منتديات بهجة النفوس الاسلامية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدي اسلامي على مذهب اهل السنة والجماعه
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (كنت آمركم بالمعروف ولا آتيه)

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
shaban
الإدارة
الإدارة
shaban


عدد المساهمات : 17315
نقاط : 26579
تاريخ التسجيل : 20/11/2011
العمر : 45

درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (كنت آمركم بالمعروف ولا آتيه)  Empty
مُساهمةموضوع: درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (كنت آمركم بالمعروف ولا آتيه)    درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (كنت آمركم بالمعروف ولا آتيه)  I_icon_minitimeالثلاثاء 08 مايو 2012, 2:47 pm

كنت آمركم بالمعروف ولا آتيه



من الأمور اللازمة لنجاح الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر أن يفعل ما يأمر به ويجتنب ما ينهى عنه، والذي لا شك فيه أن الداعية إلى الله لا يستطيع أن يَنفَذ بدعوته إلى مستمعيه ما لم يكن قدوة حسنة. إن مسئولية الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر تجاه أنفسهم أعظم بكثير من مسئولياتهم تجاه المجتمع. وخطورة التقصير فيما للدعاة على أنفسهم من واجبات يفوق خطورة التقصير فيما للمجتمع عليهم من حقوق. فالدعاة إلى الله ينبغي أن يكونوا قدوة حسنة للمجتمع الذي يعيشون فيه، تبدو في حياتهم آثار الرسالة التي يدعون إليها.

وقد أنكر الله جل وعلا على أولئك الذين يعظون الناس ولا يتعظون، وينهونهم ولا ينتهون. وكذا شدد رسول الله صلى الله عليه وسلم النكير على هؤلاء الذين تخالف أعمالُهم أقوالَهم..

قال تعالى: âأَتَأْمُرُونَ الناس بالبر وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلَا تَعْقِلُونَá [البقرة:44]

(أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ) أي: بالإيمان والخير، (وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ) أي: تتركونها عن أمرها بذلك، والحال: (وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلا تَعْقِلُونَ) وأسمى (العقل) عقلا لأنه يَعقل به ما ينفعه من الخير، وينعقل به عما يضره؛ وذلك أن العقل يحث صاحبه أن يكون أول فاعل لما يأمر به، وأول تارك لما ينهى عنه؛ فمَن أمر غيره بالخير ولم يفعله، أو نهاه عن الشر فلم يتركه، دل على عدم عقله وجهله، خصوصا إذا كان عالما بذلك، قد قامت عليه الحجة.

(أَفَلاَ تَعْقِلُونَ) توبيخ عظيم بمعنى أفلا تفطنون لقبح ما أقدمتم عليه، حتى يصدكم استقباحه عن ارتكابه، وكأنكم في ذلك مسلوبو العقول؛ لأن العقول تأباه وتدفعه. وفي هذا دليل على كمال غفلتهم واضطراب حالهم. وكون هذا أمرا قبيحا فظيعا من أحوال البشر مما لا يشك فيه عاقل .

وليس في الآية أن الإنسان إذا لم يقم بما أَمر به أنه يترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ لأنها دلت على التوبيخ بالنسبة إلى الواجبين، وإلا فمن المعلوم أن على الإنسان واجبين: أمر غيره ونهيه، وأمر نفسه ونهيها؛ فتـرك أحدهما لا يكون رخصة في ترك الآخر؛ فإن الكمال أن يقوم الإنسان بالواجبين، والنقص الكامل أن يتركهما، وأما قيامه بأحدهما دون الآخر، فليس في رتبة الأول، وهو دون الأخير، وأيضا فإن النفوس مجبولة على عدم الانقياد لمن يخالف قوله فعله، فاقتداؤهم بالأفعال أبلغ من اقتدائهم بالأقوال المجردة.

ومع أن هذا النص القرآني كان يواجه ابتداء حالة واقعة من بني إسرائيل؛ فإنه في إيحائه للنفس البشرية، ولرجال الدين بصفة خاصة؛ دائم لا يخص قوما دون قوم، ولا يعني جيلا دون جيل .

إن آفة رجال الدين؛ حين يصبح الدين حرفة وصناعة لا عقيدة حارة دافعة؛ أنهم يقولون بأفواههم ما ليس في قلوبهم؛ يأمرون بالخير ولا يفعلونه، ويدعون إلى البر ويهملونه، ويحرفون الكلم عن مواضعه، ويجدون فتاوى وتأويلات قد تتفق في ظاهرها مع ظاهر النصوص، ولكنها تختلف في حقيقتها عن حقيقة الدين، لتبرير أغراض وأهواء لمن يملكون المال أو السلطان! كما كان يفعل أحبار يهود!

والدعوة إلى البر والمخالفة عنه في سلوك الداعين إليه؛ هي الآفة التي تصيب النفوس بالشك لا في الدعاة وحدهم ولكن في الدعوات ذاتها. وهي التي تبلبل قلوب الناس وأفكارهم؛ لأنهم يسمعون قولا جميلا، ويشهدون فعلا قبيحا؛ فتتملكهم الحيرة بين القول والفعل، وتخبو في أرواحهم الشعلة التي توقدها العقيدة، وينطفئ في قلوبهم النور الذي يشع الإيمان، ولا يعودون يثقون في الدين بعد ما فقدوا ثقتهم برجال الدين .

