منتديات بهجة النفوس الاسلامية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدي اسلامي على مذهب اهل السنة والجماعه
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الإسلام وهموم الناس - ( من أسباب انحسار خُلُق تبني هموم الناس(5))

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
shaban
الإدارة
الإدارة
shaban


عدد المساهمات : 17315
نقاط : 26579
تاريخ التسجيل : 20/11/2011
العمر : 45

الإسلام وهموم الناس - ( من أسباب انحسار خُلُق تبني هموم الناس(5)) Empty
مُساهمةموضوع: الإسلام وهموم الناس - ( من أسباب انحسار خُلُق تبني هموم الناس(5))   الإسلام وهموم الناس - ( من أسباب انحسار خُلُق تبني هموم الناس(5)) I_icon_minitimeالثلاثاء 27 مارس 2012, 3:29 am

من أسباب انحسار خُلُق تبني هموم الناس

أولاً: السبب العقيدي
ثانيًا: السبب التربوي
ثالثًا: السبب التصوري
رابعًا: السبب الفقهي
خامسًا: السبب الواقعي
الاستبداد *
الفرقة *

خامساً : الســـبب الواقعــــــي

إن أثر الواقع، في شل حركة المسلمين، والحيلولة بينهم، وبين ارتياد آفاق عباد الله، بتبني هموم أمتهم، كما مر بيانه، أمر لا يخفى، وسوف نتناول، أثر الواقع، في تجميد فعالية المسلمين بهذا الخصوص، من جانبين: جانب له صلة، بممارسات الاستبداد في الأمة، في مختلف مستوياتها، وآثار ذلك، وجانب له علاقة، بفُرقة الشعوب، وآثار ذلك، وهما على كل حال جانبان، ينبني الواحد منهما على الآخر.

الأول : الاســــــتبداد

الاستبداد، نتيجة، وسبب، في آن واحد، فالانحراف عن جَادَّة العدل، وتخلي المسلمين عن عزتهم، وتكافلهم، وتعاضدهم، يُورثه، وهو يتسبب في عرقلة الأمة، عن السعي نحو الانعتاق، وطلب المعالي، والانطلاق، إذ يحيلها أمة متشاكسة، يثقل بعضها بعضًا، عن كل محاولة، لارتياد آفاق العزة، والسؤدد، فـ (الاستبداد، داء الأمة الدفين، كما سماه عبد الرحمن الكواكبي، منذ قرن، حين كتب كتابه (طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد )، إذ هو داء يَحْرِم الأمة الإفادة ،من مختلف قدراتها، وطاقاتها، ويختزلها في فرد، أو في مجموعة، عوض أن تكون خلية نابضة بالحياة، يتعاون، ويتكافل، كل أفرادها، ويعرف كل منهم وظيفته، ويقوم بها، ويتحمل مسؤوليته، وينصح لأمته، ما وسعه النصح.. فالأمة الناجحة، هي التي تعرف كيف تفيد، من كل إمكاناتها، وتوفق إلى إفراز آليات، تنظم ذلك وتضبطه.

الاستبداد هو إلغاء الآخر، وتقليص كيانه، في ذات، لا تملك إلا أن تطيـــع ، وتتبــع: {قــال فرعـون ما أريـــكم إلا ما أرى وما أهــديـــكم إلا سبيل الرشاد } (غـــافر:29)، مما يحبس دفق الشهود الحضاري، عن الوصول، إلى كل أوصال الأمة، ويرفع عن الآراء، نعمة التشاحذ والتبارد والتهاذب، وهي بوتقة تنصهر فيها الآراء، ليبرز إبريزها، ويُنفى زَبَدُها، فتتسم الحياة بالركود والجمود، تبعًا لذلك، لأن الإنسان يجرد من أهم خصائص إنسانيته، وهي المسؤولية، ويتسحيل كائنًا تنفيذيًا ذليلاً، شأن الأنعام.

المستبد يرى الآخرين أقل منه شأنًا، ودرجة، ووعيًا، إما بدافع سيادة وتأله، أو بدافع غيرة وأبوة، النتيجة على كل حال واحدة، إذ ينتج عن الدافعين معًا، نوع إحساس بالاستغناء، عن الآخرين، ونصحهم، ومشورتهم، وتجاهل لإرادتهم، وطموحهم، وهذا شعور، يشكل المدخل الأوسع إلى الطغيان، يقول الله عز وجل: {كـــلا إن الإنسان ليطغى أن رآه اســــــــــتغنى } (العلق:6-7).

قد يكون هدف المستبد في منطقة نبيلاً، ولكنه يفقد نبله بالممارسة القاتلة، التي تصاحب عملية تحقيقه، كمن يقتل مريضه وهو يغالبه ليسقيه الدواء، وهذه أبهى صور الاستبداد!!

الاستبداد اليوم، داء ينخر كِيان أمتنا، في كل المستويات، قد امتزجت به كل ذرة من ذراتها، فما من خيط من خيوط شبكة العلاقات الاجتماعية -على حد تعبير ابن نبي، رحمه الله- إلا وهو منصبغ بالاستبداد، الزوج مع زوجته، والأب والأم مع أبنائهما، والذكور مع الإناث، والكبير مع الصغير، والغني مع الفقير، والمدير المستخدِم مع الأجير المستخدَم، والحاكم مع المحكوم، والرئيس مع المرؤوس، والقديم مع الجديد، والقوي مع الضعيف، والشريف مع المتواضع النسب، والمعلم مع المتعلم.. مما لو ذهبنا نتتبع تفصيلاته، فلن نفرغ من قريب.

