منتديات بهجة النفوس الاسلامية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدي اسلامي على مذهب اهل السنة والجماعه
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (درجة إيمان العباد حين يستحقون النصر)

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
shaban
الإدارة
الإدارة
shaban


عدد المساهمات : 17315
نقاط : 26579
تاريخ التسجيل : 20/11/2011
العمر : 45

درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (درجة إيمان العباد حين يستحقون النصر) Empty
مُساهمةموضوع: درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (درجة إيمان العباد حين يستحقون النصر)   درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (درجة إيمان العباد حين يستحقون النصر) I_icon_minitimeالجمعة 20 أبريل 2012, 9:46 pm

درجة إيمان العباد حين يستحقون النصر



إن عقيدة المسلمين لا تخضع للمصالح الشخصية، بل هي رهن المصالح العامة وحدها، وقد انتصر المسلمون بالعقيدة الراسخة، وهي اليوم غائبة عنهم فذلوا وهزموا، فما أحراهم أن يعودوا إلى عقيدتهم ليستعيدوا مكانتهم بين الأمم، ولينتصروا على أعدائهم، فقد غاب عنهم النصر منذ غاب عنهم الإسلام.

لقد كانت انتصارات المسلمين الأولين انتصارات عقيدة بلا مراء، وكان النصر من أول ثمرات هذه العقيدة على النطاق الجماعي.

والقرآن الكريم في كثير من آياته يصف الحالة الإيمانية، ويحدد درجة الإيمان لعباد الله حين يُنزل الله عليهم نصره ويحيطهم بحفظه ويؤيدهم بجنده:

موسى ؛ ومن معه من المؤمنين:

قال تعالى: âفَمَا آَمَنَ لِمُوسَى إِلَّا ذُرِّيَّةٌ مِنْ قَوْمِهِ عَلَى خَوْفٍ مِنْ فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِمْ أَنْ يَفْتِنَهُمْ وَإِنَّ فِرْعَوْنَ لَعَالٍ فِي الْأَرْضِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الْمُسْرِفِينَ . وَقَالَ مُوسَى يَا قَوْمِ إِنْ كُنْتُمْ آَمَنْتُمْ بِاللَّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُسْلِمِينَ . فَقَالُوا عَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْنَا رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ . وَنَجِّنَا بِرَحْمَتِكَ مِنَ الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ . وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى وَأَخِيهِ أَنْ تَبَوَّآَ لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتًا وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَá [يونس:83-87]

تشير الآيات إلى أن الذين أظهروا إيمانهم وانضمامهم لموسى من بني إسرائيل كانوا هم الفتيان الصغار، لا مجموعة الشعب الإسرائيلي. وأن هؤلاء الفتيان كان يُخشى من فتنتهم وردهم عن اتباع موسى، خوفا من فرعون وتأثير كبار قومهم ذوي المصالح عند أصحاب السلطان، والأذلاء الذين يلوذون بكل صاحب سلطة وبخاصة من إسرائيل. وقد كان فرعون ذا سلطة ضخمة وجبروت، كما كان مسرفا في الطغيان، لا يقف عند حد، ولا يتحرج من إجراء قاسٍ.

والحكمة -والله أعلم- بكونه ما آمن لموسى إلا ذرية من قومه، أن الذرية والشباب أقبل للحق، وأسرع له انقيادًا، بخلاف الشيوخ ونحوهم ممن تربى على الكفر فإنهم -بسبب ما مكث في قلوبهم من العقائد الفاسدة- أبعد من الحق من غيرهم.

(فَمَا آَمَنَ لِمُوسَى إِلَّا ذُرِّيَّةٌ مِنْ قَوْمِهِ عَلَى خَوْفٍ مِنْ فِرْعَوْنَ..) هذا ثناء عليهم بأنهم آمنوا ولم يصدهم عن الإيمان خَوفهم من فرعون. وقد كانوا محقين في خوفهم الشديد؛ فإنه (لَعَالٍ فِي الْأَرْضِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الْمُسْرِفِينَ).. وفي هذا زيادة ثناء على قوة إيمانهم إذ آمنوا في حال خوفهم من الملك مع قدرته على أذاهم.

وهنا لا بد من إيمان يرجح المخاوف، ويطمئن القلوب، ويثبتها على الحق الذي تنحاز إليه: (وَقَالَ مُوسَى يَا قَوْمِ إِنْ كُنْتُمْ آَمَنْتُمْ بِاللَّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُسْلِمِينَ).. فالتوكل على الله دلالة الإيمان ومقتضاه. وعنصر القوة الذي يضاف إلى رصيد القلة الضعيفة أمام الجبروت الطاغي فإذا هي أقوى وأثبت.