إن الكلمة لتنبعث ميتة، وتصل هامدة، مهما تكن طنانة رنانة متحمسة، إذا هي لم تنبعث من قلب يؤمن بها. ولن يؤمن إنسان بما يقول حقا إلا أن يستحيل هو ترجمة حية لما يقول، وتجسيما واقعيا لما ينطق.. عندئذ يؤمن الناس، ويثق الناس، ولو لم يكن في تلك الكلمة طنين ولا بريق.. إنها حينئذ تستمد قوتها من واقعها لا من رنينها، وتستمد جمالها من صدقها لا من بريقها.. إنها تستحيل يومئذ دفعة حياة؛ لأنها منبثقة من حياة .

والمطابقة بين القول والفعل، وبين العقيدة والسلوك؛ ليست مع هذا أمرا هينا، ولا طريقا معبدا. إنها في حاجة إلى رياضة وجهد ومحاولة. وإلى صلة بالله، واستمداد منه، واستعانة بهديه..

فملابسات الحياة وضروراتها واضطراراتها كثيرا ما تنأى بالفرد في واقعه عما يعتقده في ضميره، أو عما يدعو إليه غيره. والفرد الفاني ما لم يتصل بالقوة الخالدة ضعيف مهما كانت قوته؛ لأن قوى الشر والطغيان والإغواء أكبر منه.. وقد يغالبها مرة ومرة ومرة، ولكن لحظة ضعف تنتابه فيتخاذل ويتهاوى، ويخسر ماضيه وحاضره ومستقبله.. فأما وهو يركن إلى قوة الأزل والأبد؛ فهو قوي قوي، أقوى من كل قوي. قوي على شهوته وضعفه. قوي على ضروراته واضطراراته. قوي على ذوي القوة الذين يواجهونه.(1)

يقول فضيلة الشيخ الشعراوي /: قول الحق سبحانه وتعالى: (أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ) يعطينا منهجا آخر من مناهج الدعاة. لأن الذي يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ويحمل منهج الله؛ يريد أن يُخرج مَن لا يؤمن مِن حركة الباطل التي ألفها. وإخراج غير المؤمن من حركة الباطل أمر شاق على نفسه. لأنه خروج عن الذي اعتاده. وبُعد عما ألفه. واعتراف أنه كان على باطل لذلك فهو يكون مفتوح العينين على مَن بيَّن له طريق الإيمان ليرى هل يطبق ذلك على نفسه أم لا..؟ أيطبق الناهي عن المنكر ما يقوله..؟ فإذا طبقه عرف أنه صادق في الدعوة. وإذا لم يطبقه كان ذلك عذرا ليعود إلى الباطل الذي كان يسيطر على حركة حياته..

إن الدين كلمة تُقال. وسلوك يُفعل. فإذا انفصلت الكلمة عن السلوك ضاعت الدعوة. فالله سبحانه وتعالى يقول: âياأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لِمَ تَقُولُونَ مَا لاَ تَفْعَلُونَ . كَبُرَ مَقْتاً عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُواْ مَا لاَ تَفْعَلُونَá [الصف:2-3]

لماذا..؟ لأن مَن يراك تفعل ما تنهاه عنه يعرف أنك مخادع وغشاش. وما لم ترتضه أنت كسلوك لنفسك. لا يمكن أن تبشر به غيرك. لذلك نقرأ في القرآن الكريم: âلَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراًá [الأحزاب:21]

فمنهج الدين وحده لا يكفي إلا بالتطبيق. ولذلك كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يأمر أصحابه بأمر إلا كان أسبقهم إليه، فكان المسلمون يأخذون عنه القدوة قولا وعملا، وكان عمر بن الخطاب ت حين يريد أن يقنن أمرا في الإسلام يأتي بأهله وأقاربه ويقول لهم: لقد بدا لي أن آمر بكذا وكذا، والذي نفسي بيده مَن خالف منكم لأجعلنه نكالا للمسلمين. وكان عمر بن الخطاب بهذا يغلق أبواب الفتنة؛ لأنه يعلم من أين تأتي..

وفي الدعوة الإسلامية لابد أن يكون العلماء قدوة لينصلح أمر الناس. ففي كل علوم الدنيا القدوة ليست مطلوبة؛ إلا في الدين. فأنت إذا ذُكِرَ لك عالم كيمياء بارع، وقيل لك: إنه يتناول الخمر، أو يفعل كذا.. تقول: مالي وسلوكه؟! أنا آخذ عنه علم الكيمياء لأنه بارع في ذلك، ولكن لا شأن لي بسلوكه. وكذلك كل علماء الأرض. ما عدا عالم الدين.. فإذا كان هناك عالم يبصرك بالطريق المستقيم، وتتلقى عنه علوم دينك ثم بعد ذلك تعرف أنه يشرب الخمر أو يسرق. أتستمع له؟! أبدا.. إنه يهبط من نظرك في الحال، ولا تحب أن تسمعه، ولا تجلس في مجلسه؛ مهما كان علمه.. وستقول له: كفاك دجلا..!

وهكذا؛ فإن عالم الدين لابد أن يكون قدوة. فلا ينهى عن منكر ويفعله. أو يأمر بمعروف وهو لا ينفذه. فالناس كلهم مفتحة أعينهم لما يصنع. والإسلام قبل أن ينتشر بالمنهج العلمي انتشر بالمنهج السلوكي. وأكبر عدد من المسلمين اعتنق هذا الدين من أسوة سلوكية قادته إليه. فالذين نشروا الإسلام في الصين؛ كان أغلبهم من التجار الذين تخلقوا بأخلاق الإسلام. فجذبوا حولهم الكثيرين. فاعتنقوا الإسلام. ولذلك يقول الحق سبحانه وتعالى: âوَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِّمَّن دَعَآ إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَá [فصلت: 33]

فالشرط الأول هو الدعوة إلى الله. والشرط الثاني العمل الصالح. وقوله: (إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ) لم ينسب الفضل لنفسه أو لذاته. ولكنه نسب الفضل إلى الإسلام.

