إدارة الوقت((كن نموذجاً وقدوة في إدارة الوقت ))

زائر

كن نموذجاً صالحاً أينما كنت ، فلا تتغير ولا تتلوَّن ولا تتنازل عن قيمك ومبادئك ، لأنَّك تعيش وتموت بها ؛ فصاحب الشَّخصية القويَّة الثابتة هو الذي يثبت بمبادئه ويحافظ عليها ؛ فتجده يوم حزنه ويوم فرحه سواء ، ويوم غناه ويوم فقره سواء ، ويوم سفره ويوم إقامته سواء ، وفي بيته وفي عمله سواء ، فأينما كان وحيثما وُجِدَ فهو هو بقيمه وأخلاقه ودينه ثابت كالجبال الشُّم الرواسي .

والنبي – صلَّى الله عليه وسلَّم – وصَّانا بذلك فعَنْ أَبِى ذَرٍّ - رضي الله عنه – قَالَ : قَالَ لِى رَسُولُ اللَّهِ - صلَّى الله عليه وسلَّم- « اتَّقِ اللَّهَ حَيْثُمَا كُنْتَ وَأَتْبِعِ السَّيِّئَةَ الْحَسَنَةَ تَمْحُهَا وَخَالِقِ النَّاسَ بِخُلُقٍ حَسَنٍ »[1]

ولو أخذنا المدرِّسَ مثلاً وقدوة لغيره في إدارة الوقت لرأينا أنَّ تحقيق المثالية أو القدوة في إدارة الوقت تتمثل في أمور نذكر منها ما يلي :

1 ـ تقدير الوقت والعمل على استثماره.

فيظهر أمام طلاَّبه وزملائه مهتماً بالوقت حريصاً على الاستفادة منه في عمله كمدرِّس داخل فصله وفي تحرُّكه داخل الفناء ومروره بالطُّرقات فلا يقف بدون حاجة ولا يتكلم إلاَّ بخير وعند حصص الانتظار –الاحتياطي – يغتنمها في تعليم طلاَّبه فيما هو مفيد ونافع ، ولو أن يحدثهم عن الوقت وأهميته وضرورة الاستفادة منه ، والحرص على طاعة الله تعالى في كلِّ دقيقة تمر من عمرنا ، ويضع لهم من البرامج والأنشطة التي تستثمر الوقت في كلِّ ما هو نافع ومفيد .

2 ـ الحضور مبكراً في بداية اليوم الدراسي .

المدرِّس قدوة في الحضور المبكِّر ، ففي تبكيره [2] راحة لنفسه من عناء المساءلة ومن مواجهة الزِّحام وتفادياً للطوارئ التي تحدث من عطل السَّيارة أو توقف الطَّريق وفي تبكيره راحة له في عمله فيحضِّر دفاتره ويراجع جدوله ويعيد النَّظر في التحضير المعد ويفكِّر في الوسائل التَّعليمية المفيدة والناَّفعة .

3 ـ الاستفادة من كلِّ دقيقة خلال اليوم الدراسي :

يتوفر للمعلم أوقات فراغ ربَّما ليست لغيره عند حضوره مبكراً وعند فترات الاستراحة بين الحصص[3] وعند حصص الفراغ وعند تكليف الطُّلاَّب بأنشطة أخرى أو قيامهم برحلة خارج المدرسة يستطيع المدرِّس الاستفادة من هذه الأوقات في تصحيح الواجبات وفي وضع جدول زمني لأعمال المدرسة اليومية والأسبوعية والشَّهرية ونهاية الفصل الدراسيِّ والتفكُّر في طرق جديدة للتدريس أو النَّشاط وفي زيارة المكتبة المدرسية وعمل بحوث تعليمية ونشرات توجيهية لإفادة الطُّلاب بل والزملاء المدرِّسين وربما يستفيد منها أولياء الأمور أيضاً .

