إدارة الوقت((سابعا الأسباب المعينة على حفظ الوقت ))

زائر

هناك أسباب كثيرة تعين من يحرص على تنظيم وإدارة وقته على حفظ وقته والاستفادة منه يمكن الإشارة إليها على النحو التالي :

1- محاسبة النفس :

فأكثر شخص يمكن أن تحاوره ويحاورك هو نفسك فكلَّما خلا الإنسان مع نفسه يحدثها ويخاطبها وغالباً ما يكون صادقاً مع نفسه لأنَّه لا يخدع نفسه وإن حاول خداع غيره .

ومحاسبة النَّفس من أعظم الوسائل التي تعين المسلم على اغتنام وقته في طاعة الله . وهذا دأب الصالحين وطريق المتقين ، فيجلس كلَّ يوم مع نفسه ولو قليلاً فيستعرض أعماله ويقوم بمراجعة الأوقات التي تمت فيها هذه الأعمال ويقرِّر ما إن كانت مناسبة أم لا ؟

وهل كان بوسعه أن ينجزها أسرع من ذلك أم لا ؟

وعليه فيحاسب المسلم نفسه ويسألها ماذا عمل في يومه الذي انقضى؟

هل ازداد فيه من الحسنات أم ازداد فيه من السيئات؟ .

لقد اقترب من أجله يوماً فهل ازداد فيه عمله ؟

هل هو على حال مستعدٌ فيه للقاء الله تعالى ؟

2- تربية النفس على علو الهمة :

قاوم نفسك واحملها على طاعة الرَّحمن وحذِّرها بل وجنبها معصيته واجعل القيادة بيدك وفق تشريع رب العالمين ولا تجعلها تقودك إلى حيث الشهوات والمعاصي ، وسر بها إلى مكارم الأخلاق ومعالي الأمور ، فمن ربَّى نفسه على التعلُّق بمعالي الأمور والتباعد عن توافهها كان أحرص على اغتنام وقته ، ومن علت همته لم يقنع بالدُّون، وعلى قدر أهل العزم تأتي العزائم :

إذا ما عَلا المرءُ رام العلا ويقنعُ بالدُّونِ من كان دُونَا

3-صحبة الأشخاص المحافظين على أوقاتهم :

فالصَّاحب ساحب والمرء على دين خليله وتوقع الانتفاع من صحبة الصالحين ذوي الهمة العالية والعزيمة الصادقة حتما أكيد وهو دائماً نافع ومفيد وصحبة هؤلاء ومخالطتهم، والحرص على القرب منهم والتأسي بهم، تعين على اغتنام الوقت، وتقوي النفس على استغلال ساعات العمر في طاعة الله، ورحم الله من قال :

إذا كنتَ في قومٍ فصاحِب خِيارَهم ولا تصحبِ الأردى فتردى مع الرَّدِي

عن المرءِ لا تَسَلْ وسَلْ عن قرينـهِ فكـلُّ قرينٍ بالمقارَن يــقتـدِي

4-معرفة حال السَّلف مع الوقت :

دائماً نتأثر بحال من نحب ، وحبنا لسلفنا الصَّالح من الصَّحابة – رضوان الله عليهم – والتابعين وتابعي التابعين ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين يجعلنا نتأثر بهم ونسير على نهجهم فمعرفة أحوالهم وقراءة سيرهم لهو أكبر عون للمسلم على حسن استغلال وقته، فهم خير من أدرك قيمة الوقت وأهمية العمر ، وفي مراجعة سيرهم والاطلاع على أحوالهم سنجد أروع الأمثلة في اغتنام دقائق العمر واستغلال أنفاسه في طاعة الله .

5-تنويع ما يُستغل به الوقت :

النفس بطبيعتها تمل من التِّكرار وتنفر من الرتابة وعدم التجديد وتنوع الأعمال وتغايرها يساعد النفس على استغلال أكبر قدر ممكن من الوقت ، وفي تنظيم الوقت خروج من هذا الملل وهذه الرتابة وذلك بأن تخصِّص لكلِّ عمل قدراً من الوقت وتنوع في أعمالك حتى تتركها وأنت تتشوق للعودة إليها بدلاً من أن تتركها وأنت قد مللت منها .