ولكن.. أي فائدة أن نقول: إننا مسلمون؛ بينما نعمل بعمل غير المسلمين؟!(1)

وعن أسامة بن زيد ت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قـال: "يُجَاءُ بالرَّجُلِ يومَ القيامةِ فَيُلْقَى في النارِ فتَنْدَلِقُ أقْتَابُهُ في النارِ فيَدُورُ كما يَدُورُ الحمارُ برَحَاهُ فيجتمعُ أهلُ النارِ عليهِ فيقولون: أيْ فلانُ ما شأنُكَ؟

أليس كنتَ تأمرُنا بالمعروفِ وتنهانا عن المنكرِ؟ قال: كنتُ آمُرُكم بالمعروفِ ولا آتِيهِ وأنهاكم عن المنكرِ وآتِيهِ".(2)

وقال تعالى: âيَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ كَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لا تَفْعَلُونَá [الصف:2-3]

أي: لم تقولون الخير وتحثون عليه، وربما تمدحتم به وأنتم لا تفعلونه، وتنهون عن الشر وربما نزهتم أنفسكم عنه، وأنتم متلوثون به ومتصفون به.

فهل تليق بالمؤمنين هذه الحالة الذميمة؟ أم من أكبر المقت عند الله أن يقول العبد ما لا يفعل؟ ولهذا ينبغي للآمر بالخير أن يكون أول الناس إليه مبادرة، وللناهي عن الشر أن يكون أبعد الناس منه.

وقد ناداهم بوصف الإيمان تعريضا بأن الإيمان من شأنه أن يزع المؤمن عن أن يخالف فعلُه قولَه في الوعد بالخير.

واللام لتعليل المستفهَم عنه، وهو الشيء المبْهم الذي هو مدلول (ما) الاستفهامية لأنها تدل على أمر مبهَم يطلب تعيينه. والتقدير: تقولون ما لا تفعلون لأي سبب أو لأية علة؟!

والاستفهام عن العلة مستعمل هنا في إنكار أن يكون سبب ذلك مُرضِيا لله تعالى. أي أن ما يدعوهم إلى ذلك هو أمر منكر.

ولا يخفى ما في هذا الأسلوب من التوبيخ والتأنيب الذي ليس بعده زيادة لمستزيد؛ فإن الآمر بما لا يأتمر به تكون الحجة عليه قائمة بلسانه.(1)

وقد ذكر الله جل وعلا عن نبيه شعيب ؛ أنه أخبر قومه أنه إذا نهاهم عن شيء انتهى هو عنه، وأن فعله لا يخالف قوله: âوَمَآ أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إلى مَآ أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ á [هود:88]

فشعيب ؛ يوضح لهم أنه لا ينهاهم عن أفعال ليفعلها هو؛ بل ينهاهم عن الذي لا يفعله؛ لأن الحق سبحانه قد أمره بألا يفعل تلك الأفعال، فالحق سبحانه هو الذي أوحى له بالمنهج، وهو الذي أنزل عليه الرسالة.

وشعيب ؛ لا ينهاهم عن أفعال يفعلها هو؛ لأنه لا يستأثر لنفسه بما يرونه خيرا؛ فليس في نقص الكيل والميزان أو الشرك بالله أدنى خير، فكل تلك الأفعال هي الشر نفسه.

ويوضح لهم شعيب ؛ مهمة النبوة؛ فيقول: (إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ الإِصْلاَحَ مَا اسْتَطَعْتُ)..

فالنبوات كلها لا يرسلها الله تعالى إلا حين يطم الفساد، ويأتي النبي المُرسَل

بمنهج يدل الناس إلى ما يصلح أحوالهم؛ من خلال (افعل) و(لا تفعل).

ويكون النبي المُرسَل هو الأسوة لتطبيق المنهج؛ فلا يأمر أمرا هو عنه بنَجْوةٍ؛ ويطبق على نفسه أولا كل ما يدعو إليه.(1)

وليت الذين نصبوا أنفسهم للعمل الإسلامي يضعون هذا المبدأ الذي أرشد إليه شعيب ؛ نصب أعينهم؛ فلا يخالفون إلى ما ينهون عنه ليكون لكلامهم ذلك التأثير في نفوس المدعوين!

إن على الدعاة أن يترسموا خُطا الدعوة في كل شأن من شئونهم؛ في أقوالهم وأفعالهم؛ في حياتهم الخاصة والعامة.. في أنفسهم كأفراد، وفي بيوتهم كأزواج وآباء.. وهذا ما يؤكد عليه علي بن أبي طالب ت، يقول: مَن نصب نفسه للناس إماما فليبدأ بتعليم نفسه قبل تعليم غيره، وليكن تهذيبه لسيرته قبل تهذيبه بلسانه، فمعلم نفسه ومهذبها أحق بالإجلال من معلم الناس ومهذبهم.

وهل يجني الذين يقولون ما لا يفعلون، ويعظون ولا يتعظون، ويرشدون ولا يسترشدون؛ إلا سخرية العباد وسخط رب العباد.. يخسرون دينهم ودنياهم وذلك هو الخسران المبين.

قال الشعبي: يَطَّلع يوم القيامة قوم من أهل الجنة على قوم من أهل النار، فيقولون لهم: ما أدخلكم النار، وإنما دخلنا الجنة بفضل تأديبكم وتعليمكم؟ فيقولون: إنا كنا نأمر بالخير ولا نفعله، وننهى عن الشر ونفعله.