وجملة: (إِنْ كُنْتُمْ مُسْلِمِينَ) شرط ثانٍ مؤكد لشرط (إِنْ كُنْتُمْ آَمَنْتُمْ بِاللَّهِ)، فحصل من مجموع الجملتين أن حصول هذا التوكل متوقف على حصول إيمانهم وإسلامهم، لمزيد الاعتناء بالتوكل وأنه ملازم للإيمان والإسلام، ومبين أيضا للشرط الأول؛ أي: إن كان إيمانكم إيمان مسلم لله، أي مخلص له غير شائب إياه بتردد في قدرة الله ولا في أن وعده حق، فَحصَل من مجموع الشرطين ما يقتضي تعليق كل من الشرطين على الشرط الآخر. وكان قوله: (فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُوا) جوابا للشرطين كليهما. أي يُقدر للشرط الثاني جواب مماثل لجواب الشرط الأول.

فإن كنتم آمنتم بالله حقا كما أظهرتْه أقوالكم؛ فعليه اعتمدوا في نصركم ودفع الضر عنكم، ولا تعتمدوا في ذلك على أنفسكم بمصانعة فرعون، ولا على فرعون بإظهار الولاء له..

وأراد إثارة صدق إيمانهم وإلهابَ قلوبهم بجعل إيمانهم معلقا بالشرط محتمل الوقوع، حيث تخوفوا من فرعون أن يفتنهم فأرادوا أن يكتموا إيمانهم تقية من فرعون وملئهم، وإنما جَعل عدم اكتراثهم ببطش فرعون علامة على إيمانهم لأن الدعوة في أول أمرها لا تتقوم إلا بإظهار متبعيها جماعتهم، فلا تُغتفَر فيها التقية حينئذٍ.. وبذلك عمل المسلمون الأولون مثل بلال وآل ياسر؛ فأعلنوا الإيمان وتحملوا الأذى، وإنما سُوغت التقية للآحاد من المؤمنين بعد تقوم جامعة الإيمان؛ فذلك محل قوله تعالى: (مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ) [النحل:106].

واستجاب المؤمنون لهتاف الإيمان على لسان نبيهم: (فَقَالُوا عَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْنَا).. فقد كان صادق إيمانهم مع نور الأمر النبوي الذي واجههم به نبيهم مسرعا بهم إلى التجرد عن التخوف والمصانعة، وإلى عقد العزم على التوكل على الله؛ فلذلك بادروا بجوابه بكلمة (عَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْنَا) مشتملة على خصوصية القصر المقتضي تجردهم عن التوكل على غير الله تعالى.

ومن ثَم توجهوا إلى الله بالدعاء: (رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ)..

والدعـاء بألا يجعلهم الله فتنة للقوم الظالمين مقصود به ألا يمكن القوم الظالمين منهم، فيظن القوم أن تمكنهم من المؤمنين بالله دليل على أن عقيدتهم هم أصح ولذلك انتصروا وهزم المؤمنون! والفتية هنا ينظرون إلى مصلحة الدين قبل مصلحتهم لأنهم إن تمكن الكفرة من إهلاكهم أو تعذيبهم قويت شوكة أنصار الكفار فيقولون في أنفسهم: لو كان هؤلاء على الحق لما أصابهم ما أصابهم فيفتتن بذلك عامةُ الكفرة ويظنون أن دينهم الحق.

والآية الثانية أكثر صراحة في النتيجة المطلوبة: (وَنَجِّنَا بِرَحْمَتِكَ مِنَ الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ)..

ودعاؤهم الله ألا يجعلهم فتنة للقوم الظالمين، وأن ينجيهم برحمته من القوم الكافرين، لا ينافي الاتكال على الله والتقوِّي به. بل هو أدل على التوجه بالاتكال والاعتماد إلى الله. والمؤمن لا يتمنى البلاء، ولكن يثبت عند اللقاء.

وعقب هذا التميز، وفي فترة الانتظار بعد الجولة الأولى، وإيمان من آمن بموسى، أوحى الله إليه وإلى هارون أن يتخذا لبني إسرائيل بيوتا خاصة بهم، وذلك لفرزهم وتنظيمهم استعدادا للرحيل من مصر في الوقت المختار؛ وكلفهم تطهير بيوتهم، وتزكية نفوسهم، والاستبشار بنصر الله: (وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى وَأَخِيهِ أَنْ تَبَوَّآَ لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتًا وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ)..

وتلك هي التعبئة الروحية إلى جوار التعبئة النظامية. وهما معا ضروريتان للأفراد والجماعات، وبخاصة قبيل المعارك والمشقات. ولقد يستهين قوم بهذه التعبئة الروحية، ولكن التجارب ما تزال إلى هذه اللحظة تنبئ بأن العقيدة هي السلاح الأول في المعركة، وأن الأداة الحربية في يد الجندي الخائر العقيدة لا تساوي شيئا كثيرا في ساعة الشدة.

