منتديات بهجة النفوس الاسلامية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدي اسلامي على مذهب اهل السنة والجماعه
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

  الخطاب التربوي الاسلامي - ( نحو تجديد الخطاب التربوي(3))

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
shaban
الإدارة
الإدارة
shaban


عدد المساهمات : 17315
نقاط : 26579
تاريخ التسجيل : 20/11/2011
العمر : 45

 الخطاب التربوي الاسلامي - ( نحو تجديد الخطاب التربوي(3)) Empty
مُساهمةموضوع: الخطاب التربوي الاسلامي - ( نحو تجديد الخطاب التربوي(3))    الخطاب التربوي الاسلامي - ( نحو تجديد الخطاب التربوي(3)) I_icon_minitimeالسبت 25 فبراير 2012, 4:11 pm

تابــــــــــع نحو تجديد الخطاب التربوي

مهام ومجالات التجديد:

خامساً: ومن المهام المنوطة «بالخطاب التربوي الإسلامي» توجيه الفكر التربوي والعمل التعليمي نحو أن تستهدف التربية الإسلامية «العمران البشري»، وهو المعادل لعملية النهوض الحضاري أو التنمية البشرية في مصطلحات العصر الجارية.


وهنا نجد أن النموذج الحضاري الإسلامي يجعل أهداف الإنتاج والاقتصاد في خدمة الأهداف الأشمل للمجتمع وفق قواعد الاستخلاف كما حددها الشرع، وهي لا تغالي بالتالي في وزن الأمور الاقتصادية على نحو ما فعل أهل الغرب، وعلى هذا فإنه إذا كان الإتقان في صناعة السلع المادية أمراً مطلوباً وإنجازاً محموداً، فإن الإتقان في تربية ذرية صالحة يعتبر عندنا أولى بالطلب والحمد، ولكن أهل الغرب لا يرون ذلك، فهذه العملية لا تُقوم عندهم بنقود ولا تدخل في حساباتهم القومية المعتمدة لديهم، ولا يعتبر الجهد المبذول فيها من معايير التقدم. ويتفرع عن هذا أنه لا حرج عند أتباع النموذج الغربي من خروج المرأة للعمل خارج المنـزل (من غير حاجة ملحة تدعو إلى ذلك)، حتى إذا كان على حساب إنجاب الأطفال وإدارة شؤون الأسرة، طالما أن العمل في المنشآت خارج المنـزل سوف يزيد حساباتهم للناتج القومي.

ونحن نؤمن بأن دعم الأسرة وتنشئة أجيال جديدة مؤمنة ومجاهدة يأتي قبل إنتاج مزيد من الأحذية والأقمشة.. وحتى بمعايير هذا الإنتاج الاقتصادي والسلعي فإن تنشـئة أجيال جـديدة مؤمنة وتربيتها على المجاهدة والنظام - وهي مهمة تعجز عنها المدارس وحدها - يزيد الطاقة الإنتاجية وبمعدلات مستمرة مطردة.. وإهمال التربية للأجيال الجديدة، والأثر السلبي لذلك على العملية الإنتاجية لا يحتاج إلى إثبات.

ولا ينبغي أن يعني هذا بأي حال من الأحوال انقاصاً من دور المرأة، بل هو تنظيم لقدراتها ولدورها في إطار مفهوم أرحب لما يعنيه الإنتاج، ذلك أننا لا نحصر معنى الإنتاج بالمصانع وما أشبه خارج المنـزل، فالعمل داخل المنـزل هو في كثير من الأحيان أكثر إنتاجية وأكثر بركة من المنظور الاجتماعي، بل ومن المنظـور الاقتصـادي أيضاً، وفي كل الأحوال، فإننا لا نغلق باب العمل خارج المنـزل أمام أصحاب الكفاءات الخاصة من النساء، أو أمام من تتطلب حاجات المجتمع جهدهن، وكذلك لا نقف في وجه من تفضلن هذا النوع من العمل لسبب أو لآخر، ما نعارضه هو ازدراء المتغربين لدور المرأة في العمل داخل المنـزل، واعتبار ذلك نوعاً من التخلف وتبديد الطاقات والكفاءات، مع أن حكمة الله عز وجل قضت بأن تتمتع غالبية النساء بالقدرات التي تؤهلهن لهذا الدور، وكان هذا الدور خلف ازدهار الحضارة والتقدم الاجتماعي.

وإذا كانت هناك أحـاديث نبوية في مدح الزهـد في الدنيا، فإن هذا لا يعني مدح الفقر، فإن الزهد يقتضي ملك شيء يزهد فيه، فالزاهد حقاً، من ملك الدنيا فجعلها في يده ولم يجعلها في قلبه، بل إن الإسلام يجعل الغنى نعمة يمتن بها الله، ويطالب بشكرها، ويجعل الفقر مشكلة، بل مصيبة يستعاذ بالله منها، ويضع مختلف الوسائل لعلاجها، ذلك لأن الفقر خطر على أمن المجتمع وسـلامته واسـتقرار أوضاعه، وفي ذلك روي عن أبى ذر قوله: «عجبت لمن لا يجد القوت في بيته، كيف لا يخرج على الناس شاهراً سيفه»؟ وقد يصبر المرء إذا كان الفقر ناشئاً عن قلة الموارد وكثرة الناس، أما إذا نشأ عن سوء توزيع الثروة وبغي بعض الناس على بعض، وترف أقلية المجتمع على حساب الأكثرية، فهذا هو الفقر الذي يثير النفوس، ويحدث الفتن والاضطراب، ويقوض أركان المحبة والإخاء بين الناس.

وما دام في المجتمع أكواخ وقصور، وسفوح وقمم، وتخمة وفقر دم، فإن الحقد والبغضاء يوقدان في القلوب ناراً تأكل الأخضر واليابس، وستتسع الشقة بين المترفين والمحرومين، ومن هنا تتخذ المبادئ المضللة والأفكار المنحرفة أوكارها بين ضحايا الفقر والحرمان والضياع. كذلك فإن الفقر خطر أيضاً على سيادة الأمة وحريتها واستقلالها، فالبائس المحتاج لا يجد في صدره حماسة للدفـاع عن وطنه والذود عن حرمـات أمـته، فإن وطنه لم يطعمه من جوع ولم يؤمنه من خوف، وأمته لم تمد إليه يد العون لتنتشله من وهدة الشقاء.