إن الواجب على الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر أن يكون حريصا على إصلاح سره، كما يجب عليه أن يكون حريصا على إصلاح جهره. عليه أن يكون صريحا مع نفسه فلا يخادعها، ومع الناس فلا يرائيهم ولا ينافقهم. وليتدبر قول ابن السماك في هذا المعنى: كم مِن مذكر بالله ناسٍ لله! وكم مِن مخوف بالله جريء على الله! وكم مِن مقرب إلى الله بعيد عن الله! وكم من داعٍ إلى الله فارٍّ من الله! وكم من تالٍ لكتاب الله منسلخ عن آيات الله!

فالآمر بالمعروف والناهي عن المنكر ينبغي أن يخشى الله لا الناس، ويخلص له في سره وجهره، فلا يكون في ظاهره ملاكا وفي باطنه شيطانا، وليحذر أن يكون ممن عناهم الله عز وجل بقوله: âيَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلَا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْá [النساء:108]

وعن أنس بن مالك ت قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "رأيت ليلة أسري بي رجالا تُقرض شفاههم بمقاريض من النار، فقلت: مَن هؤلاء يا جبريل؟ قال: الخطباء من أمتك الذين يأمرون الناس بالبر وينسون أنفسهم وهم يتلون الكتاب أفلا يعقلون". [رواه ابن أبي الدنيا، وابن حبان واللفظ له، والبيهقي، وصححه الألباني في صحيح الترغيب]

وعن أبي تميمة عن جندب بن عبد الله الأزدي ت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "مثلُ الذي يُعلِّمُ الناسَ الخيرَ وينسى نفسَه كمثلِ السراجِ يُضيءُ للناسِ ويحرقُ نفسَه". [رواه الطبراني، وقال الألباني في صحيح الترغيب: صحيح لغيره]

وقد أحسن من قال:

يـا أيـهــا الرجـــلُ المُعلِّـمُ غيـــرَه

تصفُ الدواءَ لذي السَّقامِ وذي الضَّنى

ونـراكَ تُصلِـحُ بالرشــادِ عـقـولَـنـــا

ابـدأ بنفسِـك فانههــا عن غَيِّهـا

فهنـاكَ يُسمَع ما تقـولُ ويُقتدَى

لا تَنْـهَ عن خُـلُـــقٍ وتأتيَ مثـلَــه

هـلا لنفسِـكَ كـان ذا التعليـمُ

كيمـا يصحَّ بـهِ وأنتَ سقيــمُ!

أبـدًا وأنتَ من الرشـادِ عديـمُ

فإذا انتهتْ عنـهُ فأنت حكيـمُ

بالـقـولِ منكَ وينفـعُ التعليـمُ

عـارٌ عليـكَ إذا فعلتَ عـظيـمُ


فإنْ يتركوهم وما أرادوا هَلَكوا جميعًا:

إن الفساد حينما ينتشر في الأمة ويسود بنظامه وقيمه حياة أفرادها، ويسري في شرايين الناس سريان السرطان في جسم الإنسان؛ عند ذلك تكون الأمة في أمس الحاجة إلى الإصلاح والتغيير.

إن مهمة الإصلاح التي تحتاج إليها الأمة ليست حالة عارضة تظهر عند الحاجة إليها، بل هي حالة مستمرة تلازم حياة الأمة.

والوظيفة الأساسية لإقامة منهج الله في الأرض وتبليغ شريعته، وتغليب الحق على الباطل، والمعروف على المنكر، والخير على الشر؛ هي مهمة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

قال الإمام النووي /: واعلم أن هذا الباب -أعني باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر- قد ضُيِّع أكثره من أزمان متطاولة، ولم يبق منه في هذه الأزمان إلا رسوم قليلة جدا، وهو باب عظيم به قوام الأمر وملاكه، وإذا كثر الخبث عم العقاب الصالح والطالح، وإذا لم يأخذوا على يد الظالم أوشك أن يعمهم الله تعالى بعقابه، فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم، فينبغي لطالب الآخرة والساعي في تحصيل رضا الله عز وجل أن يعتني بهذا الباب؛ فإن نفعه عظيم. ا.هـ

قال تعالى: âفَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌá [النور:63]

أي: فليحذر الذين يصدون عن سبيل رسول الله صلى الله عليه وسلم ومنهاجه وطريقته وسنته وشريعته، فإن الأقوال والأعمال توزن بأقواله وأعماله، فما وافق ذلك قُبِل، وما خالفه فهو مَرْدُود على قائله وفاعله، كائنا ما كان، كما ثبت في الصحيحين وغيرهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "من عمل عَمَلا ليس عليه أمرنا فهو رَدّ".

وليخْشَ من خالف شريعة الرسول صلى الله عليه وسلم باطنًا أو ظاهرًا (أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ) أي: في قلوبهم؛ من كفر أو نفاق أو بدعة، (أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) أي: في الدنيا، بقتل، أو حَد، أو حبس، أو نحو ذلك.(1)

وقال تعالى: âوَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِá [الأنفال:25]

الفتنة: البلاء والاختبار، أي: اتقوا وقوع الفتن التي لا تختص إصابتها بمن يباشرها وحده، بل تعمه وغيره كالفتن القومية التي تقع بين الأمم فى التنازع على المصالح العامة من الملك والسيادة، أو التفرق فى الدين والشريعة، والانقسام إلى الأحزاب الدينية والأحزاب السياسية، ونحو ذلك من ظهور البدع، والتكاسل فى الجهاد، وإقرار المنكر الذي يقع بين أظهرهم، والمداهنة في الأمر بالمعروف ونحو ذلك من الذنوب التي جرت سنة الله بأن تعاقَب عليها الأمم فى الدنيا قبل الآخرة.