ومن هنا كان حصر الاستبداد، في الحكام فقط، خطأ كبيرًا في التشخيص، لأنه ليس موجودًا فقط، في حكوماتنا، بمختلف وزاراتها، أو في الأجهزة القضائية، والأخرى التنفيذية، بل هو موجود في معاملنا، ومتاجرنا، ومراكزنا الثقافية، وشوارعنا، والأدهى، والأمر، من هذا كله، الاستبداد موجود -وكما قلنا- في بيوتنا! وإنما الاستبداد في الحكام، يكون له بالغ الأثر، لأنهم محل قدوة من جهة، ولأنهم يملكون وسائل ممارسة الاستبداد، وإخراجه من مكامن النفوس، إلى مظاهر الواقع، من جهة ثانية، وإلا فالاستبداد، لا يمضي في أمة، إلا إذا تحول إلى قيمة مجتمعية، وكان في النفوس قابلية له، من فسق ودنية وغيرهما، قال تعالى حكاية عن فرعون مع قومه: {فاستخف قومه فأطاعوه إنهم كانوا قومًا فاسقين } (الزخرف:54).

وقد راجت في الأمة مفاهيم، أحدثت القابلية للاستبداد، في أذهان المسلمين، فاستتب هذا الداء بالتالي، في واقعنا، بحيث (وجد لديهم تراث فكري، وثقافي، غير قليل، يؤصل لهذه الانحرافات، ويحدد أو يصادر الحريات... ولعل بعض هذا التراث، ما أدرج تحت (سد الذرائع)، (والأخذ بالأحوط)، فلطالما أساء الناس فَهْم هاتين القاعدتين، أو الأصلين، وما أكثر ما أساء فقهاء الطغاة بخاصة، استخدامهما، بعد أن نقلوهما، من إطارهما، وميدانهما الفقهي الخاص)(1)، إلى المجال الحياتي الأوسع، ليبركوا بكَلْكَل قوة الطغاة، على عقول المسلمين، فيمنعوها من أن تبدع، وعلى ألسنتهم، فيحبسوها من أن تجهر بالحق، ويوثقوا أيديهم، من أن تجاهد.

ومن منطلق: (سد ذرائع الفتنة)، أو (سد ذرائع الفُرقة)، منحت الشرعية لإمامة المتغلب، وأصبحت إمامة أهل الجور، والجبر، مشروعة أيضًا، وأحكامهم نافذة، منذ وقت مبكر في تاريخنا، لتتهيأ الأمة، لقبول أحكام انقلابات العساكر والشُرَط... ولم ينكر إلا القليل من صالح العلماء، وبأصوات خافتة، غير مسموعة -إلا نادرًا- هذه الأحوال..

وتحت سيف وسلطان (سد الذرائع)، و(الأخذ بالأحوط)، عاشت أمتنا، في ظل قوانين طارئة دائمة، فعطَّلت قواعد نظامها السياسي، منذ الانقلاب، على الخلافة الراشدة... ولم يَسْلَم النظام القضائي، من محاولات الطغاة، إساءة استعماله، والانحراف به... الاستبداد، والظلم، والطغيان، الذي مارسه، هؤلاء المتغلبون، قديمًا وحديثًا، قد فرَّق كلمة الأمة، ومَزَّق وحدتها، وحَوَّلها إلى فِرق، يتقاسمها الطغاة، ليضربوا بعضها ببعض، وهكذا أدى الاستبداد، وحرمان الناس من حق الرأي، والتفكير، والتعبير عنه، إلى هدم سائر مقومات الأمة، والقضاء عليها)(2).

هذا من الناحية السياسية، ومن الناحية العلمية الثقافية، فقد راجت أيضًا، مفاهيم أدت إلى شيوع الاستبداد العلمي، ولندع أبا الفرج، عبد الرحمن بن الجوزي، يتحدث عنها، حديث مستبصر، إذ يقول رحمه الله: (وقد لَبَّس إبليسُ، على أقوام، من المحكمين، في العلم والعمل... فحَسَّن لهم الكِبْرَ بالعِلْم، والحَسَد للنظير، والرياء بطلب الرئاسة، فتارة يريهم، أن هذا كالحق الواجب لهم، وتارة يقوي، حُبَّ ذلك عندهم وقد يدخل إبليس على هؤلاء، بشبهة ظريفة، فيقول: طلبكم للرفعة ليس بتكبر، لأنكم نواب الشرع، فإنكم تطلبون إعزاز الدين، ودحض أهل البدع، وإطلاقكم اللسان في الحساد، غضب للشرع، إذ الحساد، قد ذموا من قام به... وكشف هذا التلبيس، أنه لو تكبر متكبر، على غيرهم، من جنسهم، وصعد في المجلس فوقه، أو قال حاسد عنه شيئًا، لم يغضب ذلك العالِم لهذا، كغضبه لنفسه، وإن كان المذكور من (نواب الشرع)، فعلم، أنه إنما يغضب لنفسه لا للعلم )(3).

ثم قال ابن الجوزي: (وعلاج هذا -لمن وفق- إدمان النظر، في إثم الكِبْر، والحسد، والرياء، وإعلام النفس، أن العلم لا يدفع شر هذه المكتسبات، بل يضاعف عذابها، بتضاعف الحجة بها، ومن نظر في سير السلف، من العلماء العاملين، استقل نفسه، فلم يتكبر، ومن عَرفَ الله لم يُراء، ومن لاحظ جريان أقداره على مقتضى إرادته، لم يحسد )(4).. فنشأت بناء على ما مر، فِـرَقٌ، ينتصر كل منها لرأيه، ويهاجم المخالفين، بل، وقد يحض على قتلهم، كما حدث في فتنة خلق القرآن.. وبما أن عموم الناس، تبع لحكامهم، وعلمائهم، فقد تفرَّقت الأمة سياسيًا، وعلميًا، من جراء أخلاقيات الحكام والعلماء، السابقة الذكر.