ومن البديهي أنه لا إعمـار ولا إنتاج بغير علم، وكلما زاد نصيب الفرد أو الجماعة من العلم، ومن استغلال حقائق العلم ومدلولاته ومكتشفاته ومخترعاته، كلما تضاعف الإنتاج وتكاثر في شتى المجالات، فاغتنى الفرد واغتنت الجماعة، فحيث وجد العلم وجدت الثروة، وقد خطت البشرية خطوات واسعـة، كان العلم مقياساً لكل خطوة تخطوها، وكان كل توقف في حياتها، أو تخلف في سيرها، أساسه الجهل والظلام والحاجة.

وعلى هذا كان العلم في تطوره تسجيلاً لتطور الإنسانية نحو القوة والحضارة، وحيث انطفأ مصباح العلم انتقلت الثروة إلى الغرب، الذي انكب على مجالات العلم المختلفة يغترف منها بأقصى ما يستطيع من قدرة، وليس ذلك لأن الشرق فقد موارده، وأن الغرب قد اكتشف لنفسه موارد جديدة لم تكن له من قبل، فقد بقيت الموارد كما كانت من قبل في الشرق وفي الغرب، وإنما جهل الشرق موارده وينابيع ثروته، فكم في باطن التربة الشرقية، وعلى سطحها، من كنوز وثروات وجواهر، ولكن وباء الجهل حجبها عن أبصار أبناء الشرق، فإذا علموا أمرها، حال بينهم الجهل وبين طرق استغلالها، فإذا استغلوها حال بينهم وبين طريق تصريفها في الأسواق وبيعها، ومن هنا ليس أمامنا سوى العلم، هادياً ومرشداً ومخرجاً من الفقر والفاقة إلى الثروة والكفاية والتنمية.

ويحرص الإسلام على تكامل النظرة في التنمية وشمولها، فحتى في مجال التنمية الاقتصادية التي قد ينصرف مفهومها إلى النواحي المادية وحدها، نجد تربية الإسلام تبرز تلك العروة الوثقى بين القيم الاقتصادية والأخلاقية، وهذا ما يتبدى لنا في ذلك الموقف الذي نرى فيه رسول الله e يعطينا في قضية المتسول الذي أتى يسأل عن «لقمة عيش»، كان من «حقه» أن يأخذها من المجتمع بنص من القرآن الكريم في الزكاة، وكان النبي e أدرى الناس بتطبيقه، كما كان e أجود من الرياح السخية في الربيع لتقديم هذه اللقمة لمسكين جاء يطلبها، ولكن أعمال النبي e تشريع أو عبرة لأمته، فأشار على من حوله من الصحابة بأن يجهزوا هذا الفقير ليحتطب، وأشار على الرجل بأن يحتطب ليأكل من عمل يده.

فإذا حللنا هذه القصـة من حيث أبعادها الخلقية نرى كيف يحل الرسولe أزمة اجتماعية تعرض عليه صـورة متسـول من المساكين، فيفضل e حلها في نطاق «الواجب» على «الحق»، أو إذا قدرنا الأبعاد الاقتصادية فإننا نراه e يفضل الحل في نطاق «الإنتاج».

سادساً: ومن مهام «الخطاب التربوي الإسلامي» الدعوة إلى غرس قيم ومبادئ ومقومات الحرية وممارستها، على مستوى الفكر والتطبيق، ذلك أن المنفعة الاجتماعية إذا كانت تقتضي أن تلتزم الدولة العدل في توزيع العدل، في توزيع المسؤولية، وإذا حملت الدولة وحدها تبعات المجتمع ومسؤوليات مصيره، فإنها، على الرغم مما ستبذله من جهد وتضحية، تكون قد أخلَّت بمقتضيات العدل والنفع الاجتماعي. وإذا كانت الدولة، لكي تباشر مسؤولياتها تفكر في حرية وتعلن رأيها في حرية، وتقول في أمن، فإن المجتمع، لكي يباشر مسؤولياته لابد أن يظفر بالفرصة نفسها فيفكر حراً، ويقول رأيه وكلمته في غير خوف ورهبة.


وإذا كانت الحرية بمثل هذه الضرورة بالنسبة للمجتمع عامة، فإنها أكثر ضرورة بالنسبة لمجتمع العلماء، فالعلم الذي يتم بحثه والتفكير في مسائله في ظل إرهاب السلطة وتدخل الدولة، ثمراته فقيرة، بطيئ النمو، فالحرية بالنسبة للباحثين والمعلمين والمتعلمين تكاد أن تكون شرط حياة.

ومما لا شك فيه أن حركة التقدم على مستوى العالم، إذا كانت قد أنجزت ما لا حصر له من نظريات علمية واجتماعية وأجهزة ومعدات تكنولوجية، فإن مما لا يقل عن ذلك أهمية حقاً، هو هذا الزخم الواضح حديثاً وتنظيراً وسعياً نحو ممارسة الديموقراطية، وحق الإنسان في أن يفكر حراً، وبالتالي، فإن لنا أن نمسك بما نجد في موروثنا التربوي من أفكار ودعوات وممارسات على طريق الحرية والتحرر والتحرير.

لكننا في الوقت الذي نثبت فيه آيات ونماذج لكتابات تؤكد على حرية المتعلم، وحث المعلـم على أن يمـكن المتعلم ويدربه على حرية التفكير، فلا ينبغي أن نغض الطرف عن صور ونماذج أخرى سارت على العكس من ذلك، فكم من مفكرين وعلماء سلسلوا بالقيود ورموا في غياهب السجون، ونالوا من العذاب ما لا يكاد يصدقه عقل، ويكفي الإشـارة هنا إلى محنة ابن حنبل، لا لشيء إلا لأنه رفض أن يتبنى الرأي الذي تبناه المأمون، خليفة المسلمين ورئيس الدولـة، ويكفي أن نشير أيضاً إلى ما تم بالنسبة لكتب ابن رشد… إلى غير هذا وذاك من أمثلة سلبية.