والجماعة التي تسمح لفريق منها بالظلم في صورة من صوره -وأظلم الظلم نبذ شريعة الله ومنهجه للحياة- ولا تقف في وجه الظالمين، ولا تأخذ الطريق على المفسدين؛ جماعة تستحق أن تؤخذ بجريرة الظالمين المفسدين.. فالإسلام منهج تكافلي إيجابي لا يسمح أن يقعد القاعدون عن الظلم والفساد؛ والمنكر يشيع؛ فضلا على أن يروا دين الله لا يتبع؛ بل أن يروا ألوهية الله تنكر وتقوم ألوهية العبيد مقامها؛ وهم ساكتون.. ثم هم بعد ذلك يرجون أن يخرجهم الله من الفتنة لأنهم هم في ذاتهم صالحون طيبون!

أخرج ابن جرير من طريق الحسن قال: لقد خُوِّفنا بهذه الآية، ونحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وما ظننا أننا خُصصنا بها.

وأخرج ابن جرير وابن المنذر في الآية، قال: نزلت في عليّ وعثمان وطلحة والزبير، وأخرج أبو الشيخ عن قتادة قال: علم والله ذوو الألباب من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم حين نزلت هذه الآية أن سيكون فتن.

ورُوي عن ابن عباس ب قال: أمر الله المؤمنين ألا يُقرُّوا المنكر بين أظهرهم؛ فيعمهم الله بالعذاب.

وروى أحمد والبزار وابن مردويه عن مطرِّف قال: قلنا للزبير: يا أبا عبد الله! ضيعتم الخليفة عثمان حتى قُتل، ثم جئتم تطلبون بدمه؟ فقال: إنا قرأنا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر وعثمان: (وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً)، ولم نكن نحسب أنا أهلها حتى وقعت فينا حيث وقعت.

وعلى الجملة ففتنة عثمان كانت أول الفتن التي اختلفت فيها الآراء، فاختلفت أعمال أهل الحل والعقد، وخلا الجو للمفسدين من زنادقة اليهود والمجوس وغيرهم، ثم أعقبتها فتنة الجمل بصفين، ثم فتنة ابن الزبير مع بني أمية، ثم قتل الحسين بكربلاء، إلى نحو ذلك من الفتن التي كان لها آثارها فى الإسلام، ولو تداركوها كما تدارك أبو بكر ت أهل الردة لما كانت فتنة تبعتها فتن كثيرة؛ أكبرها فتن الخلافة والملك، وفتن الآراء والمذاهب الدينية والسياسية.

(وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقابِ) أي: إنه تعالى شديد عقابه للأمم والأفراد إذا خالفت سنته التي لا تبديل لها ولا تحويل، أو خالفت هدي دينه المزكِّي للأنفس المطهر للقلوب.

وهذا العقاب منه ما هو فى الدنيا وهو مطرد فى الأمم، وقد أصيبت به الأمة الإسلامية فى القرن الأول الذي كان أهله خير القرون بعده، إذ قصروا في درء الفتنة الأولى فعاقبهم الله عقابا شديدا على ذلك، ثم تسلسل العقاب في كل جيل وقع فيه ذلك، ثم امتزجت الفتن المذهبية بالفتن السياسية على الملك والسلطان حتى دالت الخلافة التي تنافسوا فيها وتقاتلوا لأجلها.

وقد يقع هذا العقاب للأفراد لكنهم ربما لا يشعرون به، لأنه يقع تدريجيا فلا يكاد يحسّ به، وأما العقاب الأخروي فأمره إلى الله العالم بالسر والنجوى، والذي جعل العقاب آثارا طبيعية للذنوب التي تجترحها الأفراد والأمم. [تفسير المراغي - الظلال]

عن النعمان بن بشير ت عن النبى صلى الله عليه وسلم قال: "مَثَلُ القائمِ على حُدُودِ اللهِ والواقعِ فيها كَمَثَلِ قومٍ اسْتَهَمُوا(1) على سفينةٍ، فأصابَ بعضُهم أعلاها وبعضُهم أسفلَها، فكان الذين في أسفلِها إذا اسْتَقَوْا مِنَ الماءِ مَرُّوا على مَن فوقَهم فقالوا: لو أنا خَرَقْنَا في نصيبِنا خَرْقًا، ولم نُؤْذِ مَن فوقَنا. فإنْ يتركوهم وما أرادوا هَلَكوا جميعًا، وإنْ أخذوا على أيديهِم نَجَوْا ونَجَوْا جميعًا". [رواه البخاري والترمذي]

فانظر كيف بين الرسول صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث الشريف أن هلاك المجتمع إنما هو نتيجة محتومة لترك أصحاب المنكر والعصاة يعيثون في الأرض فسادا، وعدم الأخذ على أيديهم. وأن المنكر قد يُرى في أول الأمر هينا وبسيطا، كالخرق في السفينة، فإن تُرك مع بساطته وعدم اتساعه فشا في المجتمع وازداد حتى يؤول في آخر المطاف إلى بلاء عظيم.

وفي هذا الحديث مثَّل النبي صلى الله عليه وسلم المجتمع الإنساني بركاب سفينة، ومثل النظم

والآداب التي تحفظ هذا المجتمع وتعصمه -بإذن الله- بهيكل السفينة وجوانبها.. وأصبح واضحا من التمثيل أن على كل راكب أن يحافظ على سلامة حدودها التي حدها الله بها بين الحياة والموت والنجاة والهلاك. ثم قسم صلى الله عليه وسلم المجتمع بالنسبة للمحافظة على هذه الحدود إلى طبقتين:

أ) طبقة المحافظين عليها والقائمين على حراستها وهم الطبقة العليا، الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر.