4 ـ إنجاز الأعمال الأكثر أهمية :

المدرِّس الناجح هو من يجدول أعماله ويرتبها حسب الأكثر أهمية - الأهم فالمهم - فيرتب لتصحيح الواجبات وزيارة بعض الزملاء في تخصُّصه ليستفيد من خبراتهم ويتعرَّف على جوانب التقصير عنده فيستكملها بالقراءة وحضور البرامج التَّدريبية ويناقش المرشد في مشاكل طلاَّبه ويساعده في وضع الحلول النَّافعة للطُّلاب المقصِّرين في الواجبات أو المتأخرين أو ذوي السُّلوك الغير طبيعي .

وهكذا يجعل من يومه الدِّراسي فرصة لإنجاز مهامه برغبة وحب وانتظام وفاعلية .

5 ـ وضع جدولٍ زمنيٍ لخطة العمل :

المدرِّس الناجح هو من يعمل وفق جدول زمنيٍّ لأعماله ويخطِّط لأعماله ويخصِّص زمناً كافياً لكلِّ نشاط عندها سيقضي يوماً بنشاط وحيوية دون الشُّعور بالكآبة أو الرتابة أو الملل ؛ لأنه في سيره وفق الخطَّة الموضوعة سينجز أعمالاً كثيرة وعندها يشعر بالتَّميز والنَّجاح مما يجعله أكثر سعادة وحباً للعمل .

6 ـ توزيع فقرات الدَّرس على زمن الحصَّة :

الحصَّة غالباً ما تكون بين 40 أو 45 دقيقة والمدرِّس الناجح هو من يبدأ حصَّته من أول الزَّمن المخصَّص لها ؛ فيصل قبل أو فور سماع صوت الجرس ويوزِّع عناصر الدَّرس على الزَّمن المخصَّص له فمثلاً :

التمهيد والتهيئة : 3 دقائق

مدخل للدَّرس الجديد 3 دقائق

عرض عناصر الدَّرس الأربعة 5 دقائق لكلِّ عنصر

مناقشة الطُّلاَّب والتأكُّد من الاستيعاب 10 دقائق

التَّدريبات والواجبات 9 دقائق

وللمدرِّس أن يزيد أو ينقص في الفقرات والزَّمن المقرَّر لكلِّ فقرة وهذا مجرَّد إيضاح لبلوغ الهدف المقصود من توزيع وقت الحصَّة على عناصر الدَّرس .

7 ـ توزيع المنهج الدراسيِّ على الزَّمن المقرَّر له :

في تقسيم المدرِّس للمنهج أو المقرر الدراسيِّ وأنشطته المصاحبة زمنياً على مدى شهور السَّنة الدِّراسية يشعره بعدم التأخُّر ويعطيه فرصة لمتابعة طلاَّبه بصورة مثالية ؛ فيسير باطمئنان وسكينة ويؤكد على كلِّ درس بل وكلُّ جزئية من غير استعجال ، وعندها سيجد فرصة للمراجعة على ماسبق تدريسه وعمل الاختبارات التقويمية والتَّدريبات التحريرية بشكل دائم .

8 ـ يحدِّد مواعيد الاجتماعات المختلفة .

العمل في مجال التربية والتَّعليم مناخ مناسب جداً للدَّعوة إلى الله تعالى ، والنشاط التَّعليمي غير قاصر على المنهج الدراسيِّ فحسب ، بل هو مجال رحب فسيح ، فهناك الأنشطة الَّلاصفية التي يثري المدرِّس عقول طلاَّبه ويزيد من مهاراتهم وحسن توجيههم بعيداً عن الدُّروس المقرَّرة بشكل معتاد .

والمدرِّس الناجح هو من يجعل من المقرَّر الدراسي بوابة لإثراء الطُّلاب بالمعارف والمعلومات ، وترسيخ ذلك بالقدوة الحسنة .