لكن هذا البحر، عندما نغوص فيه بحثاً عما هو ثمين، نجد أنه في الوقت الذي يمكن أن يكون فيه حافلاً بما هو ثمين من لآلئ، وكائنات حية تفيد، فهو أيضا يحوي في أعماقه ما هو عكس ذلك، فهل يدفعنا الصنف الأخير أن ننصرف عن الغوص في أعماق البحر بحثاً عما هو ثمين ومفيد ؟

لقد كان نظام التعليم في الدول الإسلامية كلها يتيح الفرصة لكل طالب أن يجلـس إلى من يريد أن يتعـلم على يديه، العـلم الذي يريد، ولم يكن هذا النظام يعرف ما هو سائد اليوم من حيث تقرير مقررات بعينها على الطالب يتحـتم عليه دراسـتها في وقت معين على يد معلم بعينه، وما نظام الساعات المعتمدة إلا صورة عصرية متقدمة لهذا الذي كان.

ومن هنا نجد دعوات في موروثنا التربوي تنصح الطالب بأن يتوقف طويلاً قبل أن يختار المعلم الذي يدرس على يديه، فهذا هو «الزرنوجي» ينصح طالبه بألا يتعجل في الاختلاف إلى الأئمة، وأن يمكث شهرين حتى يتأمل ويختار أستاذاً، فإذا ذهب إلى عالم وبدأ بالسبق عنده، فلربما لم يعجبه درسه فيتركه وذهب إلى آخر، فلا يبارك له الله في التعلم. فإذا تأمل واختار، فعليه أن يثبت ويصبر على الأستاذ المختار.

ولهذا كان الطلبة عندما يأتون إلى المدن يقضون فترة قد تقصر أو تطول بحسب الأحوال، ينتقلون فيها بين الحلقات العلمية، يستمعون إلى الشيوخ في دروسهم، ويقارنون بينهم، ويفحصون على الطبيعة أو في جو العمل وعلى أرض الواقع، كفاءات الأساتذة وطرائق تعليمهم، وبلاغة تعليقاتهم. وقد تكون نية أحدهم في انتقاله من بلده أن يرحل للقاء شيخ معين يتلقى على يديه، فإذا به يجد من هو أكفأ في نظره، أو من هو أشد جذباً له من غيره من الأساتذة فينصرف عن الأول ويلتحق عند الثاني، ويكون للأستاذ في شخصيته وعلمه العامل الأول في اختيار الطالب لمادته التي يدرسها.

وهاجم الشوكاني «التعصب» و«التقليد»، وهما آفتان خطيرتان على حياة الحرية. لقد كان الرجل يدعو إلى العقيدة السلفية في بساطتها أيام رسول الله e، ويدعو إلى الاجتهاد ونبذ التقليد، وذلك بأخذ الأدلة الشرعية من مواطنها، من الكتاب والسنة، بحيث يفترض المرء نفسه موجوداً في زمن النبـوة، وعند نزول الوحـي، وإن كان في آخر الزمـان، وكأنه لم يسبقه عالم، ولا تقدمه مجتهد، فإن الخطابات الشرعية تتناوله كما تناولت الصحابة من غير فرق.. إن الأقوام متساوية، ليس لواحد منهم أن يدعي أنه غير متعبد بما تعبد به الله عباده، أو خارج عن التكليف، أو أنه غير محكوم عليه بأحكام الشرع، ومطلوب منه ما طلبه الله من عباده من سائر الناس، وليس لواحد أن يرتقي إلى درجة التشريع، وإثبات الأحكام الشرعية، وتكليف العباد بما يصدر عنه من رأي، إلا فيما فوضه إلى رسله.

ثم يوجه الشوكاني خطابه إلى طالب المعرفة بأن أهم ما يجب عليه أن يكون منصفاً لا أن يكون متعصباً في شيء من هذه الشريعة، فلا يمحق بركتها بالتعصب لعالم من علماء الإسلام، ذلك أن هذا العالم وإن فضله بنوع من أنواع العلـم، فهو لم يخرج بذلك عن كونه محكوماً عليه، متعبداً بما هو متعبد به، فضلاً عن أن يرتفع عن هذه الدرجة إلى درجة أن يكون رأيه فيها حجة على العباد واجتهاده لديها لازماً لهم.

وكان العلماء يشجعون طلبتهم على المناقشة والمناظرة، ويوجبون عليهم التمرن عليها، وكان الطالب يخالف أستاذه في الرأي أحياناً، مع مراعاة التأدب والاحترام.

ورأى «الزرنوجي» أن قضاء ساعة واحدة في المناقشة والمناظرة أجدى على المتعلم من مكث شهر كامل في الحفظ والتكرار.

وقد كان للعناية بالمناقشة والمناظرة والحوار بالأسئلة والأجوبة أثر حيوي كبير في طالب العلم، جعله يشترك في أن يعلم نفسه بنفسه، ويعتاد حسن التفكير، وجودة التعبير، والقدرة على النقد، والقوة في الإقناع، والاعتماد على النفس، وحرية التفكير.

سابعاً: ومما يجب أن يعنى به «الخطاب التربوي الإسلامي»، الحرص على أن تحل منظومـة القيم محل القلب من العمل التربوي، فإذا كان الدين - وفقاً للخطاب النبوي - هو المعاملة، فإن المعاملة «سلوك» بمواصفات بعينها ومعايير محددة.


وعندما يكون مناط الأمر هو السلوك، فإن ما يؤكده علماء النفس والتربية والفلسفة والاجتماع أن السلوك إنما يتحرك بمنظومة من القيم.

وإذا كان للقيم مضمونها الفكري، إلا أن لحمتها وسداها مما يعتمد على الوجدان والعاطفة.