وقد التفت مالك بن نبي -رحمه الله- إلى هذه المسألة التفاتة لوذعية، فنص ضمن كتابه: (ميلاد مجتمع)، في فصل سمَّاه: (المرض الاجتماعي)، على كون تفشي الاستبداد، نذيرًا بهلاك الأمم، وذهاب ريحها، فقال: (قبل أن يتحلل المجتمع، تحللاً كليًا، يحتل المرض جسده الاجتماعي، في هيئة انفصالات، في شبكة علاقاته الاجتماعية... وهذه هي مرحلة التحلل البطيء، الذي يسري في الجسد الاجتماعي، بيد أن جميع أسباب هذا التحلل، كامنة في شبكة العلاقات، فلقد يبدو المجتمع في ظاهره ميسورًا ناميًا، بينما شبكة علاقاته مريضة، ويتجلى هذا المرض الاجتماعي، في العلاقات بين الأفراد، وأكبر دليل على وجوده، يتمثل في ما يصيب (الأنا) عند الفرد، من (تضخم)، ينتهي إلى تحلل الجسد الاجتماعي، لصالح الفردية، عندما يختفي (الشخص)، أو خاصة عندما يسترد (الفرد) استقلاله، وسلطته في داخل الجسد الاجتماعي .

فالعلاقات الاجتماعية، تكون فاسدة، حينما تصاب الذوات بالتضخم، فيصبح العمل الجماعي المشترك صعبًا، أو مستحيلاً، إذ يدور النقاش حينئذ، لا لإيجاد حل للمشكلات، بل للعثور على أدلة وبراهين.

في حالة الصحة، يكون تناول المشكلات، من أجل علاجها هي، أما في الحالة المَرَضِيَة، فإن تناولها، يصبح فرصة لتورم (الذات)، وانتفاشها، وحينئذ يكون حلها مستحيلاً، لا لفقر في الأفكار، أو الأشياء، ولكن لأن شبكة العلاقات، لم تعد أمورها تجري على طبيعتها)(5).

وقد أثبت التاريخ، أن الذوات، لا تصاب بالتضخم، في المجتمعات، فيشيع الاستبداد، إلا حين تغفل عن المشروع، الذي نشأت من أجل تحقيقه، أو تفقد الإيمان به، ومعلوم أن عجينة المجتمعات الأصلية، وتركيبتها، تكون استجابة لمقتضيات، تحقيق المشروع المنطلق، وكل ابتعاد عن هذه الاستجابة، نذير بانتهاء المجتمعات المعنية.. فحين فقد السوفيات الإيمان بمشروعهم، انحسر مد السعي، من أجل تحقيقه، وترهلت شبكة العلاقات الاجتماعية، وانتصرت الفردية، فذهبت ريح المجتمع السوفياتي.

هذا نموذج فقدان الإيمان، وأما نموذج الغفلة، فمتمثل في المجتمع الإسلامي، فقد تضخمت الذوات، وتَفَشَّى' الاستبداد، حين تمت الغفلة عن المشروع، الذي وُلِدَ المجتمعُ الإسلاميُ، من أجل تحقيقه.

حين الإيمان بالمشروع، والالتحام به، تذوب الذوات في بعضها، ويصبح الإنسان شخصًا له شخوص حضاري، ولا يبقى مجرد فرد، له متطلباته الجثمانية، فحسب، فينصهر في المجتمع، دون أن تضيع خصوصياته، ولا حقوقه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (المؤمنُ للمؤمنِ كالبنيان يَشُدُّ بعضُهُ بَعضًا، وشَبَّك بين أصابعه )(6)، فتلتحم الذوات ببعضها، وتعمل، بتعاضد، من أجل رفع بناء المشروع الحضاري الإسلامي في الأرض، ليكون الدين كله لله، لأن مفهوم التضحية، يولد بعد أن يتضح القصد، وهو مرضاة الله، وتُعلَمُ حقيقة هذه الحـــياة، وأنها مجــرد مَعْبَر إلى الآخرة، فهي لا تعدو كونها مجال امتحان وابتلاء: {الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملاً } (الملك:2)، وأن الدار الآخرة، لهي الحيوان، لو كانوا يعلمون، وهي دار لا تكون، إلا للذين لايستبدون، ولا تتـــورم ، أو تتضخم ذواتهم ،على حساب الآخرين ، قال تعالى: {تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوًا في الأرض ولا فسادًا والعاقبة للمتقين } (القصص:83).

ولخطورة هذا الداء، على حياة الأمم، فقد حاربه الإسلام، فضلاً عن كون المنهج، الذي يبني به المجتمعات، رافضًا في أساسه للاستبداد والتسلط.. وهذه الحرب، كانت من زاويتين: زاوية التأصيل العقيدي، وزاوية التشريع العملي، قصد إعطاء الأمة كرامتها.

أما من زاوية التأصيل العقيدي، فقد حمل القرآن الكريم، على الطغاة والمستبدين، فقال تعالى: {كــــذلك يطبع الله على كل قلب متكــبر جبار } (غـــافر : 35) ، وقـــــال ســـــبحانه: {واستفتــحوا وخاب كل جبار عنيد } (إبراهيم:15)، وحمل على الأعوان المباشرين، من كبارٍ مثل هامان وقارون، أو صــــغارٍ مثل جنود فرعون، فقال تعالى: {إن فرعــــــــون وهامان وجنودهما كانوا خاطئين } (القصص:8)، وقال عز وجل: {فأخذناه وجنوده فنبذناهم في اليم فانظر كيف كان عاقبة الظالمين } (القصص:40).

ومن ناحية ثالثة، حمل على الشعوب، التي تسلم قيادها للطغاة، دون أن تسألهم لِمَ ? أو كيف ? بله أن تقول: لا، بملء فيها، فقد ذم عز وجل، قوم نوح على لسانه، بقوله: {رب إنهم عصوني واتبعوا من لم يزده ماله وولده إلا خسارًا } (نوح: 21)، قال ابن الجوزي في تفسير هذه الآية: (قال المفسرون: المعنى أن الأتباع والفقراء، اتبعوا رأي الرؤساء والكبراء )(7).

