shaban الإدارة
عدد المساهمات : 17315 نقاط : 26579 تاريخ التسجيل : 20/11/2011 العمر : 45
| موضوع: أطفالنا - ( الاطفال والغضب الطبيعي) الأربعاء 25 يناير 2012, 2:41 pm | |
| الغضب الطبيعي
الأم: مهلًا، مهلًا، لماذا هذا التشاجر؟! هو الذي ضربني أولًا! لا بل هو الذي بدأ! هو الذي نزع اللعبة مني! لا بل هو الذي لا يريد أن يعطيني اللعبة! الأم وهي تصرخ: كفى, كفى, لقد تعبت من هذا الصداع. هات اللعبة, لا أنت، ولا أنت؛ حتى تتعلما ألا يضرب أحد منكما الآخر!
عزيزي المربي:
الأم في هذا الموقف تقول: أبنائي عدوانيون. ونحن نقول لها: مهلًا، أيتها الأم الطيبة! ومن قال لكِ أن هذا هو العدوان؟! يبدو أنك لم تعرفي العدوان على صورته الحقيقية! فستقول لك: انظر كيف يضرب الأولاد بعضهم بعضًا؟! ولكن الإجابة تأتي وافية شافية: الأول ضرب الثاني لأنه نزع منه اللعبة, والثاني ضرب الأول لأنه يأبى أن يعطيه اللعبة, فهذا غضِب وله الحق أن يغضَب, والثاني أيضًا غضِب وله الحق هو الآخر أن يغضَب. إن الحق مع الجميع، الكل لابد أن يغضب في مثل هذا الموقف.
تعريف الغضب:
(إن الغضب حالة نفسية وظاهرة انفعالية يحس بها الطفل في الأيام الأولى من حياته, وتصحبه في جميع مراحل العمر إلى الممات. وما دامت ظاهرة الغضب خُلُقًا متأصلًا في الإنسان منذ ولادته، فمن الخطأ أن نعد الغضب من الظواهر المستقبحة والحالات الانفعالية السيئة؛ لأن الله سبحانه لما خلق الإنسان وركِّب فيه الغرائز والميول والمشاعر، كان ذلك لحكمة بالغة ومصلحة اجتماعية ظاهرة. فمن فوائد الغضب, المحافظة على النفس، والمحافظة على الدين، والمحافظة على العرض، والمحافظة على الوطن الإسلامي من كيد المعتدين ومؤامرات المستعمرين. ولولا هذه الظاهرة التي أودعها الله في الإنسان لما ثار المسلم وغضب إذا انتهكت محارم الله، أو امتهن دينه، أو أراد عدو أن يغتضب أرضه ويستولي على بلاده، وهذا لاشك من الغضب المحمود الذي كان مصاحبًا لفعله عليه الصلاة والسلام في بعض الحالات، منها: 1.وتقول عائشة رضي الله عنها: (ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئًا قط بيده, ولا امرأة ولا خادمًا إلا أن يجاهد في سبيل الله, وما نيل منه شىء قط فينتقم من صاحبه، إلا أن ينتهك شىء من محارم الله فينتقم لله عز وجل) [رواه مسلم]. (وإن كان كثير من علماء الاجتماع والتربية عدوا الغضب من الرذائل الممقوته والعادات المذمومه؛ فإنما يقصدون الغضب المذموم الذي يؤدي إلى أسوأ الآثار وأوخم العواقب, وذلك حين الانفعال والغضب من أجل المصالح الشخصية والبواعث الأنانية, ولا يخفى ما في هذا الغضب من تمزيق للوحدة, وتصديع للجماعة, واستئصال لمعاني الأخوة والمحبة والصفاء في ربوع المجتمع)[تربية الأولاد في الإسلام, عبد الله ناصح علوان, (1/266-268)].
أخي المربي، عجبًا لطفل لا يغضب!
هناك حقيقة لابد أن تستقر في عقولنا ونحن نربي أبناءنا؛ وهي أننا نربي في مجال واحد، وهو مجال الكمال البشري الذي لم يبلغه إلا فرد واحد وهو محمد صلى الله عليه وسلم, فلابد أن نكون واقعيين ومنطقيين ونحن نربي أبناءنا، فنحن لا ننشد المثالية، ولكننا نسعى نحو التميز في ميدان الواقعية، ذلك لأننا بشر ونربي بشرًا، ولسنا ملائكة، ولا نربي بالجملة ملائكة. وبالتالي فنحن عندما نعالج العدوانية عند الأطفال، لا ننشد طفلًا لا يملك من العدوانية واحدًا بالمائة، بل لابد أن نكون معترفين أن هناك قدرًا من العدوانية موجود فينا قبل أن يكون في أبنائنا، إنه الغضب الذي يُقوِّمه الشرع ويحدده ويوجهه فيما يُرضي الله ورسوله، وتُعلِّمنا كذلك السنة المطهرة ألا نغضب، وأن نملك نفسنا عند الغضب؛ فعن أبي هريرة t: أن رجلًا قال للنَّبي صلى الله عليه وسلم: أوصني، قال: (لا تغضب)، فردد مرارًا، قال: (لا تغضب) [رواه البخاري]. وقوله أيضًا صلى الله عليه وسلم: (ليس الشديد بالصرعة، ولكن الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب) [متفق عليه]. فوضح القرآن الكريم، وبيَّنت السنة المطهرة، أن هناك قدر من الغضب جُبلت عليه النفوس, ولكن يأتي دور التزكية بعد ذلك في إنفاذ هذا الغضب في طاعة الله, وكبت النفس عن الغضب طاعة لله أيضًا. فنحن لا نقصد عندما نقول الغضب الطبيعي أنه مباح، أو أنه لا يستدعي توجيهًا من الآباء تجاه الأبناء، لا بل ما نقصده أن هذا الغضب الذي يحتاج إلى تقويم وتوجيه ويتغير ويسكن بهذا التوجيه وهذه التربية, ليس بالكافي لكي نصف به طفلنا بالعدوانية. فعجبًا والله لطفل لا يغضب! بل وعجبًا أيضًا لإنسان لا يغضب؟!