لقد حسب فلاسفة منذ سقراط في بلاد الإغريق، أن العلم فضيلة، وأن المعرفة وحدها تكفي لتحسين الأخلاق وتحقيق القيم وتقدم المجتمع، ولكن المشاهدة والبحث حملاً باحثين معاصرين على العناية بالعواطف والميول، بل والغرائز، وصاروا إلى اعتبارها العنصر الأكثر فطرية والأعظم تأثيراً، حتى أن منهم من أحل الذكاء منـزلة ثانوية بالإضافة إليها.

ويبقى من الثابت أن لاضطراب الحياة العاطفية أو شذوذها عقابيل وخيمة كما أن بعض المتميزين بالذكاء والموهبة لا ينتجون ما هم به جديرون لضآلة حساسيتهم، على نقيض الأبطال والمصلحين وكبار الرواد المتميزين بقوة عواطفهم وخصبها. إن العلماء العباقرة ليسوا باردين حقاً كما يبدو من أمرهم في الوهلة الأولى، ذلك أنهم لا يشاطرون عامة الناس أذواقهم، أو أنهم يعيشون جانحين إلى الصمت والتأمل، وهم يتمتعون بحساسية شديدة جداً هي حساسية حب الحقيقة وكل ما يتصل بجمالها القيمي.

والقيم الأخلاقية في التربية الإسلامية، بالإضافة إلى قيامها بدور الموجه والضابط، فهي تقوم بالنسبة لمجمل الأمة بدور الرابط، والجامع، والموحد، هذه الروح الخلقية منحة من السماء إلى الأرض تأتيها مع نزول الأديان عندما تولد الحضـارات، ومهمتها في المجتمع ربط الأفراد بعضهم ببعض، كما يشير إلى ذلك القرآن الكريم في قوله تعالى: ((... وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِى ٱلاْرْضِ جَمِيعاً مَّا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَـٰكِنَّ ٱللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ )) (الأنفال:63).

ومن الأمور الأساسية للقيم هو التمييز بين نوعي التعلم: التعلم للصيانة، والتعلم المجـدد، فمن شـأن التعلم للصيانة أن يتجاهل القيم التي لا تكون جزءاً لا يتجزأ من البنية الاجتماعية والسياسية المطلوب صيانتها، وأن تجعل قيمها الذاتية قيماً ضمنية غير مكشوفة. ومع ذلك فإن التشدد والتوتر الناتجين عن الضغط للاختيار من بين مجموعة من القيم هو الذي يساعد على ظهور التعلم المجدد، وهذه يمكن أن تكون عملية لها وضوحها وبروزها واستثارتها، وهي عملية لابد أن تكون قد مارسها كل فرد، فحين تقوم التحديات في وجه ما عنده من قيم، فإن عملية التعلم تدب فيها الحياة، ومن هذه الوجهة يمكن القول: بأن القيم هي «إنزيمات» عملية التعلم المجدد.

وقد حرص الباحثون في قضية القيم على تصنيفها، وظهرت اجتهادات متعددة، لكن الكثير منها يتشابه بعضه مع بعض، ولكن هناك من اجتهدوا حديثاً من علماء المسلمين ليؤسسوا تصنيفاً جديداً: فهناك القيم التأسيسية الحاكمة، وتشير إلى التوحيد، والتزكية، والعمران، على تفاعل فيما بينها. ويرتبط بها القيم الوسيطة الناظمة: العدل، الكرامة، الأمانة، المساواة، الاختيار، الشورى، الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ومن هذه وتلك تخرج القيم التي ترتبط بحقل التفاعل الدولي والعلاقات المتفاعلة فيه مثل: الاستخلاف، والعالمية، والدعوة، الآخر، التسامح، الوفاء بالعهد، المعاملة بالمثل، الأمن.

وفي داخل هذا التنظيم، تبرز القيمة الكلية الحاكمة: التوحيد، فعنها تصدر كل القيم، وبمعاييرها ينضبط العمل وحركة السير والتفكير.

ثم قيمة العدل، فهي القيمة الأساسـية الحاكمة كذلك لنظام القيم، إنها تعطي للقيم الأخرى مذاقها الخاص.

ومع الأسف الشديد، فقد اتجهت المؤسسات التعليمية في العقود الأخيرة إلى تركيز انتباهها إلى الوظيفة المعرفية للتعليم، وأخذ اهتمامها بالجانب القيمي يضعف، مما يحتم العودة إلى الجانب الذي عده بعض المفكرين حقيقة «فريضة غائبة».

وإن التسليم بماهية القيم، بأهمية تعليمها، يسوغ لنا أن نؤكد أن برامج التنمية بعامة، وبرامج تطوير التعليم بخاصة، إذا لم تؤسس على أعمال مقصودة تهدف إلى تنمية القيمة لدى الناس، عبث لا جدوى منه، ومضيعة للوقت وللجهد والمال، لأن القيم هي الموجهات الأساسية لكل ما يحرزه المتعلمون في مجالات العلوم، والتطبيقات التقنية.

ثامناً: وإذا كان على «الخطاب التربوي الإسلامي» أن يؤكد على أخلاقيات التسامح وسعة الصدر، وكظم الغيظ، والتعامل بالرفق... إلى غير هذا وذاك من الأخلاقيات الإسلامية التي تشير إليها آيات كثيرة من آيات القرآن الكريم، وأحاديث متعددة لرسول الله e، لكن هذا وذاك لا يمكن أن يعني أبداً التراخي في المطالبة بالحقوق والدفاع عن الحق وصلابة الموقف في بعض الأحوال التي يكون فيها تهديد يمكن أن يقع على مصالح الأمة الآنية والمستقبلية، ومن هنا يجد «الخطاب» نفسه ملزماً بأن يؤكد على تكوين الشخصية المسلمة القادرة على المقاومة للظلم والاستغلال، والقادرة على تحمل الصعاب والمجاهدة ومواجهة التحديات.