وهذه التجربة التي يعرضها الله على العصبة المؤمنة ليكون لها فيها أسوة، ليست خاصة ببني إسرائيل، فهي تجربة إيمانية خالصة. وقد يجد المؤمنون أنفسهم ذات يوم مطاردين في المجتمع الجاهلي، وقد عمت الفتنة وتجبر الطاغوت، وفسد الناس، وأنتنت البيئة -وكذلك كان الحال على عهد فرعون في هذه الفترة- وهنا يرشدهم الله إلى أمور:

- اعتزال الجاهلية بنتنها وفسادها وشرها -ما أمكن في ذلك- وتجمع العصبة المؤمنة الخيرة النظيفة على نفسها، لتطهرها وتزكيها، وتدربها وتنظمها، حتى يأتي وعد الله لها.

- اعتزال معابد الجاهلية واتخاذ بيوت العصبة المسلمة مساجد. تحس فيها بالانعزال عن المجتمع الجاهلي، وتزاول فيها عبادتها لربها على نهج صحيح، وتزاول بالعبادة ذاتها نوعا من التنظيم في جو العبادة الطهور.

(وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ) بالنصر والتأييد، وإظهار دينهم، فإن مع العسر يسرًا، إن مع العسر يسرًا، وحين اشتد الكرب، وضاق الأمر، فرجه الله ووسعه.

وعَطْفُ جملة (وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ) على ما قبلها يؤذن بأن ما أمروا به من اتخاذ البيوت أمر بحالة مشعرة بترقب أخطار وتخوف؛ فإنهم قالوا: (رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً..) فأمر موسى أن يبشرهم بحسن العاقبة، وأنهم منصورون على عدوهم وناجون منه.(1)

بنو إسرائيل وانتفاضة العقيدة:

قال تعالى: (فَلَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آَمَنُوا مَعَهُ قَالُوا لَا طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو اللَّهِ كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ. وَلَمَّا بَرَزُوا لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُوا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ . فَهَزَمُوهُمْ بِإِذْنِ اللَّهِ)[البقرة:249-251]

تتحدث الآيات عن تجربة في حياة بني إسرائيل من بعد موسى ؛؛ بعدما ضاع ملكهم، ونُهبت مقدساتهم، وذلوا لأعدائهم، وذاقوا الويل بسبب انحرافهم عن هدْي ربهم وتعاليم نبيهم.. ثم انتفضت نفوسهم انتفاضة جديدة؛ واستيقظت في قلوبهم العقيدة؛ واشتاقوا القتال في سبيل الله، فقالوا: (لِنَبِيٍّ لَهُمُ ابْعَثْ لَنَا مَلِكًا نُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ) [البقرة:246].. فتبرز جملة حقائق، تحمل إيحاءات قوية للجماعة المسلمة في كل جيل، فضلاً على ما كانت تحمله للجماعة المسلمة في ذلك الحين.

والعبرة الكلية التي تبرز من القصة كلها هي أن هذه الانتفاضة - انتفاضة العقيدة - على الرغم من كل ما اعتورها أمام التجربة الواقعة من نقص وضعف، ومن تخلي القوم عنها فوجا بعد فوج في مراحل الطريق؛ على الرغم من هذا كله فإن ثبات حفنة قليلة من المؤمنين عليها قد حقق لبني إسرائيل نتائج ضخمة جدا..

فقد كان فيها النصر والعز والتمكين بعد الهزيمة المنكرة، والمهانة الفاضحة، والتشريد الطويل والذل تحت أقدام المتسلطين. ولقد جاءت لهم بملك داود، ثم ملك سليمان وهذه أعلى قمة وصلت إليها دولة بني إسرائيل في الأرض، وهي عهدهم الذهبي الذي يتحدثون عنه؛ والذي لم يبلغوه من قبـل في عهـد النبوة الكبرى!

وكان هذا النصر كله ثمرة مباشرة لانتفاضة العقيدة من تحت الركام؛ وثبات حفنة قليلة عليها أمام جحافل جالوت!

لقد كان طالوت ومن معه مؤمنين، وعلى درجة من الإيمان فاضلة، ولكنهم قالوا: (لَا طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ) لِمَا رأوا مِن قلتهم وكثرة جنود جالوت، فقد كانوا جيوشا متكاثرة، وجنودا مجندة، فلا إمكان لخوض المعركة معهم بهذه القياسات المادية حتما، ولكن كان مع طالوت والمؤمنين طائفة أخلص منهم إيمانا وأرفع؛ من الذين يظنون أنهم ملاقو الله، والظن هنا بمعنى اليقين، والإيقان منهم بأنهم ملاقو الله هو أخلص الإيمان وكماله.