إن الطفل الذي لا يغضب إطلاقًا لا يمكن اعتباره سويًّا:
فلا يُعد الغضب سلوكًا انفعاليًا يجب أن نتعلم كيف نوجهه ونرشده فحسب, بل يُعد أيضًا مفتاحًا تربويًّا للتعرف على الأطفال الأسوياء من غيرهم, ومن اكتمل نضجهم ونموهم، ممن لم يكتمل ذلك لديهم بعد, ولذلك يقول الدكتور حاتم محمد آدم: (إن الغضب إذا كان متناسبًا مع المثيرات التي تولده كان ذلك رد فعل طبيعي, فالطفل الذي لا يغضب إطلاقًا لا يمكن اعتباره سويًا. والثورة العنيفة لكل سبب مسألة يجب توجيه الطفل إلى تلافيها, مع ملاحظة أن الغضب الذي يتم كفُّه يومًا بعد يوم خوفًا من العقاب لابد أن يتراكم ويشتد حتى يصل إلى الانفجار في صورة عدوانية تدميرية) [الصحة النفسية للطفل، د.حاتم محمد آدم، ص(99)]. (أما الطفل الذي لا يستطيع التعبير عن غضبه، فليست لديه حدود, وسيعامله الجميع بطريقة لا تحافظ على مشاعره, كما أنه سيكون أقل احتمالًا لأن يقول "لا" لضغط أقرانه كلما تقدم به العمر, كما أن لكبت الغضب عواقب سلبية أخرى, فقد سأل مستشار نفسي ذات مرة مجموعة من الأطفال عما يحدث عندما يتم التعبير عن الغضب: المستشار: هل تُفرِّغون شحنة الغضب في الفضاء؟ الأطفال: لا المستشار: إذًا أين تذهب شحنة الغضب؟ الأطفال: إنها تذهب داخلك. المستشار: وماذا إذا لم تُعبِّر عن الغضب عندما تشعر به؟ الأطفال: سيرتكب الفرد شيئًا غبيًا أو فقط يشعر بالسوء)[قوة الحديث الإيجابي، دوجلاس بلوك، ص(195- 196)].
ظاهرة طبيعية:
إن الغضب والعناد والميل إلى التشاجر ظواهر طبيعية تعرض للطفل فيما بين 6 شهور إلى الثلاث سنوات الأولى من حياة الطفل, وتعد سلوكًا عاديًّا في تلك المرحلة، قد تدفع الطفل إلى ضرب الأرض بقدميه أو الرفس أو القفز أو الضرب أو الإرتماء على الأرض أو البكاء أو الصراخ أو العض, وقد يصحب تلك النوبات من الغضب تَصلُّب أعضاء الجسم، وتوتر شديد, وغالبًا تظهر تلك الأعراض بشكل طبيعي. ولذلك يرى البعض أن الغضب ميل فطري طبيعي عند الأطفال دون الخامسة, وهو ظاهرة صحية لا تثير القلق في تلك السن, وقد تكون تلك الأعراض في مجموعها محاولات لتأكيد الذات، ومظهر من مظاهر النمو النفسي يُحقِّق به الطفل لذاته مكانة اجتماعية بين أفراد الأسرة لتعترف به. (وواجب الأسرة في تلك المرحلة يتركز على مساعدة الطفل، وتدريبه على ضبط انفعال الغضب, والسيطرة عليه حتى نَحُوْل بينه وبين التعود على التعبير عن الغضب بانفعالات مبالغ فيها قد تتطور؛ لتصبح نمطًا سلوكيًّا في المستقبل, فموقفنا هنا هو موقف التعاطف مع الطفل والتوجيه, ولا يمكن بحال أن يكون هدف المربي استئصال الغضب لدى الطفل) [عدوان الأطفال, محمد علي قطب ووفاء محمد عبد الجواد, ص(17-19)].