وهناك آيات كريمة عدة من كتاب الله المجيد، القرآن الكريم، تشير لنا إلى أن الله سبحانه وتعالى عندما خلق الإنسان في هذه الحياة الدنيا لم يضعه على طريق مفروش بالورود والرياحين، وإنما على طريق «الابتلاء» سائر، وقد زوده المولى عز وجل بإمكانات وقدرات «المغالبة» وأرشده إلى غاية السعي، وهداه إلى أساليب وآداب «الكدح»: ((إِنَّا عَرَضْنَا ٱلاْمَانَةَ عَلَى ٱلسَّمَـٰوٰتِ وَٱلاْرْضِ وَٱلْجِبَالِ فَأبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا ٱلإِنْسَـٰنُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً)) (الأحزاب:72)

فها هنا الموقف الأول للتحدي والابتلاء، لقد ألقى الله عز وجل تبعات جسام على عاتق هذا المخلوق «الإنسان» في الوقت الذي ناءت بحملها مخلوقات أخرى تبدو ذات قوة وبأس شديد، كالسموات والأرض والجبال. إنها التكاليف والحقوق المرعية التي أودعها الله المكلفين وائتمنهم عليها وأوجب عليهم تلقيها بحسن الطاعة والانقياد، وأمرهم بمراعاتها وأدائها والمحافظة عليها من غير إخلال بشيء من حقوقها.

والصراع أبرز صور التحدي، فهناك من يسعون في الأرض فساداً، لكن الله سبحانه وتعالى يقيض لهذه الأمة من أبنائها من يحملون على عاتقهم مسؤولية التصدي لهؤلاء، فيرفعون لواء النضال والكفاح، ولولا هذا لتداعت حياة الأمة: ((...وَلَوْلاَ دَفْعُ ٱللَّهِ ٱلنَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ ٱلارْضُ...)) (البقرة:251).

وتتعدد آيات «الابتلاء» بمعنى الامتحان والاختبار، ويكون بالخير والشر والنعمة، وأيضا النقمة:

- ((وَبَلَوْنَـٰهُمْ بِٱلْحَسَنَـٰتِ وَٱلسَّيّئَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ)) (الأعراف:168).

- ((وَنَبْلُوكُم بِٱلشَّرّ وَٱلْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ)) (الأنبياء:35).

- (( وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْء مّنَ ٱلْخَوفْ وَٱلْجُوعِ وَنَقْصٍ مّنَ ٱلاْمَوَالِ وَٱلاْنفُسِ... )) (البقرة:155).

- (( لَوْ يَشَاء اللَّهُ لاَنْتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَـٰكِن لّيَبْلُوَ بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ)) (محمد:4).

- ((وَلَوْ شَاء ٱللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وٰحِدَةً وَلَـٰكِن لّيَبْلُوَكُمْ فِى مَا ءاتَـٰكُم)) (المائدة:48)... وكذلك في: (الأنعام:165)، و(هود:7)، و(النحل:92)، و(الملك:2)... وهكذا.

بل إن الله سبحانه وتعالى ينص في كتابه العزيز على أن الحياة الإنسانية بكليتها إنما هي سلسلة متصلة الحلقات من الأمل والمشقة: ((لَقَدْ خَلَقْنَا ٱلإِنسَـٰنَ فِى كَبَدٍ)) (البلد:4).

ويقول عز من قال: ((يأَيُّهَا ٱلإِنسَـٰنُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَىٰ رَبّكَ كَدْحاً فَمُلَـٰقِيهِ...)) (الانشقاق:6)، أي لا تنفك تجد وتعمل إلى أن تلقى ربك فيجزيك وفقاً لما فعلت.

من هنا يكون «التحدي» و«الابتلاء» من علامات الطريق الإنساني، لابد أن يبرز الوعي به حتى يمد المسلم بطاقة صمود ومقاومة وقدرة على المغالبة.

تاسعاً: كذلك فإذا كنا نشكو من غياب الرؤية المستقبلية عن «الخطاب التربوي»، فلابد أن نتيقن من أن مكونات الطاقة البشرية لم تستنبط بعد، وهناك حاجة لاستخراجها وتجميعها وتوجيهها وتصويبها لخير الأمة ومستقبل الإنسان. ولابد أيضاً أن نستحضر لأذهاننا أننا نُعلم لمجتمع لم يولد بعد، ولا نعُلم للمجتمع الراهن، الذي هو في طريقه إلى التحول والتغير لتحل أوضاع أخرى ربما تكون مغايرة إلى حد كبير ما كان سائداً.


ولا شك أن هذا العمل المنوط بالمؤسسات التربوية يعتبر جديداً، لأن وظيفة التربية في الماضي انحصرت على وجه العموم في ربط ماضي الأمة بحاضرها، وفي المحافظة على العلاقات الاجتماعية، ويمكن أن ندرك بسهولة سبب هذا التحول، إذا قارنا بين الاستقرار النسبي للمجتمعات في الماضي وبين التطور المتسارع للمجتمع المعاصر، ولعلنا اليوم في وقت يجب أن تعمل فيه التربية من أجل «تكوين أطفال لا نعرفهم»، وإعـدادهم للحياة في مستقبل لا نعرفه، وبناء على ذلك، فإن طبيعة الأمور تفرض أن يكون هدفها هو التفكير في المستقبل، ورسم صورته كما نريدها أن تكون.

وهذا الاتجاه ملحوظ في الدول التي حصلت فيها تحولات عميقة، وأصبحت مقاليد الحكم فيها بيد قوى اجتماعية وسياسية جديدة، مما جعل تلك الدول تعمل على تنظيم المجتمع بتغييره جذرياً، وهو ملحوظ أيضاً في الدول التي لها إمكانات تقانية واسعة، ولها مشروع للنهوض بالإنسان الجديد، من غير أن تتعرض لما تعرض له غيرها من الطفرات السياسية المفاجئة. وقد منع الوضع السياسي المضطرب في بعض البلدان، والمشكلات العويصة والتناقضات الداخلية التي تعاني منها، منعها ذلك من إدراك مصير شعوبها بكل تبصر. ولئن كانت العقول النيرة، والإرادة الفعالة، متوافرة في تلك البلاد، فإنها من ناحية أخرى في حاجة إلى وضع أسس متينة، وتوفير الوسائل اللازمة للنهوض بأمرها.