لقد كان بين طالوت ومن معه طائفة اتصفت باليقين وهو درجة كمال الإيمان، فيقينهم منصرف هنا إلى لقاء الله؛ وهذا غاية اليقين وأسمى مراتبه، وهنا قامت تلك الطائفة الموقنة بإقناع طالوت وبقية المؤمنين، ورجعوا وقاسوا لهم مقاييس الحروب بالإيمان، وأن القليل يغلب الكثير إذا أذن الله، فلنطلب النصر منه سبحانه ونتضرع إليه، ونطلب أسباب معيته، وهي الصبر والرغبة إليه فلن نُغلب، وهنا اقتنع بقية المؤمنين القلة الذين كانوا فوق الثلاثمائة بيسير(1)، وقابلوا الألوف المؤلفة وهم يتضرعون إلى الله (فَهَزَمُوهُمْ بِإِذْنِ اللَّهِ). إن قوله تعالى هنا: (بِإِذْنِ اللَّهِ) ليدل على أن الهزيمة ما كانت لتكون أبدا لولا إذنه سبحانه؛ فهو الذي نصر المؤمنين، ولولا نصره لهم، لذهبوا شربة ماء لجالوت وجنوده، وما كان ذلك النصر ليكون ويأذن به الله؛ لولا تلك الطائفة الموقنة الذين أرجعوا طالوت والمؤمنين إلى اليقين وطلب النصر من الله، والثقة بنصر الله والصبر حتى نصرهم الله وهـزم عدوهم. [عوامل النصر والتمكين في دعوات المرسلين – في ظلال القرآن]

الصحابة في بيعة الرضوان:

ما رتب الله سبحانه وتعالى على بيعة الرضوان من إثابة المؤمنين بالفتح القريب ومغانم كثيرة يأخذونها في خيبر، وكف أيدي الناس عنهم، وفتح مكة لهم بعد ذلك دون عناء قتال؛ إنما كان لما علم في قلوبهم من الإيمان الخالص له سبحانه؛ فأثابهم كل ذلك الثواب بناءً عليه.

قال تعالى: (لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا . وَمَغَانِمَ كَثِيرَةً يَأْخُذُونَهَا وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا) [الفتح:18-19]

وهنا نرى الإيمان الخالص لله إذا علمه تعالى في قلوب عباده أثابهم عليه فتحا دون قتال ومغانم كثيرة، كم قاتلوا من قبل فلم يجدوا مثلها!

إن الله سبحانه قد أثاب المؤمنين بكل تلك البشائر والفتوح، لا لجهادهم ولا لسعيهم إلى العمرة، وإنما لشيء علمه في قلوبهم: (فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا . وَمَغَانِمَ كَثِيرَةً)

إن هذه الآيات لتؤكد أن الإيمان الخالص لله هو شرط النصر والتمكين لجماعة المؤمنين، وأنه أعظم شروط نصر الله وتمكينه للمؤمنين، بل هو الشرط الرئيس والأساس، وأنه عند توافره وخلوصه وبلوغه درجة الكمال

كدرجة البيعة على الموت في سبيل الله كما كان في بيعة الرضوان فإن الله قد يثيب عليه فتحا ونصرا وتأييدا وتمكينا، دون أن يطالب أو يكلف المؤمنين بالجهاد أو عناء النصر وتبعات تطلبه.

وهنا يظهر دور الإيمان الخالص في بيعة الرضوان، وأن الفتح والمغانم وبشائر التمكين ما كانت إلا ثوابا له، ونرى مدى حرص رسول الله صلى الله عليه وسلم على توفير هذا العامل العظيم من عوامل النصر وتطلبه، ونرى كذلك شدة حرصه على نفي ما يوهن منه أو يضعفه في النفوس، أو يعكر صفاءه أو ينقص كماله، فلقد كان صلى الله عليه وسلم يحرص على أن يوفر من يتوافر فيهم الإيمان الخالص المجرد في صفوف جيشه، ويحرص على خروجهم معه، ويحض صحابته على معرفة قدرهم وأنهم سبب نصر الله لهم، فيقول صلى الله عليه وسلم : "ابغوني الضعفاء فإنما ترزقون وتنصرون بضعفائكم" [رواه أبو داود، وصححه الألباني]. ويقول خ: "إنما ينصر الله هذه الأمة بضعيفها، بدعوتهم وصلاتهم وإخلاصهم". [رواه النسائي، وصححه الألباني]

وذلك أن الضعفاء إذا كانوا أهل صلاة ودعاء وإخلاص بحق، وأهل إيمان خالص لله سالم من الشوائب؛ فإنهم لضعفهم لا يتعلقون بسبب إلا بالخالق سبحانه. وهذا هو عامل النصر الرئيس.