ب) وطبقة المنتهكين لها الواقعين في مخالفتها وهي الطبقة السفلى أهل المنكر والمعصية.

ثم وضح صلى الله عليه وسلم أهمية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في حياة هذا المجتمع، فذكر أن الطبقة السفلى ترغب في ارتكاب جريمة إبادة عامة بغباوة وحسن نية وعاطفة حب؛ لأنه صعب عليها أن تتسبب في مضايقة العليا بمرورها بها صاعدة نازلة كلما أرادت شيئا من الماء فهداها تفكيرها الأخرق إلى أن تخرق مكانها من أسفل السفينة لتستقي منه ولا تؤذي جيرانها.

إن أصغر خرق هنا يساوي أوسع حيز لهذا المجتمع كله كما قيل، وإن السكوت على هذه الجريمة النكراء جريمة أخرى أشد نكرا، وأعظم خطرا، وإن ضرورة النجاة تفرض على أهل العقل والطبقة العليا أن يقوموا فورا بالضرب على أيدي الأسفلين الذين يريدون أن يغرقوا المجتمع كله بحمقهم وسوء عملهم.

ومما تضمنه هذا الحديث الشريف يتضح أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يساوي حياة المجتمع وسلامته، وأن أي تهاون في القيام به لا جزاء له إلا أن تهوي السفينة بالجميع إلى القاع، وأن يصبح الكل من المهلكين المغرقين. (1)

[وهكذا إقامة الحدود يحصل بها النجاة لمن أقامها وأقيمت عليه، وإلا هلك العاصي بالمعصية والساكت بالرضا بها.

قال المهلب وغيره: في هذا الحديث تعذيب العامة بذنب الخاصة، وفيه نظر لأن التعذيب المذكور إذا وقع في الدنيا على من لا يستحقه فإنه يكفِّر من ذنوب من وقع به أو يرفع من درجته. وفيه استحقاق العقوبة بترك الأمر بالمعروف] [فتح الباري]

وعن أبي بكر الصديق ت قال: يا أيها الناس! إنكم تقرأون هذه الآية: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ)،(1) وإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إنَّ الناسَ إذا رأَوْا الظالمَ فلم يأخذوا على يديهِ أوشكَ أن يَعمَّهمُ اللهُ بعقابٍ مِن عندِهِ". [رواه أبو داود والترمذي وقال: حديث حسن صحيح، وابن ماجه، والنسائي، وابن حبان، وصححه الألباني في صحيح الترغيب]. ولفظ النسائي: "إنَّ القومَ إذا رأَوْا المنكرَ فلم يُغيِّروه عمَّهمُ اللهُ بعقابٍ". وفي رواية لأبي داود: "ما مِن قومٍ يُعملُ فيهم بالمعاصي ثم يَقدرون على أن يُغيِّروا ثم لا يُغيِّروا إلا يُوشكُ أنْ يَعمَّهمُ اللهُ منه بعقابٍ".

يقول د. سيد العفاني: [لا يعلم إلا الله –إن لم يكن الربانيون يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر- ما سيكون.. والوحل والحضيض الذي تعيش فيه الأمة يدمي القلوب والعيون، والمسلمون ينحدرون من هاوية إلى هاوية، ويتقهقرون من نكسة إلى نكسة، ويتهافتون من خراب إلى خراب..

ألفت الأمة الآثام؛ حتى أمست جزءًا من كيانها تتمسك به وتدافع عنه؛ حالهم مثل حال الأمم التي قال الله عز وجل فيها: âتَاللَّهِ لَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَهُوَ وَلِيُّهُمُ الْيَوْمَá [النحل:63]؛ جعل القبيح في عيونهم حسنا، والمر في مذاقهم حلوا، وكرَّه لهم الاستقامة ووحي السماء؛ فهم لا يرتضون إلا ما ابتدعوا، ولا يقبلون عنه بديلا..

ومثال ذلك الواضح: كان القذر الجنسي يتم في خفاء، ثم صار يبدو على استحياء، ثم تواضع عليه الرعاع، ثم صار قانونا يُعمل به، ثم انعقدت مؤتمرات عالمية تدعو إليه وتسعى جاهدة لتعميمه على المجتمعات الإسلامية؛ لتشيع الفاحشة في الذين آمنوا.. فمن يعري هؤلاء العراة ويفضحهم إن سكت الربانيون؟

ناشئة حديثة تكره الله ورسوله، وتنقم على الإسلام ووحيه، وتريد باسم العلمانية أن تعيدنا إلى جاهلية عمياء..

ومن لهؤلاء الأقزام يصدهم إلا الجبال الشم من الربانيين الذين ذاقوا حلاوة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ فاستعذبوا ما يلاقون ابتغاء وجه ربهم الأعلى..

يا جيل المصاحف.. أكلت مواسمنا الجنادب، واستبد بنا الحواة، وغادرتنا آخر السحب الحميمة في السماء..

يا جيل المصاحف.. يا خمير الأرض.. يا غرس الشهادة.. أنت الذي سيبدل الأوزان والأحزان؛ يزرع في العيون نخيلها، فلكم تباطأ في الرحيل عن القرى عام الرماد!!] [صلاح الأمة في علو الهمة (بتصرف)]

--------------------------------------------------------------------------------

(1) تيسير الكريم الرحمن – التحرير والتنوير – في ظلال القرآن – محاسن التأويل

(1) تفسير الشعراوي

(2) متفق عليه. وتندلق أقتابه: أي تخرج أمعاؤه.