وهكذا نجد أن حسن قيام «الخطاب التربوي الإسلامي» بمهمة المساهمة في النهوض الحضاري للأمة يقتضي أن تكون وجهة التفكير فيه «مستقبلية».

إن كثيرين يخطئون عندما يتصورون أن الوجهة المستقبلية للتفكير في النهوض الحضاري إنما هي أثر من آثار العصر الراهن، ذلك أن استقراء سريعاً لعدد من المحاولات الفكرية التي قام بها العقل البشري منذ آلاف السنين تؤكد على هذا التوجه.

رأيناه فيما رواه القرآن الكريم عن خطط يوسف عليه السلام، عندما مكنه عزيز مصر في العصر الفرعوني من تدبير أمر ما كان متوقعاً من مجاعة في المستقبل..

ورأيناه في جمهورية أفلاطون...

وفي آراء أهل المدينة الفاضلة للفارابي...

وغير هذا وذاك، كثيرون..

لكن الفرق أن بناء تصور للمستقبل لم يعد أمراً يقوم على التأمل الفكري الذي يقوم به هذا الفرد أو ذاك، مهما أوتي من قدرات عالية..

ولم يعد أمر أحلام وفيضان من المشاعر والرغبات التي ترنو إلى غد يتسم بالرفاه والتقدم..

إنه جهد علمي يقوم على التلاقح الفكري بين عديد من العقول وفق أساليب تقوم على التدقيق المنهجي، وعمق الرؤية، وسعة الإحاطة.

إن مستقبل الشعوب اليوم لا يبنى من خلال تجربة الماضي أو تجربة الحاضر فقط، بل يبنى من خلال التعرف على المستقبل، المستقبل المتوقع من جهة، والمستقبل المنشود الذي نريد أن نبنيه، انطلاقاً من ذلك المستقبل المتوقع من جهة ثانية.

لم تعد تجربة الماضي والحاضر، على أهميتها، تكفي لبناء حياة الشعوب، بل لابد من نظرة مستقبلية تحسبية، نحدد في ضوئها مهماتنا وخطواتنا ورؤانا: أين سيكون العالم في مستقبل الأيام؟ أين سيكون موقعنا من العالم إذ ذاك؟ وما هي المشكلات التي ستواجهنا في المستقبل في ضوء تلك الصورة العالمية وفي ضوء الصورة المتوقعة لمجتمعاتنا؟ ما هي الجهود التي علينا أن نبذلها لنجعل من صورة المستقبل عندنا صورة تساير الركب العالمي وتنجو من هوة التخلف والانسحاق؟ أسئلة كثيرة لابد من طرحها أمام «الخطاب التربوي الإسلامي»، تساعده على الإجابة عنها الدراسات المستقبلية في مجال التعليم.

ويمكن القول: بأن فاعلية النظر المستقبلي «للخطاب» تفرض القيام بعدة عمليات، منها:

- تشخيص الوضع الراهن وتحديد عناصره، وعوامله الإيجابية والسلبية، والعلاقات المباشرة، وغير المباشرة، بين هذه العوامل، إيجاباً وسلباً.

- كيفية تعبئة وحشد القوى والوسائل المتاحة، واختبار الأكثر ملاءمة من بينها.

- الطريق إلى تعبئة وحشد القوى والمواد اللازمة.

- سبل استغلال العوامل الإيجابية، وإتاحة الظروف المناسبة لنموها.

- تحديد العوامل السلبية، ووضع الخطط والظروف الملائمة لحصرها.

- الوعي بأهمية تنسيق استخدام العوامل والوسائل والظروف والقوى ووضعها في نسق واحد مترابط يحقق التكامل والتفاعل.

- كيفية تحريك النسق الموضوع بما يتلاءم مع تحقيق الأهداف.

- التشديد على مراعاة المواءمة مع المواقف المتغيرة والمرونة وفق الظروف المتجددة، والقدرة على الحركة الواسعة بسرعة كافية.

وبعد،

ولعلنا هنا ننتهي بما بدأنا به..

فإذا كان الجزء الأخير يؤكد لنا ضرورة التكامل والتنسيق، فإن الخطوة الأساسية للنظر الشامل المتكامل، هي الاستناد إلى عقيدة لها رؤاها المجتمعية الشاملة المتكاملة، ألا وهي العقيدة الإسلامية.

لكن العقيدة، كما أكدنا، وأكد كثير غيرنا، ليست شعائر تؤدى فقط، وليست أفكاراً تمتلئ بها عقولنا وقلوبنا، وإنما هي كذلك «سلوك» نسلكه مع خالقنا سبحـانه وتعالى، ومع أنفسـنا، ومع الناس، والاستعانة في هذا بما أفاء الله به على الإنسان من مستويات تقدم معرفي، وخاصة في علوم التربية وعلم النفس، مما يعطي في جملته تأكيداً عملياً بأن هذه العقيدة تملك ما لا حصر له من إمكانات بناء الإنسان.

تلك هي سبيلنا: (( هَـٰذِهِ سَبِيلِى أَدْعُو إِلَىٰ ٱللَّهِ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ)) ، وهي سبيل نفر: (( دَعْوٰهُمْ فِيهَا سُبْحَـٰنَكَ ٱللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلاَمٌ وَءاخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ ٱلْحَمْدُ للَّهِ رَبّ ٱلْعَـٰلَمِينَ )).