وكذلك كان صلى الله عليه وسلم يحرص على إبعاد كل ما يشوب الإيمان في نفوس صحابته وأمرائهم وسراياهم، فلا يولي إمارة سرية أو ما فوقها مَن يعلم فيه حرصا على الإمارة أو استشرافا لها، وما ذاك إلا لكي لا يختل شرط النصر فينقص الإيمان وتتوجه النية إلى الشرف أكثر من توجهها لنصرة دين الله والإخلاص لإعلاء كلمته سبحانه: عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "إنا والله لا نُولِّي على هذا العمل أحدًا سأله ولا أحدًا حرص عليه". [رواه مسلم]

فسبحان الذي أوجب على نفسه نصر المؤمنين؛ وجعله لهم حقا، فضلاً وكرما. وأكده لهم في صيغة جازمة لا تحتمل شكا ولا ريبا. وكيف والقائل هو الله القوي العزيز الجبار المتكبر، القاهر فوق عباده وهو الحكيم الخبير. يقولها سبحانه معبرة عن إرادته التي لا تُرد، وسنته التي لا تتخلف، وناموسه الذي يحكم الوجود..

والمقصود بـ(المؤمنين) في قوله تعالى: (وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ) [الروم:47]

ليس مجرد التسمية لهم بالإيمان، أو ذكـر جنسهم أنهم من أهـل الإيمان، وإنما المقصـود هنـا المؤمنون الخُلَّص الذين حققـوا الإيمان تحقيقا، وجردوه لله تجريدا؛ فهم الذين جعل الله لهم حقا عليه أن ينصرهم، أما مجرد حصول الإيمان والتسمي به فلا يتناوله هذا الوعد، وليس المقصود في الآية. (1)

وعن مدى تأثير القوة الإيمانية في تحقيق أروع البطولات تقول د. نور الهدى: [قال مونتجمري في كتابه (الحرب عبر التاريخ): "أهم مميزات الجيوش الإسلامية لم تكن في المعدات، أو التسليح، أو التنظيم، بل كانت في الروح الإيمانية العالية النابعة من قوة إيمانهم"

ولنتأمل كيف وصف جنود العدو جند الإسلام قبيل فتح مصر لنعرف كم وعوا عوامل نصرنا، وعوامل هزيمتنا منذ القديم، لقد بعث المقوقس ملك مصر رسلاً إلى جيش الفاتح عمرو بن العاص ت؛ فلم يصرفهم، ولم يُلقِ فيهم خطبة عصماء، ولم يهددهم بسلاح، بل أبقاهم عنده يومين ليريهم حياة جند رباهم الإسلام واختارهم الله لفتح مصر؛ فلما عاد الرسل إلى الملك سألهم: كيف رأيتموهم؟ قالوا: رأينا قوما الموت أحب إلى أحدهم من الحياة، والتواضع أحب إليهم من الرفعة، ليس لأحدهم رغبة ولا نهمة، جلوسهم على التراب، وأكلهم على ركبهم، وأميرهم كواحد منهم، ما يُعرف رفيعهم من وضيعهم، ولا السيد من العبد، وإذا حضرت الصلاة لم يتخلف عنها منهم أحد، يغسلون أطرافهم بالماء، ويخشعون في صلاتهم.. عندئذ قال المقوقس: لو أن هؤلاء استقبلوا الجبال لأزالوها، وما يقوى على قتال هؤلاء أحد..!

ودانت مصر لفاتحيها المسلمين الذين استحوذوا على أسباب القوة الإيمانية، فانهزم المقوقس أمامهم نفسيا قبل أن يشهد ميدان المعركة سجالاً.

وإذا استقرأنا التاريخ الإسلامي منذ بداياته الأولى وحتى اليوم؛ فلن نجد أوضح من العلاقة بين الخواء الروحي والإيماني للأمة وهزيمتها وتراجعها الحضاري، فقوة الأمة مشروطة بإيمان أفرادها، وضعفها رهين اعتلالهم الإيماني، ومرضهم الروحي.

ومن ثم كان المسجد الأقصى في حوزة المسلمين طوال عهود عافيتهم الإيمانية، فإذا تراجعت العافية كان العقاب حرمانهم من امتلاك الأقصى مسرى النبي صلى الله عليه وسلم وأولى القبلتين.

ولذلك أيضا لم يكتف المجاهد صلاح الدين الأيوبي بإعداد العدة البشرية والعسكرية لتحرير الأقصى، بل ظل سنوات يعد القلوب ويسلحها بالإيمان، وينزع منها الفتور، ويشحذ يقينها لتقود أصحابها في معركة استرداد الأقصى؛ فكانت حلقات العلم ودروس الإمام الغزالي، وصيحات الجهاد من فوق المآذن، وتحفيز الغيرة، واستدرار الإحساس بالمسئولية الفردية عن صناعة كل نفس مؤمنة؛ وسائل سارت جنبا إلى جانب الإعداد القتالي، وما كان الأقصى ليتحرر على يدي صلاح الدين لو لم يكن قد امتلك فقه الأخذ بالأسباب الإيمانية والمادية معا (فإذن الله) الوارد في الآية الكريمة: (كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ)[البقرة:249] إشارة واضحة إلى عدم كفاية العدة القتالية فقط لتحقيق النصر، إذ إن إذن الله بالنصر حكر على من يمتلكون أسباب القوة الإيمانية كلها، حتى وإن كان عتادهم أضعف، وعددهم أقل.