وذم سبحانه قوم هود بقوله: {واتَّبَعُوا أمر كل جبار عنيد وأتبعوا في هذه الدنيا لعنة ويوم القيامة } (هود:59-60)، وذم قوم فرعون، فقـــال عـــز من قـــائــــل: {فاســــتخف قومـــه فأطــاعوه إنهم كانوا قومًا فاسقين } (الزخرف:54).

وعرض لنا القرآن صورًا جَمَّة من مشاهد الآخرة، وفيها يتلاوم السادة والكبراء، والمُضِلُّون وأتباعهم المُضَلَّلُون، ويتبرأ بعضهم من بعض، ويلعن بعضهم بعضًا، ويحاول كل فريق، أن يلقي بالتبعات على الآخر، ولكن الله يحكم على الجميع، بأنهم من أهل النار: {يوم تقلب وجوهم في النار يقولون يا ليتنا أطعنا الله وأطعنا الرسولا وقالوا ربنا إنا أطعنا سادتنا وكبراءنا فأضلونا السبيلا. ربنا آتهم ضعفين من العذاب والعنهم لعنًا كبـــيرًا } (الأحزاب:66-68)، {إذ تبرأ الذين اتبعوا من الذين اتبعوا ورأوا العذاب وتقطعت بهم الأسباب. وقال الذين اتبعوا لو أن لنا كرة فنتبرأ منهم كما تبرأوا منا كذلك يريهم الله أعمالهم حسرات عليهم وما هم بخارجين من النار } (البقرة:166-167)(8).

وأما من زاوية التشريع العملي، فسنوضح ذلك عبر نقاط ثلاث:

النقطة الأولى: جاء في كتاب الله، وسنة مصطفاه صلى الله عليه وسلم، البيان، بأن شرع الله، هو الأعلى، وأنه لا طاعة لمخلوق، في معصية الخالق، كما جاء فيهما البيان، بوجوب الحكم، بما أنزل الله، فقال عز من قائل: {ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون } (المائدة:44)، وقال سبحانه: {ومن لم يحـــكم بما أنزل الله فــــأولئك هم الظــالمون } (المائدة:45)، وقال تعالى: {ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون } (المائدة:47)، مما يجعل الأمة، حكامًا ومحكومين، ملزمة بأن تراقب سريان هذه الأحكام فيها.. وجبت الإشارة هنا ، إلى كون الأمة وحدة، وأنها توكل بعض أبنائها، ليشرفوا على تسيير شؤونها، محتفظة بحق عزلهم، متى تجانفوا عن شرع الله، أو لم تبق كفاءاتهم مواكبة، لحاجيات الأمة، ومقتضيات المرحلة التي تعبرها.

أمَّا الفصل الذي درج عليه الناس، بين الحكام والمحكومين، وكأنهما جسمان منفصلان، فليس بأصيل، وإنما هو دخيل من الحضارات الأخرى، كالفرعونية والساسانية، والهندية، وغيرها، والتي كان الحكام فيها، يعتبرون آلهة، فهم جسم منفصل، متميز عن أممهم، التي يحكمونها، أو الحضارتين اليونانية والرومانية، التي كان الحكام فيها سادة، والرعية عبيدًا، مما يفضي، إلى نفس نتيجة الانفصال والتمايز، بين الحكام والمحكومين.. أما في التصور الإسلامي، فالأمة وحدة، وهي تنتقي من أبنائها أكفأهم، وأنسبهم، لسياسة أمورها، ولكنه يبقى من أبناء الأمة، الأصل فيه، أن لا ينفصل، أو يتميز، بمسكن، أو بلباس، أو غيره..

كذلك كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، والخلفاء الراشدون من بعده، والشواهد على ذلك، أشهر من أن نطيل بسوقها هنا، وإنما رخص أمير المؤمنين عمر لمعاوية، رضي الله عنهما، في تحسين لباسه، لأنه كان مُتَاخِمًا للروم، وهم أهل مظاهر، فإعزاز الإسلام -حسب اجتهاد معاوية- يقتضي اهتمامه بالملبس، ولكن حكام الأمة، غلوا بعد ذلك في هذا الأمر، غلوًا كبيرًا، وقلبوها ساسانية، فتميزوا عن الناس، بكل أنواع التميز، مما أحدث هذه الهوة المقيتة، بين الشعوب والحكام، وهي هوة طارئة، لا أصل لها في التصور الإسلامي(9)، وهو ما تفَطَّن له عُمر بن عبد العزيز رضي الله عنه، فشرع بردم هذه الهوة، إلا أن أجله، وافاه قبل أن يبلغ الغاية.

إن الحكم في الإسلام، ليس مغنمًا، وإنما هو تكليف إضافي، وقد يكون ندامة ومغرمًا في حالة التفريط.

والواجب اليوم، تخليص تراثنا الفقهي التأصيلي، من عُقدة الانفصام النكد هذه، بين الأمة، ومن وكلتهم، ليسوسوا أمرها، فهم أبناء الأمة، وهي التي تنصبهم، ولها الحق في عزلهم، متى رجح ذلك شرعًا.. فالكلام عن الحكام والمحكومين، ينبغي أن يكون كلامًا عن أجزاء جسم واحد، ذي هموم واحدة، لكلٍ فيه وظائفه، وليس كلامًا عن أجسام، متنابذة، منفصلة، لكل منها همومه وأهدافه.

النقطة الثانية: اتفق المسلمون، على أن الإمامة عقد، وأن الشورى'، أساس المشروعية.. قال القرطبي: (كان النبي صلى الله عليه وسلم يشاور أصحابه في الآراء المتعلقة بمصالح الحروب، وذلك في الآراء كثير، ولم يكن يشاورهم في الأحكام، لأنها مُنَزلة من عند الله، على جميع الأقسام، من الفرض، والندب، والمكروه، والحرام.. فأما الصحابة فكانوا يتشاورون في الأحكام، ويستنبطونها من الكتاب والسنة، وأول ما تشاور فيه الصحابة الخلافة، وتشاوروا في أهل الرِّدَّة، وتشاورا في الجَد وميراثه، وفي حد الخمر وعدده، وتشاوروا بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحروب... وروى الترمذي عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا كان أمراؤكم خيارَكم، وأغنياؤكم سُمَحَاءَكم، وأمرُكم شورى بينكم، فَظَهْر الأرض خير لكم من بطنها، وإذا كان أمراؤكم أشرارَكم، وأغنياؤكم بخلاءَكم، وأمورُكم إلى نسائكم، فبَطْنُ الأرض خير لكم من ظَهْرِها ) قال: حديث غريب(10).