ومن الأنشطة الفعَّالة القيام بالترتيب لاجتماع اللِّجان وعمل جدول أعمال لكلِّ لجنة وتفعيل دور هذه اللِّجان وتعريف الأعضاء بمهامهم ودور كلِّ واحد منهم في جماعته ، وأن تكون هناك أفكار جديدة تطرح في الاجتماع ، وتفعيل مبدأ الشورى وإتاحة الفرص في الحوار لدى أعضاء الاجتماع ، ويتأتَّى ذلك بالإعلان المسبق عن مواعيد الاجتماعات والتوقيع بالعلم وإعطاء كلِّ عضو صورة من الدعوة كي يجهِّز أفكاره التي سيشارك بها في الاجتماع حين انعقاده .

9 ـ تجهيز جدول أعمال يعرض على الأعضاء قبل الاجتماع بفترة زمنية مناسبة .

كثيراً ما يحضر الأعضاء إلى قاعة الاجتماع دون علم مسبق بفقرات جدول الأعمال ، ولذلك تكون المفاجأة أن كلاً من الحضور يسمع ويوافق ولا يناقش لأنَّه لم يُحَضِّر نفسه ولم يجهز المعلومات التي يعتمد عليها في الحوار والمداخلات .

وبعضهم يؤثر الصمت لئلا يطول وقت الاجتماع لسبب بسيط جداً هو عدم جدوى الحوار لأن الجدول قد تم إعداده من قبل شخص ما وعليه ستتم التوصيات في نهاية الاجتماع .

لذا أهيب برئيس اللجنة أو القائمين على التنظيم بضرورة توزيع جدول الأعمال قبل الموعد المقرَّر لانعقاده بوقتِ كافٍ كي يتسنى للأعضاء تجهيز أنفسهم للمناقشة والحوار .

10ـ تقسيم العمل اليومي للإدارة المدرسية :

إن التوزيع العادل لأعمال الإدارة المدرسية خلال اليوم الدراسي وإعطاء كلِّ نشاط الوقت المقرر والمناسب له بحيث لا يطغى جانب على الآخر يجعل سير الأعمال الإدارية بنظام وسلاسة ، ويكمن دور المدرِّس في مساعدة الإدارة في تنفيذ ما يطلب منه من الحضور المبكِّر وحضور الطَّابور الصباحيّ ومع بداية الحصَّة يكون داخل الفصل مع طلاَّبه وإذا كُلِّف بنشاط آخر فيعد له أفكاره ويسجِّلها مكتوبة كي تتم بفاعلية ونشاط دون كلل أو ملل .

11 – استثمار حصَّة الانتظار بما يعود بالنَّفع والفائدة على الطُّلاب.

إن شعور المدرِّس بأن حصَّة الانتظار [4] مملة وثقيلة على النَّفس لكون عدم تقبل الطُّلاب لأي درس منهجي أو لكون المدرِّس لا يدرِّس لهم أصلاً ، وهذا الملل والضَّجر حتماً سيكون وغالباً ما يعاني منه المدرِّسُون بل والطُّلابُ أيضاً وإنَّما هو ناتج عن عدم التَّحضير لمثل هذه الحصَّة .

فالمدرِّس الناجح هو من يستغل هذه الحصة في التعرف على الطُّلاب ومحادثتهم بما يحبونه لا بما يحبه هو ثم يجعل من ذلك سبيلاً للتَّوجيه الغير مباشر من أجل إفادتهم والدُّخول إلى قلوبهم وكسب ودِّهم ومناقشة مشاكلهم الدراسية وفتح باب الحوار لمناقشة قضايا عامة وظواهر تفرض نفسها على ساحات الحوار ؛ حتى يجعلهم ينتظرونه في أقرب فرصة ممكنة .

إنَّ القرآن الكريم غنيٌ بالقصص النافعة والهادفة والمشوِّقة وكذا السُّنة النَّبوية والتَّاريخ الإسلاميِّ ، ويمكن للمعلم الذي يريد الاستفادة من وقته أن يحضِّر أكثر من قصَّة ويقوم بدراستها ووضع بعض الأفكار القابلة للنقاش حول القصَّة ؛ مما يجعل منها بعداً رائعاً في نفوس الطُّلاب علاوة على الدُّروس والعبرالمستفادة من القصَّة .