إننا راضون بالإيمان الضعيف بإرادتنا أو رغما عنها، غير مستعدين لأن نُقوي

هذا الإيمان ونشحذه؛ نستسلم للعثرات والمثبطات..

إن العزم الباتر ثمرة الإيمان الباتر، والعزم الفاتر ثمرة الإيمان الفاتر أيضا، وهذا ما يدركه أعداؤنا جيدا؛ فلا يألون جهدا في (تفتير) إيماننا، وإضعاف يقيننا، وإلهائنا بالسفاسف عن المعالي، وبالصغائر عن العظائم، إنهم أكثر قراءة لتاريخنا منا، وأعلم بنقاط ضعفنا منا أيضا، ولذلك يدركون أنه كلما زادت ثغور الإيمان وافتقرت للمرابطين سهل انتصارهم عليها، وعزت هزيمتهم؛ ولذلك عكفوا ويعكفون وسيظلون عاكفين على فتح هذه الثغور، وإشعارنا بالهزيمة النفسية التي لم يعرفها سلفنا الصالح فشهد لهم أعداؤهم.

فالعدة العسكرية والاستراتيجية لا تكون محددا لانتصار قوة على أخرى إلا حين تتساوى كفتا الإيمان عند القوتين، ولذا يجب أن نخاف، ونراجع أنفسنا، ونستشعر الرعب الشديد من الهزائم المتلاحقة على أمتنا، ونشعر بمسؤولياتنا المباشرة عنها؛ لأننا افتقدنا إلى عدة الإيمان، فانتصر علينا من أخذوا بالأسباب الدنيوية، وتساووا معنا في إيمانهم، تساووا معنا، فلسنا أكثر منهم إيمانا، ولا توكلاً، ولا ركونا إلى الله، ولسنا أصح منهم يقينا، ولا أعفى قلوبا، ولا أقل حرصا على حياة، ولا أكثر إقداما على الموت.

ترى هل نحسن قراءة تاريخنا، والتعامل مع تراثنا لنستخرج منه أسباب الوقاية من الاعتلال الإيماني؛ كما علمنا إياها قرآننا وسنتنا وسيرة سلفنا الصالح، أم نؤثر دخول جحر الضب؛ كما تنبأ لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ووفاضنا خال من السلاح العقيدي والقلبي ليلتهمنا هذا الضب الضعيف دون أن يردعه شيء..](1)

إذا الإيمانُ ضاعَ فـلا أمانَ ولا دنيا لمَن لم يُحي دينَا ومَن رضيَ الحياةَ بغيرِ دينٍ فقد جعلَ الفناءَ لها قرينَا

أولئك هم المؤمنون حقا:

قال تعالى: ( إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آَيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ. الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ. أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ ) [الأنفال: 2-4]

(إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ) الألف واللام للاستغراق لشرائع الإيمان. أي إنما الكاملو الإيمان؛ مَن صفتهم كيت وكيت.. والدليل عليه قوله: (أولئك همُ المؤمنون حقًّا). وهذه الآية تدل على أن الإيمان لا يحصل إلا عند حصول أمور خمسة


--------------------------------------------------------------------------------

(1) في ظلال القرآن – تيسير الكريم الرحمن – التحرير والتنوير

(1) عن البراء قال: كنا أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم نتحدث أن عِدَّة أَصحاب بدر على عِدَّة أصحاب طالوت الذين جاوزوا معه النهر، ولم يجاوز معه إلا مؤمن بضعة عشر وثلاثمائة. [رواه البخاري]

(1) عوامل النصر والتمكين في دعوات المرسلين – في ظلال القرآن

(1) الصحة الإيمانية وأثرها على واقع الأمة: تحقيق قيم لمجلة المنار


دُرّة اليقين في أسْباب النصْر والتمْكين

جمع وإعداد جميلة المصري
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shmmmm.forumarabia.com
اريج الجنة
شخصيات هامة
اريج الجنة


عدد المساهمات : 5330
نقاط : 7782
تاريخ التسجيل : 30/11/2011
درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (درجة إيمان العباد حين يستحقون النصر) 9f14e6fcb1

درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (درجة إيمان العباد حين يستحقون النصر) Empty
مُساهمةموضوع: رد: درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (درجة إيمان العباد حين يستحقون النصر)   درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (درجة إيمان العباد حين يستحقون النصر) I_icon_minitimeالأحد 22 أبريل 2012, 1:46 am

درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (درجة إيمان العباد حين يستحقون النصر) 13064421041622
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
shaban
الإدارة
الإدارة
shaban