قال ابن عطية: (ومَدحَ تعالى القوم، الذين أَمْرُهُم شورى' بينهم، لأن في ذلك، اجتماعَ الكلمة، والتحابَّ، واتصالَ الأيدي، والتعاضدَ على الخير، وفي الحديث: (ما تشاور قوم إلا هُدوا لأحسن ما بحضرتهم )(11)، وقال أيضًا في تفسير قــوله تعـــالى: {وأَمْرُهُم شُورى' بينهم } (الشورى:38).. والشورى من قواعد الشـــريعة، وعزائم الأحـــكام، ومن لا يســتشير أهل العــلم والدين، فعـــزله واجب، هذا ما لا خلاف فيه)(12). فذهب رحمه الله إلى إيجاب الشورى، وإيجاب عزل من يتركها من الحكام، ونقل عدم الخلاف في ذلك.

وقال الزَّجاج في تفسير قوله تعالى: {وأمرهم شورى بينهم }: (المعنى: أنهم لا ينفردون برأي حتى يجتمعوا عليه)(13).

فالشورى تعصم الأمة، من أن يظهر فيها مستبدون، وتعصمها من الزيغ، والانحراف عن الجادة، فعن أبي ذر رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (اثنان خير من واحد، وثلاثة خير من اثنين، وأربعة خير من ثلاثة، فعليكم بالجماعة، فإن الله عز وجل لن يجمع أمتي إلا على هدى )(14)، ومقتضى ما سبق، أن الحاكم إذا أخلَّ بموجب العقد، الذي بينه وبين أمته، وأصرَّ على غَيِّهِ، وجب عزله.

النقطة الثالثة: واجب المراقبة والتقويم، وهو واجب، ملقى على عاتق الأمة، فقد أوجب عليها الباري، الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، ومراقبة الحكام، وتقويمهم.. ولن أسهب بذكر الآيات والأحاديث، التي تحث على الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، فبحسبنا أن نستدل لواجب الأمة في مراقبة الحكام بما يلي:

1- أخرج مسلم في كتاب الإيمان، من حديث عبدا لله بن مسعود، رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ما من نبـي بعثه الله في أمـة قبلي، إلا كان له حواريون وأصحاب، يأخذون بسنته، ويقتدون بأمره، ثم إنها يخلـــف بعدها خُـلُوف، يقولون ما لا يفعـــــلون، ويفعــــلون ما لا يؤمرون، فمن جاهدهم بيده فهو مؤمن، ومن جاهدهم بلسانه فهو مؤمن، ومن جاهدهم بقلبه فهو مؤمن، وليس وراء ذلك من الإيمان حبة خَرْدَل )(15).

2- أخرج أبو داود، والترمذي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (أفضل الجهاد، كلمة حق عند سلطان جائر )(16).

3- لقد وَعَى' خلفاء رسول اللهصلى الله عليه وسلم، هذه المسألة وعيًا عميقًا.. وأكتفي ههنا بالاستشهاد بمواقف وكلمات لكلٍ من الراشدَيْن أبي بكر وعمر، رضي الله عنهما، مما قد مر معنا بعضه:

( أ ) يصدع أبو بكر، رضي الله عنه، في أول خطبة، بعد أن ولاّه المسلمون الخلافةَ، بالكلمات المشرقات الآتيات: (يا أيها الناس! إني قد وُليت عليكم، ولست بخيركم، إن أحسنتُ، فأعينوني، وإن أسأتُ، فقوِّمُوني.. الصدق أمانة، والكذب خيانة.. أطيعوني ما أطعت الله ورسولَه، فإذا عصيتُ الله ورسولَه، فلا طاعة لي عليكم )(17)، فيرسخ رضي الله عنه بهذه الكلمات، حقيقة خطيرة في العقل الجمعي للأمة، وفي وجدانها، وهي، أن المسؤول عن الأمة، ليس بخيرها، وإنما هو واحد من أبنائها -كما مر بيانه آنفًا- وأن طاعته، إنما تندرج تحت طاعته هو، لله ورسوله، وانضباطه، لتعاليم هذا الدين، إذ أبناء الأمة جميعًا، أمناء على مشروع أن يصبح الناس لربهم عابدين، وهم متعاونون عليه، ومن هنا كان الحكم مسؤولية مشتركة، بين أبناء الأمة جميعًا.

إن أبا بكر، رضي الله عنه، يربط بهذه الكلمات، الأمور بأصولها، فيربط الدولة في الإسلام، بوظيفتها العقيدية، وهي (وظيفة أصلية، سواء من حيث إطارها القيمي، أو مبادئها، وأشكالها النظامية، أو ممارساتها الواقعية العملية.. تؤكد ذلك الأوامر المنزلة من جانب، والخبرة التاريخية، من جانب آخر، وأن هذه الوظيفة، هي الوظيفة المحورية، والحاكمة، لباقي وظائف الدولة الإسلامية، وبالتالي، يترتب على إنجازها بفاعلية، فاعلية قيامها بباقي وظائفها )(18).