(1) تيسير الكريم الرحمن - التحرير والتنوير – تفسير المراغي

(1) تفسير الشعراوي

(1) نفسير القرآن العظيم

(1) اقترعوا؛ من يسكن أعلى السفينة، ومن يسكن أسفلها.

(1) الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في ضوء كتاب الله

(1) المائدة: 105

دُرّة اليقين في أسْباب النصْر والتمْكين

جمع وإعداد جميلة المصري
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shmmmm.forumarabia.com
زائر
زائر




درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (كنت آمركم بالمعروف ولا آتيه)  Empty
مُساهمةموضوع: رد: درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (كنت آمركم بالمعروف ولا آتيه)    درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (كنت آمركم بالمعروف ولا آتيه)  I_icon_minitimeالثلاثاء 08 مايو 2012, 6:21 pm

~\\~ بوركت وجزاك الله سبحانه كل خير ~\\~
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
shaban
الإدارة
الإدارة
shaban


عدد المساهمات : 17315
نقاط : 26579
تاريخ التسجيل : 20/11/2011
العمر : 45

درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (كنت آمركم بالمعروف ولا آتيه)  Empty
مُساهمةموضوع: رد: درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (كنت آمركم بالمعروف ولا آتيه)    درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (كنت آمركم بالمعروف ولا آتيه)  I_icon_minitimeالثلاثاء 08 مايو 2012, 9:24 pm

شكرا نهاد لمرورك الكريم

وبارك الله فيك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shmmmm.forumarabia.com
محمد
مشرف عام محمد


عدد المساهمات : 2800
نقاط : 2930
تاريخ التسجيل : 21/11/2011

درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (كنت آمركم بالمعروف ولا آتيه)  Empty
مُساهمةموضوع: رد: درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (كنت آمركم بالمعروف ولا آتيه)    درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (كنت آمركم بالمعروف ولا آتيه)  I_icon_minitimeالثلاثاء 08 مايو 2012, 10:00 pm

درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (كنت آمركم بالمعروف ولا آتيه)  0811162003599eQk
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shmmmm.forumarabia.com
shaban
الإدارة
الإدارة
shaban


عدد المساهمات : 17315
نقاط : 26579
تاريخ التسجيل : 20/11/2011
العمر : 45

درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (كنت آمركم بالمعروف ولا آتيه)  Empty
مُساهمةموضوع: رد: درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (كنت آمركم بالمعروف ولا آتيه)    درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (كنت آمركم بالمعروف ولا آتيه)  I_icon_minitimeالثلاثاء 08 مايو 2012, 10:43 pm

شكرا محمد لمرورك الكريم

وبارك الله فيك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shmmmm.forumarabia.com
????
زائر




درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (كنت آمركم بالمعروف ولا آتيه)  Empty
مُساهمةموضوع: رد: درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (كنت آمركم بالمعروف ولا آتيه)    درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (كنت آمركم بالمعروف ولا آتيه)  I_icon_minitimeالأحد 13 مايو 2012, 6:24 pm

باااارك الله فيك وجزاك الله خيرااا

بوركت جهودك العظيمة

ننتظر المزيد مما هو مفيد

تحيااااتي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (كنت آمركم بالمعروف ولا آتيه)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر)
» درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (أسباب النصر والتمكين أولا الإيمان الخالص)
» درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (درجة إيمان العباد حين يستحقون النصر)
» درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (للخطيئة أثرها في النصر والهزيمة)
» درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (صور النصر شتى)

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات بهجة النفوس الاسلامية :: أقسام العلوم الشرعية :: الاسلامي العام-
انتقل الى:  
المواضيع الأخيرة
» رسائل للروح
درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (كنت آمركم بالمعروف ولا آتيه)  I_icon_minitimeالأربعاء 12 أغسطس 2020, 8:49 pm من طرف shaban

» استمع للشيخ حسن صالح صاحب الصوت الجميل
درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (كنت آمركم بالمعروف ولا آتيه)  I_icon_minitimeالخميس 30 نوفمبر 2017, 3:25 pm من طرف احمد المصرى

» الرجوع الى القران الكريم
درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (كنت آمركم بالمعروف ولا آتيه)  I_icon_minitimeالخميس 30 نوفمبر 2017, 3:07 pm من طرف احمد المصرى

» هذا الطفل يقوم الليل
درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (كنت آمركم بالمعروف ولا آتيه)  I_icon_minitimeالخميس 24 أغسطس 2017, 2:59 am من طرف shaban

» روائع الاعجاز النفسي - من أسرار السعادة
درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (كنت آمركم بالمعروف ولا آتيه)  I_icon_minitimeالثلاثاء 08 أغسطس 2017, 2:09 am من طرف shaban

» الوسائل النبوية فى كسب قلوب البرية(7)
درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (كنت آمركم بالمعروف ولا آتيه)  I_icon_minitimeالإثنين 07 أغسطس 2017, 10:41 pm من طرف shaban

» تفسير القران الكريم للشيخ ابو بكر الجزائرى
درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (كنت آمركم بالمعروف ولا آتيه)  I_icon_minitimeالأربعاء 01 فبراير 2017, 5:37 pm من طرف احمد المصرى

» عشرة نساء لا ينساهن الرجل
درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (كنت آمركم بالمعروف ولا آتيه)  I_icon_minitimeالأحد 29 يناير 2017, 8:19 am من طرف shaban

» الالتزام بمنهج اهل السنه
درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (كنت آمركم بالمعروف ولا آتيه)  I_icon_minitimeالخميس 15 ديسمبر 2016, 5:51 pm من طرف احمد المصرى

» التلاوة التى هزت أركااااان الهند (2016) شيئ يفووووق الخياااال لملك المقامات وقارئ شباب العالم الاول
درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (كنت آمركم بالمعروف ولا آتيه)  I_icon_minitimeالخميس 15 ديسمبر 2016, 5:47 pm من طرف احمد المصرى

