كتاب الطهارة (باب الآنيه)

2- بابُ الآنيةِ

وفيه خَمسَةُ ضوابط :

الضابطُ الأولُ : "يُباحُ استعمالُ كلِّ الآنيةِ إلا الذهبَ والفضةَ" .
لحديث النبى صلى الله عليه وسلم " لا تأكلوا فى آنية الذهب والفضة ولا تشربوا فى صحافها فإنها لكم فى الدنيا ولكم فى الأخرة أى للكفار فى الدنيا ولكم فى الآخرة "
أي للكفار في الدنيا ولكم في الآخرة.
لكن قوله: "يُباحُ استعمالُ كلِّ الآنيةِ" حتى لو كانت آنية أغلى من الذهب والفضة، لأن الذهب والفضة منصوص عليها بالنص، لكن لو آنية أغلى من الذهب والفضة بعض العلماء يدخلها في الإسراف والتبذير، وبعض العلماء يقول: منصوص على الذهب والفضة أما غير الذهب والفضة، فيجوز استعمالها بدون كراهة وهذا هو الراجح وإلا لنهى النبى صلى الله عليه وسلم عن كل إناء ثمين مثلاً، لكنه لم ينهَ عليه الصلاة والسلام.
الضابطُ الثَّاني : "آنيةُ الكفارِ طاهرةٌ ما لم يُعلمْ أنَّهم يستخدمونها في نجاسة" .
آنية الكفار طاهرة، أي أن استعمال الكافر للإناء لا ينجسه، ولمس الكافر للإناء لا ينجسه "ما لم يُعلمْ أنَّهم يستخدمونها في نجاسة": أي مالم تعلم أنهم يأكلون فيها خنزيرًا أو ميتة، فحينئذ ترحضها بالماء قبل أن تستعملها، لأن النبى صلى الله عليه وسلم لما سئل في حديث أبى ثعلبة الخشنى أنه قال: "‏يا رسول الله إنا بأرض ‏ ‏أهل الكتاب ‏ ‏فنطبخ في قدورهم ونشرب في آنيتهم، فقال رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم: ‏ "‏إن لم تجدوا غيرها ‏ ‏فارحضوها ‏ ‏بالماء" ‏"قال ‏ ‏أبو عيسى ‏‏هذا ‏حديث حسن صحيح".
‏ الضابط الثالثُ : "عظمُ الميْتةِ وقرنُها وظُفرُهَا وحَافِرُهَا وَشعرُهَا وَصُوفُها وَرِيشُها طاهرٌ" .
عظم الميته طبعًا هذه المسألة فيها خلاف كبير، ونحن اخترنا فيها كلام شيخ الإسلام – رحمه الله-.
"عظمُ الميْتةِ وقرنُها وظُفرُهَا وحَافِرُهَا وَشعرُهَا وَصُوفُها وَرِيشُها طاهرٌ": لأنها لا تحلها الحياة، ولأن الصحابة كانوا يستخدمون ذلك على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم بدون نكير، كانت مقابض السيوف من العظام، وكانت الأمشاط من العظام، فقد يقول قائل: من قال أن هذه عظام ميتة؟ قد تكون عظام مذكاة، حتى لو كانت مذكاة من ذكاها؟ الجواب: الكفار لأنهم كانوا يستوردون هذه الأشياء، وذبيحة الكافر مذكاة أم ميتة ؟
الجواب: ميتة، ذبيحة الكافر ميتة.
إذًا: هذه العظام وهذه الأمشاط وهذه المقابض التي كانوا استوردوها من الفرس والروم آنذاك فى حكم الميتة، بورغم ذلك لم ينكر الرسول صلى الله عليه وسلم عليهم ذلك.
الفرق بين ذبيحة الكفار وذبيحة الكتابي:
ذبيحة الكتابى : ذبيحتة مذكاة مالم يذكر عليها غير اسم الله.
أما ذبيحة الكفار: كالفرس وعباد النار ونحو ذلك فهي ميتة.
الضابطُ الرَّابعُ : "جميعُ جلودِ المَيْتَاتِ تَطْهُرُ بالدِّباغِ إلا الكلبَ والخِنزِيرَ"
نعم جميع جلود الميتات تطهر بالدباغ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "أيما إهاب دبغ فقد طهر".
لماذا استثنى الكلب والخنزير؟
الجواب: المسألة فيها سبعة أقوال:
ومذهب الشافعي هذا قوي جدًا لان الكلب والخنزير نجاستهما عينيه.
فنجاسة الكلب : لحديث الصحيحين: "إذا ولغ الكلب....".
ونجاسة الخنزير : لقوله تعالى :" قُل لَّا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلَىٰ طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلَّا أَن يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَمًا مَّسْفُوحًا أَوْ لَحْمَ خِنزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ" "الأنعام/ 145"، هذه نجاسة عينيه لا تطهر لا بدباغ ولا بغسل ولا غيره.
الضابطُ الخامسُ : "يُسَنُ تغطيةُ الآنيةِ وإيكاءُ الأسقيةِ وإغلاقُ الأبوابِ وذكرُ اسمُ اللهِ عليها عند النَّومِ".
هذا أدب جميل ينبغى أن نعلمه لبناتنا ونسائنا ونتعلمه نحن أيضًا قبل النوم تنظر فى المطبخ أى إناء مفتوح تغطيه وتذكر اسم الله عز وجل، لأن النبى صلى الله عليه وسلم أمر بذلك وبين أن هناك ليلة فى السنة ينزل داء من السماء "أي مرض" من السماء لا يصادف إناءًا مفتوح إلا نزل فيه.
اسمع نص الحديث فيما رواه مسلم فى صحيحه : عن جابر رضى الله عنه أن النبى صلى الله عليه وسلم قال: "غطوا الإناء وأوكوا السقاء فإن فى السنة ليلة ينزل فيها وباء لا يمر بإناء ليس عليه غطاء أو سقاء ليس عليه وكاء إلا نزل فيه من ذلك الوباء ".
الوكاء : رباط فم القربة، والغطاء معروف.

شرح كتاب بداية المتفقه

الشيخ وحيد عبد السلام بالي

__________

» كتاب الطهارة(باب المياه)
» بداية المتفقه(كتاب الطهارة)
» فتاوى الطهارة(((الطهارة من بول الطفل)))
» تحميل كتاب
» *** النظر في كتاب الله ***