أ.د. سعيد إسماعيل علي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shmmmm.forumarabia.com
زائر
زائر




 الخطاب التربوي الاسلامي - ( نحو تجديد الخطاب التربوي(3)) Empty
مُساهمةموضوع: رد: الخطاب التربوي الاسلامي - ( نحو تجديد الخطاب التربوي(3))    الخطاب التربوي الاسلامي - ( نحو تجديد الخطاب التربوي(3)) I_icon_minitimeالسبت 25 فبراير 2012, 4:59 pm

بوركت جهودك الطيبة

ودي واحترامي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
shaban
الإدارة
الإدارة
shaban


عدد المساهمات : 17315
نقاط : 26579
تاريخ التسجيل : 20/11/2011
العمر : 45

 الخطاب التربوي الاسلامي - ( نحو تجديد الخطاب التربوي(3)) Empty
مُساهمةموضوع: رد: الخطاب التربوي الاسلامي - ( نحو تجديد الخطاب التربوي(3))    الخطاب التربوي الاسلامي - ( نحو تجديد الخطاب التربوي(3)) I_icon_minitimeالسبت 25 فبراير 2012, 10:14 pm

شكرا لمرورك نهاااااااااد

وبارك الله فيك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shmmmm.forumarabia.com
????
زائر




 الخطاب التربوي الاسلامي - ( نحو تجديد الخطاب التربوي(3)) Empty
مُساهمةموضوع: رد: الخطاب التربوي الاسلامي - ( نحو تجديد الخطاب التربوي(3))    الخطاب التربوي الاسلامي - ( نحو تجديد الخطاب التربوي(3)) I_icon_minitimeالأربعاء 29 فبراير 2012, 8:15 pm

 الخطاب التربوي الاسلامي - ( نحو تجديد الخطاب التربوي(3)) 65777
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
shaban
الإدارة
الإدارة
shaban


عدد المساهمات : 17315
نقاط : 26579
تاريخ التسجيل : 20/11/2011
العمر : 45

 الخطاب التربوي الاسلامي - ( نحو تجديد الخطاب التربوي(3)) Empty
مُساهمةموضوع: رد: الخطاب التربوي الاسلامي - ( نحو تجديد الخطاب التربوي(3))    الخطاب التربوي الاسلامي - ( نحو تجديد الخطاب التربوي(3)) I_icon_minitimeالسبت 03 مارس 2012, 10:10 pm

شكرا لمرورك بسمة

وبارك الله فيك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shmmmm.forumarabia.com
 
الخطاب التربوي الاسلامي - ( نحو تجديد الخطاب التربوي(3))
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الخطاب التربوي الاسلامي - ( نحو تجديد الخطاب التربوي(1))
» الخطاب التربوي الاسلامي - ( نحو تجديد الخطاب التربوي(2))
» الخطاب التربوي الاسلامي - ( نقد الخطاب الإسلامي التربوي المعاصر)
» الخطاب التربوي الاسلامي - (لماذا إسلامية «الخطاب التربوي»؟)
» الخطاب التربوي الاسلامي - ( مقدمة عن الخطاب التربوي)

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات بهجة النفوس الاسلامية :: الأقسام العامة :: المواضيع العامة-
انتقل الى:  
المواضيع الأخيرة
» رسائل للروح
 الخطاب التربوي الاسلامي - ( نحو تجديد الخطاب التربوي(3)) I_icon_minitimeالأربعاء 12 أغسطس 2020, 8:49 pm من طرف shaban

» استمع للشيخ حسن صالح صاحب الصوت الجميل
 الخطاب التربوي الاسلامي - ( نحو تجديد الخطاب التربوي(3)) I_icon_minitimeالخميس 30 نوفمبر 2017, 3:25 pm من طرف احمد المصرى

» الرجوع الى القران الكريم
 الخطاب التربوي الاسلامي - ( نحو تجديد الخطاب التربوي(3)) I_icon_minitimeالخميس 30 نوفمبر 2017, 3:07 pm من طرف احمد المصرى

» هذا الطفل يقوم الليل
 الخطاب التربوي الاسلامي - ( نحو تجديد الخطاب التربوي(3)) I_icon_minitimeالخميس 24 أغسطس 2017, 2:59 am من طرف shaban

» روائع الاعجاز النفسي - من أسرار السعادة
 الخطاب التربوي الاسلامي - ( نحو تجديد الخطاب التربوي(3)) I_icon_minitimeالثلاثاء 08 أغسطس 2017, 2:09 am من طرف shaban

» الوسائل النبوية فى كسب قلوب البرية(7)
 الخطاب التربوي الاسلامي - ( نحو تجديد الخطاب التربوي(3)) I_icon_minitimeالإثنين 07 أغسطس 2017, 10:41 pm من طرف shaban

» تفسير القران الكريم للشيخ ابو بكر الجزائرى
 الخطاب التربوي الاسلامي - ( نحو تجديد الخطاب التربوي(3)) I_icon_minitimeالأربعاء 01 فبراير 2017, 5:37 pm من طرف احمد المصرى

» عشرة نساء لا ينساهن الرجل
 الخطاب التربوي الاسلامي - ( نحو تجديد الخطاب التربوي(3)) I_icon_minitimeالأحد 29 يناير 2017, 8:19 am من طرف shaban

» الالتزام بمنهج اهل السنه
 الخطاب التربوي الاسلامي - ( نحو تجديد الخطاب التربوي(3)) I_icon_minitimeالخميس 15 ديسمبر 2016, 5:51 pm من طرف احمد المصرى

» التلاوة التى هزت أركااااان الهند (2016) شيئ يفووووق الخياااال لملك المقامات وقارئ شباب العالم الاول
 الخطاب التربوي الاسلامي - ( نحو تجديد الخطاب التربوي(3)) I_icon_minitimeالخميس 15 ديسمبر 2016, 5:47 pm من طرف احمد المصرى

» فديو للشيخ ابو اسحاق الحوينى
 الخطاب التربوي الاسلامي - ( نحو تجديد الخطاب التربوي(3)) I_icon_minitimeالخميس 15 ديسمبر 2016, 5:43 pm من طرف احمد المصرى

» لكل قاتل قتله
 الخطاب التربوي الاسلامي - ( نحو تجديد الخطاب التربوي(3)) I_icon_minitimeالخميس 08 ديسمبر 2016, 11:58 pm من طرف احمد المصرى

» الصلاة على النبى صل الله عليه وسلم
 الخطاب التربوي الاسلامي - ( نحو تجديد الخطاب التربوي(3)) I_icon_minitimeالجمعة 14 أكتوبر 2016, 2:50 pm من طرف احمد المصرى