ومن هنا كانت غريزة المقاتلة الناتجة عن استثارة الغضب ليست عدوانًا:
فمن الثابت بالملاحظة التجريبية أن انفعال الغضب هو أحد الاستعدادات العصبية الفطرية النفسية، التي تولد مع الإنسان والحيوان؛ فالإنسان صغيرًا كان أم كبيرًا يغضب في حالات معينة, وكذلك يفعل الحيوان عندما يوجد في موقف يستثير انفعال الغضب, فوجود تَحوُّل بين الإنسان وتحقيق غرضه في الإشباع أو الارتياح يستثير غضبه, وعندما يستثار الغضب تكون المقاتلة هي الأسلوب التلقائي للتعبير عن الغضب, وتتضمن المقاتلة توجيه سائر قوى الفرد لإزالة العقبات التي تعترضه للقضاء عليها. وإلى هذا الحد فإننا لا نستطيع أن نصف سلوك المقاتلة بالعدوان؛ لأنه سلوك تلقائي نابع من ميل فطري لتحقيق حاجة من حاجات الإنسان, وموجه للتغلب على عقبة وضعتها البيئة المحيطة, وعلى هذا فإننا وإن كنا نولد ولدينا ميل فطري للمقاتلة، فشتان بين الميل للمقاتلة والعدوان. إننا يمكن أن نتعلم بفضل التنشئة الاجتماعية السليمة، أن نغضب ونقاتل من أجل الحق إذا ما حاول أحد إنكاره, ويمكننا أن نغضب ونقاتل من أجل العمل بالأخلاق الحميدة كنصرة المظلوم مثلًا. فينبغي أن نميز بين السلوك الذي يقوم فيه الناشئ بالشجار أو المقاتلة دفاعًا عن النفس، وبين السلوك الذي يقوم فيه بالعدوان, فمن الطبيعي أن تعترض الطفل في حياته مواقف يفرض فيها عليه أن يقاتل دفاعًا عن نفسه, أو درءًا لعدوان الآخرين عليه, أو للقضاء على خصم أو للتخلص من شر يتهدده, وهذه كلها مواقف طبيعية في حياة الإنسان لا توصف بالعدوان. (والملاحظ أن تلك المواقف تستثير في الإنسان انفعال الغضب, فهو يغضب إذا أُهين أو اعتدي على ممتلكاته, أو رأى منكرًا يُرتكب أمامه, والغضب والعطاء والميل إلى التشاجر يعد سلوكًا عاديًّا عند الأطفال في مرحلة الطفولة الأولى, لكن تلك الأعراض عندما تلازم الطفل لسن متقدمة بصورة عنيفة، فإنها تكون عرضًا لسوء التكيُّف، وفي دراسة أجريت على 239 طفلًا بين سن الثانية وسن السابعة، وُجد أن: 28.9% من هؤلاء الأطفال يعانون من سرعة الاستثارة والضجر. 15.7% كانوا يعانون من القسوة والعدوان. 11.3% كانو يعانون من كثرة العناد والسلوك الطفلي, وكلما اتجهت الأعراض إلى الثبات فيما بعد سن الخامسة، كانت مؤشرًا على احتمال وجود المشكلات السلوكية لدى الناشئ) [عدوان الأطفال, محمد علي قطب ووفاء محمد عبد الجواد, ص(20)].
ورقة عمل:
ـ يجب على المربي أن يربي ولده على الغضب المحمود، أن يتعلم الطفل ألا يغضب لأتفه الأسباب. ـ احذر أخي الوالد/ أختي الأم أن تقابل غضب ولدك بغضب مثله، فالخطأ لا ينصلح بخطأ مثله.
المصادر: ضع النص هنا
· عدوان الأطفال, محمد علي قطب ووفاء محمد عبد الجواد. · تربية الأولاد في الإسلام, عبد الله ناصح علوان. · قوة الحديث الإيجابي، دوجلاس بلوك. · الصحة النفسية للطفل، حاتم محمد آدم. بقلم : عمر السبع
| |
|
زائر زائر
| موضوع: رد: أطفالنا - ( الاطفال والغضب الطبيعي) الأربعاء 25 يناير 2012, 6:22 pm | |
| |
|
shaban الإدارة
عدد المساهمات : 17315 نقاط : 26579 تاريخ التسجيل : 20/11/2011 العمر : 45
| موضوع: رد: أطفالنا - ( الاطفال والغضب الطبيعي) الأربعاء 25 يناير 2012, 9:23 pm | |
| شكرا لمرورك نهاد
وبارك الله فيك | |
|
???? زائر
| موضوع: رد: أطفالنا - ( الاطفال والغضب الطبيعي) الجمعة 27 يناير 2012, 3:59 am | |
| |
|
shaban الإدارة
عدد المساهمات : 17315 نقاط : 26579 تاريخ التسجيل : 20/11/2011 العمر : 45
| موضوع: رد: أطفالنا - ( الاطفال والغضب الطبيعي) الجمعة 27 يناير 2012, 9:56 pm | |
| شكرا لمرورك بسمة
وبارك الله فيك | |
|