ومن هنا ،فإن أبا بكر رضي الله عنه، قد وضع الأمة، على جادة الطريق، فيما يخص هذه القضية، حين حملها مسؤوليتها في مراقبته، ونص على أن طاعتها له، مرتبطة بطاعته هو، لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم: (إن أحسنتُ، فأعينوني، وإن أسأتُ، فقوموني، الصدق أمانة، والكذب خيانة، أطيعوني، ما أطعتُ الله ورسوله، فإذا عصيتُ الله ورسولَهُ، فلا طاعة لي عليكم ).. (إنه رضي الله عنه، يريد أن يكون الحكم معادلة متكافئة، بين الحاكم والمحكوم، الطرفان يتحملان مسؤوليتهما، ويشاركان فيها بالفعل، والاجتهاد، والنقد، والرقابة الدائمة، وهو بالتالي، يريد أن ينمي الحس النقدي، ومسؤولية الرقابة، في نفوس أبناء أمته، فليس إلا في فترات الاستيلاب السياسي، أمة لا تَنْقُد حكامها، أو تراقبهم، ولا تقول: "لا"، حيث يجب أن تقال... )(19).

ب- وهذا عمر، رضي الله عنه، يخطب يومًا، على منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم، في المسجد النبوي الشريف، فيقول: (يا معشر المسلمين! ماذا تقولون، لو ملت برأسي إلى الدنيا هكذا ? ( وأمال رأسَه)، فقام إليه رجل، فقال: أجل، كنا نقول بالسيف هكذا (وأشار إلى القطع)، فقال عمر: إياي تعني بقولك ?! قال الرجل: نعم، إياك أعني بقولي، فقال عمر: الحمد لله، الذي جعل في رعيتي، من يُقَوِّمُني، إذا اعْوَجَجْت)(20).

وقال حذيفة رضي الله عنه: (دخلتُ على عُمر يومًا، فرأيته مهمومًا حزينًا، فقلتُ له: ما يهمك يا أمير المؤمنين ? قال: إني أخاف، أن أقع في منكر، فلا ينهاني أحد منكم تعظيمًا.. قال حذيفة: والله لو رأيناك، خرجتَ عن الحق، لنهيناك.. فسُرَّ عُمر وقال: الحمد لله، الذي جعل لي أصحابًا، يُقَوِّمونني، إذا اعوججت )(21).

وعن الحسن بن علي، رضي الله عنهما، قال: (كان بين عمر، وبين رجل كلام في شيء، فقال الرجل: اتق الله، فقال أحد الجالسين: أتقول لأمير المؤمنين: اتق الله ?! فردَّ عمر: دعه، فليقلها لي، فلا خير فيكم، إذا لم تقولوها، ولا خير فينا، إذا لم نقبلها )(22).

لقد سهر عمر، رضي الله عنه، على توفير المناخ الملائم، لرقابة الأمة، على حكامها، (فبينما قطعت فيها، أشد الجماعات ديمقراطية، خطوة واحدة، قطع هو فيها، خطوتين، إذ أنه لم يكتف، بإتاحة المجال الواسع، لأبناء أمته، أن يعترضوا، وإنما حثهم حثًا، ودفعهم دفعًا، إلى الاعتراض، وكان يهمه، ويشغل باله، أن تفقد أمته، إحساسها العميق بالحرية، وأن لا تتشرب دماؤها، أحاسيس النقد والرفض، حيث يتحتم، أن يُنقد عمل ما، ويُرفض، إذا اقتضى الأمر )(24).

يتبين لنا مما سلف، كيف أن الأمة، قد حَصَّنَها بَارِيها، ومُخْرِجُها للناس، من داء الاستبداد، بحصون متعددة، ولكنها، قد ذَهَِلَت عنها، فشأنها في ذلك، كشأن من يلحس الثَّرَى' عَطَشًا، والأنهار تجري من حوله، وإنه ليسير، أن نرمي الأمة بالغفلة، والجهل، والخمول، والجمود، وسائر أوصاف القدح، غير أن القَدْحَ، والسِّبَابَ، لم يكونا في يوم من الأيام، ليكفيا مؤنة العمل والكد، لتغيير ما بالأمة، من مذلة، ومهانة، إلى واقع العزة، والسؤدد، والشهادة على العالمين.

وإن الطريق ليبدأ، بتجديد عقيدة الأمة، وتجديد إيمانها، وضبط تصوراتها ومفاهيمها، وتصحيح أنواع العلاقات السائدة، بين أفرادها، لينصلح العمل، تبعًا لذلك، فالتصورات أصل، والسلوكات فرع.. وإنه لوَرْشٌ حضاريٌ لاَحِبٌ، يحتاج إلى كفاءات متعددة ومكوَّنة، وإلى تخطيط محكم، وعمل تنفيذي متواصل، ومتابعة متعقبة، وتقويم مستمر.. والله المستعان.

يتبـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــع

احمد عبادبي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shmmmm.forumarabia.com
زائر
زائر




الإسلام وهموم الناس - ( من أسباب انحسار خُلُق تبني هموم الناس(5)) Empty
مُساهمةموضوع: رد: الإسلام وهموم الناس - ( من أسباب انحسار خُلُق تبني هموم الناس(5))   الإسلام وهموم الناس - ( من أسباب انحسار خُلُق تبني هموم الناس(5)) I_icon_minitimeالثلاثاء 27 مارس 2012, 4:05 am

بارك الله فيك شعبااان

ولاحرمك الاجر
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
????
زائر




الإسلام وهموم الناس - ( من أسباب انحسار خُلُق تبني هموم الناس(5)) Empty
مُساهمةموضوع: رد: الإسلام وهموم الناس - ( من أسباب انحسار خُلُق تبني هموم الناس(5))   الإسلام وهموم الناس - ( من أسباب انحسار خُلُق تبني هموم الناس(5)) I_icon_minitimeالثلاثاء 27 مارس 2012, 3:53 pm

باااارك الله فيك شعبااان

وجزاك الله خيرا

بوركت جهودك

ننتظر المزيد

تحياااتي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
shaban
الإدارة
الإدارة
shaban