عدد المساهمات : 17315
نقاط : 26579
تاريخ التسجيل : 20/11/2011
العمر : 45

درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (درجة إيمان العباد حين يستحقون النصر) Empty
مُساهمةموضوع: رد: درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (درجة إيمان العباد حين يستحقون النصر)   درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (درجة إيمان العباد حين يستحقون النصر) I_icon_minitimeالأحد 22 أبريل 2012, 4:04 am

شكرا لمرورك اريج

اسعدني تواجدك الطيب

وبارك الله فيك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shmmmm.forumarabia.com
????
زائر




درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (درجة إيمان العباد حين يستحقون النصر) Empty
مُساهمةموضوع: رد: درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (درجة إيمان العباد حين يستحقون النصر)   درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (درجة إيمان العباد حين يستحقون النصر) I_icon_minitimeالإثنين 23 أبريل 2012, 12:58 am

بااارك الله فيك شعبااان

وجزااااك الله خيرااا

بوركت جهودك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
shaban
الإدارة
الإدارة
shaban


عدد المساهمات : 17315
نقاط : 26579
تاريخ التسجيل : 20/11/2011
العمر : 45

درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (درجة إيمان العباد حين يستحقون النصر) Empty
مُساهمةموضوع: رد: درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (درجة إيمان العباد حين يستحقون النصر)   درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (درجة إيمان العباد حين يستحقون النصر) I_icon_minitimeالإثنين 23 أبريل 2012, 2:44 am

شكرا لمرورك بسمة

اسعدني تواجدك الطيب

وبارك الله فيك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shmmmm.forumarabia.com
 
درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (درجة إيمان العباد حين يستحقون النصر)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (أسباب النصر والتمكين أولا الإيمان الخالص)
» درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (للخطيئة أثرها في النصر والهزيمة)
» درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (صور النصر شتى)
» درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (ولا تعتدوا)
» درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (سنة الإملاء)

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات بهجة النفوس الاسلامية :: أقسام العلوم الشرعية :: الاسلامي العام-
انتقل الى:  
المواضيع الأخيرة
» رسائل للروح
درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (درجة إيمان العباد حين يستحقون النصر) I_icon_minitimeالأربعاء 12 أغسطس 2020, 8:49 pm من طرف shaban

» استمع للشيخ حسن صالح صاحب الصوت الجميل
درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (درجة إيمان العباد حين يستحقون النصر) I_icon_minitimeالخميس 30 نوفمبر 2017, 3:25 pm من طرف احمد المصرى

» الرجوع الى القران الكريم
درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (درجة إيمان العباد حين يستحقون النصر) I_icon_minitimeالخميس 30 نوفمبر 2017, 3:07 pm من طرف احمد المصرى

» هذا الطفل يقوم الليل
درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (درجة إيمان العباد حين يستحقون النصر) I_icon_minitimeالخميس 24 أغسطس 2017, 2:59 am من طرف shaban

» روائع الاعجاز النفسي - من أسرار السعادة
درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (درجة إيمان العباد حين يستحقون النصر) I_icon_minitimeالثلاثاء 08 أغسطس 2017, 2:09 am من طرف shaban

» الوسائل النبوية فى كسب قلوب البرية(7)
درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (درجة إيمان العباد حين يستحقون النصر) I_icon_minitimeالإثنين 07 أغسطس 2017, 10:41 pm من طرف shaban

» تفسير القران الكريم للشيخ ابو بكر الجزائرى
درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (درجة إيمان العباد حين يستحقون النصر) I_icon_minitimeالأربعاء 01 فبراير 2017, 5:37 pm من طرف احمد المصرى

» عشرة نساء لا ينساهن الرجل
درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (درجة إيمان العباد حين يستحقون النصر) I_icon_minitimeالأحد 29 يناير 2017, 8:19 am من طرف shaban

» الالتزام بمنهج اهل السنه
درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (درجة إيمان العباد حين يستحقون النصر) I_icon_minitimeالخميس 15 ديسمبر 2016, 5:51 pm من طرف احمد المصرى

» التلاوة التى هزت أركااااان الهند (2016) شيئ يفووووق الخياااال لملك المقامات وقارئ شباب العالم الاول
درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (درجة إيمان العباد حين يستحقون النصر) I_icon_minitimeالخميس 15 ديسمبر 2016, 5:47 pm من طرف احمد المصرى

» فديو للشيخ ابو اسحاق الحوينى
درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (درجة إيمان العباد حين يستحقون النصر) I_icon_minitimeالخميس 15 ديسمبر 2016, 5:43 pm من طرف احمد المصرى

» لكل قاتل قتله
درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (درجة إيمان العباد حين يستحقون النصر) I_icon_minitimeالخميس 08 ديسمبر 2016, 11:58 pm من طرف احمد المصرى