» فديو للشيخ ابو اسحاق الحوينى
درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (كنت آمركم بالمعروف ولا آتيه)  I_icon_minitimeالخميس 15 ديسمبر 2016, 5:43 pm من طرف احمد المصرى

» لكل قاتل قتله
درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (كنت آمركم بالمعروف ولا آتيه)  I_icon_minitimeالخميس 08 ديسمبر 2016, 11:58 pm من طرف احمد المصرى

» الصلاة على النبى صل الله عليه وسلم
درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (كنت آمركم بالمعروف ولا آتيه)  I_icon_minitimeالجمعة 14 أكتوبر 2016, 2:50 pm من طرف احمد المصرى

» الاعجاز فى القران الكريم
درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (كنت آمركم بالمعروف ولا آتيه)  I_icon_minitimeالجمعة 14 أكتوبر 2016, 2:09 pm من طرف احمد المصرى

» لا ادرى
درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (كنت آمركم بالمعروف ولا آتيه)  I_icon_minitimeالأربعاء 06 يناير 2016, 5:34 pm من طرف احمد المصرى

» الحديث الثانى من الاربعين النوويه
درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (كنت آمركم بالمعروف ولا آتيه)  I_icon_minitimeالأربعاء 06 يناير 2016, 4:31 pm من طرف احمد المصرى

» معا لنصرة المسجد الاقصى وتحريره
درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (كنت آمركم بالمعروف ولا آتيه)  I_icon_minitimeالأربعاء 30 ديسمبر 2015, 2:46 am من طرف احمد المصرى

» تحكيم شرع الله
درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (كنت آمركم بالمعروف ولا آتيه)  I_icon_minitimeالأربعاء 30 ديسمبر 2015, 12:41 am من طرف احمد المصرى

»  تحكيم شرع الله عزوجل
درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (كنت آمركم بالمعروف ولا آتيه)  I_icon_minitimeالثلاثاء 29 ديسمبر 2015, 11:56 pm من طرف احمد المصرى

» القدس رمز الأمة
درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (كنت آمركم بالمعروف ولا آتيه)  I_icon_minitimeالثلاثاء 24 نوفمبر 2015, 5:49 pm من طرف احمد المصرى

أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
shaban - 17315
درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (كنت آمركم بالمعروف ولا آتيه)  Vote_rcap1درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (كنت آمركم بالمعروف ولا آتيه)  Voting_bar1درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (كنت آمركم بالمعروف ولا آتيه)  Vote_lcap 
اريج الجنة - 5330
درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (كنت آمركم بالمعروف ولا آتيه)  Vote_rcap1درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (كنت آمركم بالمعروف ولا آتيه)  Voting_bar1درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (كنت آمركم بالمعروف ولا آتيه)  Vote_lcap 
محمد - 2800
درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (كنت آمركم بالمعروف ولا آتيه)  Vote_rcap1درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (كنت آمركم بالمعروف ولا آتيه)  Voting_bar1درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (كنت آمركم بالمعروف ولا آتيه)  Vote_lcap 
الشافعي - 1989
درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (كنت آمركم بالمعروف ولا آتيه)  Vote_rcap1درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (كنت آمركم بالمعروف ولا آتيه)  Voting_bar1درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (كنت آمركم بالمعروف ولا آتيه)  Vote_lcap 
زهرة الفردوس - 281
درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (كنت آمركم بالمعروف ولا آتيه)  Vote_rcap1درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (كنت آمركم بالمعروف ولا آتيه)  Voting_bar1درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (كنت آمركم بالمعروف ولا آتيه)  Vote_lcap 
الرحال - 163
درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (كنت آمركم بالمعروف ولا آتيه)  Vote_rcap1درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (كنت آمركم بالمعروف ولا آتيه)  Voting_bar1درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (كنت آمركم بالمعروف ولا آتيه)  Vote_lcap 
محمد احمد غيث - 130
درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (كنت آمركم بالمعروف ولا آتيه)  Vote_rcap1درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (كنت آمركم بالمعروف ولا آتيه)  Voting_bar1درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (كنت آمركم بالمعروف ولا آتيه)  Vote_lcap 
هايدي - 116
درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (كنت آمركم بالمعروف ولا آتيه)  Vote_rcap1درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (كنت آمركم بالمعروف ولا آتيه)  Voting_bar1درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (كنت آمركم بالمعروف ولا آتيه)  Vote_lcap 
احمد المصرى - 61
درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (كنت آمركم بالمعروف ولا آتيه)  Vote_rcap1درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (كنت آمركم بالمعروف ولا آتيه)  Voting_bar1درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (كنت آمركم بالمعروف ولا آتيه)  Vote_lcap 
معتز - 50
درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (كنت آمركم بالمعروف ولا آتيه)  Vote_rcap1درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (كنت آمركم بالمعروف ولا آتيه)  Voting_bar1درة اليقين في اسباب النصر والتمكين - (كنت آمركم بالمعروف ولا آتيه)  Vote_lcap 
أفضل 10 أعضاء في هذا الشهر
لا يوجد مستخدم

.: عدد زوار المنتدى :.

ضع اميلك ليصلك كل ما هو جديد:

لا تنسى الضغط على رابط التفعيل فى بريدك لاتمام الاشتراك

منتديات بهجة النفوس الاسلامية

[جميع ما يطرح في منتديات بهجة النفوس الإسلامية لا يعبر عن رأي الإدارة بالضروري ،وإنما يعبر عن رأي الكاتب ]

للتسجيل اضغط هـنـا

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More