عدد المساهمات : 17315
نقاط : 26579
تاريخ التسجيل : 20/11/2011
العمر : 45

الإسلام وهموم الناس - ( من أسباب انحسار خُلُق تبني هموم الناس(5)) Empty
مُساهمةموضوع: رد: الإسلام وهموم الناس - ( من أسباب انحسار خُلُق تبني هموم الناس(5))   الإسلام وهموم الناس - ( من أسباب انحسار خُلُق تبني هموم الناس(5)) I_icon_minitimeالثلاثاء 27 مارس 2012, 9:32 pm

شكرا لمرورك نهاد

وبارك الله فيك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shmmmm.forumarabia.com
shaban
الإدارة
الإدارة
shaban


عدد المساهمات : 17315
نقاط : 26579
تاريخ التسجيل : 20/11/2011
العمر : 45

الإسلام وهموم الناس - ( من أسباب انحسار خُلُق تبني هموم الناس(5)) Empty
مُساهمةموضوع: رد: الإسلام وهموم الناس - ( من أسباب انحسار خُلُق تبني هموم الناس(5))   الإسلام وهموم الناس - ( من أسباب انحسار خُلُق تبني هموم الناس(5)) I_icon_minitimeالثلاثاء 27 مارس 2012, 9:33 pm

شكرا لمرورك بسمة

وبارك الله فيك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shmmmm.forumarabia.com
 
الإسلام وهموم الناس - ( من أسباب انحسار خُلُق تبني هموم الناس(5))
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الإسلام وهموم الناس - (من أسباب انحسار خُلُق تبني هموم الناس(1))
» الإسلام وهموم الناس - (من أسباب انحسار خُلُق تبني هموم الناس(2))
» الإسلام وهموم الناس - (من أسباب انحسار خُلُق تبني هموم الناس(3))
» الإسلام وهموم الناس - (من أسباب انحسار خُلُق تبني هموم الناس(4))
» الإسلام وهموم الناس - (من أسباب انحسار خُلُق تبني هموم الناس(6))

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات بهجة النفوس الاسلامية :: أقسام العلوم الشرعية :: الاسلامي العام-
انتقل الى:  
المواضيع الأخيرة
» رسائل للروح
الإسلام وهموم الناس - ( من أسباب انحسار خُلُق تبني هموم الناس(5)) I_icon_minitimeالأربعاء 12 أغسطس 2020, 8:49 pm من طرف shaban

» استمع للشيخ حسن صالح صاحب الصوت الجميل
الإسلام وهموم الناس - ( من أسباب انحسار خُلُق تبني هموم الناس(5)) I_icon_minitimeالخميس 30 نوفمبر 2017, 3:25 pm من طرف احمد المصرى

» الرجوع الى القران الكريم
الإسلام وهموم الناس - ( من أسباب انحسار خُلُق تبني هموم الناس(5)) I_icon_minitimeالخميس 30 نوفمبر 2017, 3:07 pm من طرف احمد المصرى

» هذا الطفل يقوم الليل
الإسلام وهموم الناس - ( من أسباب انحسار خُلُق تبني هموم الناس(5)) I_icon_minitimeالخميس 24 أغسطس 2017, 2:59 am من طرف shaban

» روائع الاعجاز النفسي - من أسرار السعادة
الإسلام وهموم الناس - ( من أسباب انحسار خُلُق تبني هموم الناس(5)) I_icon_minitimeالثلاثاء 08 أغسطس 2017, 2:09 am من طرف shaban

» الوسائل النبوية فى كسب قلوب البرية(7)
الإسلام وهموم الناس - ( من أسباب انحسار خُلُق تبني هموم الناس(5)) I_icon_minitimeالإثنين 07 أغسطس 2017, 10:41 pm من طرف shaban

» تفسير القران الكريم للشيخ ابو بكر الجزائرى
الإسلام وهموم الناس - ( من أسباب انحسار خُلُق تبني هموم الناس(5)) I_icon_minitimeالأربعاء 01 فبراير 2017, 5:37 pm من طرف احمد المصرى

» عشرة نساء لا ينساهن الرجل
الإسلام وهموم الناس - ( من أسباب انحسار خُلُق تبني هموم الناس(5)) I_icon_minitimeالأحد 29 يناير 2017, 8:19 am من طرف shaban

» الالتزام بمنهج اهل السنه
الإسلام وهموم الناس - ( من أسباب انحسار خُلُق تبني هموم الناس(5)) I_icon_minitimeالخميس 15 ديسمبر 2016, 5:51 pm من طرف احمد المصرى

» التلاوة التى هزت أركااااان الهند (2016) شيئ يفووووق الخياااال لملك المقامات وقارئ شباب العالم الاول
الإسلام وهموم الناس - ( من أسباب انحسار خُلُق تبني هموم الناس(5)) I_icon_minitimeالخميس 15 ديسمبر 2016, 5:47 pm من طرف احمد المصرى

» فديو للشيخ ابو اسحاق الحوينى
الإسلام وهموم الناس - ( من أسباب انحسار خُلُق تبني هموم الناس(5)) I_icon_minitimeالخميس 15 ديسمبر 2016, 5:43 pm من طرف احمد المصرى

» لكل قاتل قتله
الإسلام وهموم الناس - ( من أسباب انحسار خُلُق تبني هموم الناس(5)) I_icon_minitimeالخميس 08 ديسمبر 2016, 11:58 pm من طرف احمد المصرى

» الصلاة على النبى صل الله عليه وسلم
الإسلام وهموم الناس - ( من أسباب انحسار خُلُق تبني هموم الناس(5)) I_icon_minitimeالجمعة 14 أكتوبر 2016, 2:50 pm من طرف احمد المصرى

» الاعجاز فى القران الكريم
الإسلام وهموم الناس - ( من أسباب انحسار خُلُق تبني هموم الناس(5)) I_icon_minitimeالجمعة 14 أكتوبر 2016, 2:09 pm من طرف احمد المصرى

» لا ادرى
الإسلام وهموم الناس - ( من أسباب انحسار خُلُق تبني هموم الناس(5)) I_icon_minitimeالأربعاء 06 يناير 2016, 5:34 pm من طرف احمد المصرى