» الاعجاز فى القران الكريم
 الخطاب التربوي الاسلامي - ( نحو تجديد الخطاب التربوي(3)) I_icon_minitimeالجمعة 14 أكتوبر 2016, 2:09 pm من طرف احمد المصرى

» لا ادرى
 الخطاب التربوي الاسلامي - ( نحو تجديد الخطاب التربوي(3)) I_icon_minitimeالأربعاء 06 يناير 2016, 5:34 pm من طرف احمد المصرى

» الحديث الثانى من الاربعين النوويه
 الخطاب التربوي الاسلامي - ( نحو تجديد الخطاب التربوي(3)) I_icon_minitimeالأربعاء 06 يناير 2016, 4:31 pm من طرف احمد المصرى

» معا لنصرة المسجد الاقصى وتحريره
 الخطاب التربوي الاسلامي - ( نحو تجديد الخطاب التربوي(3)) I_icon_minitimeالأربعاء 30 ديسمبر 2015, 2:46 am من طرف احمد المصرى

» تحكيم شرع الله
 الخطاب التربوي الاسلامي - ( نحو تجديد الخطاب التربوي(3)) I_icon_minitimeالأربعاء 30 ديسمبر 2015, 12:41 am من طرف احمد المصرى

»  تحكيم شرع الله عزوجل
 الخطاب التربوي الاسلامي - ( نحو تجديد الخطاب التربوي(3)) I_icon_minitimeالثلاثاء 29 ديسمبر 2015, 11:56 pm من طرف احمد المصرى

» القدس رمز الأمة
 الخطاب التربوي الاسلامي - ( نحو تجديد الخطاب التربوي(3)) I_icon_minitimeالثلاثاء 24 نوفمبر 2015, 5:49 pm من طرف احمد المصرى

أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
shaban - 17315
 الخطاب التربوي الاسلامي - ( نحو تجديد الخطاب التربوي(3)) Vote_rcap1 الخطاب التربوي الاسلامي - ( نحو تجديد الخطاب التربوي(3)) Voting_bar1 الخطاب التربوي الاسلامي - ( نحو تجديد الخطاب التربوي(3)) Vote_lcap 
اريج الجنة - 5330
 الخطاب التربوي الاسلامي - ( نحو تجديد الخطاب التربوي(3)) Vote_rcap1 الخطاب التربوي الاسلامي - ( نحو تجديد الخطاب التربوي(3)) Voting_bar1 الخطاب التربوي الاسلامي - ( نحو تجديد الخطاب التربوي(3)) Vote_lcap 
محمد - 2800
 الخطاب التربوي الاسلامي - ( نحو تجديد الخطاب التربوي(3)) Vote_rcap1 الخطاب التربوي الاسلامي - ( نحو تجديد الخطاب التربوي(3)) Voting_bar1 الخطاب التربوي الاسلامي - ( نحو تجديد الخطاب التربوي(3)) Vote_lcap 
الشافعي - 1989
 الخطاب التربوي الاسلامي - ( نحو تجديد الخطاب التربوي(3)) Vote_rcap1 الخطاب التربوي الاسلامي - ( نحو تجديد الخطاب التربوي(3)) Voting_bar1 الخطاب التربوي الاسلامي - ( نحو تجديد الخطاب التربوي(3)) Vote_lcap 
زهرة الفردوس - 281
 الخطاب التربوي الاسلامي - ( نحو تجديد الخطاب التربوي(3)) Vote_rcap1 الخطاب التربوي الاسلامي - ( نحو تجديد الخطاب التربوي(3)) Voting_bar1 الخطاب التربوي الاسلامي - ( نحو تجديد الخطاب التربوي(3)) Vote_lcap 
الرحال - 163
 الخطاب التربوي الاسلامي - ( نحو تجديد الخطاب التربوي(3)) Vote_rcap1 الخطاب التربوي الاسلامي - ( نحو تجديد الخطاب التربوي(3)) Voting_bar1 الخطاب التربوي الاسلامي - ( نحو تجديد الخطاب التربوي(3)) Vote_lcap 
محمد احمد غيث - 130
 الخطاب التربوي الاسلامي - ( نحو تجديد الخطاب التربوي(3)) Vote_rcap1 الخطاب التربوي الاسلامي - ( نحو تجديد الخطاب التربوي(3)) Voting_bar1 الخطاب التربوي الاسلامي - ( نحو تجديد الخطاب التربوي(3)) Vote_lcap 
هايدي - 116
 الخطاب التربوي الاسلامي - ( نحو تجديد الخطاب التربوي(3)) Vote_rcap1 الخطاب التربوي الاسلامي - ( نحو تجديد الخطاب التربوي(3)) Voting_bar1 الخطاب التربوي الاسلامي - ( نحو تجديد الخطاب التربوي(3)) Vote_lcap 
احمد المصرى - 61
 الخطاب التربوي الاسلامي - ( نحو تجديد الخطاب التربوي(3)) Vote_rcap1 الخطاب التربوي الاسلامي - ( نحو تجديد الخطاب التربوي(3)) Voting_bar1 الخطاب التربوي الاسلامي - ( نحو تجديد الخطاب التربوي(3)) Vote_lcap 
معتز - 50
 الخطاب التربوي الاسلامي - ( نحو تجديد الخطاب التربوي(3)) Vote_rcap1 الخطاب التربوي الاسلامي - ( نحو تجديد الخطاب التربوي(3)) Voting_bar1 الخطاب التربوي الاسلامي - ( نحو تجديد الخطاب التربوي(3)) Vote_lcap 
أفضل 10 أعضاء في هذا الشهر
لا يوجد مستخدم

.: عدد زوار المنتدى :.

ضع اميلك ليصلك كل ما هو جديد:

لا تنسى الضغط على رابط التفعيل فى بريدك لاتمام الاشتراك

منتديات بهجة النفوس الاسلامية

[جميع ما يطرح في منتديات بهجة النفوس الإسلامية لا يعبر عن رأي الإدارة بالضروري ،وإنما يعبر عن رأي الكاتب ]

للتسجيل اضغط هـنـا

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More