسأل الله أن يجيرنا منها بفضله وكرمه.

ولأنه لا يوجد له أطباء وعيادات متخصِّصة معروفة رغم انتشاره وكثرة المصابين به فأقترح عليك أن تقوم وبكلِّ أمانة ومصداقية تامة بالإجابة على التَّدريب التالي بكتابة " نعم " أو " لا " وبعدها تقرر .

استراحة :

اجتذب سبع خصال يستريح جسمك وقلبك ويسلم لك عرضك ودينك :

لا تحزن على ما فات

ولا تحمل هماً لم ينزل بك

ولا تلم النَّاس على ما فيك مثله

ولا تطلب الجزاء على مالم تعمل

ولا تنظر بشهوة إلى مالم تملك

ولا تغضب على من لم يضرَّك غضبه

ولا تمدح من لم يعلم من نفسه خلاف ذلك

زائر

وإليك هذا التَّدريب التالي لتشخيص حالتك وعلى
نتيجته تعرف حقيقة وضعك منه ومدى احتياجك لتفعيل مهارات
تنظيم وإدارة الوقت :

أجب
بوضع علامة √ أمام العبارة الصحيحة أو علامة χ أمام العبارة الخاطئة :

م	الأعراض	نعم	لا
1	أشعر دائماً أنه لا يمكن الاستغناء عني لا في البيت ولا في العمل
2	أقوم بأعمال غيري في أغلب الأحيان لعدم شعورهم بالمسؤولية
3	كثيراً من الأعمال الهامَّة لا يتسع لها وقتي فتفوت دون إنجاز
4	معظم أعمالي التي أقوم بها تكون مستعجلة جداً
5	كثيراً ما اشعر أنني غارق في محتوى الأوراق التي تتعلق بالعمل
6	كثيراً ما أتأخر في مكتبي بسبب كثرة الأعمال .
7	كثيراً ما أشعر بأن وقت العمل المخصَّص لا يكفيني لإنجاز مهام عملي
8	أحضر معظم الاجتماعات ولا أعتذر عن شيء منها وإن لم تكن لي فيها مشاركة
9	أجيب دعوة من دعاني للولائم والمناسبات والسَّهرات الترفيهية
10	يصعب عليَّ أن أقولَ " لا " لأحدٍ مهما كان ذلك الشَّخص وكانت قرابته أو علاقته
11	من زارني أرحِّب به وأصبر عليه وأظهر سروري بوجوده وإن مكث طويلاً
12	أشعر بالإرهاق والتَّعب والتَّوتر حتى من كثرة التوقف في إشارات المرور
13	دائماً تتأخر المعاملات عندي رغم كثرة تواجدي بمقر عملي
14	أزورُ كثيراً من الأصدقاء وأبرُّهم بينما يوجد لي أرحاماً لا أصلهم ولا أعرف شيئاً عنهم
15	أشعر بسعادة عندما أعود إلى بيتي أكثر من الشُّعور بها عند الذِّهاب للعمل
16	أسهر كثيراً ولا أنام إلاَّ مع منتصف الليل أو بعده
17	بعض أقاربي يدركه الموت بعد رحلة مرض ولا أعرف إلا بعد وفاته
18	يمر بعض الزُّملاء بمشاكل مادِّية أو نفسية دون أن أعرف بذلك
19	لا أقول مثل ما يقول المؤذن في كلِّ مرة أسمع فيها الأذان خاصة في العمل
20	أخرج من المسجد بعد الصَّلاة مباشرة ولا أختم الصَّلاة بشكل تام داخل المسجد

زائر

عدد الفقرات التي رمزت لها ( نعم )

عدد الفقرات التي رمزت لها (لا )

إذا كانت الإجابة بنعم لعشر فقرات أو أكثر فاعلم أن الوقت يتحكم فيك ويلزم العلاج الفوري والأخذ بتفعيل التنظيم والإدارة للوقت .

وبعد أخي " :

أين أنت الآن ؟

أنت الآن مع الأحياء

أليس كذلك ؟

تعيش بينهم كما عاش غيرك من قبل ، وكما يعيش غيرك الآن .

غيرك : حمل على عاتقه مسؤولية الدعوة إلى الله ، فترك حياة الرفاهية ، وودَّع الرَّاحة وسافر إلى بلاد تسمع عن الإسلام فقط -وإن صُنفوا من أتباعه - فذهب يبلغهم رسالة الله ويفقههم في الدنيا .

وغيرك : تكفل نفقة الدعاة وزودهم بالمال والكتب كي يواصلوا دعوتهم إلى الله تعالى ويثبتوا في مواجهة الهدَّامين والمفسددين في الأرض .

وغيرك : تكفَّل بالأرامل والأيتام فقام بشؤونهنَّ وتوفير ما يلزمهنَّ من الطَّعام والشَّراب والكسوة والنَّفقة .

وغيرك: انشغل بطلب العلم فصارت حياته سفر وترحال مع العلماء أينما كانوا من أجل التعلم والدعوة إلى الله على بصيرة وعلم .

وغيرك: بات يحمل همَّ الإسلام وأعبائه ومستقبله ويفكِّر في كيفية التصدِّي لأعداء الله والمتربصين بنا الدوائر .

وغيرك : انشغل بآخرته عن دنياه فلم تعد له في الدنيا حاجة إلا خدمة دينه وإعزاز أمته ونشر الخير في ربوع وطنه فصار يصلح بين النَّاس يواسي مصابهم ويضمد جروحهم .

وأنت بالله عليك ماذا فعلت ؟

هل أنت أحد هؤلاء ؟

هل تحمل هم الدعوة ؟

أم أنَّك همٌّ على الدعوة ؟

لماذا لا تعمل مثلهم ؟

وما يمنعك أن تكون واحداً منهم ؟

إنهم مثلك تماماً ، وأنت مثلهم من حيث النَّوع والشَّكل والدين مع فوارق بسيطة يمكنك أن تدركها إذا أردت .

المسألة لا تعدو إلاَّ نية صالحة يصحبها همة عالية وعزيمة صادقة وطلباً حثيثاً لأسباب النجاح ومقومات السير على الطريق .

فكِّر أن تكون واحداً من هؤلاء العظماء ، واقترب منهم ، واسلك سبيلهم ؛ فيوشك أن تنضم لقوافلهم وتسير معهم أو ربما كنت يوماً قائداً لهم .

فالميدان أمامك والسِّباق مشروع بل متاح لك ولغيرك والمشاركة واجب ديني لا تنال الخيرية إلاَّ به ؛ فبادر وسابق قبل فوات الأوان ، وفضل الله في انتظارك فتعرَّض له ولا تفوت الفرصة فقد لا تعود أبداً .

وليكن شعارك " أنا من خير أمَّة أخرجت للنَّاس فماذا فعلتُ للنَّاس ؟ "

كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْراً لَّهُم مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ{110} [1]

--------------------------------------------------------------------------------

(1) سورة آل عمران الآية رقم : 110

» إدارة الوقت((كن نموذجاً وقدوة في إدارة الوقت ))
» إدارة الوقت((مفهوم إدارة الوقت 1))
» إدارة الوقت((مفهوم إدارة الوقت 2))
» إدارة الوقت((سابعا الأسباب المعينة على حفظ الوقت ))
» إدارة الوقت((فوائد تنظيم الوقت ))