» الحديث الثانى من الاربعين النوويه
الإسلام وهموم الناس - ( من أسباب انحسار خُلُق تبني هموم الناس(5)) I_icon_minitimeالأربعاء 06 يناير 2016, 4:31 pm من طرف احمد المصرى

» معا لنصرة المسجد الاقصى وتحريره
الإسلام وهموم الناس - ( من أسباب انحسار خُلُق تبني هموم الناس(5)) I_icon_minitimeالأربعاء 30 ديسمبر 2015, 2:46 am من طرف احمد المصرى

» تحكيم شرع الله
الإسلام وهموم الناس - ( من أسباب انحسار خُلُق تبني هموم الناس(5)) I_icon_minitimeالأربعاء 30 ديسمبر 2015, 12:41 am من طرف احمد المصرى

»  تحكيم شرع الله عزوجل
الإسلام وهموم الناس - ( من أسباب انحسار خُلُق تبني هموم الناس(5)) I_icon_minitimeالثلاثاء 29 ديسمبر 2015, 11:56 pm من طرف احمد المصرى

» القدس رمز الأمة
الإسلام وهموم الناس - ( من أسباب انحسار خُلُق تبني هموم الناس(5)) I_icon_minitimeالثلاثاء 24 نوفمبر 2015, 5:49 pm من طرف احمد المصرى

أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
shaban - 17315
الإسلام وهموم الناس - ( من أسباب انحسار خُلُق تبني هموم الناس(5)) Vote_rcap1الإسلام وهموم الناس - ( من أسباب انحسار خُلُق تبني هموم الناس(5)) Voting_bar1الإسلام وهموم الناس - ( من أسباب انحسار خُلُق تبني هموم الناس(5)) Vote_lcap 
اريج الجنة - 5330
الإسلام وهموم الناس - ( من أسباب انحسار خُلُق تبني هموم الناس(5)) Vote_rcap1الإسلام وهموم الناس - ( من أسباب انحسار خُلُق تبني هموم الناس(5)) Voting_bar1الإسلام وهموم الناس - ( من أسباب انحسار خُلُق تبني هموم الناس(5)) Vote_lcap 
محمد - 2800
الإسلام وهموم الناس - ( من أسباب انحسار خُلُق تبني هموم الناس(5)) Vote_rcap1الإسلام وهموم الناس - ( من أسباب انحسار خُلُق تبني هموم الناس(5)) Voting_bar1الإسلام وهموم الناس - ( من أسباب انحسار خُلُق تبني هموم الناس(5)) Vote_lcap 
الشافعي - 1989
الإسلام وهموم الناس - ( من أسباب انحسار خُلُق تبني هموم الناس(5)) Vote_rcap1الإسلام وهموم الناس - ( من أسباب انحسار خُلُق تبني هموم الناس(5)) Voting_bar1الإسلام وهموم الناس - ( من أسباب انحسار خُلُق تبني هموم الناس(5)) Vote_lcap 
زهرة الفردوس - 281
الإسلام وهموم الناس - ( من أسباب انحسار خُلُق تبني هموم الناس(5)) Vote_rcap1الإسلام وهموم الناس - ( من أسباب انحسار خُلُق تبني هموم الناس(5)) Voting_bar1الإسلام وهموم الناس - ( من أسباب انحسار خُلُق تبني هموم الناس(5)) Vote_lcap 
الرحال - 163
الإسلام وهموم الناس - ( من أسباب انحسار خُلُق تبني هموم الناس(5)) Vote_rcap1الإسلام وهموم الناس - ( من أسباب انحسار خُلُق تبني هموم الناس(5)) Voting_bar1الإسلام وهموم الناس - ( من أسباب انحسار خُلُق تبني هموم الناس(5)) Vote_lcap 
محمد احمد غيث - 130
الإسلام وهموم الناس - ( من أسباب انحسار خُلُق تبني هموم الناس(5)) Vote_rcap1الإسلام وهموم الناس - ( من أسباب انحسار خُلُق تبني هموم الناس(5)) Voting_bar1الإسلام وهموم الناس - ( من أسباب انحسار خُلُق تبني هموم الناس(5)) Vote_lcap 
هايدي - 116
الإسلام وهموم الناس - ( من أسباب انحسار خُلُق تبني هموم الناس(5)) Vote_rcap1الإسلام وهموم الناس - ( من أسباب انحسار خُلُق تبني هموم الناس(5)) Voting_bar1الإسلام وهموم الناس - ( من أسباب انحسار خُلُق تبني هموم الناس(5)) Vote_lcap 
احمد المصرى - 61
الإسلام وهموم الناس - ( من أسباب انحسار خُلُق تبني هموم الناس(5)) Vote_rcap1الإسلام وهموم الناس - ( من أسباب انحسار خُلُق تبني هموم الناس(5)) Voting_bar1الإسلام وهموم الناس - ( من أسباب انحسار خُلُق تبني هموم الناس(5)) Vote_lcap 
معتز - 50
الإسلام وهموم الناس - ( من أسباب انحسار خُلُق تبني هموم الناس(5)) Vote_rcap1الإسلام وهموم الناس - ( من أسباب انحسار خُلُق تبني هموم الناس(5)) Voting_bar1الإسلام وهموم الناس - ( من أسباب انحسار خُلُق تبني هموم الناس(5)) Vote_lcap 
أفضل 10 أعضاء في هذا الشهر
لا يوجد مستخدم

.: عدد زوار المنتدى :.

ضع اميلك ليصلك كل ما هو جديد:

لا تنسى الضغط على رابط التفعيل فى بريدك لاتمام الاشتراك

منتديات بهجة النفوس الاسلامية

[جميع ما يطرح في منتديات بهجة النفوس الإسلامية لا يعبر عن رأي الإدارة بالضروري ،وإنما يعبر عن رأي الكاتب ]

للتسجيل اضغط هـنـا

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More