6-تذكر أن الوقت ما مضى منه لا يعود :

في تذكرك أن كلَّ يوم يمضي ينتقص من أجلك ويقرُّبك للقبر، وكلُّ ساعة تنقضي تعني انقضاء بعض عمرك ، وكلُّ لحظة تمرُّ لا تعوَّض أبداً وليس في الإمكان استعادتها ، وتذكَّر ما قاله الحسن البصري – رحمه الله - :

"ما من يوم يمرُّ على ابن آدم إلا وهو يقول : يا ابن آدم، أنا يوم جديد، وعلى عملك شهيد، وإذا ذهبت عنك لم أرجع إليك، فقدِّم ما شئت تجده بين يديك، وأخِّر ما شئت فلن أعود إليك أبداً" .

تذكُّر ساعة الاحتضار وأنها قريبة جداً منك ويوشك أن تبدأ بعد لحظات ثم يكون الموت ، وعندها يستدبر الإنسان الدنيا ، ويستقبل الآخرة ، ويتمنى لو مُنح مهلة من الزَّمن ، ليصلح فيها ما أفسده ، ويتدارك ما فاته ، ولكن هيهات هيهات ، فقد انتهى زمن العمل وحان زمن الحساب والجزاء .

فتذكُّرك لهذا يجعلك حريصاً على اغتنام وقتك في طاعة الله وطلباً لمرضاته – سبحانه وتعالى – فاحرص على ما ينفعك ويسرُّك أن تراه غداً في صحيفتك يوم لا ينفع مالٌ ولا بنون إلاَّ من أتى الله بقلب سليم .

7-تذكُّر السؤال عن الوقت يوم القيامة :

ما أصعب الوقوف للحساب يوم القيامة والسؤال عن العمر بل عن كلِّ دقيقة مرت عليه في الدُّنيا والمتفكر في ذلك يجد نفسه حريصاً على طاعة ربه واغتنام وقته لأنَّ الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلاَّ أحصاها يقول الله تعالى :

وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِراً وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً{49}[1]

فإنَّ من تذكر هذا وتفكَّر فيه حتماً سيعد للسؤال جواباً .

قال ابن القيم :

"إضاعة الوقت أشد من الموت؛ لأن إضاعة الوقت تقطعك عن الله والدَّار الآخرة، والموت يقطعك عن الدنيا وأهلها" .

وقال السري :

"إن اغتممت بما ينقص من مالك فابكِ على ما ينقص من عمرك" .

8-الابتعاد عن صحبة مضيعي الأوقات :

المرافقة تعني الموافقة ، وبالتَّالي فإذا رافقت وصاحبت شخصاً فأنت على شاكلته ، وعليه فقبل أن تصحبه في حلِّه وترحاله انظر إليه وتابعه واعرف كيف استخدامه للوقت ومدى محافظته عليه ، وبعدها تقرِّر ما إن كان يصلح للصحبة أم لا ؟

واعلم أنَّ مصاحبة الكسالى ومخالطة مضيعي الأوقات ، مهدرة لطاقات الإنسان، مضيعة لأوقاته، مبدِّدة لقدراته .

والمرء يقاس بجليسه وقرينه، ولهذا يقول عبد الله بن مسعود : "اعتبروا الرجل بمن يصاحب، فإنما يصاحب الرجل من هو مثله" .

استراحة :

طلبت إحدى السَّيدات ، وهي في نزع الموت من زوجها فقالت : عشت ما عشت معك من دون أن تشكو مني ، فإذا أردت أن تكافئني بشيء فعدني وعداً صادقاً ، بأن لا تبين مقدار عمري في الخبر الذي ستنشره في الجرائد عند وفاتي .

--------------------------------------------------------------------------------

(1) سورة الكهف الآية رقم : 49

شكرا لكي الموضوع والطرح بسمة
بارك الله فيكي

زائر

شكرا لمرورك اريج

بااارك الله فيك

» إدارة الوقت((كن نموذجاً وقدوة في إدارة الوقت ))
» إدارة الوقت((فوائد تنظيم الوقت ))
» إدارة الوقت((مفهوم إدارة الوقت 1))
» إدارة الوقت((مفهوم إدارة الوقت 2))
» إدارة الوقت((حاجتنا لإدارة الوقت 1 ))