12- ليكن فعّالاً مع من حوله :

عاون مديرك ووكيل مدرستك في بعض أعماله تكسب حبه وتتملك قلبه وتكتسب خبرة فلربما واتتك الفرصة لبعض الأعمال الإدارية فتكون لديك الخبرة المطلوبة .

اعتني بالمدرِّسين الجدد وخذ بأيديهم فهم في حاجة لخبراتك فلا تبخل بها عليهم ولا تنتظر حتى يسألونك ، فبعضهم يمنعه الحياء وبعضهم لا يعرف وجوه التقصير التي ينبغي أن يسأل عنها ، فكن لهم أخاً كريماً وناصحاً أميناً ، وقدوة صالحة .

كن قريباً من طلاب مدرستك وكن لهم الأب الرحيم والأخ القريب والمدرِّس الناصح والصديق الأمين والصَّاحب الوفي فقد يكون لقربك أكبر الأثر في إصلاحهم دينياً وتربوياً .

استراحة :

يقول عليُّ بن أبي طالب :

أيُّ يومي من الموت أفرْ

يــوم لا يقـدر أم يــــوم قـــدرْ

يوم لا يقدر لا أرهبه

ومن المقدور لا ينجو الحذر ْ

زائر

تدريب
تحريري فردي

1- إدارة المهام
والأنشطة اليومية بفعالية :

2- ضع
في الجدول التَّالي أهم عشرة أعمال أو مهام أو أنشطة تمارسها في اليوم
والليلة .

م	العمل أو المهمة أو النشاط	هل هو ضروري		هل يمكن تفويضه للآخرين		هل هناك طريقة أفضل
م	العمل أو المهمة أو النشاط	نعم	لا	نعم	لا	نعم	لا
1
2
3
4
5
6
7
8
9
10

1-
حدد هل تلك
الأعمال أو المهام أو الأنشطة ضرورية أم لا ؟

ثم أبق
الضرورية منها، وأوقف أو احذف أو تخلَّص فوراً من الغير ضرورية

معيار الضرورة .

2- حدد هل يمكن أن يقوم بتلك الأعمال أو المهام أو
الأنشطة أحد غيركتفويض أم لا ؟ ثم أبق ما لا يمكن أن يقوم به إلا أنت ، وأوقف أو
أحذف أو تخلص فوراً بالتفويض من الأخرى التي يمكنك تفويضها

معيار الملائمة
.

3- حدد هل الطريقة أو
الوسيلة التي تؤدي بها تلك الأعمال أو المهام أو الأنشطة هي الأسرع والأكثر فعالية أم لا ؟

ثم
استبدل الطرق والوسائل الأقل فاعلية ، وابحث للأخرى عن طرق ووسائل أكثر سرعة
وفعالية .

معيار
الفاعلية

وقفة
عمل :

" إن
إنتاجية العامل الأمريكي أو الياباني تزيد كثيراً عن إنتاجية العامل في الدول
النامية التي تبلغ في آخر الإحصائيات 36 دقيقة فقط في اليوم
!.

د / طارق سويدان -إدارة الوقت ص :12

(1) رواه الترمذي برقم
: 2115 وقَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ
صَحِيحٌ.

(1) الحضور المبكر

(2) الفسح والاستراحات

(1) لانتظار وتكون بسبب غياب المعلم أو انشغاله
بعمل آخر .

» إدارة الوقت((مفهوم إدارة الوقت 1))
» إدارة الوقت((مفهوم إدارة الوقت 2))
» إدارة الوقت((سابعا الأسباب المعينة على حفظ الوقت ))
» إدارة الوقت((حاجتنا لإدارة الوقت 1 ))
» إدارة الوقت((حاجتنا لإدارة الوقت 2 ))