» الصلاة على النبى صل الله عليه وسلم
درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (درجة إيمان العباد حين يستحقون النصر) I_icon_minitimeالجمعة 14 أكتوبر 2016, 2:50 pm من طرف احمد المصرى

» الاعجاز فى القران الكريم
درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (درجة إيمان العباد حين يستحقون النصر) I_icon_minitimeالجمعة 14 أكتوبر 2016, 2:09 pm من طرف احمد المصرى

» لا ادرى
درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (درجة إيمان العباد حين يستحقون النصر) I_icon_minitimeالأربعاء 06 يناير 2016, 5:34 pm من طرف احمد المصرى

» الحديث الثانى من الاربعين النوويه
درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (درجة إيمان العباد حين يستحقون النصر) I_icon_minitimeالأربعاء 06 يناير 2016, 4:31 pm من طرف احمد المصرى

» معا لنصرة المسجد الاقصى وتحريره
درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (درجة إيمان العباد حين يستحقون النصر) I_icon_minitimeالأربعاء 30 ديسمبر 2015, 2:46 am من طرف احمد المصرى

» تحكيم شرع الله
درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (درجة إيمان العباد حين يستحقون النصر) I_icon_minitimeالأربعاء 30 ديسمبر 2015, 12:41 am من طرف احمد المصرى

»  تحكيم شرع الله عزوجل
درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (درجة إيمان العباد حين يستحقون النصر) I_icon_minitimeالثلاثاء 29 ديسمبر 2015, 11:56 pm من طرف احمد المصرى

» القدس رمز الأمة
درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (درجة إيمان العباد حين يستحقون النصر) I_icon_minitimeالثلاثاء 24 نوفمبر 2015, 5:49 pm من طرف احمد المصرى

أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
shaban - 17315
درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (درجة إيمان العباد حين يستحقون النصر) Vote_rcap1درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (درجة إيمان العباد حين يستحقون النصر) Voting_bar1درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (درجة إيمان العباد حين يستحقون النصر) Vote_lcap 
اريج الجنة - 5330
درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (درجة إيمان العباد حين يستحقون النصر) Vote_rcap1درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (درجة إيمان العباد حين يستحقون النصر) Voting_bar1درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (درجة إيمان العباد حين يستحقون النصر) Vote_lcap 
محمد - 2800
درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (درجة إيمان العباد حين يستحقون النصر) Vote_rcap1درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (درجة إيمان العباد حين يستحقون النصر) Voting_bar1درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (درجة إيمان العباد حين يستحقون النصر) Vote_lcap 
الشافعي - 1989
درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (درجة إيمان العباد حين يستحقون النصر) Vote_rcap1درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (درجة إيمان العباد حين يستحقون النصر) Voting_bar1درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (درجة إيمان العباد حين يستحقون النصر) Vote_lcap 
زهرة الفردوس - 281
درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (درجة إيمان العباد حين يستحقون النصر) Vote_rcap1درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (درجة إيمان العباد حين يستحقون النصر) Voting_bar1درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (درجة إيمان العباد حين يستحقون النصر) Vote_lcap 
الرحال - 163
درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (درجة إيمان العباد حين يستحقون النصر) Vote_rcap1درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (درجة إيمان العباد حين يستحقون النصر) Voting_bar1درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (درجة إيمان العباد حين يستحقون النصر) Vote_lcap 
محمد احمد غيث - 130
درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (درجة إيمان العباد حين يستحقون النصر) Vote_rcap1درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (درجة إيمان العباد حين يستحقون النصر) Voting_bar1درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (درجة إيمان العباد حين يستحقون النصر) Vote_lcap 
هايدي - 116
درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (درجة إيمان العباد حين يستحقون النصر) Vote_rcap1درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (درجة إيمان العباد حين يستحقون النصر) Voting_bar1درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (درجة إيمان العباد حين يستحقون النصر) Vote_lcap 
احمد المصرى - 61
درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (درجة إيمان العباد حين يستحقون النصر) Vote_rcap1درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (درجة إيمان العباد حين يستحقون النصر) Voting_bar1درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (درجة إيمان العباد حين يستحقون النصر) Vote_lcap 
معتز - 50
درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (درجة إيمان العباد حين يستحقون النصر) Vote_rcap1درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (درجة إيمان العباد حين يستحقون النصر) Voting_bar1درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (درجة إيمان العباد حين يستحقون النصر) Vote_lcap 
أفضل 10 أعضاء في هذا الشهر
لا يوجد مستخدم

.: عدد زوار المنتدى :.

ضع اميلك ليصلك كل ما هو جديد:

لا تنسى الضغط على رابط التفعيل فى بريدك لاتمام الاشتراك

منتديات بهجة النفوس الاسلامية

[جميع ما يطرح في منتديات بهجة النفوس الإسلامية لا يعبر عن رأي الإدارة بالضروري ،وإنما يعبر عن رأي الكاتب ]

للتسجيل اضغط هـنـا

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More